تفاصيل الخبر

وداعاً سلطان قابوس.. حكيم العرب ورجل السلام ومؤسس نهضة عمان

17/01/2020
وداعاً سلطان قابوس.. حكيم العرب ورجل السلام ومؤسس نهضة عمان

وداعاً سلطان قابوس.. حكيم العرب ورجل السلام ومؤسس نهضة عمان

توفي يوم الجمعة الماضي سلطان عمان قابوس بن سعيد نتيجة مرض عضال منذ عام 2014 بعدما حكم البلاد نحو نصف قرن، عرف خلالها بحكمته في معالجة القضايا الإقليمية والدولية وقيادته نهضة البلاد وتحديثها.

وقد ولد السلطان قابوس في صلالة بمحافظة ظفار في 18 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1940، وهو سليل أسرة أل سعيد التي تحكم عمان منذ عام 1749، وتابع تعليمه المدرسي في صلالة، إلى أن التحق بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في بريطانيا وهو في العشرين من عمره. وتخرج السلطان منها بعد عامين برتبة ملازم، ثم خدم في ألمانيا ضمن فرقة عسكرية بريطانية لمدة عام. ولدى عودته إلى بلاده سنة 1964، اصطدم السلطان بسياسة متشددة كان يعتمدها والده الرافض لأي تحديث، إلى أن تولى الحكم في 23 تموز (يوليو) 1970، ليطلق مرحلة من التحديث بدأت بإحتواء ثورة ظفار نهائياً واحداث نهضة شاملة غيّرت وجه عمان ونقلتها الى مصاف الدول المستقرة والمتقدمة في شتى المجالات، وعمل على اعلاء قيم العدالة والمواطنة والمساواة، وتدعيم أركان دولة المؤسسات التي ينعم فيها المواطن والمقيم بالأمن والأمان، وتتحقق فيها للجميع أجواء الطمأنينة وصون الحقوق، واعتمد سياسة حكيمة تجاه القضايا الاقليمية والدولية واعتمد مبدأ الحياد الايجابي حتى باتت عمان جسر التواصل بين دول الاقليم وصاحبة الوساطه بين المتنازعين حتى استحق لقب حكيم العرب ورجل السلام والتسامح والسياسي المحنك المنفتح والاقتصادي المخضرم.

والراحل الكبير غير متزوج ولا أبناء ولا أشقاء له، ولذلك اوصى في رسالة تركها لمجلس العائلة بأن يخلفه ابن عمه هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد المولود عام 1954 والذي سبق ان تولى العديد من المناصب، حيث كان رئيس اللجنة الرئيسية للرؤية المستقبلية <عمان 2040> ثم وزيراً للتراث والثقافة منذ عام 2002، كما شغل العديد من المناصب في وزارة الخارجية ومنها الأمين العام، ووكيل الوزارة للشؤون السياسية ووزير مفوض. كما تولى رئاسة الاتحاد العُماني لكرة القدم بين عامي 1983 و1986، وترأس اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأسيوية الشاطئية الثانية التي أقيمت في مسقط 2010.

والمعروف عن السلطان الجديد الذي ادّى اليمين يوم السبت الماضي سلطاناً للبلاد، الحكمة والتسامح والاصالة وبالتالي سيكمل سياسة السلطان قابوس في كل الميادين، وهذا ما اكده بنفسه عندما دعا بعد تنصيبه إلى بذل الجهود لتنمية البلد المنتج للنفط والسير على نهج سلفه الذي بنى دولة عمان الحديثة ولعب دور الوسيط في المنطقة، وتعهد بمواصلة السياسة الخارجية التي اكد أنها تقوم على التعايش السلمي والحفاظ على العلاقات الودية مع كافة الدول، وقال: سوف نلتزم خط السلطان الراحل مؤكدين على الثوابت، وسياسة بلادنا الخارجية القائمة على التعايش السلمي بين الأمم والشعوب وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لغيرنا، ليكون بذلك خير خلف لخير سلف.