بقلم وردية بطرس

توجهت وسائل الاعلام الى مدينة طرابلس هذه المرة ليس لتغطية حدث امني وما شابه بل للقيام بجولة سياحية في هذه المدينة العريقة بدعوة من <جمعية الأسواق القديمة> التي نظمت جولة للاعلاميين، وذلك لتعريفهم الى وجه طرابلس الحقيقي وتصويرها بصورتها الشعبية والبسيطة، هي التي تحمل آثاراً وتاريخاً لا يتكرران... فطرابلس تضرب جذورها في عمق التاريخ وترقى الى ثلاثة آلاف وخمسمئة عام، اذ أسسها الفينيقيون قبل الميلاد بنحو ألف وخمسمئة عام، وتعاقبت عليها الأمم والعهود منذ عهد الفينيقيين حتى الانتداب الفرنسي، مروراً بالرومان، والبيزنطيين، والعرب، والمماليك، والعثمانيين. وتعتبر طرابلس المدينة الأولى بثروتها التراثية على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، وهي الثانية بآثارها المملوكية بعد القاهرة، وتمثل متحفاً حياً يجمع بين الآثار الرومانية والبيزنطية، والآثار الفاطمية والصليبية، والعمارة المملوكية. وتضم المدينة عدداً كبيراً من البنى التاريخية والأثرية حيث تضم أكثر من 160 معلماً بين قلعة، وجامع، ومدرسة، وخان، وحمام، وسوق، وسبيل مياه، وكتابات، ونقوش، وغيرها من المعالم التاريخية والفنية.

 وطرابلس في امتدادها نحو الميناء تشكل شبه جزيرة يزنرها البحر من ثلاث جهات جنوباً وغرباً وشمالاً، هذا البحر الذي ارتبط به تاريخ المدينة، ومنه انطلقت سفنها الى العالم منذ عهد الفينيقيين حتى عصرنا الحاضر.

ويحفل شاطىء طرابلس بالجزر الصغيرة والمتوسطة، اذ تمتد أمامه سلسلة من الجزر غير المأهولة حالياً، الأمر الذي يميزه عن سائر الشاطىء اللبناني. وأول هذه الجزر جزيرة <البقر> القريبة من الشاطىء وقد كانت لأمد قريب تستخدم كحوض جاف لبناء السفن واصلاحها، ومن هنا تسميتها أيضاً بجزيرة <عبد الوهاب> نسبة لاسم العائلة التي كانت تمارس فيها صناعة السفن والمراكب واصلاحها، وقد تم بناء جسر سياحي للمشاة ربطها بالشاطىء، تليها جزيرة <البلان> وتبعد حوالى 1500 متر عن الشاطىء، ثم جزيرة <سنني> وتبعد نحو 6 كيلومترات، بعدها جزيرة <النخيل> او <الأرانب> التي كانت تعج بهذه الحيوانات في فترة سابقة، وهذه الجزيرة هي أكبر الجزر على الشاطىء وتبلغ مساحتها 150,000متر مربع وأعلى موقع فيها يبلغ ستة أمتار وهي تبعد عن الشاطىء حوالى 10 كليومترات، وآخر هذه الجزر جزيرة <الرمكين> حيث توجد منارة لهداية السفن. وقد ذُكرت هذه الجزر لأول مرة على لسان الجغرافي العربي (الادريسي) في القرن الثاني عشر اذ يقول: ويقابل مدينة طرابلس أربع جزر في صف، فأولها مما يلي البر(جزيرة النرجس) وهي صغيرة وخالية وتليها (جزيرة العمد) ثم (جزيرة الراهب) ثم (أرذقون)، والادريسي هو صاحب كتاب <نزهة المشتاق في اختراق الآفاق>، أما هذه الجزر فهي اليوم محميات بيئية طبيعية وعبارة عن مواقع سياحية.

