تفاصيل الخبر

وزيـــر الـبـيـئـة طارق الخطيب بكل صراحة وشفافية: قطــــوع الأزمــــة الحكوميـــة مـــــرّ عــلى خيـــر  والانتخابـــات النيابيــة ستجري حكمـــاً فــي موعدهــــا!

08/12/2017
وزيـــر الـبـيـئـة طارق الخطيب بكل صراحة وشفافية: قطــــوع الأزمــــة الحكوميـــة مـــــرّ عــلى خيـــر   والانتخابـــات النيابيــة ستجري حكمـــاً فــي موعدهــــا!

وزيـــر الـبـيـئـة طارق الخطيب بكل صراحة وشفافية: قطــــوع الأزمــــة الحكوميـــة مـــــرّ عــلى خيـــر  والانتخابـــات النيابيــة ستجري حكمـــاً فــي موعدهــــا!

 

بقلم حسين حمية

5-(7)

طويت صفحة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري بعد شهر من تقديمها من العاصمة السعودية الرياض في الرابع من الشهر الماضي، وإعلانه التريث في عيد الاستقلال يوم 22 منه، وبالتالي تجاوز لبنان هذه الأزمة التي بادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على أثرها الى إعلان الاستنفار السياسي العام والعمل لحصر التداعيات من خلال إطلاق أوسع مشاورات لبنانية ودولية لتتوج مبادرته بالعودة عن الاستقالة. فماذا يقول بعض الوزراء؟

<الأفكار> التقت وزير البيئة طارق الخطيب داخل مكتبه في بناية اللعازارية وسط بيروت،  وحاورته في هذا الخضم لاسيما في ما يتعلق بأداء العماد عون، إضافة الى قضايا بيئية بدءاً من السؤال:

ــ بعد شهر وأكثر توصل مجلس الوزراء الى توافق بشأن سياسة النأي بالنفس وعاد رئيس الحكومة سعد الحريري عن استقالته. فهل طويت هذه الصفحة نهائياً؟

- هذا صحيح، فالأجواء الإيجابية التي سادت خلال هذه الأزمة عززت الوحدة الداخلية، خاصة على أثر ما حصل مع دولة الرئيس سعد الحريري، وهذه الاجواء مستمرة حتى الآن، ونأمل أن يتم تعزيز هذه الايجابيات بعد قرار مجلس الوزراء.

ــ وهل ما صدر عن مجلس الوزراء كان الوصفة السحرية لسياسة النأي بالنفس؟ أم ان القضية أبعد من ذلك؟

- ما تضمنه البيان الذي تلاه الرئيس الحريري من الرياض والذي أشار فيه الى أن موضوع النأي بالنفس سبق للدولة اللبنانية أن نأت بنفسها عن الاحداث الجارية في المنطقة، ونحن لا نقبل أن نتدخل في شؤون أي دولة، كما لا نقبل أن تتدخل أي دولة في شؤوننا.

وأضاف:

- كحكومة لم يصدر عنها أي موقف يتعلق بالصراعات العربية الجارية يؤيد جهة ضد جهة أخرى، بل إن ما حصل كان داخل المجتمع اللبناني نتيجة تعاطي الدول مع فئات من الشعب اللبناني دون الحكومة، وهذا ما أوصل الأمور الى هنا.

موقف عون وسلاح حزب الله

 

ــ إذاً المشكلة في الانقسام اللبناني ودخول اللبنانيين في محاور عربية وإقليمية؟

- صحيح، فهناك قسم من الشعب اللبناني له علاقة بهذا المحور، وهذا المحور يفتح على هذا القسم ويتجاوز الدولة، وقسم ثانٍ يفتح على المحور الآخر، لكن الدولة اللبنانية نائية بنفسها عن التدخل في أي شأن من الشؤون الإقليمية.

ــ سبق وأخذ البعض على وزارة الخارجية وقوفها في فترة على الحياد وعدم تأييد الإجماع العربي. هل هذا راكم المشكلة في تقديرك؟

- المواقف التي اتخذها الوزير جبران باسيل في المؤتمرات العربية هي المواقف التي تعبّر عن وجهة نظر الدولة اللبنانية التي نأت بنفسها بأن تكون الى جانب طرف ضد آخر.

