تفاصيل الخبر

نصر الله عدّل قواعد الاشتباك مع اسرائيل للمرة الأولى منذ صدور القرار 1701 بعد حرب تموز!  

27/05/2016
نصر الله عدّل قواعد الاشتباك مع اسرائيل للمرة الأولى منذ صدور القرار 1701 بعد حرب تموز!  

نصر الله عدّل قواعد الاشتباك مع اسرائيل للمرة الأولى منذ صدور القرار 1701 بعد حرب تموز!  

 

مصطفى-بدر-الدين-3-600 أكدت مصادر في <كتلة الوفاء للمقاومة> ان المواقف التي أعلنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الأسبوع الماضي في الاحتفال الذي أقيم لمناسبة مرور أسبوع على اغتيال القيادي في الحزب مصطفى  بدر الدين قرب مطار دمشق، هي الإطار الذي وضعته قيادة المقاومة  في تعاطيها مستقبلاً مع التطورات التي يمكن أن تحصل في سوريا أو غيرها ولا مجال لـ<النزول> تحت هذا السقف لأن استهداف المقاومة لم يعد استهدافاً ميدانياً فحسب، بل بات استهدافاً أمنياً من خلال جرائم الاغتيال التي طاولت قياديين في الحزب، واستهدافاً اقتصادياً واجتماعياً من خلال الاجراءات التي تطبق على المسؤولين في الحزب والمقربين منهم والتي بلغت الذروة من خلال التعاميم الصادرة الى المصارف للتقيد بالحظر الذي وضعته الادارة الأميركية على تعامل المصارف مع حزب الله، قيادة ومسؤولين وأفراداً!

وأشارت المصادر الى ان تحديد السيد نصر الله <الجهات التكفيرية> التي تتحمل مسؤولية اغتيال بدر الدين يعني ان رد حزب الله سيكون ضد هذه الجماعات حيث يمكن للحزب أن يصل وحيث يتجمع هؤلاء الارهابيون في مناطق ينطلقون منها لتنفيذ اعتداءاتهم وجرائمهم. وهذا يعني، وفقاً للمصادر نفسها، ان الحزب يتجه الى تنفيذ عملية عسكرية خاطفة تطاول مراكز تجمعات المسلحين قرب الحدود اللبنانية، وصولاً الى الداخل السوري لأن اغتيال بدر الدين شكل تحدياً قوياً ومباشراً لقيادة حزب الله ولأمينه العام شخصياً، وهو  الذي ربطته بالقيادي الشهيد علاقات متينة وقديمة، فضلاً عن دوره الحساس والأساسي في المنظومة  القيادية لحزب الله والتي تتولى المسائل الحساسة والدقيقة في مسار الحزب.

تعديل قواعد الاشتباك

 

إلا ان التركيز على مسؤولية الجماعات المسلحة التكفيرية لم يلغ من حسابات السيد نصر الله الموقف الثابت من اسرائيل واعتداءاتها ضد المقاومة ورجالها، وهو أمر كان يؤكد عليه السيد نصر الله في كل مناسبة. إلا ان الجديد في كلمة السيد قبل أسبوع، هو تهديد الاسرائيليين بأنهم إذا اغتالوا بعد اليوم مجاهداً في المقاومة ــ كما حصل مع عماد وجهاد مغنية وغيرهما، <فإن ردنا سيكون مباشراً وقاسياً وخارج مزارع شبعا وأياً كانت التبعات>.

واعتبرت مصادر متابعة ان السيد نصر الله أجرى تبديلاً في قواعد الاشتباك مع اسرائيل، هو الأول منذ بدء تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن العام 2006، خصوصاً ان ردود المقاومة على استهدافات سابقة كانت تتركز في منطقة مزارع شبعا المحتلة ولا تتجاوزها مطلقاً، ولم تكن اسرائيل ترد على المقاومة إلا في إطار ضيق وبهدف الاستهلاك الداخلي. أما إشارة السيد الى تجاوز مزارع شبعا للرد، فقد شكل، بنظر المصادر المتابعة، رسالة مزدوجة المضمون، فهي أولاً تهدف الى تحصين المقاومة وحمايتها، وهي تترك ثانياً الباب مفتوحاً أمام توسيع ساحة المواجهة خارج حدود مزارع شبعا المحتلة بدءاً من الخط الحدودي نفسه، وانتهاء بعمق الجبهة مع الاسرائيليين، وهذا يعني أيضاً ان المنظومة  القتالية لحزب الله ستكون معنية  نظرياً وميدانياً بتحديد الأهداف والساحات المحتملة، وصولاً الى كل الاحتمالات المتدحرجة لمعادلة <ما بعد نصراللهشبعا>!

واللافت في كلام السيد نصر الله، حسب المصادر المتابعة، انه تجاوز مسألة اتهام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لمصطفى بدر الدين بالاشتراك في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في شباط (فبراير) 2005، مكتفياً  بالإشارة الى ان المحكمة الدولية <لا تعني شيئاً> للحزب وهو  الموقف الذي التزمه السيد نصر الله منذ قيام المحكمة وتوجيهها الاتهامات الى خمسة قياديين في حزب الله بينهم مصطفى بدر الدين، بالاشتراك في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه. وفي هذا السياق، أكدت مصادر في حزب الله لـ<الأفكار> ان الحزب غير معني بطلب المحكمة الدولية إجراء فحوص الحمض النووي (DNA) لجثة بدر الدين للتأكد من هويته ليبنى على الشيء مقتضاه داخل المحكمة. إلا ان ذلك لا يعفي الحكومة من مسؤولياتها لجهة ابلاغ المحكمة الدولية بوفاة بدر الدين علماً ان هذه الوفاة تبطل الملاحقات في حقه وتضعه خارج إطار الدعوى. ويمكن الاستحصال على شهادة وفاة ويتم ابرازها أمام المحكمة لإنهاء التعقبات.

وفي رأي مصادر ديبلوماسية في بيروت ان <توازن الرعب> الذي قام بين حزب الله والاسرائيليين بعد حرب تموز (يوليو) العام 2006، دخل في حيز جديد بعد كلمة السيد نصر الله رفع من خطر المواجهة بين الطرفين وزاد احتمالات <الاستدراج> الاسرائيلي على خلفية استثمار توزع قوة الحزب بين سوريا والعراق واليمن... ولبنان، ما يجعل نتيجة أي مواجهة في غير صالح المقاومة. إلا ان ثمة مصادر أخرى ترى ان لا تغيير في الحالة الراهنة في الشرق الأوسط قبل أن يتحدد مصير الحروب السورية والعراقية واليمنية والمواجهات الداخلية في ليبيا!