تفاصيل الخبر

نصر الله فصل بين العلاقة مع عون وحلفاء ”التيار“ و”الجنرال“ تفهّم مركزاً على ”المواقف الاستراتيجية“!    

20/05/2016
نصر الله فصل بين العلاقة مع عون وحلفاء ”التيار“  و”الجنرال“ تفهّم مركزاً على ”المواقف الاستراتيجية“!      

نصر الله فصل بين العلاقة مع عون وحلفاء ”التيار“ و”الجنرال“ تفهّم مركزاً على ”المواقف الاستراتيجية“!    

عون حسن نصراللهعلى رغم ان الانتخابات البلدية في زحلة انتهت بفوز اللائحة التي دعمتها الأحزاب السياسية في المدينة، بما فيها <التيار الوطني الحر>، فإن مسار هذه الانتخابات ترك ندوباً في العلاقات بين <التيار الوطني الحر> وحزب الله، على خلفية القرار الذي اتخذه الحزب بتوزيع أصوات ناخبيه على حلفائه في اللوائح الزحلية الثلاث ما أدى الى <تشتت> الصوت الشيعي فكان الفارق بين لائحة الأحزاب واللائحة المدعومة من <الكتلة الشعبية> بزعامة السيدة ميريام سكاف ولائحة شقيق النائب نقولا فتوش، ضئيلاً خلافاً لما كان يمكن أن يحصل لو صبت الأصوات الشيعية في لائحة واحدة أو لائحتين. وبدا ان الملابسات التي رافقت توزّع أصوات مناصري حزب الله، لم تقتصر فقط على الأرقام التي نالتها اللوائح الزحلية، بل سبّبت <ضغطاً> نفسياً على زعيم <التيار> العماد ميشال عون الذي <لامه> بعض الحلفاء، ولاسيما <القوات اللبنانية>، بعدم حصول اللائحة التي يدعمها على نسبة عالية من الأصوات. و<تبرع> كثيرون في الحديث عن <تغيير> في موقف حزب الله حيال رئيس <تكتل التغيير والاصلاح>، وصارت مواقع التواصل الاجتماعي <تضجّ> بالتعليقات والتفسيرات والتي تركز في معظمها عن <خلل> ما أصاب العلاقة بين الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله والعماد عون، لتصل الى حد الحديث عن <مقاطعة> ستحصل بين الرجلين.

وفيما تولى نافذون في حزب الله توزيع معلومات عن <أخطاء> ارتكبها العماد عون بحق الحزب ومنها تحالفه مع <القوات اللبنانية> وحواره مع الرئيس سعد الحريري من دون تنسيق مسبق، وتحالفه مع تيار <المستقبل> في بيروت وغيرها من الأحداث الطارئة والمستدامة من مثل الصدام المستمر مع الرئيس نبيه بري، كانت مصادر <التيار الوطني الحر> تبدي استغرابها من بعض الأصوات القريبة من المقاومة التي أبرزت <الخلافات> بين العماد عون وقيادة الحزب، في حين ان الايجابيات المترتبة عن هذه العلاقة هي أكبر بكثير من سلبياتها وهي التي تأسست عليها انجازات كثيرة. وقرأت المصادر نفسها الحملات التي استهدفت التنسيق بين الحزب و<التيار> وكأنها <حرب إلغاء> جديدة شُنت على التيار وزعيمه وتوزعت على أساليب مختلفة أبرزها ايجاد <قطيعة> بين السيد نصر الله والعماد عون لاستثمار ذلك في المراحل الانتخابية في جبل لبنان والشمال والجنوب، والانتخاب الفرعي في جزين. إلا ان هذه المصادر حرصت على حصر ما جرى ويجري في إطار <العتب> وعدم الفهم المتبادلين للإبقاء على ردود الفعل محدودة وممسوكة في آن.

 

