تفاصيل الخبر

نسبة اصابة الأطفال بفيروس "كورونا" تتراوح بين 1 الى 5 بالمئة...

03/06/2020
نسبة اصابة الأطفال بفيروس "كورونا" تتراوح بين 1 الى 5 بالمئة...

نسبة اصابة الأطفال بفيروس "كورونا" تتراوح بين 1 الى 5 بالمئة...

بقلم وردية بطرس 

 

طبيبة الأطفال الدكتورة أنيتا دندن: أعراض الـ"كورونا" لدى الأطفال أقل حدة من الكبار وأحياناً لا تظهر الأعراض!

[caption id="attachment_78481" align="aligncenter" width="617"] الاطفال ايضاً معرضون للاصابة بـ"كورونا"[/caption]

كل الأطفال معرضون للاصابة بعدوى "كوفيد – 19" الا أنه لا تظهر اعراض شديدة عليهم كما حال الأشخاص البالغين، وتكون أعراض الـ"كورونا" على الأطفال أخف من الكبار. ووفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها فإن من بين 150 ألف حالة تقريباً من حالات "كوفيد – 19" في الولايات المتحدة في الفترة ما بين 12 شباط (فبراير) و2 نيسان (أبريل) الماضيين كانت بينها حوالى 2500 حالة فقط بين الأطفال (اي 1.7)، وهذا مشابه لما تم الابلاغ عنه في دول أخرى مثل الصين وايطاليا حيث كان معدل ادخال الأطفال للمستشفيات أقل بكثير من البالغين.

الدكتورة أنيتا دندن وأعراض الـ"كورونا" لدى الأطفال

فما هي أعراض هذا الفيروس لدى الأطفال؟ وكيف يختلف تأثيره عليهم قياساً الى البالغين؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها "الأفكار" على طبيبة الأطفال الدكتورة أنيتا دندن بدءاً من السؤال:

* مع بداية تفشي فيروس "كورونا المستجد" في العالم لم تُسجل حالات اصابة لدى الأطفال ولكن لاحقاً بدأنا نرى بعض الحالات، فما هي نسبة الاصابة لدى الأطفال عالمياً؟

- ذلك يعود لأن أعراض "كوفيد – 19" لا تظهر على الأطفال كما الكبار، وبالتالي نسبة الأطفال الذين خضعوا للفحص هي أقل بكثير من نسبة البالغين لأنه لم تظهر الأعراض لديهم، ولهذا لم يُسجّل ارتفاع في نسبة الاصابة لدى الأطفال.

* وكيف يختلف تأثير هذا الفيروس على الأطفال عن تأثيره على البالغين؟

- كما ذكرت في البداية ليس هناك فرق بالتأثير بين الكبار والصغار، اذ جميعنا معرضون لان نحمل الفيروس ولان نلتقط العدوى. الفرق  الوحيد ان الأطفال لا تظهر لديهم الأعراض بنسبة عالية كما عند الكبار. وهنا انوّه ان الشخص سواء كان صغيراً او بالغاً فاذا كان حاملاً الفيروس ولكن لا تظهر عليه الأعراض فذلك يشكل خطراً على الناس لأنهم لن يأخذوا بعين الاعتبار التباعد الاجتماعي وسيتواصلون معه وربما لن يغسلون أيديهم عند استعمال أغراض سبق ان استعملها حامل الفيروس. ولهذا يجب ان يلتزم كل شخص بالاجراءات الوقائية مثل استعمال الكمامات والتباعد الجسدي لأنه قد يكون حاملاً الفيروس دون ان تظهر عليه الأعراض وهذا أمر مخيف، لأنه بالطبع لن نصل الى مرحلة حيث نقوم بفحص كل الناس على الكرة الأرضية.

