بقلم حسين حمية

أفرزت الانتخابات النيابية التي جرت في السادس من أيار (مايو) الماضي واقعاً جديداً تمثل بوجوه جديدة تدخل البرلمان للمرة الأولى، لكن لم تشهد هذه الانتخابات تغييراً جوهرياً لجهة خرق الكتل الكبيرة التي تشكل واجهة الطوائف والمذاهب إلا ما ندر، حيث استطاع المرشحون المستقلون والمنضوون تحت يافطة المجتمع المدني الوصول بصعوبة وبنسبة قليلة، حتى ان المرأة وصلت بغطاء من الاحزاب والتيارات والمرجعيات السياسية وإن كان عدد النساء زاد عن انتخابات 2009 ووصل الى 6 لكن هذا العدد يمثل ما نسبته 4.13 في المئة فقط رغم ان العراق الذي اجرى انتخابات تشريعية بعد لبنان بأسبوع اعطى المرأة <كوتا> تصل الى 25 في المئة. فماذا يقول المعنيون لاسيما ما يتعلق بحقوق المرأة؟

<الافكار> التقــت وزيــــر الدولــــة لشـــؤون التنمية الإدارية عناية عز الدين التي فازت عن أحد المقاعد الشيعية الأربعة في صور عن دائرة الجنوب الثانية (صور والزهراني)، وحاورتها حـــول الانتخابــــات ونتائجهـــا وانتخاب رئيس جديد للمجلس هو الرئيس نبيــــه بــــــري لولايــــة سادســــة وعملية التأليف الحكومي بعد تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة، اضافة الى كل ما يتعلق بالمرأة وحقوقها وإنجازات وزارتها بدءاً من السؤال:

ــ طرح الرئيس نبيه بري أسمك للوزارة ثم للنيابة، فهل هذا إيمان بطاقتك من جهة والوفاء بوعده بتمثيل المرأة من جهة ثانية أم ماذا؟

- في الحقيقة ان الرئيس بري من القيادات السياسية القليلة في لبنان التي وفت بوعدها وساهمت بايصال المرأة الى مواقع القرار الوزاري والنيابي ولو أن الجميع تصرف كما الرئيس بري لحققنا مفاعيل <الكوتا> من دون الحاجة الى قانون. ام عن الايمان بطاقاتي فأفضل ان يتحدث الاخرون عنه. في كل الأحوال أنا أشكر الرئيس بري على الثقة التي أولاني إياها سواء عند توزيري كما عند ترشيحي للمقعد النيابي.

المعركة في دائرة الجنوب

الثانية ورمزيتها!

ــ كيف تختصرين المعركة في دائرة الجنوب الثانية حيث فازت لائحة <الأمل والوفاء> بأغلبية ساحقة وهل هي رمزية الرئيس بري؟

- المعركة في الجنوب كانت  ديموقراطية وهادئة وراقية وهي تمحورت حول خيارات أهل الجنوب الذين أكدوا انهم مستمرون بمنح ثقتهم للثنائي الوطني المتمثل بحركة <أمل> وحزب الله وهما يختصران خيار التنمية والمقاومة. هذه الخيارات اختبرها الجنوبيون طوال سنوات وعاشوا اهميتها وجدواها فمن ناحية ادت الى تحرير الاراضي المحتلة من العدو الاسرائيلي ومن ناحية ثانية وضعت الجنوب على خارطة الانماء. طبعاً أهل الجنوب معروفون بوعيهم السياسي العالي وبالحكمة التي تجعلهم يتخذون المواقف المناسبة في التوقيت المناسب وهذا ما حصل خلال الانتخابات الاخيرة.

وأضافت:

- اما عن رمزية الرئيس بري فهذا أمر طبيعي. دولة الرئيس نبيه بري قامة وطنية كبيرة ورمز لأهالي الجنوب وهو حامل مفاتيح شرعية المقاومة وشرعية الطائفة الشيعية والوحدة الوطنية والوحدة الاسلامية، وبالتالي فإن لهذه الرمزية ثقلاً كبيراً في اي استحقاق وطني.

ــ الثنائي الشيعي حقق فوزاً غير مسبوق في كل الدوائر التي خاضها وفاز كل مرشحيه، فهل هو وهج التحالف المتين بين حركة <أمل> وحزب الله؟

- ان التحالف بين حركة <أمل> وحزب الله اصبح نموذجاً يتمنى الكثير من الاطراف السياسية في لبنان أن يحتذوا به. وهذا التحالف وجودي واستراتيجي كما يؤكد دائماً دولة الرئيس نبيه بري وسماحة السيد حسن نصر الله، وهو يتناغم مع توجهات وآمال القاعدة الشعبية ويرضيها ويريحها ويلبي تطلعاتها، وبالتالي فإن الانتخابات كانت بمنزلة استفتاء على هذا التحالف والنتيجة أكدت أنه خيار شعبي واسع وكبير جداً.

ولاية الرئيس بري السادسة والتأليف الحكومي!