تراث وحرمان

وهذه المدينة التي تستحق الزيارة والتعرف على كل معالمها عانت ولا تزال من الحرمان والتقصير، عدا عن معاناة الناس بسبب الأحداث الأمنية التي وقعت فيها خلال الفترة السابقة، الا ان طرابلس بالرغم من كل شيء تبقى اهم المدن اللبنانية من الناحية التاريخية والتراثية والتجارية.

وانطلاقاً من ايمان الشباب الطرابلسي بمدينتهم وبغية العمل من اجل احيائها وتنشيط السياحة فيها قاموا بإنشاء <جمعية الأسواق القديمة في طرابلس>، وهي عبارة عن خطوة قامت بها لجان مؤلفة من شباب مناطق طرابلسية، ويهدفون من هذا المشروع الى تنمية مناطقهم، والسعي الى كسب خبرة تخولهم العمل على الأرض بطريقة فعالة أكثر لخدمة مجتمعهم ومنطقتهم من باب التطوع، والضغط على المعنيين في سبيل تحقيق بعض المطالب الانمائية...

والجولة المميزة الاستكشافية التي قام بها الاعلاميون اتاحت لهم التعرف الى عاصمة الشمال، وذلك من خلال زيارتهم للأماكن التاريخية والأسواق الشعبية وأهم المعالم الأثرية في المدينة. ومن ابرز الأماكن التي جال عليها الاعلاميون في هذه المدينة العريقة هي:

ساحة التل: وهي الساحة المركزية في طرابلس حيث الساعة العثمانية ذات الطبقات الخمس المهداة من السلطان عبد الحميد الثاني وبجوارها حديقة المانشية وقصر نوفل العثماني وقد حولته البلدية الى مركز ثقافي. وحول الساحة مبانٍ سكنية تجارية وفنادق ذات طراز عثماني.

ساحة الكورة: قائم المياه وهو عبارة عن برج لتوزيع المياه وقد تمكن المماليك عبره من ايصال المياه الى كل البيوت الطرابلسية من خلال قوة الضغط، وكان يوجد ما يقارب 135 قائماً للمياه في المدينة القديمة.

المسجد المنصوري الكبير: أسسه السلطان أشرف خليل بن قلاوون عام 1294 وهو أكبر وأقدم جوامع المماليك في طرابلس ولبنان على الاطلاق، وله أربعة أبواب وثلاثة أروقة حول الفناء وبركة الوضوء مع المصلى وفيه غرفة الأثر النبوي الشريف. بنى الأروقة السلطان محمد بن قلاوون عام 1315، واهتم المماليك بالتعليم، إذ هناك 5 مدارس حول المسجد: المدرسة الشمسية، مدرسة الشيخ الهندي، المدرسة الناصرية، المدرسة الخيرية حسن، والمدرسة النورية.

سوق الصياغين: من أجمل وأقدم أسواق طرابلس، وهو خاص بمحلات صياغة وبيع الذهب والمجوهرات المصنعة بأيدي الفنانين الطرابلسيين.

خان الصابون: من العصر المملوكي وفيه تتم صناعة الصابون الطرابلسي المعطّر والملون، ويُعرف بخان العضيمي، وهو الخان الوحيد الذي ما زال يحتفظ ببابه الأصلي المصنوع من خشب القطران.

حمام العبد: من العصر المملوكي.

المدرسة القرطاوية وقد بناها الأمير شهاب الدين قرطاي في العام 1316.

أول امرأة حكمت طرابلس

واستكملت الجولة بزيارة القلعة: وهي أكبر القلاع الحربية في لبنان وأقدمها، أسسها الصحابي سفيان بن مجيب الأزدي في العام 636، وبنى فيها الفاطميون مسجداً أوائل القرن الحادي عشر. كما شيّد القائد الفرنسي <ريمون دو سنجيل> حصناً فوقها في العام 1103. وكانت ما تزال حصناً حتى حولها الأمير المملوكي اسندمر كرجي في العام 1307 الى قلعة. وكانت في عهد الصليبيين مقراً لأول امرأة حكمت طرابلس وهي الأميرة سيبيل بنت غود فريد، وقد أقام السلطان العثماني سليمان بن سليم الأول (سليمان القانوني) في العام 1521 البرج الشمالي وفيه باب القلعة.

