تفاصيل الخبر

ورد الخال: حسبنا أن «الخلطة» العربية هي لمصلحة الدراما اللبنانية، ولكن وقعنا ضحية الاستغلال!

04/12/2015
ورد الخال: حسبنا أن «الخلطة»  العربية هي لمصلحة الدراما اللبنانية، ولكن وقعنا ضحية الاستغلال!

ورد الخال: حسبنا أن «الخلطة» العربية هي لمصلحة الدراما اللبنانية، ولكن وقعنا ضحية الاستغلال!

 

بقلم عبير انطون

7z74Fnb02hRamXGy1Nj0CR30KHy6NQiqplQRqDNevQI,3GDc2LlISiNhKKW8 هي الحصان الرابح لأي مسلسل تشارك به. غيابها عن الشاشة يعني ان ميدان السباق الدرامي ليس بألف خير... في <التراجيديا> كما في <الكوميديا> تبرع وتعرف كيف تؤدي الاحساس المطلوب من دون ان تمثله، هي الحريصة على عفوية الاداء الى اقصى الحدود.

 تعيش ورد الخال اليوم وسط باقة من ورود حمراء عطّرها حب جميل سيتكلل بالارتباط الرسمي مع باسم رزق، الموزع الموسيقي وعازف العود الماهر. فرحتها الشخصية لا تنسحب على الواقع الدرامي الذي يفتقر برأيها الى الكثير مما تحلم به وتريده لهذه الصناعة اللبنانية.

 لقاء <الافكار> بورد الخال عكس كالعادة صراحتها وآراءها المباشرة. تشعّب الحديث بين الحبيب والزواج والوالد والعمل والشركة المقبلة وصولاً الى مرارة تعيشها بنت البيت العريق في مكان ما. ما سبب هذه المرارة ومن يداويها؟ الاجوبة قطفناها وردة وردة بدءاً  من السؤال:

 ــ آخر ما صورته كان ثلاثية من مسلسل <مدرسة الحب> الذي يجمع مختلف ابطال العالم العربي في حلقات منفصلة، ما قصتها وما هو دورك فيها؟

 - ألعب دور طبيبة قلب تقع في الغرام الخطأ، ولا يمكن سرد تفاصيل أكثر لأن المسلسل من ثلاث حلقات وسيفقد رونق متابعته إن اخبرناكم كل التفاصيل.

ــ مرة جديدة تلعبين دور طبيبة بعد دورك الناجح في <عشق النساء>، هل فكرت يوماً بدراسة الطب؟

- أبداً، هي مهنة بعيدة جداً عن عالمي ولم افكر فيها.

ــ تكلمت عن <الحب الخطأ>، هل برأيك للحب قواعد وأصول ويتطلب <مدرسة للحب>؟

- بالطبع له قواعد وأصول وفق خط معين. ليس الحب سهلاً وهو يتطلب جهداً يومياً حتى تتم المحافظة عليه فيكبر ويتطور، ذلك انه لا يُختصر بالاحساس والمشاعر فقط. ليس الغرام تملّكاً انما هو اعتبار كبير لوجود الآخر، واذا لم يتمّ الانتباه للعلاقة فالطرفان خاسران.

ــ كيف تعرفت بباسم رزق؟

- اللقاء بباسم كان في مناسبة حزينة للأسف، وهي ذكرى تكريم الصديق الممثل الراحل عصام بريدي. كان لقاءً فكرياً وحسياً وعاطفياً. من هناك كانت الانطلاقة.

ــ ألا تخشين على استقلاليتك وأنت معتادة عليها؟

- انا تربيت على الاستقلالية وعشتها وهي ضرورية ومهمة، الا ان الارتباط بشخص آخر يجب ألا يلغيها، فلكل من الحبيبين اوقاته الخاصة، وهي حاجة يجب ان يحترمها الطرفان.

ــ لو كنت تعيشين خارج المجتمع اللبناني، هل كانت علاقتك بباسم لتتخذ شكلاً آخر، مساكنة مثلاً؟

- لا، انا حريصة على ان يكون الارتباط وفق الاصول والعادات اللبنانية، ولا اريد ان اخرج عنها. هكذا أشعر بأن الرابط يسير كما يجب ان يكون عليه بشكل رسمي وعلني مبكّل بالاحترام. لست مع المساكنة الا انني احترم من يختارها. بالنسبة لي، أجد انه عندما يرتبط شخص ما عاطفياً بالشخص الآخر فيجب ان يكون ذلك من خلال رباط رسمي مقدّس ومبارك ويكونان تحت سقف واحد، فيعدّان للعشرة قبل اي تفكير بالانفصال الذي بات منتشراً كثيراً في أيامنا، فيحلان مشاكلهما بروية ويجدان طريقة للمحافظة على مشروع الحياة بينهما.

