تفاصيل الخبر

وزيرة شؤون التنمية الادارية الدكتورة عناية عز الدين بكل شفافية: نحـــن امــــام فرصـــة ذهبيـــة لتحقيـــق ”الكوتـــا“ النسائيـــة وإقرارهـــا يشكل نقلــة نوعيـــة فـي الواقــع النسائـــي!

07/04/2017
وزيرة شؤون التنمية الادارية الدكتورة عناية عز الدين بكل شفافية: نحـــن امــــام فرصـــة ذهبيـــة لتحقيـــق ”الكوتـــا“ النسائيـــة وإقرارهـــا يشكل نقلــة نوعيـــة فـي الواقــع النسائـــي!

وزيرة شؤون التنمية الادارية الدكتورة عناية عز الدين بكل شفافية: نحـــن امــــام فرصـــة ذهبيـــة لتحقيـــق ”الكوتـــا“ النسائيـــة وإقرارهـــا يشكل نقلــة نوعيـــة فـي الواقــع النسائـــي!

 

بقلم حسين حمية

A 

حكومـــــة <استعـــــادة الثقـــــــة> الثلاثينيـــــــة برئاســــــــة سعــــــد الحريري تضم وجهاً نسائياً واحداً هي الوزيرة عناية عز الدين التي أوكلت إليها وزارة شؤون التنمية الإدارية، لكن المفارقة كانت باستحداث وزارة دولة لشؤون المرأة أوكلت الى النائب جان أوغاسابيان رغم أن الرجل شفاف ويستطيع التفاهم مع نون النسوة، لكن كان من الأفضل أن تسند هذه الوزارة الى سيدة. فماذا تقول الوزيرة الوحيدة في هذا الصدد، وكيف تقارب حقـــــوق المـــــرأة والمطالبــــة بـ<الكوتــــا> النسائية؟

<الأفكار> التقت الوزيرة عناية عز الدين داخل مكتبها الوزاري في بناية ستاركو وسط بيروت وحاورتها على هذا الخط وبكل ما يتصل بشؤون وشجون وزارتها ووضع المرأة عموماً بدءاً من السؤال:

ــ ماذا يعني وجود امرأة وحيدة في حكومة استعادة الثقة؟ وهل يمكن استعادة ثقة كل اللبنانيين اليوم، في ظل عدم اعتراف كامل بحضورالمرأة؟

- كما هو معلوم هذه القضية من الاشكاليات المطروحة منذ فترة طويلة في لبنان لأن المنطقي ان يكون عدد النساء في الحكومة اكثر من سيدة وحيدة لأن النساء اللبنانيات أثبتن حضورهن في العديد من المجالات العلمية والمهنية والاجتماعية وكان يفترض ان ينعكس هذا الأمر في مواقع القرار. اما مسألة استعادة الثقة فهي اكثر تعقيداً من عدد النساء او الرجال. الموضوع مرتبط بانعدام الثقة بين المواطن اللبناني ودولته نتيجة التراكمات السلبية وهذا وضع يتطلب المعالجة وهو ما تحاول الحكومة الحالية وضع مسارات له لذلك كان الخيار على اسم استعادة الثقة.

 

المرأة وصناعة القرار

ــ ماذا عن وجودك اليوم في مجلس الوزراء مع ٢٩ وزيراً وكيف يتم التعامل مع هذا الوجود، وهل يتهيبون وجود تاء التأنيث معهم؟

- التعامل من قبل الوزراء معي مبني على الاحترام والتقدير. ولا أشعر ان هناك اي تمييز او تهيب. على العكس الأمور تجري بشكل طبيعي.

