تفاصيل الخبر

وقفة عند دار ”الصياد“!

05/10/2018
وقفة عند دار ”الصياد“!

وقفة عند دار ”الصياد“!

 

بقلم وليد عوض

الصحافة رجال أولاً. تعودوا على اجتراع المر، مثلما أتاحت لهم الظروف في مرحلة من المراحل أن يتبغددوا. وقد تحققت النهضة الصحافية في لبنان على ايدي رموز صحافية واسعة الحضور والشهرة. وقد استضاف الرئيس شارل حلو زمان السبعينات مجلس نقابة الصحافة وعلى رأسه النقيب رياض طه، فمازح ضيوفه قائلاً: أهلاً بكم في وطنكم الثاني لبنان.

كان الرئيس شارل حلو الماهر في الغمز واللمز يريد بهذا الكلام أن يصيب عدداً من الدور الصحافية التي كانت تتمول من دول خليجية، وكان نقيب الصحافة عفيف الطيبي، رحمه الله، أشطر من ربط الخيوط بين صحافة لبنان والدول الخليجية، ولم يسلم من غضب بعض القادة الخليجيين مثل الشيخ عبد الله المبارك حامل سيف الكويت وصديق لبنان الشيخ عبد الله الجابر، وكذلك سليم اللوزي بسبب مقالة في <الحوادث> عنوانها <خطفوه من بيننا>، إشارة الى داعية ألماني اختطف في إحدى عواصم الغرب، وقد بذل سليم اللوزي أهم المساعي في سبيل أن يسترده الشيخ عبد الله المبارك، ويشطب تهمة <خطفوه من بيننا> متهماً مدير التحرير شفيق الحوت بأخذ هذا الموقف من مصادر عربية.

وهذا ما ورثه نقيب الصحافة عوني الكعكي عن نقباء الصحافة السابقين روبير ابيلا وعفيف الطيبي ورياض طه ومحمد البعلبكي، رحمه الله، والتركة ثقيلة لم يكن فيها مفر من المآسي، كإقدام الصحافي طلال سلمان على اغلاق جريدة <السفير> التي كانت في عز مجدها، وتلقى بالأمس النبأ الحزين وهو قرار عصام وبسام وإلهام فريحة بوقف اصدارات دار <الصياد>. ورغم ان عائلة فريحة أبدت استعدادها لدفع كل تعويضات الموظفين، محررين وموظفين، فأكثر المحررين لم يسلموا بالأزمة المالية التي حكمت بوقف الاصدارات الصحافية، واعتبروا المبادرة نوعاً من حقوق الأحفاد. فمن حق الأحفاد أن يرثوا البركات، لا المآسي. والكلام في هذا الموضوع كثير ومتشعب ولكن لا مناقشة مع أهل القرار، وصاحب البيت أدرى بالذي فيه.

وحتى لا يصفق النقيب عوني الكعكي بيد واحدة، ينبغي أن تستنفر الدور الصحافية كل ما بقي عندها من امكانات للوقوف الى جانبه ودعمه بكل الوسائل الممكنة.

ومن حق عوني الكعكي أن يتلقى عون أهل المهنة لأن الصحافة تواجه مصير وجودها، ودور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في هذا المجال هو دور الأب والراعي والحاضن لما أمكن من الحلول!