ــ ألا تعتبر أن كلام الرئيس ميشال عون سواء من منبر الامم المتحدة أو خلال القمم التي عقدها مع رؤساء الدول حسم الموقف عندما فصل بين النأي بالنفس عن التدخل في الشؤون الاقليمية وبين سلاح حزب الله؟

- هذا صحيح، فسلاح حزب الله هو سلاح مقاوم يشكل عنصر قوة للدولة اللبنانية بوجه العدو الإسرائيلي، وبالتالي موقف الرئيس عون يأتي ضمن سياق من المواقف ومن التسلسل الزمني الثابت عليه ولم يغيره.

ــ هذا صحيح، حتى ان الرئيس الحريري بنفسه قال إن السلاح لن يستعمل في الداخل ووجه جملة انتقادات، أليس كذلك؟

- صحيح، فما أدلى به الرئيس الحريري يؤكد مواقف فخامة الرئيس بنظرته الى المقاومة كعنصر من عناصر القوة للدولة والشعب اللبناني.

ــ يقال إن الفضل الأكبر لحل الأزمة يعود الى الرئيس عون ومعه الرئيس نبيه بري لجهة حصر التداعيات واحتضان الرئيس الحريري. فماذا تقول هنا؟

- طبعاً، فهذا مشهد كنا نراه كعونيين منذ العام 1989، وصورنا الجنرال عون آنذاك وكتبنا على الصور: <لأنك كرامتنا>، والآن هذا المشهد يراه كل الشعب اللبناني، وفخامة الرئيس ميشال عون جسد بالموقف والممارسة كرامة الدولة وسيادتها وحريتها باتخاذ قراراتها، وهذا الموقف يؤكد صحة وجهة نظرنا عندما كنا نقول إن الواجب يفترض أن يكون رئيس قوي في قصر بعبدا.

مواقف البعض الانقلابية

 

واستطرد قائلاً:

- وطبعاً من دون شك، تكامل موقف الرئيس عون مع موقف الرئيس بري وموقف سماحة المفتي عبد اللطيف دريان وموقف سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وموقف سائر القيادات الخيرة.

ــ هل تغمز من قناة مواقف وقيادات غير خيرة عملت على التحريض وانقلبت على الرئيس الحريري؟

- هذا صحيح، وهذه الفئات لم تدرك مع الأسف أنها تمس بالسيادة لاسيما بعض القيادات اضافة الى بعض نواب تيار <المستقبل> الذين سارعوا الى الدعوة لبدء الاستشارات النيابية، والكل كان يعرف أن رئيس الحكومة موجود في الرياض في ظروف ملتبسة على الأقل، نادوا بالبدء بالاستشارات واستغربوا التأخير لا بل قال البعض لماذا لم تقدم الاستقالة منذ زمن وتحدث عن الكرامة وقال إن كل إنسان لديه كرامة، كان يجب أن يستقيل منذ زمن، فهذا كان أكثر من تعبير عن موقف سياسي وكان يمس من خلال موقفه بالسيادة اللبنانية.

ــ البعض قال إن الاستقالة دستورية لقطع الطريق على إمكانية تراجع الرئيس الحريري عنها؟

- نعم، صحيح.

ــ كما تحدث البعض عن إحباط سني، فهل هناك مثل هذا الشعور أقله في إقليم الخروب؟

- لا يوجد إحباط سني ولا إحباط شيعي، وسبق أن مررنا بفترة كان يوجد خلالها إحباط مسيحي، ونحن في التيار الوطني الحر نقف الى جانب أي مكون من مكونات الشعب اللبناني يشعر أنه محبط، ولا شك أن ما حصل ولّد حالة من الإرباك والضياع داخل المجتمع السني وداخل المجتمعات الاخرى، إضافة الى نوع من القلق حول ما قد يحدث مستقبلاً، لكن والحمد لله ما أتى، أتى خيراً ونتائجه كانت إيجابية.