ــ ما هو المطلوب اليوم لدعم وجود المرأة في المجتمع وفي صناعة القرار؟  وهل المشكلة تكمن فقط في الذهنية الذكورية السائدة؟ ام ايضاً في عدم إيمان المرأة نفسها بقدراتها؟

- المطلوب العمل على الكثير من المستويات وفي العديد من المجالات. واعتقد ان البداية الضرورية هي من المناهج التربوية التي يجب ان يكون تمكين المرأة وتعزيز حضورها في المجتمع احد اهدافها. هناك ايضاً المستوى التشريعي والقانوني لأن العمل على تشريعات تساعد المرأة وتكرس حقوقها ضروري لأنني على قناعة بأن القوانين تغير سلوك الناس وتحدث تحولات في المجتمع.

وأضافت:

- يجب ان لا ننسى ايضاً المستوى الاعلامي المهم والخطير من خلال تشكيل الرأي العام تجاه القضايا التي تهم المرأة فضلاً عن دور وسائل الاعلام في تكريس صورة معينة للنساء. وللأسف نلاحظ دوراً سلبياً في هذه النقطة حيث تقوم وسائل الاعلام بتسليع المرأة والاساءة اليها في الكثير من الاحيان.

وأضافت:

- عمل المرأة من داخل الاحزاب هو عمل مهم جداً. ووصولها لمواقع قيادية داخل الاحزاب هو المقدمة الضرورية للوصول الى مواقع القرار الوطني ونجاحها في العمل الحزبي يساعدها بشكل كبير في مسيرة وصولها الى المواقع النيابية والوزارية والقيادية. كما أرى ان المرأة معنية بتقديم مفهوم جديد للعمل السياسي في لبنان. لأن العمل السياسي في لبنان وللأسف اصبح ملتبساً والناس أصابها إحباط من نمط العمل السياسي السائد. ويمكن للسيدات من خلال عملهن الحزبي او العام ان يقدمن نموذجاً مختلفاً فيه نزاهة وشفافية وقائماً على خدمة الناس وتبني قضاياهم. اما عن سبب الخلل فيمكن القول انه مزيج من الذهنية الذكورية ومن عدم ايمان المرأة بقدراتها.

 

قانون الانتخاب و<الكوتا>

ــ هل سنصل الى قانون انتخابي عادل يمثل طموحات اللبنانيين؟ وماذا عن <الكوتا> النسائية؟ هل هي الحل الأمثل اليوم؟ ام الوسيلة الوحيدة للوصول الى الحقوق المطلوبة؟

- نتمنى ان نصل قريباً الى قانون انتخابي عادل. هذا الأمر ليس ترفاً بل هو ضرورة وحاجة ماسة لأن أوضاع البلد لم تعد تحتمل وهناك شبه اجماع ان انقاذ الوضع يتطلب بالدرجة الاولى قانوناً عادلاً يحقق صحة التمثيل ويؤمن مشاركة واسعة. وإقرار <الكوتا> النسائية يمكن اعتباره احد المقومات الضرورية لهذا القانون. اما ما يقال عن التمييز فـ<الكوتا> تعتبر تمييزاً ايجابياً ولفترة انتقالية ليصبح المجتمع معتاداً على ترشح المرأة ووجودها في مواقع القرار السياسي. وللأسف يبدو ان هذا الاجراء لا بد منه للوصول الى توازن في مواقع القرار.

ــ ماذا عن العمل الوزاري، والحياة السياسية في لبنان، وما هو المطلوب للوصول الى حياة سياسية سليمة؟

- هذا سؤال كبير ومهم ويحتاج لكلام كثير لكنني استطيع القول إن الحل يبدأ بقانون انتخاب عادل ويؤمن التمثيل الصحيح كمدخل لتطوير الحياة السياسية وتحسينها. وفيما بعد لا بد من وضع الغاء الطائفية السياسية على السكة للوصول الى حياة سياسية سليمة لأن الواقع الطائفي في البلد هو الذي يمنع مكافحة الفساد وتطوير الادارة وهو الذي يكرس المحاصصة الطائفية والحمايات الطائفية. المطلوب ايضاً تفعيل اجهزة الرقابة وقوانين المحاسبة. هذا الأمر اذا حصل سيؤدي الى تحسين الاوضاع و تراجع نسبة الفساد المستشرية بانتظار الحل الجذري المتمثل بإلغاء النظام الطائفي والولوج الى دولة القانون والمواطنة. اما العمل الوزاري فهو يتأثر بطبيعة الحال بالأجواء السائدة ولكن اليوم من حسن الحظ ان الحكومة تعمل في ظل حد مقبول من التوافق السياسي وهذا يساعد على الانتاج والفعالية.