خان الخياطين: هو من أشهر خانات طرابلس ومتخصص بالخياطة والأزياء. يرجع تاريخ بناء هذا الخان الى ما قبل المماليك حيث وجدت عند بابه الغربي آثار بيزنطية.

خان المصريين: بناه السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون، وكان خاصاً بالتجار والنزلاء القادمين من مصر.

حمام عز الدين: بناه عز الدين أيبك الموصلي ويتألف من ثلاثة أقسام: أولاً القسم الخارجي او المشلح حيث يقوم الزائر بخلع ملابسه واستبدالها بالمناشف. ثانياً القسم الأوسط: وتكون فيه الحرارة متوسطة ويشكل مكاناً للاستراحة لتعديل حرارة الجسم عند الدخول والخروج. ثالثاً القسم الداخلي حيث الحرارة عالية ومياه ساخنة وتتنوع الخدمات بين تلييف وتكييس وتدليك.

بنى المماليك الحمامات في طرابلس على الطراز الروماني والبيزنطي، وكان الهدف من اقامة الحمامات في الأصل الحاجة الى النظافة والطهارة طبقاً للشريعة الاسلامية.

تحولت الحمامات في ما بعد الى تجمعات للسهر وتبادل الأحاديث في السهرات الليلية، فأصبحت بمنزلة نادٍ اجتماعي تقام فيه الاجتماعات العائلية والأعراس.

ولنتعرف اكثر على أهمية الأنشطة التي تقوم بها <جمعية الأسواق القديمة> في طرابلس لاحياء المدينة التي شهدت اشتباكات وأحداثاً أمنية، وعن الأسباب التي ادّت لانشاء هذه الجمعية والهدف منها، كان لـ<الأفكار> حديث مع الشاب الجامعي عبد الجواد أحمد امين سر <جمعية الاسواق القديمة> الذي يحمل شهادة هندسة مدنية ويتابع دراسته (M2) في معهد العلوم التطبيقية والاقتصادية في الجامعة اللبنانية (Cnam)، ونسأله:

 ــ حدثنا عن فكرة انشاء <جمعية الأسواق القديمة> في طرابلس؟ وماذا عن عدد الأعضاء فيها؟

- نحن بمعظمنا شبان وصبايا من ضمن المجتمع المدني، نعمل منذ فترة كمتطوعين ضمن العمل الخدماتي الانساني والاجتماعي، وقد شهدنا خلال المعارك بين الجبل وباب التبانة كيف بدأ الاقتصاد في المدينة بالتراجع رويداً رويداً الى ان تم اغلاق أكثر من 70 مؤسسة تجارية، فكان هدفنا العمل على تنمية الاقتصاد من جديد وكانت مبادرتنا الشبابية بتكوين لجنة، والاسم مستوحى من جزئين: الأول هو الأسواق كونها هي التي تشكل القطاع الاقتصادي الطرابلسي خصوصاً ان طرابلس تتمتع بوجود سبعة أسواق متخصصة، والجزء الثاني لأن المدينة الأثرية القديمة تقع داخل هذه الأسواق وهذا ما شاهدتموه خلال الجولة فيها. ونحن بدورنا كنا قد قمنا سابقاً بدورات مرشدين سياحيين في مدينة طرابلس وطورنا أنفسنا من خلال جمع معلومات اضافية عن مدينتنا. وقد بدأنا العمل منذ سنتين مع 25 متطوعاً، أما اليوم، فقد أصبح عددنا 75، وكل يوم ينضم متطوع او اثنان، ومنذ 9 أشهر تقدمنا بطلب الترخيص كجمعية تحت اسم <جمعية الأسواق القديمة> في طرابلس وأصبحنا جهة رسمية.