ــ كيف قرأت موقف دار الإفتاء التي استنفرت منذ اللحظة الأولى وفوّتت الفرصة على المصطادين في الماء العكر؟

- سبق وأشدنا بموقف صاحب السماحة الشيخ عبد اللطيف دريان ونحن زرناه من خلال وفد التيار الوطني الحر وعلى رأسه الوزير جبران باسيل، وشددنا على يديه.

ــ في المقابل، زار وفد من تيار <المستقبل> الرئيس عون وشكره على موقفه. أليس كذلك؟

- مشكور على الشكر.

ــ هل لهذا السبب تغزلت بالرئيس عون على مواقع التواصل الاجتماعي وقلت  ما حرفيته: <وحدك على وعدك بتضل بالساحة ملك، توزع كرامة على الكل، الكرامة إلك. نحن تيار التغيير معك يابي التحرير العالم لو ضدك بيصير، رح نبقى معك>؟

- صحيح، فقد كتبتها في عز الأزمة لأننا نعرفه هكذا ولهذا السبب تعلقنا به.

بقاء الحكومة والانتخابات

ــ الحكومة باقية إذاً وستشرف على الانتخابات؟

- الجو العام يؤكد ذلك، ويشير الى أننا تجاوزنا هذا القطوع والبيان الصادر عن جلسة الحكومة جاء ليؤكد البيان الوزاري الذي شكلت لجنة صياغته من كل القوى السياسية المشاركة في الحكومة ووافقت عليه بالإجماع وعلى أساسه نالت الحكومة ثقة مجلس النواب ونأمل أن تستأنف الحكومة عملها وتضاعف جهودها لتعوّض هذه الفرصة التي ضاعت.

ــ هل التعديل الوزاري وارد بعدما طرحه البعض؟

- صحيح، نحن في التيار الوطني الحر نرى أن التعديل الوزاري مطروح في كل لحظة لأن هدفنا بناء الدولة وليس المواقع السلطوية، وأي فرد من التيار الوطني الحر يتبوأ موقع مسؤولية ويجد التيار أنه يفترض تغييره توخياً لمصلحة التيار الوطني فلا تردد في اتخاذ القرار، وهذه عملية جريئة ونحن أول من تحدث بها. ونأمل من كل القـــــوى السياسيـــــة أن تقـــــوم بعملية نقد ذاتي وتعيد قراءة مواقفها وأوضاع الأشخاص الذين يتبوأون مراكز لديها.

ــ قيل إن التعديل غير وارد، لأن الانتخابات اصبحت على الأبواب في أيار/ مايو المقبل. فهل هذا تأكيد أن الانتخابات ستحصل ولو جرى حديث عن انتخابات مبكرة؟

- هذه أجواء الرئيس الحريري نتيجة ما حصل معه، ونتيجة هذا التفلت داخل كتلته بين من أخطأ أو وقع في الخطيئة، لكن بالنسبة لدينا لا نتحفظ على أي شيء، نحن نرحب بكل من يريد البقاء في الحكومة على أن يتوخى المصلحة الوطنية في عمله.

وأضاف:

- أما بالنسبة للانتخابات، فحكماً ستجري في موعدها ولا يوجد أي عذر لتأجيلها، ونحن لا تحفظ لدينا أيضاً على أن تجري قبل أوانها، لأننا في كل مواقفنا السياسية كنا ضد التمديد ونريد أن تجري الانتخابات البارحة قبل اليوم.

ــ وهل ستترشح بعد جمع قضاءي عاليه والشوف في دائرة واحدة؟

- اتخذ قرار داخل التيار بأنني مرشح نائب عن دائرة الشوف وعاليه.

ــ كيف ستكون التحالفات في هذه المسألة؟

- <بعد بكير> للحديث عن التحالفات، وطبعاً الكل كان منشغلاً بالأزمة الحكومية. ونحن على أي حال منفتحون على كل الخيارات التي تحقق لنا مصلحتنا الانتخابية، ووارد أن نتحالف أو نخوض الانتخابات وحدنا.