ــ <الكوتا> هي مطلب اساسي وحقيقي عند الكثير من الجمعيات النسائية، هل ستنجح القوى النسائية في فرض هذا المطلب؟

- اعتقد اننا في هذه الظروف امام فرصة ذهبية قد تسمح بتحقيق مطلب <الكوتا> النسائية لذلك على الجمعيات النسائية تكثيف وتفعيل الجهود والاستمرار بالمطالبة والاصرار على <الكوتا> التي يمكن في حال اقرارها ان تحدث نقلة نوعية في الواقع النسائي في لبنان.

 

 واقع وزارتي شؤون المرأة والشؤون الادارية

ــ وزارة شؤون المرأة اعطيت للوزير جان اوغاسبيان، هل كان من المفترض ان تتولاها امرأة؟ وهل سينجح اوغاسبيان في مقاربة شؤون المرأة وهمومها بالشكل المطلوب، ويوصل صوتها وهمومها بشكل كامل الى مجلس الوزراء؟

- دائماً اسأل عن هذه النقطة ودائماً اجيب بأن المهم هو وجود شخص كفوء ومؤمن بقضايا المرأة وليس بالضرورة ان يكون وزير شؤون المرأة سيدة، والزميل جان اوغاسبيان يبذل جهوداً لتأسيس هذه الوزارة وتنظيمها وتشكيل فريق العمل اللازم القادر على اداء المهام المطلوبة.

ــ ماذا عن وزارة الشؤون الادارية؟ وما هو دورها في تحديث الادارة ومكننتها وفي العلاقة مع الوزارات الاخرى؟ هل تواجهين صعوبات في التنسيق؟

- وزارة الدولة لشؤون التنمية الادارية من الوزارات المهمة والمعنية بتطوير الادارة العامة في البلد من خلال مشاريع وبرامج مثل الحكومة الالكترونية وتبسيط المعاملات وهذا العمل يتداخل مع كل الوزارات تقريباً، وحتى الآن هناك تنسيق جيد ومقبول. ومؤخراً اثمر التنسيق مع وزارة الصحة مشروع الشباك الموحد وان شاء الله تظهر قريباً مشاريع اخرى تنعكس ايجاباً وبشكل مباشر على حياة المواطنين.

ــ أخيراً ماذا اضافت لك الوزارة؟ وماذا ستضيفين اليها؟ وماذا تقولين للنساء اللبنانيات اليوم خصوصاً وانك تمثلين املهن بشكل كبير؟ وماذا تقولين للرجال وللسياسيين لاسيما وان الرئيس نبيه بري كان السباق في تكريس ايمانه بقدرة المرأة ووجودها الفاعل؟.

- من الطبيعي ان تضيف الوزارة الكثير الى تجربتي الشخصية والمهنية لكني افضل الكلام عن هذا الموضوع في وقت لاحق تكون فيه التجربة قد نضجت. اما ماذا سأضيف اليها فأترك الحكم للناس.

واستطردت قائلة:

- للبنانيات اقول انكن تستحقن الأفضل لانكن كنتن مقاومات ومناضلات وامهات تحملتن الكثير نتيجة الظروف الصعبة التي نمر بها وقد حان الأوان لتصلن الى مواقع القرار وتبدأن بالمساهمة في معالجة مشكلات البلد، وأدعو الرجال للنظر الى مشاركة المرأة انطلاقاً من مبدأ التكامل بين مكونات المجتمع وليس التعارض او التنافس السلبي. اما القيادات السياسية فأتمنى ان تحتذي بالرئيس بري لناحية الدعم الفعلي وليس مجرد الكلام حول تمثيل المرأة في مواقع القرار.