الأطفال الرضع

[caption id="attachment_78482" align="alignleft" width="197"] الدكتورة أنيتا دندن: اعراض "كورونا" عند الكبار والصغار هي نفسها ولكنها اقل حدة لدى الأطفال[/caption]

* وماذا عن الأطفال الرضع؟ وهل تنتقل العدوى اليهم من خلال حليب الأم؟

- بالنسبة للأطفال الرضع فلغاية الآن لا نعرف عما اذا كان ممكناً ان ينتقل فيروس "كورونا المستجد" من خلال حليب الأم، ولكن الأمر المؤكد وهذا ما نكرره دائماً ان هناك مناعة تمر عبر حليب الأم وبالتالي حتى لو كانت الأم مصابة بالـ"كورونا" فهي ليست "Contra indication" او لا مانع من ان ترضع طفلها. ولقد أفادت كل من "الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال" و"جمعية طب الأطفال الفرنسية" بأنه اذا كانت الأم بصحة جيدة وتقدر ان تهتم بطفلها فعندها لا تنفصل الأم عن طفلها، اذ يجوز ان يناما في الغرفة نفسها على ان تكون بينهما مسافة مترين، وعندما تقوم بارضاعه او اعطائه الحليب فعليها ان تضع الكمامة اذا كانت لديها أعراض الـ"كورونا" او اذا كانت حاملة الفيروس، وطبعاً عليها ان تقوم بتعقيم كل شيء من حولها قبل ارضاعه، وطبعاً يجب غسل اليدين والثدي اذا ارادت ارضاعه وألا تلمس الأسطح قبل ارضاعه او حمله.

وعن نسبة حالات الاصابة عند الأطفال تشرح:

- ان الأطفال معرضون للاصابة بـ"كوفيد – 19" كما الكبار مهما كان عمرهم، اذ ان الأمر الوحيد هو ان الأطفال ليس لديهم تبيان للأعراض كما عند الكبار، وبالتالي قد يكون هناك الكثير من الأطفال مصابين ولكن لا تظهر لديهم الأعراض اذ نسميهم حاملي الفيروس. وعندما بدأت جائحة "كورونا" أجريت احصاءات في الصين أولاً ما بين شهري شباط (فبراير) وآذار (مارس) الماضيين، وكان عدد الأطفال من بين الحالات المشخصة بالـ"كورونا" يتراوح بين 1 الى 5 بالمئة، وهذه النسبة لم ترتفع مع الوقت حتى مع امتداد "كورونا" جغرافياً وحتى مع تغيير المؤشرات لاجراء الفحص لأننا لا نقدر ان  نفحص كل الناس لأنه ليست لدينا بالأساس الامكانيات، وبالتالي كل بلد ومعه "منظمة الصحة العالمية" وضع مؤشرات حول متى يجب اخضاع الشخص للفحص سواء كان بالغاً او طفلاً، وحتى مع الوقت وتسجيل حالات اصابة كثيرة ظلت نسبة الاصابة لدى الأطفال تتراوح بين 1 الى 5 بالمئة ولم تزد. والنظرية الثانية تفيد بأن هناك

"Receptor" لـ"كوفيد – 19" على الجهاز التنفسي لدى الأطفال والبالغين، وتفيد النظرية انه قد يكون شكل الـ"Receptor" عند الأطفال مختلفاً عنه عند الكبار، وكذلك تأثيره على الجهاز التنفسي لدى الأطفال اذ يدخل الى الجسم والدم بنسبة أقل، ولهذا اما لا تظهر الأعراض لدى الأطفال او تكون خفيفة جداً.

* وهل ممكن ان يؤثر "كوفيد – 19" مستقبلاً على صحة الأطفال اذا اصيبوا به؟

- بصراحة ليست هناك دراسة حول ذلك ولا نقدر ان نتحدث عن الأمر الآن لأننا سنتابع وضع الأطفال او حتى البالغين لنرى عما اذا كان الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس أصبحت لديهم مشاكل بمكان معين في الجسم. لذا أفضّل ان اقول في هذا الخصوص انه اذا اصيب الطفل او البالغ بالـ"كورونا" فمن الممكن ان يُصاب به لاحقاً، لأنه لغاية الان ليست هناك اي دراسة تفيد بأننا نحمل المناعة اذا اصبنا به مرة وبأنه سنكتسب مناعة ضد الـ"كورونا" لمدى الحياة، لأن الوضع مختلف بما يتعلق بـ"كوفيد – 19" او سلالة الـ"كورونا" الموجودة والتي نعرفها اذ قد يُصاب الشخص به مرة أخرى، كما بحالة الاصابة بالانفلونزا اذا لا يعني اذا أصيب به الشخص مرة واحدة انه لن يُصاب به مرة أخرى لا بل قد يلتقط العدوى مرة أخرى ولهذا يجب ان يخضع الشخص للقاح الانفلونزا كل عام. وبالتالي اذا اصبنا بالـ"كورونا" فليست هناك دراسة تفيد اننا لن نُصاب به مرة أخرى لأنه لغاية الآن الدراسات لا تظهر اننا نحمل مناعة لمدى الحياة. في المقابل هناك شق ثان يفيد بان هناك فيروسات يُصاب بها الأطفال أكثر من الكبار، وكلما تقدم الشخص في السن تصبح خطورة الاصابة بها أقل مثلاً "RSV" "Respiratory Syncytial Virus" اذ يلتقطه الصغار فيما الكبار يُصابون به بنسبة أقل، بينما هناك فيروسات اخرى، كما بالنسبة للـ"كورونا" او الاونفلونزا خصوصاً، حيث انها فيروسات لا علاقة لها بالعمر اي ليس عندما نتقدم  في السن تخف الاصابة بها.