ــ وما هي الأنشطة التي تقومون بها؟

- مشاريعنا هي مشاريع انمائية تجميلية في هذه الأسواق، والبداية كانت من محلة باب الرمل (قهوة موسى) ومحلة الدباغة، وخان العسكر، وباب الحديد، وتشمل نشاطاتنا اعمال اعادة تأهيل، ودهن وتجميل، وتركيب رفوف للمحلات التجارية، كما أننا نعمل على ترميم واجهات وملعب مدرسة الهدى الرسمية للصبيان، واستحداث مسرح لمدرسة الفضيلة الرسمية للبنات (أبي سمراء)، واعادة تأهيل وتجميل ودهن وانارة شارع منقارة او ما يعرف بشارع 1 مراد في منطقة الزاهرية. ومشروع سقف وانارة ودهن محلات ووضع مراوح لسوق باب الدهب (سوق القمح - التبانة). وكنا قد بدأنا بالجولات السياحية منذ تموز (يوليو) 2015 باستقبالنا 300 سائح من لبنان ومصر وسوريا والعراق، وفي شباط (فبراير) 2016 أطلقنا مشروع <Foodtrail> بالشراكة مع <No garlic no onions> واختتمناه في نيسان (ابريل)، ونحن الان نكمل المشروع وحدنا دون شراكة مع أحد.

لماذا الإعلاميون؟

ــ ماذا كان الهدف من دعوة الاعلاميين للمشاركة في الرحلة السياحية الى طرابلس؟

- كان الهدف من دعوة الاعلاميين لجولة سياحية نقل الصورة الحقيقية عن طرابلس والكنز الأثري الذي تتمتع به حيث تحوي أكثر من 160 معلماً أثرياً وفيها تعاقبت الحضارات، وقد نجحنا نوعاً ما بجذب نظر الاعلاميين واعداد التقارير عن طرابلس بأنها من أجمل المدن اللبنانية وأن أهلها كرماء ومضيافون.

ــ ما هي أهمية احياء السياحة في هذه المدينة التي شهدت أوضاعاً أمنية صعبة؟ والى اي مدى تساهم بلدية طرابلس بإنجاح مثل هذه الرحلات السياحية؟

- ليتطور القطاع الاقتصادي كان علينا تطوير القطاع السياحي لأن القطاعين مرتبطان ببعضهما ارتباطاً وثيقاً وخصوصاً في طرابلس. ان بلدية طرابلس تساعد الجميع حسب قدرتها، ولكن نحن الى اليوم لم نطلب مساعدة بل كنا نلتقي مع أعضاء البلدية اما لنضعهم بصورة مشاريعنا ونيل الموافقة واما لتلبية دعوتنا لحضور نشاط نقيمه في المدينة، ولكن نحن الآن بصدد الالتقاء مع المجلس البلدي الجديد لنتباحث في سبل التعاون بيننا خصوصاً واننا بصدد التحضير لمشاريع ضخمة في طرابلس ان لجهة تدريب 150 شاباً وصبية على المهن الحرفية في خان العسكر وتوظيف 30 منهم للصناعة حيث سنقوم بتصدير ما يصنع ويعود المردود كتكاليف مواد ومعاشات لهم، أو لجهة مشروع مهرجانات موسيقية وثقافية في خان العسكر، كما أننا حالياً نعد تقريراً مصوراً لقرى الشمال يتناول عاداتها وتقاليدها ومأكولاتها ومنتوجاتها، وسنقيم معارض لمنتوجات شمالية.

