تفاصيل الخبر

نصر الله طرح حلاً للأزمة الحكومية يعتمد عندما "تستوي الطبخة" محلياً وخارجياً

24/02/2021
نصر الله طرح حلاً للأزمة الحكومية  يعتمد عندما "تستوي الطبخة" محلياً وخارجياً

نصر الله طرح حلاً للأزمة الحكومية يعتمد عندما "تستوي الطبخة" محلياً وخارجياً

[caption id="attachment_86122" align="alignleft" width="443"] السيد حسن نصر الله في إطلالته التلفزيونية الأخيرة.[/caption]

 يعتبر مراقبون أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لا يريد فعلياً حسم ملف تشكيل الحكومة وهو يترك الامر مفتوحاً لأنه لو أراد لاستطاع ان "يضغط" على حليفه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لتقديم التسهيلات الضرورية لتأمين ولادة الحكومة. لقد انتظر اللبنانيون الكلمة التي القاها السيد نصر الله الأسبوع الماضي علها تحمل معطيات تؤدي الى إزالة العوائق امام تشكيل الحكومة، لكنهم فوجئوا بأن الأمين العام لحزب الله لم يطرح أي جديد يتعلق بأزمة تشكيل الحكومة يمكن التعديل عليه وتطويره في اتجاه فتح ثغرة في الحائط المسدود الذي يؤخر الولادة الحكومية، بمقدار ما انه جاء توصيفاً لواقع الحال المأزوم خصوصاً ان تفهمه لموقف الرئيس المكلف سعد الحريري من وزارة الداخلية ومن رفضه إعطاء الثلث الضامن لأي حزب لا يصرف سياسياً في عملية التأليف، ما دام ربطه بعدم تفهمه لإصرار الحريري على حكومته من 18 وزيراً بدلاً من رفع العدد الى 20 او 23 وزيراً لتمثيل شرائح سياسية. وبذلك "وازن" السيد نصر الله بين ما يطلبه الرئيس عون لجهة رفع عدد الوزراء الى 20 وبين عدم رغبة الحريري باعطاء عون الثلث الضامن او الثلث المعطل.

 صحيح ان السيد نصر الله قال إنه لا يجوز تحميل المسؤولية لرئيس الجمهورية لكنه أشار الى ان هناك مطالبات واسعة من قبل "التيار الوطني الحر" بألا يقف حزب الله على مسافة واحدة من الطرفين ويمسك العصا من وسطها بين "الوطني الحر" وتيار المستقبل. لكن ودحضاً لهذا الواقع، مرر السيد بابتسامة وبشكل لين مطالبته الحريري بتوسيع الحكومة مع تفهم مطالبته بوزارة الداخلية، لأن لديه حليفاً آخر درزياً، وبالتالي يكون حلّ مشكلتين بخطوة واحدة، حل مسألة الثلث المعطل وإراحة عون، وحل أيضاً المسألة المتعلقة بالموضوع الدرزي. وتقول مصادر متابعة ان السيد نصر الله امسك بالعصا من وسطها ومرر رسالته بليونة وبابتسامة لأنه أولاً يريد تشكيل الحكومة، وثانياً لأن لديه مصلحة في الا يتم "تطفيش" الحريري من قبل العهد لأنه يريده في رئاسة الحكومة، اذ يعتبر انه من خلال رئاسته يستطيع ان يحافظ على "الستاتيكو" الحالي، ومن خلال شبكة علاقاته الخارجية التي يثبتها يوماً بعد آخر من خلال الجولات التي يقوم بها، يستفيد من تشكيل هذه الحكومة.

 فالحزب يريد الحريري في رئاسة الحكومة، ليس فقط للجانب المتعلق باستبعاد الفتنة السنية الشيعية لأنها لم تحصل عند تكليف حسان دياب، بل لأنه يريد انجاح الحكومة. وهذا الامر لا يتحمس العهد عليه لجهة انه لا يريد الحريري، فيما حزب الله يرى ان رئيس حكومة غير الحريري سيكون مصير حكومته الفشل، بينما معه هنالك فرصة للانقاذ.