ــ يحكى عن قيام حلف خماسي يضم التيار الوطني الحر وتيار <المستقبل> وحزب الله وحركة <أمل> والحزب التقدمي الاشتراكي، لكن في هذه المسألة طالما أنك مرشح ستصطدم بمرشح من الحزب التقدمي الاشتراكي وبآخر من تيار <المستقبل> في اقليم الخروب. فكيف تقرأ ذلك؟

- من قال ذلك، فنحن موجودون كفريق سياسي ناشط ويتفاعل مع الناس في دائرة الشوف وعاليه، والناس يتفاعلون معنا، ولا أحد يستطيع مصادرة قرار الناس، لا هذه الجهة ولا تلك ولا حتى نحن، بل نخضع في النهاية لإرادة الناس.

ــ وكيف هي العلاقة مع القوات ويقال إن إعلان معراب بقي مجرد إعلان نوايا لا أكثر؟

- نحن نؤكد على التفاهم مع القوات، وهذا التأكيد لا يمنعنا عن ذكر الشوائب التي حصلت ولا نستطيع أن ننكر أن هناك خدوشاً معينة، نأمل من الفريق الذي سببها أن يرمم هذا الوضع. أما بخصوص إعلان معراب فلم يبق مجرد إعلان نوايا لأنه في جزء منه نفذ بعدما وصل فخامة الرئيس عون الى سدة الرئاسة، وهناك أمور كثيرة تفاهمنا عليها معهم، وأمور أخرى نختلف حولها، وإعلان النوايا ليس معناه أن القوات أصبحت تياراً ولا التيار أصبح قواتياً.

 

أزمة النفايات والحل

 

ــ ماذا عن أزمة النفايات لاسيما وأن الحكومة قبل استقالة الرئيس الحريري وافقت على توسيع مطمري برج حمود و<الكوستا برافا> واعتمدت فيه التفكك الحراري من خلال إنشاء محارق لهذه الغاية؟

- هذا أحد الحلول وأحد البنود التي كانت مدرجة على جدول الأعمال تحت عنوان سياسة إدارة النفايات الصلبة التي أعلنتها وزارة البيئة وكذلك الخطة الأمنية لتفادي الوقوع بالأزمة، وتقرر في مجلس الوزراء الموافقة على دفتر الشروط التي اعدته شركة <رامبول> واتخذ قرار بتكليف مجلس الإنماء والاعمار بتوسعة مطمري <الكوستا برافا> وبرج حمود للمدة الكافية لإنجاز مشروع التفكك الحراري حتى لا نواجه أزمة نفايات في الشارع.

ــ أليست التوسعة حلاً مؤقتاً؟

- صحيح، فهو حل مؤقت يتماشى معه الحل النهائي وهو إنشاء التفكك الحراري وبالتالي فالحلان يسيران بشكل متلازم.

ــ منذ أسبوع أجرت منظمة <هيومن رايتس ووتش> مؤتمراً أطلقت فيه تقريراً تحت عنوان <وكأنك تتنشق موتك> وتحدثت عن المخاطر الصحية لحرق النفايات في لبنان>. فماذا عن اتخاذ إجراءات فعالة بهذا الخصوص؟ وأين دور وزارة البيئة؟

- وزارة البيئة تقوم بدورها وفقاً للصلاحيات المعطاة لها حسب القانون، وحتى القانون لم يتح لها اتخاذ قرارات وخطوات تنفيذية. ولا شك أن حرق النفايات مضر، وأزمة النفايات التي انفجرت فجأة ورميت على البلديات في وقت لم تكن هذه البلديات مؤهلة لا لوجستياً ولا مادياً لمواجهة ذلك، ولذلك اضطرت البلديات لاتخاذ إجراءات مؤقتة بتجميع النفايات ضمن أماكن محددة، ضمن النطاق البلدي وقد يكون حرق النفايات معتمداً، وقد يكون نتيجة تفاعل المواد الكيماوية التي نتج عن النفايات، لكن في الحالتين فالحرق مضر. ونحن نستقبل الشكاوى وأي شكوى وصلت رأساً نرسل فريقاً للكشف ونوجه كتاباً للبلدية المعنية بوجوب التقيد بمبدأ عدم حرق النفايات تحاشياً للإضرار بالبيئة والناس.