تفاصيل الخبر

وصلت الى العالمية وهي من أشهر مصممي الديكور المنزلي في الشرق الأوسط!

24/01/2020
وصلت الى العالمية وهي من أشهر مصممي الديكور المنزلي في الشرق الأوسط!

وصلت الى العالمية وهي من أشهر مصممي الديكور المنزلي في الشرق الأوسط!

بقلم وردية بطرس

 

مصممة الديكور اللبنانية ندى دبس:كنت دائماً أبحث عن الهوية... وأعمل على تجسيد روح الشرق في تصاميمي!

 

عاشت مصممة الديكور ندى دبس في اليابان ثم ارتادت كلية التصميم الفني في جامعة <رود آيلاند> في الولايات المتحدة حيث درست العمارة الداخلية وازداد شغفها اكثر بفن التبسيط الياباني كونها قضت سنواتها الأولى في اليابان، ومع بروز اهتمامها بالتصميم الحديث والمعاصر حاولت دمج الفكرتين مع بعضهما البعض لعمل تصميمات حديثة ومعاصرة للأثاث تعتمد على التبسيط الا انها لم تكتف بهذا بل أضافت الى تصميماتها روح الشرق الذي تنتمي اليه بطبيعة الحال فخرجت تصميمات ندى دبس للأثاث والديكور قطعاً فنية تمتزج فيها روح الشرق وخطوطه وزخارفه مع شكل الحداثة المبسط. واليوم استطاعت ندى دبس بفضل ابداعاتها ان تقوم بشراكة مع الشركة العالمية المتخصصة في صناعة الأثاث <IKEA> التي تنتج وتبيع الأثاث المنزلي الجاهز، الاكسسوارات، تجهيزات المطابخ اذ انها اكبر شركة منتجة للأثاث في العالم.

 

مصممة الديكور ندى دبس والتعرف على ثقافات مختلفة!

<الأفكار> تحدثت مع مصممة الديكور ندى دبس عما حققته في عالم تصميم الأثاث والديكور وعما تعلمته من ثقافات مختلفة وعن مشاريعها ونسألها:

ــ أمضيت سنوات تسافرين حول العالم اذ نشأت في اليابان ودرست في الولايات المتحدة الأميركية ثم انتقلت الى لندن حيث بدأت العمل بمجال تصميم الديكور، هلا حدثّتنا عن هذه التجربة وعما تعلمته من خلال التعرف على ثقافات مختلفة وانعكاس ذلك على تصاميمك؟

- أولاً وقبل اي شيء ليس سهلاً ان يعيش المرء في بلدان عديدة حيث هناك ثقافات متعددة لاننا بالعادة نميل إلى الانتماء لمكان. بالنسبة الي فقد نشأت في مجتمعات مختلفة وتعرفت على ثقافات الشعوب، ولم اكن اعلم ان ذلك كان مصدر قوة بأن اترعرع وادرس واعمل في بلدان مختلفة حيث لكل منها ثقافة مختلفة، كوني نشأت في اليابان فاكتسبت الثقافة اليابانية، ثم اكتسبت الثقافة الأميركية كوني درست في الولايات المتحدة، ومن ثم عملت في لندن فاكتسبت الثقافة الانكليزية، لذلك كان من الصعب حقاً التأقلم مع كل هذه الثقافات، ولم يكن هذا الشعور مناسباً لي، اذ انه ليس شعوراً لطيفاً عندما يكون الانسان صغيراً. لكن بعد سنوات عديدة اي بعدما عدت الى بيروت منذ عشرين سنة أدركت ان هذا الشعور أصبح نوعاً ما السبب لأقوم بعملي كمصصمة ديكور، لأنني كنت دائماً أبحث عن الهوية، اذ بالنسبة الي كانت الهوية قضية كبيرة اذ اينما ذهبت اعتدت ان أسأل عن الهوية، وبالتالي عندما ذهبت الى اميركا لأدرس هناك تعلمت التعليم الحديث، ولكن كان هناك شيء يدفعني لأعود الى جذوري لأفهم من اين أتيت، وبالفعل عدت الى بيروت في العام 2000 وكنت على استعداد للقيام بالتصميم هنا في بيروت بعدما عملت في مجال التصميم في اميركا ولندن.