نصر الله يطمئن

حسن نصرالله 

إلا ان تسارع الأحداث والكلام عن <الأخطاء والخطايا>، حتم ردة فعل سريعة من السيد نصر الله بعدما بلغه ان أنصار <التيار> واجهوا قيادتهم بشدة عندما طالبت بعضهم بالكف عن اطلاق المواقف والتعليقات التي تزعج حزب الله، لاسيما على صفحات التواصل الاجتماعي، فأتت اطلالته الاعلامية قبل ثلاثة أيام من المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية، لتضع حداً لأي اجتهاد أو تأويل، ولترسل الى العماد عون ما شكل <تطميناً> الى ان التحالف القائم مع <التيار> لا يتأثر بمقتضيات الانتخابات البلدية والاختيارية من جهة، ولا بالاستحقاقات الأخرى وأبرزها الاستحقاق الرئاسي من جهة ثانية. وبدت واضحة في كلام السيد نصر الله أول ردة فعل علنية لقيادة حزب الله على <تفاهم معراب> إذ طالما تجنب <السيد> ووزراء الحزب ونوابه ومن يتحدث للاعلام في قيادة المقاومة، التعليق مباشرة على التفاهم الذي تم بين العماد عون والدكتور سمير جعجع، إلا ان <التصعيد الإعلامي> الذي تناول موقف الحزب في انتخابات زحلة، أدى الى وضع السيد نصر الله الأمور في نصابها ولاسيما قوله <لسنا ملزمين تجاه الحلفاء بمن يتحالفون معهم>، وهو يقصد من دون أي التباس، <تفاهم معراب> الذي لم يكن الحزب متحمساً له لا قبل ولادته ولا في أثناء الولادة ولن يكون حتماً في مرحلة النقاهة...

وفي تقدير مصادر متابعة ان <السيد> اختار توزيع أصوات مناصريه على حلفائه في لوائح زحلة الثلاث، لقناعة منه بأنه ليس في وارد التمييز بين <الحلفاء> فيدعم <حليف> ويعاقب آخر، لأن في ذلك ــ حسب السيد نصر الله ــ خسارة للمقاومة التي تبحث عن مزيد من الداعمين والمؤيدين خصوصاً في هذا الظرف بالذات. أكثر من ذلك ــ تضيف المصادر ــ السيد نصر الله غيّب الحزب عن انتخابات بيروت ولم يعاتب حركة <أمل> لمشاركتها في <لائحة البيارتة> كما لم يشكل لائحة في مواجهة رفيق الدرب في <الثنائية الشيعية> لأنه لم يرغب في حصول أي مواجهة في أي منطقة بين الحزب والحركة في وقت يتربص خصوم الطرفين بهما للانقضاض عليهما أو على أحدهما وتصفية حسابات قديمة... وتؤكد المصادر نفسها ان السيد نصر الله عندما تولى توضيح هذه النقاط شخصياً انما فعل ذلك لقطع الطريق أمام محاولات <اللعب بالنار> ولابلاغ العماد عون مباشرة ان العلاقة بين الرابية وحارة حريك خارج الاصطفافات الحزبية أو الخلافات المحلية.

عون يتفهم

ونجح <السيد> في ايصال هذه الرسائل الى الرابية التي حرصت من جهتها على ابلاغ سيد المقاومة انها <تتفهم كلامه بمحبة واحترام>، وان أي لبس رافق العلاقة بين الرجلين لا مكان له، وقد أتى الاتصال الذي أجراه <الجنرال> مع السيد نصر الله لتعزيته باستشهاد القائد العسكري الأبرز في حزب الله مصطفى بدر الدين ليؤكد على عمق العلاقة التي تجمع بين الرجلين. وقد سمع زوار الرابية مراراً العماد عون يقول ان المصالحة بين <التيار> و<القوات اللبنانية> لم تزعج حزب الله وإن كانت العلاقة بين الحزب و<القوات> غير سوية والنفور القائم يزداد يوماً بعد يوم، وبالتالي فإنه حيث <التيار> يخوض معركة بلدية واختيارية، ويمكن للصوت المقاومة أن يساعد في تأمين فوزه، فالحزب لن يتردد في دعمه وتأييده من دون أن يلتزم بدعم أي من حلفاء <التيار> ولاسيما <القوات اللبنانية>. أما بالنسبة الى العلاقة بين العماد عون والرئيس بري، فيؤكد زوار الرابية ان السيد نصر الله سعى مراراً الى <ترتيب> هذه العلاقة، لكن مساعيه سرعان ما تتبدد لأسباب مختلفة، علماً ان <الجنرال> يتفهم موقف حزب الله من علاقته بالرئيس بري انطلاقاً من حرص الحزب على <عدم العبث> بالبيت الشيعي راهناً. وكما لا يتدخل العماد عون في الشأن الشيعي ــ الشيعي، كذلك فهو يعتبر نفسه مطلق التصرف في ما خص بالبيت المسيحي ــ المسيحي الذي يسعى الى توحيده وتقويته لبنانياً ومشرقياً بعد سلسلة الاعتداءات التي طاولت مسيحيي الشرق في أكثر من دولة.

ويؤكد متابعون للعلاقة بين الرابية وحارة حريك ان الملاحظات حول أداء كل من الحزب والتيار متوافرة في أبواب مختلفة، لكن الثابت ان السيد نصر الله والعماد عون يبديان حرصاً غير مسبوق على عدم <فتح الذخائر> والتركيز على العلاقة الاستراتيجية بينهما والتي لن تتأثر بموقف من هنا، وتعليق من هناك...