قبل سفره بيوم واحد الى موسكو حرص الرئيس المصري المشير عبد الفتاح السيسي على زيارة المملكة العربية السعودية وعقد قمة مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في جدة، تناولت كافة الاوضاع الاقليمية وعلى رأسها تجفيف منابع الإرهاب ومنع انتشاره في المنطقة حفاظاً على الأمن القومي، كذلك تناولت القمة الوضع المتدهور في قطاع غزة وجهود مصر ومبادرتها للتهدئة وحقن دماء الفلسطينيين بالإضافة الى استعراض تطورات الاوضاع في العراق وسوريا وليبيا، وتأثيرها على الأمن القومي العربي، وبعد هذه القمة لا بد أن تشهد العلاقات الثنائية دفعة جديدة قوية.
وقال السفير المصري إيهاب البدوي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية إن الجانبين السعودي والمصري اتفقا في هذه القمة على العمل معاً للنهوض بالأمتين العربية والإسلامية.
وكان الرئيس السيسي قد وصل ليل الأحد الماضي الى مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، وكان في مقدمة مستقبليه الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية. كما كان في استقباله الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة وعميد السلك الديبلوماسي العربي في القاهرة السفير السعودي أحمد بن عبد العزيز قطان وسفير مصر لدى المملكة عفيفي عبد الوهاب وأمين محافظة جدة الدكتور هاني أبو راس.
وضم الوفد الرسمي المرافق للرئيس السيسي وزير الخارجية سامح شكري واللواء هشام الشريف رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، واللواء صبري يوسف كبير الياوران والسفير إيهاب بدوي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، واللواء حاتم القناوي كبير أمناء المراسم في قصر الاتحادية.
وحرص الرئيس السيسي على أداء مناسك العمرة في مكة المكرمة وتلبية الدعوة الى عشاء عمل أقامه على شرفه الأمير مقرن بن عبد العزيز بحضور عدد كبير من رجال الأعمال السعوديين لبحث سبل زيادة نسبة الاستثمارات السعودية في مصر، ومساهمة القطاع الخاص السعودي في مشاريع تنمية محور قناة السويس والقطاع الزراعي وتنمية المناطق المحيطة بمطار القاهرة الدولي.
وأعلن عبد الحميد المرسي رئيس مجلس الأعمال المصري - السعودي أن المجلس سيطلق مبادرة لتأسيس ثلاث شركات دولية جديدة في مصر، وقال إن الشركة الأولى تعمل في مجال إعادة هيكلة الشركات المتعثرة، والثانية لاستيراد السلع والخدمات المصرية اللازمة من الأسواق السعودية بعد دراسة الاحتياجات المطلوبة، والثالثة في مجال تدريب وتأهيل العمالة المصرية ثم توفير فرص عمل مناسبة لها في المملكة السعودية.
مع ملف الاستثماراتالسيسي في موسكو ضد الإرهاب
في زيارة استغرقت يومين وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى روسيا الاتحادية يوم الثلاثاء الماضي وانتقلت الى مدينة <سوتشي> الواقعة على البحر الأسود والتقى الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> الذي يقضي هناك إجازته الصيفية، وكانت المباحثات بين الزعيمين المصري والروسي مركزة على تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وفي مقدمتها العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والتدهور الأمني في ليبيا والأزمة في العراق بعد إزاحة رئيس الوزراء نوري المالكي، وأهمية التوصل الى تسوية تحفظ وحدته وتصون أرواح مواطنيه، وكما قال إيهاب بدوي عضو الوفد المصري المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن لقاء الزعيمين المصري والروسي ركز على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي وتكثيف التعاون في جميع المجالات ذات الصلة بمكافحة الارهاب لاسيما في ضوء حاجة المجتمع الدولي الى جهد جماعي لدحره والقضاء عليه.
وعلى الصعيد الثنائي قال بدوي إن المباحثات تركزت على سبل تعزيز العلاقات في جميع المجالات تجاوباً مع ما سبق أن أعلنه الرئيس المصري عن حرص مصر على توسيع علاقاتها الدولية والانتقال بها الى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزاً مع جميع دول العالم الصديقة والمحبة للسلام التي تتشارك معها في الالتزام بمبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام كرامة الشعوب وإرادتها الوطنية الحرة.
ولم يغب ملف الاستثمارات عن المباحثات بين الزعيمين وجرى اطلاع الجانب الروسي على التطورات السياسية والاقتصادية في مصر، وخصوصاً ما يتعلق بالشقين الاقتصادي والاستثماري حيث تعكف مصر على صياغة حزمة تشريعات جديدة لتحسين مناخ الاستثمار وجذب الاستثمارات الأجنبية ومنها الروسية، فضلاًعن التعاون الثقافي والعلمي والتكنولوجي.
وقال <ميخائيل بوغدانوف> المبعوث الشخصي للرئيس بوتين في الشرق الاوسط ونائب وزير الخارجية في تصريح لجريدة <الأهرام> ان اتفاقاً في الرؤى والآراء يجمع البلدين والرئيسين تجاه أهم القضايا الإقليمية والدولية ولا سيما تلك المتعلقة بتسوية أزمة الشرق الاوسط وسوريا والعراق وليبيا ومكافحة الإرهاب.
وقد تقرر أن يزور وزير الصناعة والتجارة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة منير فخري عبد النور مدينة موسكو مطلع أيلول/ سبتمبر المقبل على رأس وفد من رجال الأعمال والمصدرين المصريين لمناقشة تلبية حاجات السوق الروسية من المنتجات المصرية وعلى رأسها المنتجات الزراعية والصناعات الغذائية وذلك بعد إعلان الحكومة الروسية رغبتها في توسيع استيراد حاجاتها الغذائية من مصر وعدد من الدول بينها المغرب والصين.وأعلن <بوغدانوف> ان روسيا تكن احتراماً وتقديراً لمصر وشعبها. وتعكف الحكومة المصرية في ضوء هذه الزيارة على صوغ حزمة تشريعات لتحسين مناخ الاستثمار وجذب الاستثمارات الأجنبية الى جانب تطوير التعاون مع روسيا في المجال السياحي بالنظر الى أن روسيا من الدول الكبرى المهتمة في السياحة بمصر.