حماية الأطفال من الـ"كورونا"

* وكيف نحمي أطفالنا من هذا الفيروس؟

- أولاً سأركز على نقطة اننا في لبنان نمر بوضع صعب سواء على  الصعيد المعيشي او الصحي وغيرها... ولكن يجب الا ننسى بأن  الأطفال يأخذون اللقاحات الاجبارية التي تحددها وزارة الصحة خصوصاً لعمر السنتين، اذ لا يجب ايقاف اللقاحات لأن هذا قد يسبب أمراضاً يمكن ان تظهر من جديد اذا أهملنا الأمر، اذ نحن بغنى عن التهابات في ظل الوباء.

* ولماذا الأعراض لدى الأطفال هي أخف من الكبار؟

- ليس هناك أمر مؤكد ولكن هناك نظريتان في هذا الخصوص: أول نظرية تفيد بأن ردة فعل الجهاز المناعي ضد الفيروس عند الأطفال هي اخف بكثير مما هي عند الكبار، اذ هناك ما يُعرف بالـ"Cytokine" فعندما يُصاب الجهاز المناعي بالتهاب معين سواء بسبب فيروس او غيره يفرز مادة تُدعى "Cytokine" وكلما فرز أكثر كلما تكون ردة فعل جهاز المناعة أقوى وتكون الأعراض شديدة أكثر، وبالتالي هذه النظرية تفيد بأن افراز (السيتوكين) عند الأولاد يكون أقل نسبياً منه عند الكبار لذا تكون ردة فعل جهاز المناعة اخف على الفيروس وكذلك الأعراض.

وتتابع:

- هناك بعض الحالات التي سُجلت في أوروبا وأميركا وانكلترا وهي ليست كثيرة حيث ظهرت فيها أعراض متقدمة وشديدة لدى الاطفال ويسمونها بـ:

"Multisystem Inflammatory Syndrome in Children"

اذ وكأنه اجتمع المرضين معاً لدى الأطفال وهما:

"Kawasaki & Toxic shock Syndrome"

حيث ردة فعل جهاز المناعة تكون قوية وتسبب التهاباً شديداً في الجسم يؤثر على الوظائف الأساسية، وقد تظهر أعراض مثل الحرارة التي تستمر لمدة خمسة أيام مع أعراض في الجهاز الهضمي وطفح جلدي، وبهذه الحالات لاحظوا ان الأعراض للجهاز التنفسي كانت غير موجودة، وبالنهاية هذا الالتهاب الشديد يؤدي الى التهاب حتى في عضلة القلب مما يؤدي الى خلل في وظيفة القلب وبالتالي الى انخفاض في ضغط الدم وخلل وظيفي في أعضاء عدة في الجسم، ولكن لا تزال هذه بضع حالات ولم تُجر عليها دراسة تؤكد اذا كانت مرتبطة بالـ"كورونا "ام لا، اذ هناك بعض الحالات حيث اجري فحص لهذا الفيروس ومنها كانت النتيجة ايجابية ومنها كانت النتيجة سلبية، ولأنه صادف انهم وجدوا هذه الحالات خلال وباء الـ"كورونا" فلهذا يعتقدون انها قد تكون مرتبطة به، ولكن لا يزال الامر عبارة عن مجرد تساؤلات وليس مؤكداً.