ــ فاز الرئيس بري بولاية سادسة فماذا تقولين عن هذا الإنجاز وما مرده في نظرك؟

- الرئيس بري رجل دولة وقامة وطنية كبيرة بإجماع الخصوم والأصدقاء، وهو صاحب دور كبير في حفظ الاستقرار الوطني وفي تعزيز الحوار بين مختلف الاطراف في لبنان كما انه صاحب الخبرة الكبيرة في ادارة مجلس النواب وفي تحويله الى ماكينة تشريعية نشيطة لذلك كان انتخابه للمرة السادسة لرئاسة مجلس النواب امر طبيعي ومنطقي.

ــ كلف الرئيس سعد الحريري بتشكيل حكومة فهل كتلة التنمية والتحرير تريدها حكومة وحدة وطنية وماذا عن مطلبكم بأن تبقى المالية في يد الوزير علي حسن خليل ولماذا؟

- الرئيس بري أعلن انه يفضل حكومة وحدة وطنية موسعة تمثل كل المكونات التي فازت في الانتخابات وذلك لمواجهة التحديات الكبيرة التي يمر بها لبنان أما عن الوزارات والاشخاص فهذا ما يحسم لاحقاً.

ــ هل تتوقعين الاسراع في التأليف أم ان مطالب وشروط الكتل ستؤخر ذلك؟

- نتمنى إنجاز التأليف بأسرع وقت ممكن للانتقال الى مرحلة العمل لأن هناك العديد من الملفات وخاصة المعيشية والحياتية لا تحتمل التأخير والانتظار. وكل التصريحات من قبل المعنيين تشي بتأليف سريع.

ــ هل تتوقعين استنساخ الفقرة التي أوردتها حكومتكم بما يتعلق بالمقاومة؟

- اعتقد ان هذه الفقرة ستمر بسرعة ودون أي إشكالات.

أحوال المرأة و<الكوتا> المنسية!

ــ ترشحت 111 امرأة، فهل أرادت المرأة تحقيق ذاتها والمشاركة في القرار؟

- انخراط المرأة في الانتخابات ترشحاً ليس جديداً في لبنان ولكن هذه المرة كان الرقم كبيراً وهذا مؤشر ايجابي. كما هو معلوم هناك قوانين تفرض <الكوتا> النسائية على مستوى الترشح لأن تكريس ترشيح النساء هو خطوة مهمة وضرورية على طريق وصول المرأة الى مواقع القرار. وأنا أحب دائماً أن أقارب مسألة التمثيل السياسي للمرأة من زاوية البعد التنموي. فمن الواضح أن المقاربة التنموية لوصول النساء الى مواقع القرار، تتكرس يوماً بعد آخر على المستوى العالمي، ولا يمكن الوصول الى مستويات تنموية معقولة في بلداننا من دون أن تكون النساء شريكات في القرارات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

ــ فازت ست نساء فهل لا بد من اعتماد <الكوتا> النسائية؟

- وصول ست نساء فقط في هذه الانتخابات يؤكد ضرورة ان يتضمن اي قانون انتخابي جديد مبدأ <الكوتا> النسائية. من البداية طالبنا بـ<الكوتا> لأننا نعتقد أن القوانين تغير سلوك المواطنين والناخبين. صحيح أن <الكوتا> تتضمن نوعاً من التمييز ولكنه تمييز ايجابي يساهم في التوازن داخل المجتمع وداخل مواقع القرار.

ــ ماذا عن تمثيل المرأة في الحكومة الجديدة ألا يفترض توزير 5 نساء في حكومة ثلاثين؟

- هذا ما نتمنى حصوله ولكن الأمر مرتبط بمدى التزام القوى السياسية بوعودها حول تمثيل النساء في الحكومة. نتمنى هذه المرة أن يصدقوا وأن يتم توزير عدد جيد من النساء.

ــ هل سنرى الوزيرة عز الدين وزيرة من جديد أم سيتم فصل الوزارة عن النيابة؟

- هذا أمر تحسمه قيادة حركة <أمل> ودولة الرئيس نبيه بري، أما عن الفصل بين الوزارة والنيابة فهذا غير ملزم، والأمر لم يحسم حتى الآن في حركة <أمل>.

ــ ماذا عن وزارة الدولة لشؤون المرأة وألا يفترض ان تتولاها امرأة؟

- ليس بالضرورة. هناك الكثير من الدول التي يتولى فيها وزارة المرأة رجال. المهم هو العمل الجدي والفهم الدقيق لقضايا المرأة ومشاكلها.

ــ ما هي إنجازات وزارة التنمية الادارية في عهدك وما الملف الذي تعتزين بإنجازه؟

- أعتز بملفين: الاول إنجاز الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي وهذا مشروع كبير ومهم يؤمّن البنى التحتية لتحويل الحكومة اللبنانية الى حكومة رقمية ويساهم في إحداث مصالحة بين المواطن اللبناني والادارة العامة. اما الملف الثاني فهو الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد وهذه ايضاً استراتيجية تأسيسية وهي ضرورية في هذه الظروف تحديداً مع ارتفاع الأصوات المطالبة بحتمية الانخراط في مسار مكافحة الفساد فالبلد لم يعد يحتمل الاستمرار بالطريقة نفسها. فالفساد منظومة شرّ تؤدي الى انتهاك كرامة المواطن اللبناني والى سرقة ثروات البلد. وقد قمت بتوزيع هذه الاستراتيجية على المسؤولين اللبنانيين آملة أن تشكّل خميرة للانطلاق في مكافحة الفساد في المرحلة المقبلة.