ــ هل تمّ تحديد موعد الزفاف، وهل سيكون مدنيا؟

 ــ هذا امر خاص جداً، وارغب في ابقائه هكذا.

ــ تجمعك بباسم اليوم ايضاً شراكة فنية؟

 - نعم، من خلال شركة <واباس> التي تحمل الحرفين الاولين من اسمينا، وهي شركة تُعنى بالشق الفني لإحياء المناسبات المختلفة من فرق موسيقية بكافة انواعها مع أمور جديدة مستقبلاً. نسعى لان يكون حضورنا في السوق مميزاً. المنافسة في هذا المجال كبيرة ما يجعلنا نبذل جهداً اضافياً ونسعى لخلق أفكار جديدة. فباسم بحكم خبرته الموسيقية يختار الأشخاص الافضل لهذا المشروع، ونحن على وشك الانتهاء من مرحلة التأسيس وبتنا بحكم الجاهزين.

يوسف الاب .. والابن

 

ــ بالعودة الى التمثيل، حُكي عن مسلسل حول الشاعر والاديب يوسف الخال والدك، اين اصبح المشروع، وهل قطعتم فيه مع يوسف الخال الابن شوطاً متقدماً؟

- هو في طور الكتابة من قبل والدتي مهى بيرقدار. المشروع ليس سهلاً، ويتطلب عملاً دقيقاً في سيرة حياة غنية. انها ورشة عمل كبرى. هنالك التفاصيل التي تعرفها امي وتتذكرها ونريد جميعنا ان يأتي العمل موضوعياً ومتقناً.

ــ هل يتوجه المسلسل الى الجمهور اللبناني تحديداً؟

- أبداً، فيوسف الخال الصحافي والاديب والشاعر يعني كل العرب، وكانت له في رحاب اللغة والفلسفة مواقع متقدمة.

ــ اي ذكريات تحملينها عن الوالد في ذهنك؟

- أكثر ما طبعه في نفسي ثقته الكبيرة بذاته، يقوم بما هو مقتنع به مهما كلفه الأمر. كان يوسف الخال سيد نفسه. اعجابي الكبير به مستمدّ من هذه النقطة بالذات، فهو يحارب من اجل قناعاته حتى النهاية ولا يتنازل عنها مهما كانت الصعوبات. كان شخصاً جباراً.

ــ قلت مرة إن علاقتك بالوالد ما كانت لتكون سهلة لو ان الله اطال بعمره.

- نعم كان ليكون قاسياً، وأعتقد اننا كنا سنمرّ بمرحلة كباش. تجديده وتحديثه الكبيران للشعر لم ينسحبا عليه كإنسان تقليدي شرقي في الوقت عينه، لا يحب الميوعة والغنج.

في حضن <الجوزاء>..

 

ــ بالعودة الى التمثيل، ماذا عن مسلسل <الجوزاء> الذي حُكي عنه وتلعبين بطولته مع نادين الراسي؟ متى التنفيذ؟

 - لا يزال المسلسل أيضاً في طور الكتابة، ونادين الراسي تأخذ وقتها حتى يأتي بالمستوى المطلوب. فكرته <اوريجينال> وسنبدأ التصوير في العام الجديد اذا ما توافرت الظروف والعناصر الملائمة. لقد اتفقت ونادين على الخطوط العريضة. القصة مشوّقة ودوري صعب وأعتبره من الشخصيات التي تحمل ابعاداً عدة، كذلك يحمل السيناريو معاني عدة تحثّ المشاهد على التفكير والتساؤل.

ــ أين هو موقع الدراما اللبنانية اليوم برأي ورد، هل عادت ثقة الجمهور اللبناني بها؟

- يصل الجمهور لمكان يثق فيه بما يشاهده من مسلسلات لبنانية، فيأتي عمل هابط ليطيح بهذه الثقة ونعود خطوات الى الوراء، وهناك منتجون يستهترون ويشدون المهنة الى الخلف، وهؤلاء تعرفون انني على حرب مفتوحة معهم..

ــ هل لكِ مع احدهم نزاع مادي ..

- صحيح لم أتقاضَ اجري منه، فما كان أمامي سوى اللجوء الى القانون.