حديثو الولادة والـ"كورونا"

* ماذا عن حديثي الولادة فهل هم معرضون للاصابة بالفيروس وما هي الأعراض؟

- بالنسبة للمرأة الحامل فلغاية اليوم كل الحالات التي سُجلت أظهرت ان هناك امكانية ان تعدي الأم الجنين، ولكن هذه الامكانية ضئيلة جداً، اذ ان الأطفال الذين ولدوا من أم مصابة لم تكن لديهم أعراض متقدمة، اذ في غالبية الحالات كان الطفل بصحة جيدة، الا ان بعض حديثي الولادة احتاجوا لقليل من الأوكسجين اذ كانت لديهم أعراض تنفسية ولكن خفيفة جداً اي لم تُسجل حالة لدى حديثي الولادة حيث ظهرت لديهم أعراض تنفسية شديدة لأن الوالدة كانت مصابة بالـ"كورونا". ولكن اذا كانت الأم لديها أعراض شديدة خلال الحمل ففي هذه الحالة يخضعها الطبيب النسائي لعملية الولادة قبل الاوان او يضطر ان يجري لها ولادة قيصرية لأنها لا تقدر ان تقوم بجهد كبير لتنجب بولادة طبيعية لأنها تحتاج للأوكسجين وقد يحدث معها ضيق تنفس شديد وعندها فقط تُجرى لها ولادة قيصرية او قد تنجب قبل الآوان، لكن ليس بسبب "كورونا" فاذا كانت الأم مصابة فلا داعي لولادة قيصرية اذا كان وضعها الصحي جيداً، لذا فليس الـ"كورونا" السبب الذي يجعل الأم تنجب قبل آوانها الا اذا كانت الأعراض لديها متقدمة.

* يتمتع الأطفال بمناعة قوية تحميهم من الفيروسات، ولكن ماذا عن الأطفال المصابين بأمراض او ضعف جهاز المناعة فهل تكون أعراض الـ"كورونا" شديدة عليهم؟

- طبعاً هناك أطفال تكون هناك خطورة ان يلتقطوا "كورونا" أكثر من بقية الأطفال الرضع ما دون السنتين، منهم الأطفال الذين لديهم مشاكل صحية مزمنة خصوصاً المشاكل التنفسية المزمنة مثل الربو، او مشاكل في القلب، او في جهاز المناعة بسبب الاصابة بالسرطان او كانوا يأخذون العلاج الكيميائي او خضعوا لعملية الزرع او يأخذون الكورتيزون بجرعات كبيرة، وطبعاً الأطفال المصابون بمشاكل في الجهاز العصبي اذ في هذه الحالة يتأثر لديهم الجهاز التنفسي، والأطفال الذين يخضعون لغسيل الكلى، او الاطفال المصابون بمرض السكري خصوصاً اذا لم يكن منتظماً، والأطفال الذين ولدوا قبل الآوان، وأيضاً الذين يعانون من سمنة مفرطة، فهؤلاء يكونون عرضة لان يلتقطوا الـ"كورونا" اكثر من غيرهم وتكون الأعراض شديدة عليهم أكثر.

وتتابع:

- الأعراض عند الكبار والصغار هي نفسها، ولكن الفرق الوحيد كما ذكرت ان الأعراض لدى الأطفال تكون اخف من الكبار او لا تظهر عليهم الأعراض. اما ابرز الأعراض التي تظهر لدى الأطفال فهي ارتفاع  الحرارة والسعال والوجع في الحلق، وطبعاً هناك أعراض يشكو منها الكبار أيضاً مثل ضيق التنفس، والتعب، ووجع المفاصل، والاسهال، والتقيؤ. وهنا اود ان أقول انه من الممكن ان تظهر الأعراض لدى الأطفال في الجهاز الهضمي أكثر من الكبار اذ لم نر أعراضاً في الجهاز الهضمي لدى الكبار له علاقة بالـ"كورونا" ولكن عند الصغار رأينا بعض الحالات، ونضيف اليها الأعراض الأخرى مثل وجع الرأس، وكما الكبار قد يفقدون حاسة الشم والذوق او ربما يُصابون بطفح جلدي تصاحبه الحرارة والسعال.