ــ ما هي مشاريع الجمعية المستقبلية؟ والى اي مدى تؤمنون كشباب بعودة الحياة الى طرابلس على كل الصعد؟

- نحن وضعنا خطة ومشاريع للخمس سنوات المقبلة، وليس هدفنا الشهرة بقدر ما هدفنا هو طرابلس وأهلها لأننا جميعنا شباب متعلمون، واعضاء الجمعية اما متخرجون من الجامعات واما يكملون تعليمهم، وكان باستطاعتنا السفر والعمل خارج لبنان ولكن حب طرابلس وتراب لبنان جعلنا نبقى ليكون التغيير على أيدينا نحن وباقي الجمعيات، ونحن نلتقي مع جمعيات كثيرة ونجتمع سوياً تحت هيئة تنسيق موحدة لنا من جبل محسن وباب التبانة والميناء والقبة والبداوي، وننسق في ما بيننا لأي نشاط على مستوى طرابلس.

ــ هل هناك صعوبات او تحديات تواجهكم أثناء التحضير لهذه الرحلات السياحية لمدينة طرابس؟

- الحمد والشكر لله اننا لم نواجه اي مشكلة في جولاتنا السياحية ولا في انجاز مشاريعنا، وانما قد نكون غافلين عن بعض الاجراءات القانونية ولكن سرعان ما نعالجها، مكملين بجولاتنا التعارفية في طرابلس وسندعو جميع الزوار في طرابلس لزيارة معالم جديدة وتذوق طعام جديد. من <جمعية الاسواق القديمة> في طرابلس نقول: <انتظرونا فالقادم احلى>.

الصحافية صهيون

ونتحدث ايضاً مع الصحافية اليان صهيون وهي المسؤولة الاعلامية لـ<جمعية الأسواق القديمة> في طرابلس ونسألها عن اهمية احياء مدينة طرابلس على الصعيد السياحي فتقول:

- كوني صحافية والمسؤولة الاعلامية لهذه الجمعية ولأكثر من جمعية، أقول إننا نعمل ضمن الاعلام الايجابي في طرابلس لإظهار الصورة الحقيقية، اذ نود ان نقول للناس الا يخافوا من التوجه الى هذه المدينة، لأنه للأسف كلما ذكرنا طرابلس امام الناس، يدور في ذهنهم في الحال الاشتباكات واطلاق النار والمشاكل الى ما هنالك، ولكي نخرج هذه الصورة من ذهن الناس قررنا ان نحضر رحلة للاعلاميين لكي يزوروها ويتعرفوا الى وجهها الثقافي والحضاري، وليتأكدوا بأنه ليس هناك ما يدعو للخوف من زيارتها والتنقل في أرجائها. فطرابلس من أهم المدن التي تزخر بغناها التاريخي حيث تنتشر فيها مئات الآثار التي تعود الى حقب تاريخية قديمة، فهذه المدينة تضم اهم المساجد والقلاع والاسواق القديمة وغيرها من الأماكن التي تستحق الزيارة والتعرف اليها، وتضم المدينة معالم لا نعرفها او لم نزرها من قبل وننصح كل اللبنانيين قبل ان يفكروا بالسفر الى الخارج لتمضية العطلة ان يبدأوا بالسياحة في بلدنا لبنان لأن هناك اماكن ومعالم لم نزرها، ونحن نبدأ بطرابلس وان شاء الله سنكمل جولاتنا السياحية في مناطق اخرى.

وتتابع قائلة:

- أحببت التعامل مع الشباب في <جمعية الأسواق القديمة> لأنهم متحمسون لهذا النشاط السياحي المتميز، وهم يشعرون بغصة لأن الناس تخاف من التوجه الى طرابلس اذ يظنون ان طرابلس هي مدينة الأشباح وهذا غير صحيح، وقد تعاونت معهم لانهم يعملون بجهد وعزيمة لتحسين صورة طرابلس واظهارها بطريقة ايجابية اذ يعمل جميعهم بكل جدارة وحماس واندفاع لاظهار مدينة طرابلس بافضل صورة ولجذب الزوار اليها للتعرف على معالمها وأسواقها.