ــ وماذا تعلّمت من اليابانيين والأميركيين والبريطانيين؟

- ما تعلمته من اليابانيين هو الطريقة التي يصممون بها او الطريقة التي ينظرون بها الى الجمال وذلك من خلال الحفاظ على الأشياء بسيطة واعادة كل شيء الى جوهره، اذ تعلمت منهم بأن البساطة مهمة جداً. وعندما ذهبت الى اميركا رأيت الطريقة التي ينظر فيها الأميركيون الى الجمال وهي طريقة عملية للغاية، فأميركا بلد حديث، وبالنسبة للأميركيين فلديهم اهتمام بالتطلع الى المستقبل، اذ انهم يبحثون دائماً عن التقدم في الأعمال وعن التجارب الجديدة والمواد الحديثة في تصميم الديكور. ولكن بعدما انتقلت الى بريطانيا وجدت ان الثقافة الانكليزية تختلف عن الثقافة الأميركية، فلدى أوروبا الكثير من التاريخ، اذ ان الانكليز يهتمون بالماضي وبـ<الأنتيك> والقطع الحرفية، وبالتالي هم يقدّرون هذه الأمور. ثم انتقلت الى الشرق الأوسط لأنني كنت أبحث عن هويتي ومن اكون: هل انا لبنانية ام يابانية؟ وعندما أتيت الى العالم العربي وجدت ان العالم العربي هو عكس اليابان، اذ في العالم العربي تجدين تأثير الهندسة والزخرفة، فالناس في هذا الجزء من العالم يقدّرون الهندسة الاسلامية المتأثرة بالرياضيات، بينما في اليابان فالبساطة أمر مهم جداً، لذا فان عملي يتمحور حول ايجاد التوازن ما بين كل الثقافات التي نشأت فيها.

 

الرابط بين الثقافات!

 

ــ ومن خلال أسفارك حول العالم حاولت ان تبحثي عن الرابط او الصلة بين الثقافات المختلفة فهل وجدت الرابط بين تلك الثقافات؟

- لقد وجدت ذلك عندما عدت الى بيروت، اذ وجدت الصلة بين تلك الثقافات من خلال عملي، اذ عندما بدأت في مجال تصميم الأثاث قررت ان اعرف نوع الحرف المستخدمة في هذا الجزء من العالم، وبالفعل صممت بضع قطع وكل من رآها قال لي ان هذه القطع تبدو يابانية ولكن بروح شرق أوسطية، فقلت لنفسي ربما لا يجب علي الاختيار بين ان اكون يابانية او عربية، فربما اكون كليهما. وهكذا فان الأثاث يعبّر عمن اكون، ولقد وجدت هويتي من خلال عملي، وحتى اليوم فان العمل الذي اقوم به ليس فقط مجرد عمل بل هو امتداد لنفسي.

ــ وهل انجذبت الى عالم تصميم الديكور منذ صغرك؟ وهل نشأت في عائلة تحب الفنون بشكل عام؟

- منذ صغري كنت احب دائماً ان ارسم وأيضاً التلوين، في الحقيقة عائلتي تهتم بعالم الأعمال والتجارة، وبالتالي نشأت في بيئة كانت موجهة نحو الأعمال، ولكن بالنسبة الي فان مزج التصميم مع العمل يجعل من عملي مشروعاً ناجحاً لأنني لو عملت كمصممة ديكور فقط لما نجحت، لذا كان التحدي كبيراً بأن اقوم بهذا العمل.

ــ وما هي التقنيات والأدوات المستخدمة في عملك وتصاميمك؟

- بالنسبة الي ففي البداية بدأت بالخشب لأنني احب الخشب اذ انه المادة التي استمتع ان اعمل بها، اذ كما تعلمين ان كل قطعة من الخشب مختلفة عن الأخرى. اما الطريقة التي عملت بها والهمتني فتعود إلى حين كنت اجلس اراقب الحرفيين كيف يعملون اذ كنت استمتع بالأمر وكنت اعمل بأسلوب مختلف ومن ثم توصلت الى الطريقة الحديثة بالعمل. اذاً بدأت بالخشب ومن ثم قلت يمكننا ان نغيّر وان استعمل <Resin> او <الراتنج> بدل الخشب، وربما يمكننا ان نغيّر ونستعمل النحاس الى ما هنالك.

