بعد حوالي سبع سنوات على رحيله لا تغيب ذكرى الممثل الشهير روبن ويليامز عن أذهان محبيه. ففي صيف 2012، كتب النجم الأميركي، روبن ويليامز، ملاحظة على الغلاف الداخلي لكتابه “Twelve Steps” كانت مجرد جملة قصيرة توضح بالتفصيل ما كان يأمل أن يقوم بفعله، إذ كتب ويليامز: "أريد أن أساعد الناس على أن يكونوا أقل خوفًاً".
بعد ذلك بعامين، مات روبن ويليامز، منتحراً عن عمر يناهز 63 عاماً، وكانت نهاية مأساوية مؤلمة لحياة رائعة.
حينها تصدّر انتحار روبن ويليامز عناوين الصحف حول العالم. وسمته الصحف، "أطرف رجل عاش على الإطلاق"، ولخصت الصحف كيف كان ينظر ويليامز إلى العالم.
وما لم يكتشفه ويليامز أبداً هو أنه كان يعاني من مرض عصبي اسمه "خَرَف أجسام ليوي"، وهو التشخيص الذي لم يصل إلى أرملته إلا بعد وفاته.
وبكل شجاعة، تكشف زوجة الكوميدي الأميركي الراحل روبن ويليامز عن الشهور الأخيرة قبل وفاته في فيلم وثائقي بعنوان "رغبة روبن" (Robin’s Wish)الصادر في العام 2020 ، وكيف تسبب المرض العقلي في موته.
وقالت زوجة ويليامز إنها تأمل أن يساهم هذا الفيلم في رفع مستوى الوعي، بشأن ما مر به ويليامز، في أيامه وسنواته الأخيرة.
اما مخرج الفيلم نوروود فقال :"السبب الذي دفعني لإعداد هذا الفيلم، أن روبن ويليامز كان يستحق الأفضل، وقدم الكثير كإنسان، وأنه عندما مر بمأساة حياته، ولم تكن لديه إجابات لما يتعرض له، حتى النهاية. لم يعرف أبداً ما هو هذا الشيء".
ويضيف : "كانت الأشياء التي يفهمها الناس مجرد أشياء ليس لها أي وزن، كما أنها ليست حقيقية، لذلك عندما أظهر تشريح الجثة أنه مصاب بخرف أجسام ليوي إلى حد لم يره الأطباء من قبل فهذه قصة مختلفة تماماً".
وأضاف نوروود: "هذا يتعلق بحقيقة أن روبن كان عبقرياً وأن دماغه كان جيداً جداً وقوياً". كانت هناك تكهنات بأنه ربما عاد إلى المخدرات أو ربما خسر كل أمواله … كل هذه تخمينات".
ورغم الإعلان عن نتائج تشريح الجثة، وكشف عن سبب ما كان يمر به ويليامز، بعد أشهر عدة من وفاته، يشعر المخرج أن هذا الجزء المهم من قصته قد تم نسيانه، وأن "الحقيقة تم إسكاتها لأنه لم يكن هناك المزيد من الاهتمام".
ويرى نوروود أنه من خلال فيلمه، يريد تذكير الناس بمن هو روبن ويليامز، ويقول: "دعنا نذكر الناس بكل الأشياء الخفيفة والجميلة التي جلبها إلى العالم. ثم دعنا نقول للناس إن كل ما كنتم تعتقدونه عن نهاية حياته كان خطأ".
وفي الفيلم الوثائقي، تتذكر شنايدر ويليامز أن زوجها اتصل بها أثناء إصابته بنوبة هلع، وقد كان مصاباً بجنون العظمة، وغير قادر على النوم في أشهر حياته الأخيرة. وتقول: لو حصلنا على التشخيص الدقيق لخرف أجسام ليوي، لكان هذا وحده سيمنحه بعض الراحة.