وتزيد ورد قائلة:

- بغض النظر عن اي مشاكل مادية عالقة، لا بدّ لأي عمل درامي ان يجمع كل العناصر الفنية حتى يكون عملاً ناجحاً. مهما علا شأن النص لا يمكن ان يُنفذ من دون ممثلين جيدين ومخرج متميز.

ــ البعض يشتكي من النص اللبناني ويضعه في المقام الاول لناحية ركاكة الاعمال المقدمة والمواضيع التي يطرحها .. جنس، مخدرات، دعارة، مطاردات..

- بالمقابل، كم من نص صنع ابطالاً. اعطيكم مثلاً، في مسلسل <وأشرقت الشمس> كانت التجربة الاولى لايميه صياح الآتية من عالم التقديم التلفزيوني. هي موهوبة وعفوية وقد سعى المخرج لإظهار موهبتها وكان النص رائعا فحصدت النجاح. كانت محاطة بأسماء لامعة بدءاً من الكاتبة منى طايع، الى المخرج ميلاد ابي رعد، الى شقيقي يوسف الخال فعرفت بذلك الألق الذي ميّزها في اول دور لها. في مسلسل <عشق النساء> أيضاً جعل النص الممثلين ابطالاً كل في دوره من حيث المواقف التي تتعرض لها الشخصيات. النص يبقى الاهم والممثلون يلوّنونه ويعطونه من ذاتهم. دور المخرج اساسي ايضاً، فبقدر ما له عين ثاقبة يختار الكادر الجميل، ويداري ممثليه، فلا يأخذ الممثل برأس مقطوع او يبرز <كرشه> أمامه الى ما هنالك من تفاصيل نراها للأسف. ترتيب الكادر أولوية ايضاً.

وتضيف ورد قائلة:

- نعمل على الذهاب قُدماً بكل قوّتنا لنبرز امكانياتنا، فإذا بنا نتراجع إلى الخلف مع عرض مسلسلات اقل من المستوى المطلوب.

ــ تقصدين ما شاهدناه مؤخراً على شاشة <المؤسسة اللبنانية للإرسال> وتلفزيون <المستقبل> مثلاً؟

- لا احدّد .. نحن نمر بأصعب مرحلة، شخصياً اعتبرها الأسوأ. وذلك لعدة اسباب. اعتقدنا لفترة ان التبادل العربي و<الخلطة> هي لمصلحة الدراما اللبنانية وتبين انها ليست لمصلحتنا ولا من يحزنون وقد تمّ استغلالنا بها، ونحن للاسف قبلنا بهذا الاستغلال. ارتضينا بأن يمسك بيدنا الممثل السوري او المصري حتى تبرز حرفية الممثل اللبناني، الا ان المحطات راحت تكسر الاسعار فتراجع مستوى الانتاج واضحى الممثلون <القبضايات> خارج المعادلة لانهم لا يقبلون بالتنازلات الفنية. هل يُعقل ان نشاهد المسلسلات التركية تُعرض على شاشة محلية في وقت الذروة بعد نشرة اخبار المساء؟ لا إنتاجات جديدة والموجودون في السوق لا يزيد عددهم عن اصابع اليد الواحدة. ينتجون بـ<اللحم الحي> كما يُقال، وفي اعمال محدودة. الممثلون الذين يمسكون مسلسلاً من اوله حتى نهايته غير موجودين على الشاشات، لانهم لا يقبلون بإنتاج ضعيف ويفضلون الترقب والانتظار.

مشاركتنا مع المنتج السوري

وتستطرد قائلة:

- على مستوى الاعمال المشتركة اتى المخرجون السوريون، صوّروا اعمالهم في لبنان مع ازمة بلدهم ومن الطبيعي ان يتعاونوا مع ممثلين ومخرجين من بلدهم، فلم تُعطَ البطولة للبنانيين، وعندما انفرجت الازمة نسبياً عادوا الى بلادهم او استمروا يصورون في ربوعنا مع ابطالهم أيضاً، وبقينا نحن نراوح مكاننا، وفي مثل هذه الاعمال اما يعرضون على اللبنانيين ادوارا ثانوية او يأتون بممثلين لبنانيين درجة ثانية.

ــ وأنتِ بين النجمات اللواتي يغبن عن الشاشات اللبنانية الآن...