ــ بالنسبة اليك فان الحرف اليدوية تسرد القصص التي تمس القلب فكيف ذلك؟

- تعلمين عندما يطهو الانسان لشخص يحبه فيكون الطعام لذيذاً لأنه حُضر بحب، ولكن عندما يطهو الانسان وهو غاضب يكون الطعام سيئاً جداً، اذاً هذه هي الطاقة التي يشعر بها الناس عندما يلمسون الحرف اليدوية اي يشعرون بقدرة الحرفي وبأنها صُنعت بكثير من العاطفة. هكذا بالنسبة الي فان العمل الحرفي هي عملية حيوية للغاية مثل التأمل والحب اذ هناك اهتمام كبير بالتفاصيل، لذا فان ما يتوق اليه الناس في اي مكان في العالم هو ان يشعروا بطاقة الناس ولهذا تلك القطع تلمس القلب... لا ينظر الناس الى الأثاث الذي اصممه كأثاث بل ينظرون اليه كفن، وأيضاً لتحديد مشاعرهم، لذا فان تصاميمي تتجاوز كونها قطعة من الأثاث مثل كرسي او مائدة، وهذا هو الجانب العاطفي الذي اهتم به، لأن الأمر ليس ما نفكر به بالأشياء التي نراها بل ما نشعر به تجاه الأشياء، ولهذا اود عندما يرى الناس الأثاث الذي اصممه بأن يشعروا به.

 

تقدير الاوروبيين للعمل الحرفي!

 

ــ من هم الزبائن او المهتمون باقتناء ما تصممينه من اثاث؟

- هناك العديد من الأوروبيين الذين يهتمون بتصاميمي اذ يقدّرون حقاً العمل الحرفي لأنه بالأساس الأوروبي يقدّر العمل الحرفي كثيراً، بينما في الشرق الأوسط فيهتم الناس بالنموذج الهندسي وليس بالعمل الحرفي، لذا فان وظيفتي هي اعطاء قيمة لتصنيع الأثاث لأن الحرف اليدوية اليوم تبدو وكأنها مقتنيات غير ثمينة تُباع في محلات التذكارات مثل طاولة الزهر، اذ لا يدرك الناس بأن طاولة الزهر فيها الكثير من العمل والحرفية، ولذلك يعتقد البعض انه غرض زهيد الثمن ولا قيمة له بينما في الحقيقة انه قطعة جميلة، لذا من واجبي ان اجعل من العمل الحرفي في هذا الجزء من العالم منتجاً فاخراً حتى يقوم الناس بتقدير قيمة الحرفة، فالأوروبيون يقدّرون العمل الحرفي ولكن العرب لا يفعلون ذلك بعد، فكما ان العلامة التجارية <هرميس> معروفة في اوروبا اود ان اصبح <هرميس> الشرق الأوسط بحيث تُقدّر قيمة الحرف والتراث في هذه المنطقة لأن العمل يدور حول قيمة الحرفة والتراث والحفاظ على التراث للأجيال المقبلة، وانني لاعتقد انه يجب ان يكون هناك شخص يلعب هذا الدور وأشعر بأن هذا هو دوري.

العودة الى بيروت!

ــ لماذا قررت ان تعودي الى بيروت؟ وهل كان من السهل العمل هنا؟

- لم يكن الأمر سهلاً، ولا اعرف لماذا ولكن في بعض الأحيان تحدث الأمور لسبب ما، اذ وجدت انه هذا هو المكان المناسب لكي أعمل فيه، اذ وجدت الراحة كما انني احب المغامرات الجديدة وقد اردت حقاً الانتماء. عندما عدت الى لبنان فتحت غاليري اولاً في منطقة الصيفي لأنها تجمع بين بيروت الشرقية والغربية وبقيت في الصيفي لمدة 14 سنة، ومن ثم انتقلت الى شارع الجميزة لسبع سنوات، ولكنني نقلت الغاليري قبل عامين فقط وكانت خطوة مثيرة للاهتمام حقاً... في بادئ الأمر كان الناس يظنون انه مجرد متجر ولكن اليوم يُنظر اليه كاستوديو للتصميم.

