تفاصيل الخبر

وداعاً ”جاك شيراك“حكيم فرنسا وصديق لبنان والعرب

04/10/2019
وداعاً ”جاك شيراك“حكيم فرنسا وصديق لبنان والعرب

وداعاً ”جاك شيراك“حكيم فرنسا وصديق لبنان والعرب

شيّعت فرنسا والعالم يوم الاثنين الماضي الرئيس الفرنسي الراحل <جاك شيراك>، الذي توفي يوم الخميس ما قبل الماضي عن 87 عاماً بعد معاناة مع المرض على أثر جلطة دماغية أصابته للمرة الأولى عام 2005، وذلك في مراسم تكريم رسمية وشعبية مهيبة تليق بالرجل الذي صبغ حياة الفرنسيين السياسية طوال أربعة عقود، ووصف بـ<حكيم> الجمهورية الخامسة وأحد صناع السياسة الدولية وصديق لبنان والعرب، واطفأت انوار برج إيفل في وداعه الذي شارك فيه اكثرمن ثلاثين من قادة العالم، حيث ان الرجل ولد في العام 1932، وخدم في الجيش خلال الحرب التي دارت بين الجيش الفرنسي والمقاتلين الجزائريين في العام 1954. وعرف بإعجابه بالجنرال <شارل ديغول>، بطل الحرب العالمية الثانية، الذي ألهمه الدخول للحياة العامة. وتولى <شيراك> الرئاسة الفرنسية مرتين، الاولى من 1995 حتى 2002، والثانية بعدها مباشرة حتى عام 2007 بعدما سبق ان تولى رئاسة وزارة فرنسا مرتين: الأولى من 1974 إلى 1976، والثانية من 1986 إلى 1988 بعدما كان قبل ذلك عمدة باريس لمدة 18 عاماً من 1977 إلى 1995، وعمد الى تأسيس حزبين هما <التجمع من أجل الجمهورية> و<الاتحاد من أجل حركة شعبية> وتولى العديد من الحقائب الوزارية، منذ أن كان في سن 34 عاماً، كما انتخب نائباً، لكن عام 2011، أدانته المحاكم الفرنسية بتهمة التلاعب بأموال الضرائب المدفوعة، فحُوكم بالسجن لمدة عامين بعد ثبوت إدانته.

 وحسناً فعل لبنان بإعلان الحداد لحظة دفنه وتنكيس الاعلام على الادارات والمؤسسات والبلديات من باب الوفاء لهذا الرجل الذي وقف الى جانب لبنان وسانده وكان صديقاً له ولكل العرب، لا بل كان صديقاً شخصياً للرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن هنا كان نعي الرئيس سعد الحريري له والقول في بيان انه من أعظم الرجال الذين أنجبتهم فرنسا. فـ<شيراك> وقف بشكل حازم ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 1996، وساهم في وقف إطلاق النار وفرض تشكيل لجنة رباعية من ضمنها فرنسا للإشراف على الوضع، وولد آنذاك <تفاهم نيسان> الذي كرّس شرعية المقاومة، وزار لبنان عام 1996 وتجول في بيروت مع الرئيس الراحل رفيق الحريري وشارك في دفنه بعد اغتياله عام 2005، وساهم في اخراج الجيش السوري من لبنان بعد عملية الاغتيال وانشاء المحكمة الدولية ودفع بإتجاه مساعدة لبنان مالياً واقتصادياً من خلال مؤتمرات <باريس 1 و2 و3> ورفض في حرب 2006 نزع سلاح حزب الله الا في اطار توافق لبناني لبناني وعمل بإتجاه صدور القرار 1701 لوقف الحرب انذاك، فيما كانت علاقاته العربية ممتازة مع معظم الدول ووقف الى جانب القضية الفلسطينية وكان صديقاً للرئيس الراحل ياسر عرفات وبكاه يوم موته، وزار القدس والمسجد الاقصى سابقاً، ورفض احتلال العراق مهدداً بإستخدام الفيتو في مجلس الامن عام 2003، ونسج علاقات صداقة مع القادة العرب لاسيما ملك المغرب محمد السادس.

وبرحيله تطوى صفحة مشرقة وحافلة من تاريخ فرنسا، ويخسر لبنان والعرب صديقاً وفياً ومتفهماً ومسانداً للقضايا اللبنانية والعربية.

 فلروحه السلام.