مهمة صعبة

وتقول مصادر قريبة من حزب الله إن الخلاف توسع بين الرئاستين الأولى والثالثة حتى صار التقريب بينهما غير ممكن اقله في الفترة القريبة لأسباب متداخلة داخلية وخارجية، ولكن تبدو الأسباب الداخلية واقعية وملموسة، في المقابل ليست الأسباب الخارجية مؤكدة ولم تخرج عن ابعد من كونها تحليلات بحسب المقربين من الطرفين. وهذا ما يؤكده "حزب الله" الذي لم يعد يتردد في القول إن الأمور لم تعد واضحة لديه، بحيث لم يعد قادراً على فرملة الخلاف بين الرئاستين. عمليــــاً يؤيد الكثيرون سعد الحريري نكــــاية بالعهد ورئيسه بينما لم يبق للآخر الا "حزب الله" يواصل مؤازرته ويرفض كسره او القبول بما لا يريده. من رئيس مجلس النواب نبيه بري و"حركة امل" الى "القوات" و"الاشتراكي" والبطريرك الراعي و"المردة" جميعاً يلتقون اليوم على معارضة رئيس الجمهورية وجبران باسيل، يقابلهم "حزب الله" الذي لا يريد خسارة عون ولا يجد بديلاً عن الحريري. سبق وحاول "حزب الله" مراراً التقريب بين بعبدا وبيت الوسط وقصد المعاون السياسي الحاج حسين الخليل الرئيس المكلف مرات عدة، كان آخرها قبل نحو أسبوع تقريباً لكن لم تخرج وساطته بنتائج إيجابية بعد. بالنسبة لــ "حزب الله" الطرفان يكملان بعضهما في التعنت ويسعيان كل من ناحيته الى تعزيز موقعه، أزمة ثقة على أزمة رئاسة يتم تخريجها بشروط معقدة. لب المشكلة اننا امام فريقين يتخوف كل طرف من نصب مكيدة للآخر. يخاف الحريري من العهد. كأنه بات اسير المحاسبة والتي على ما يبدو يصر عليها رئيس الجمهورية ميشال عون ولو بقي يوم من عهده.

وعندما تستوضح "حزب الله" هل سيبقى مكتوف الايدي فيما الشرخ يزيد وحظوظ تشكيل الحكومة شبه معدومة يكون الحواب : "سعينا جهدنا وحاولنا تقريب وجهات النظر ولا يكلف الله نفسا الا وسعها"، من دون ان تقطع مصادر مطلعة على موقفه الطريق على إمكانية المحاولة مجدداً، ليعاود التشديد على ضرورة تشكيل الحكومة.

حل جاهز عند الضرورة

انطلاقاً من هذا الواقع، أتت مواقف السيد نصر الله في موقع "وسط" بحيث لم يغضب لا الرئيس عون ولا الرئيس الحريري، وإن كان لم يرض الاثنين بشكل كامل وهو  في ذلك أراد إعطاء فرصة إضافية لامكانية إيجاد حل للخلافات بين الرئاستين وهو حاول تقديم الحل حتى يكون جاهزاً عندما "تستوي" الطبخة الحكومية وتنجح الاتصالات الجارية بعيداً عن الاعلام. من هنا أتت دعوة السيد نصر الله لتوسيع الحكومة بمثابة تعديل على المشاورات الجارية لتأليفها من شأنه ان يخفف من منسوب الاحراج المحلي والدولي الذي يحاصر المسؤولين اللبنانيين لجهة تحميلهم مسؤولية تأخير ولادة الحكومة، علماً ان السيد نصر الله حرص على جعل الحلول داخلية وعدم الرهان على الخارج وهو نفى ربط تأليف الحكومة بالملف النووي الإيراني.

 تجدر الإشارة الى ان السيد لم يتجاهل في كلمته ذكرى تفاهم مار مخايل بين الحزب و"التيار الوطني الحر"، وهو اذ طمأن المشككين الى ان العلاقة مع "التيار" متينة، تجاهل المواقف الصادرة عن "برتقاليين" سواء على شاشات التلفزيون او على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه في المقابل سجل موقفاً لأول مرة من بيان رسمي صادر عن "التيار" معترضاً على التعابير المستخدمة كونها تخدم "المتربصين" والأكيد ان "السيد" بدا منزعجاً من نقل أي تباين في وجهات النظر بين الطرفين الى العلن موحياً وكأن "الوضع" مع "التيار" لم يعد كما كان قبلاً خصوصاً اذا ما استمرت السياسة المعلنة من "التيار" حيال بعض المواضيع التي تتباين وجهات النظر حيالها بين الحليفين!.