ــ حاولت من خلال تصاميمك ان تجدي التوازن بين التقليدي والحداثة، والصنع اليدوي والآلة...

- هذا صحيح وهذا كان السبب بأن استيقظ كل صباح واقول ان هذا العمل منح معنى لمهمتي في الحياة، اذ اشعر ان هذا العمل لا يعني لي فقط بل يعني للكثيرين من الناس وأيضاً للمنطقة اذ يمنح الناس الشعور بأنها قطع تقليدية ولكنها حديثة أيضاً، اذ لا يمكن ان نعرض الأثاث <الأنتيك> ونقول اننا أمة عصرية، بل عليك ان تظهري الأثاث العصري ولكن بطابع تراثي، لذا فان عملي يرتكز على ان اخلق هوية عربية عصرية في الأثاث والتصميم.

ــ بالرغم من الظروف القاسية التي مرّ بها لبنان لم تفكري بالمغادرة فهل ستبقين خصوصاً في ظل الأزمة التي يمرّ بها البلد؟

- لقد اصررت على البقاء في لبنان مهما يحصل لأنه ليس من السهل ان اغادر او ان اقول لن استمر بهذا العمل في بيروت، فلم اعمل لسنتين او ثلاث سنوات بل انني اقوم بهذا العمل في لبنان منذ عشرين سنة، لا بل انني اليوم مصممة على البقاء أكثر بالرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان لأنه لا يزال هناك الكثير للقيام به في هذا الجزء من العالم اعني في الشرق الأوسط، والآن اتحضر مثلاً لتجديد قاعة الجامعة العربية في القاهرة، فهذا المشروع مهم جداً وسيتم اطلاقه في آذار

(مارس) المقبل.

 

الشراكة مع <ايكيا> العالمية المتخصصة في صناعة الأثاث!

 

ــ ماذا عن الشراكة مع الشركة العالمية المتخصصة في صناعة الأثاث <ايكيا>؟

- المشروع المقبل سيكون مع <ايكيا> اذ كما يعلم الجميع ان جميع متاجر <ايكيا> هي متاجر مستقلة، وكل متاجر <ايكيا> في الشرق الأوسط تهتم بمجموعة رمضانية، ولقد سُئل مكتب <ايكيا> في السويد عما اذا كانت لديه مجموعة رمضانية وبدوره تأسف المكتب بأن ليس لديه هذه المجموعة، ولكن لاحقاً علم المكتب السويدي بعملي فارسل لي رسالة الكترونية يسألني عما اذا كنت مهتمة بالتعاون معه لتصميم مجموعة رمضان فأجبت بأنني مهتمة بذلك، فكوني نشأت في اليابان ادرك بأن هناك تشابهاً بين تصميم الديكور الياباني والسويدي، وبالفعل بدأت بالمشروع اذ ذهبت الى الهند وقمنا بانشاء المجموعة وفي شهر شباط (فبراير) المقبل سيتم اطلاق جميع منتجاتها في جميع متاجر <ايكيا> في الشرق الأوسط: في السعودية، الكويت، البحرين، الامارات العربية المتحدة، والأردن، فهذا المشروع الجديد هو المشروع الذي اهتم به، وأيضاً سنقدم العرض في مدينة شنغهاي في الصين.

ــ وهل من حلم كبير يراودك لتحقيقه؟

- حلمي هو انشاء صناعة أثاث أكبر بكثير في المنطقة رغم انه طموح مستبعد للغاية بفعل المنافسة اذ ان <ايكيا> في الهند مثلاً تعمل على تنفيذ هذه التصاميم بكلفة اقل بكثير وبالتالي لا اعرف اذا كان بامكاننا القيام بذلك في العالم العربي، كما انني مهتمة بأن اجعل مفهوم <Nada Debs Boutique> منتشراً في كل بلدان الشرق الأوسط.