تفاصيل الخبر

واشنطن تؤكد من خلال رسائل مباشرة وبالواسطة ان دعمها للجيش لا ينسحب على المواقف السياسية للحكم!

20/10/2017
واشنطن تؤكد من خلال رسائل مباشرة وبالواسطة  ان دعمها للجيش لا ينسحب على المواقف السياسية للحكم!

واشنطن تؤكد من خلال رسائل مباشرة وبالواسطة ان دعمها للجيش لا ينسحب على المواقف السياسية للحكم!

 

جوزيف عون ميشال عونفي الوقت الذي يستعد فيه قائد الجيش العماد جوزف عون للسفر الى الولايات المتحدة الأميركية مطلع الشهر المقبل تلبية لدعوة من القيادة العسكرية الأميركية للاحتفاء بقائد جيش أول دول عربية حررت أراضيها بالكامل من احتلال التنظيمات الارهابية، أرادت واشنطن أن توجه رسالة اضافية الى لبنان بأن المواقف السياسية للادارة الأميركية تجاه لبنان وخياراته، تختلف عن المواقف من المؤسسة العسكرية التي تنظر إليها على انها القوة الضامنة لوحدة لبنان وسيادته واستقلاله. وتمثلت الرسالة الأميركية بإعطاء الضوء الأخضر للأردن بتسليم الجيش اللبناني ناقلات جند ومصفحات أميركية استخدمها الجيش الأردني لفترة وهي دبابات من طراز <أم 60> سبق للبنان أن حصل على مثلها من الأردن أيضاً في العام 2010.

وتقول مصادر مطلعة لـ<الأفكار> ان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين كان أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال الزيارة الرسمية التي قام بها للأردن قبل أشهر ان القيادة الأردنية اتخذت قراراً بخفض عديد الجيش الأردني وإعادة تسليحه، والتركيز أكثر على القوى الأمنية الداخلية، معرباً عن استعداد الأردن لتقديم آليات عسكرية للجيش كما فعل سابقاً نظراً للعلاقة المميزة القائمة التي تنظم تباعاً ويشارك فيها ضباطاً من لبنان من مختلف الأسلاك العسكرية ولاسيما الجيش وقوى الأمن الداخلي. إلا ان العقدة التي برزت في حينه تمثلت بضرورة الحصول على موافقة الولايات المتحدة الأميركية على تسليم لبنان الدبابات والآليات الأميركية الصنع نظراً لوجود اتفاق بين عمان وواشنطن يمنع على الأولى التصرف بأي سلاح أميركي من دون الحصول على موافقة أميركية مسبقة. وتضيف المصادر ان الاتصالات نشطت بين بيروت وعمان وواشنطن تحقيقاً لهذه الغاية وساهمت القيادة الوسطى في الجيش الأميركي بالاسراع في <انجاز> الموافقة الأميركية خصوصاً بعد الدور الذي لعبه الجيش اللبناني في تحرير أرضه من تنظيم <داعش> بدعم لوجستي واستعلامي من الجيش الأميركي الذي أمن للجيش معدات وصواريخ كان لها الأثر الفاعل في انجاز التحرير. وبعد صدور القرار الأميركي، وخلال اللقاء الذي جمع بين الملك عبد الله الثاني والرئيس عون في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أبلغ العاهل الأردني الرئيس اللبناني ان الموافقة الأميركية <تأمنت> والدبابات ستكون في لبنان خلال أيام... وهكذا كان، إذ وصلت الدفعة الأولى من أصل 39 مصفحة ستضاف الى عتاد الجيش اللبناني، على أن تتم صيانتها وإعادة تأهيلها من قبل الجيش الأميركي في الأردن قبل ارسالها الى لبنان.

 

 <لا بضاعة فاسدة>... بل صيانة ضرورية

وفي هذا السياق، تستغرب المصادر المطلعة ما شاع عن ان هذه الدبابات <بضاعة فاسدة> وتؤكد انها كانت لأيام خلت ضمن الخدمة العسكرية في الجيش الأردني وان لبنان طلب ادخال بعض التعديلات عليها وإضافة أسلحة جديدة حتى تصبح المدرعات المرسلة أكثر فاعلية وتتماشى مع المتطلبات الميدانية للجيش الذي سيتولى دفع ثمن رمزي نتيجة التعديلات التي اقترحها وذلك من خلال الاعتمادات المحددة في موازنة وزارة الدفاع. واعتبرت المصادر نفسها ان شراء معدات وتجهيزات عسكرية <مستعملة> يعود الى ان القدرات المالية للجيش محدودة والاعتمادات التي تُفتح له لا تكفي لشراء أسلحة جديدة ومتطورة، إضافة الى ان العمليات العسكرية التي قام بها الجيش في معركة <فجر الجرود> نفذت بعتاد مماثل للذي حصل عليه الجيش اللبناني من الجيش الأردني، و<الترسانة> العسكرية اللبنانية قديمة العهد لكنها فعالة. وتؤكد المصادر ان حاجة الجيش الى معدات تجعله يرتضي بالحصول على عتاد مستعمل من ألا يحصل أبداً على عتاد يستخدمه في المهام الأمنية والعسكرية الموكلة إليه، وقيادة الجيش منفتحة على أي مصدر يمكن أن يوفر لها عتاداً ضرورياً و<لا عقدة> لديها من أي طرف، كما هي لا ترضى بشروط مسبقة لقبول أي هبة عسكرية أو للتفاوض على شراء معدات جديدة أو مستعملة بأسعار معقولة أو رمزية.

وفي تقدير المصادر نفسها ان <رسالة> الدبابات الأردنية لا يمكن فصلها عن رسالة أخرى وصلت مع بدء سلاح الجو اللبناني تسلم الدفعة الأولى من طائرات <سوبرتوكانو 29A> والتي تألفت من طائرتين حطتا في قاعدة حامات العسكرية من أصل هبة أميركية تصل الى 6 طائرات تتمتع بمواصفات تميزها عن غيرها من الطائرات العسكرية ذات الحركات المروحية التوربونية التي تنتجها شركة <امبراير> البرازيلية بحيث تكون طائرة هجوم خفيفة تتمتع بمدى بعيد واستقلالية في العمل وتستخدم في مكافحة حركات التمرد والارهاب، إضافة الى تدريب طيارين، وتحتوي هذه الطائرات على نظم الكترونية متطورة وأسلحة حديثة وقادرة على التأقلم مع المتغيرات المناخية وبامكانها الهبوط على مدارج قصيرة تفتقر الى البنى التحتية اللازمة. وتحمل الطائرة الجديدة مدفعاً رشاشاً من عيار 12,7 ملم، وحاضن مدفع رشاش عيار 20 ملم في الأسفل، كما يمكن تزويدها بقذائف صاروخية عيار 70 ملم، إضافة الى قنابل انزلاقية تقليدية أو ذكية، وصواريخ <سيادونيدر> جو ــ جو.