- لا يوجّه هذا السؤال اليّ، بل الى المنتجين. لا يُحاسب الممثل اذا بقي في البيت. لكل من المنتجين شلته من الممثلين والمخرجين... وللمنتج اولوياته، وقد يرتاح مع من اعتاد عليهم فيضع نفسه في الجانب الآمن، الا ان هذا في نظري ليس ظاهرة صحية ذلك انهم لا يجربون جديداً قد يشكل اضافة. شخصياً لست محتكرَة ولا أعرف ان <اطبطب> لفلان او علان ومن يريدني لموهبتي فأهلاً وسهلاً.

ــ ألم تُعرض عليك نصوص جديدة؟

 ــ بلى، بعد <عشق النساء> عُرضت عليّ نصوص دون المستوى ومشاركات لا تناسبني وأستغرب كيف <لهم عين> يطرحونها عليّ، بشكل خاص من ناحية النص الذي سبق وتكلمنا عن اهميته. ولو؟! ليس هناك غير منى طايع وفيليب اسمر وأسماء معدودة جداً لاعمال درامية جيدة نثق بنتائجها؟ وهؤلاء اذا ما أردنا انتظار اعمالهم فإن هذا الانتظار سيطول. هل نقف في طابور للدور كما على الافران أيام الحرب؟

ــ هل يُعرض بعض المنتجين عن طلبك نظراً لأجرك المرتفع درامياً؟

u6ugW-yQ6rm0ad3XWo1kNKmVGsl7atOEPBPAFF3pwsA,IzyC_hCqRyMFSW5L- ربما .. الاجر أساسي، وقد اضحت الميزانيات للإنتاج محدودة.

ــ الممثلة القديرة كارمن لبس قالت بصراحة انها تفكر بالتوجّه إلى اميركا لدراسة الإخراج، ذلك ان الادوار انحسرت عنها بسبب العمر..

- للأسف نعم وأحترم ما قالته وأتفهمه، علماً ان الادوار لمن هن في هذا العمر او ما نسميه <ميدل ايج> أي (منتصف العمر) هي الأروع عالمياً وعربيًا حتى، وتُنسج حولها اجمل القصص. في سوريا قدّمت منى واصف أجمل ادوارها في هذا العمر، وكذلك الأمر بالنسبة لسلافة معمار وكاريس بشار وديما قندلفت وغيرهن، أكان ذلك في النصوص التاريخية او حتى المعاصرة، اما الامثلة العالمية فلا تُحصى. لا يجب ان تقتصر النصوص على بنات العشرين وان تدور في الفلك عينه من حب اثنين من ديانتين مختلفتين، والتنقل من ضيعة الى أخرى .. وسخافات تتكرر. للأسف ما قدمته بعض الممثلات اللبنانيات في رمضان المبارك هن انفسهن لم تكن راضيات عنه، وأنا اتساءل ما الذي يضطرهن الى ذلك وهن صاحبات بطولات ونجاحات سابقة؟ مجرد القبول للحضور على الساحة يضرهن برأيي.

 

<اسمهان> .. والام

 

ــ لعبت دور الام في <عشق النساء> وقبلها في مسلسل <اسمهان> والبعض استغرب قبولك بدور الأمومة!

- لإيماني بقدرتي على ادائها. في مسلسل <عشق النساء> حارب بي المنتج زياد شويري وربحنا الرهان. مسلسل <اسمهان> كان نقلة احببتها.

ــ هل تصلك عروض من مصر، بعد مسلسلي <اسمهان> و<نكدب لو قلنا ما منحبش> مع يسرا؟

- بعض الاتصالات لم تناسبني. تصلني عروض لكنها ليست بهذا الزخم. هناك مواسم معينة والجميع يتحرك قبل رمضان. لم تعد الساحة اليوم للبطولات المطلقة واصبحت هــــذه جماعيــــة، بشكل خاص في الاعمال المصرية والسورية حيث نرى النجوم مجتمعة من ذكور وإناث وهذا جميل.

ــ أين أنتِ من السينما والمسرح وكنت ملكة <حكم الرعيان> فيه الى جانب أدوار اخرى عديدة؟

 - أتمنى ان أعود الى المسرح، فالتجربة فيه مختلفة، اما السينما فحالها ليس افضل من الدراما. هناك افلام جديدة وانا أفرح بهذه الحركة، منها ما ينجح كما مع نادين لبكي مثلاً، ومنها ما يفشل، لكن لا بدّ من المحاولة، فالنجاح لا يكون حليف العمل من المرة الاولى، ذلك أنّه حتّى تترسخ دعائمه، فهو بحاجة الى خبرة وتراكمات واستمرارية وايمان فعلي بأنه استثمار وصناعة.