تفاصيل الخبر

نسبة التصويت في انتخابات مصر لم تتجاوز الـ15 بالمئة!  

22/10/2015
نسبة التصويت في انتخابات مصر لم تتجاوز الـ15 بالمئة!  

نسبة التصويت في انتخابات مصر لم تتجاوز الـ15 بالمئة!  

1 برغم الاطلالة اليومية على شاشات القنوات التلفزيونية لدعوة الناخبين والناخبات، شباناً ومسنين ونساء، للتوجه الى أقلام الاقتراع وانتخاب الشخص المناسب لمستقبل مصر وطموحاتها، فإن كلام الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يرفع نسبة الناخبين الى أكثر من 15 بالمئة حسبما أذاعت اللجنة العليا للانتخابات.

   والسؤال الذي طرحه المراقبون كان: لماذا انتهت الجولة الانتخابية الأولى بهذه النتيجة المأساوية؟ وهل ستكون المرحلة الانتخابية الثانية يوم 26 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل بالنتيجة الكارثية نفسها، أم ان الحال سيتبدل وسيكتشف الناخب المصري أن صوته هو صوت التغيير، فيقدم على الاقتراع بحماسة واندفاع؟

   ولعل حازم هلال مدير الحملة الانتخابية لمرشحي <حزب المصريين الأحرار> قد وضع الاصبع على الجرح حين قال: <كان علينا اقناع الناس أن لدينا شيئاً جديداً ومختلفاً نقدمه إليهم، وحتى نقنعهم بالذهاب الى أقلام الاقتراع يجب أن يكون عندنا ما يثير الاهتمام في المقام الأول>.

   ومما قاله يونس مخيون رئيس حزب <النور>، وهو الحزب الاسلامي الوحيد الذي خاض الجولة الانتخابية الأولى، وقد كلّفه قرار دعم الجيش في عام 2013 خسارة الكثير من المؤيدين: <كان هدفنا الحفاظ على الأمن والاستقرار وقوة مصر وحق الشعب على التصويت>. وخاطب 3المواطن المصري قائلاً: <إذا كنت ستبقى في المنزل فلا تلم إلا نفسك لاحقاً>.

   وفيما يرى بعض المراقبين ان غياب الاخوان المسلمين عن عملية الانتخاب، وهم المعروفون بأنهم أصحاب الكار الانتخابي، كان وراء تضاؤل نسبة الناخبين والناخبات، ولاسيما الشباب، ردّ مصدر حكومي مصري على ذلك قائلاً: <لا أعتقد بوجود أي تأثير لجماعة الاخوان المسلمين وكوادرهم وإعلامهم في دفع المصريين الى مقاطعة الانتخابات>. ورجح المصدر نفسه أن يكون ضعف الاقبال ناتجاً عن وجود وجوه وأسماء جديدة من المرشحين الذين يمثلون الحياة السياسية للمرة الأولى بعد سقوط نظامي حسني مبارك ومحمد مرسي ومعظم رجال عصريهما في الأحزاب والبرلمان، لذلك يمكن أن نطلق عليها <انتخابات بلا نجوم سياسية>.

   واعترف رئيس الوزراء شريف اسماعيل ان نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية قد تصل الى 15 بالمئة، وهي مصارحة لا يقدم عليها إلا نخبة من المسؤولين.

   وقد وفرت حكومة شريف اسماعيل كل الفرص المطلوبة للناخب، فمنحت العاملين في القطاعالعام عطلة بدءاً من الأحد حتى منتصف يوم الاثنين حتى تكون تلك الانتخابات خطوة مهمة نحو الديموقراطية.

لعبة الأحزاب والمستقلين

المرشح

   وكان السيد البدوي رئيس حزب <الوفد> قد أعلن انه لا يتوقع فوز حزب <النور> السلفي بأكثر من 50 مقعداً في البرلمان المقبل، وقال في حوار مع موقع <الصباح> الإلكتروني: <ان الجولة الانتخابية شهدت مهزلة سياسية غير مسبوقة تتمثل في الصراع بين الأحزاب على شراء المرشحين>.

   وعن طبيعة المعركة الانتخابية قال السيد البدوي: <انها تختلف كثيراً عن سابقاتها، لأنها الأصعب والأشرس على الاطلاق، لأن النظام الانتخابي الجديد الذي وُضع في الدستور جعل التعدد سمة المرشحين، ولكن هناك من يسيطر على تكتل من المستقلين، كأحزاب تغريهم بالمال لكي يترشحوا وتدعمهم من أجل الحصول على الأغلبية وهذا بعيد عن منالهم>.

   وكان السيد البدوي صريحاً عندما قال: <ان هناك من يتصور انه سيحصل على أغلبية البرلمان بأساليب غير قانونية، فمن حق الجميع أن يسعى الى حصد الأغلبية من الأصوات، وان كان هناك أمر مهم لم يلتفت إليه أحد وهو ان المستقلين هم من سيحصدون أغلبية البرلمان وليس أي حزب لجأ الى سلاح المال>.

   وسُئل السيد البدوي على موقع <الصباح> الالكتروني عمن يقصد بذلك، هل يقصد حزب <المصريين الأحرار> ولائحة <في حب السيد-بدوي-111مصر>؟! فكان جوابه:

   ــ أنا لا أتهم أحداً، والشعب يعلم الحقيقة، فنحن لا نتخطى حد الانفاق في الدعاية كغيرنا من الأحزاب أو التحالفات القائمة، ورصدنا مخالفات بالجملة للأحزاب الأخرى، وهناك حزب منافس حاول إغراء بعض مرشحينا بالمال، كما ان المصلحة الوطنية فقط هي التي دعت <الوفد> للمشاركة في الانتخابات نتيجة للمهزلة السياسية والانتخابية المتمثلة في دسّ المال السياسي وشراء المرشحين الأمر الذي اعتبره ظاهرة لم يسبق لها مثيل في التاريخ المصري، منذ أن أُجريت الانتخابات لأول مجلس نيابي عام 1866. فلأول مرة في تاريخ الحياة السياسية نشهد ظاهرة شراء النواب وخطف المرشحين والتنافس على ذلك، الأمر الذي يؤكد ان هذا لا يمكن أن يعبّر عن انتخابات بعد ثورتين، وكان الله في عون الرئيس والدولة والشعب.

حكومة الظل الوفدية

   وعن قائمة <في حب مصر> التي حصدت أكثرية الأصوات قال:

   ــ حصول حزب <الوفد> على 8 مقاعد في قائمة <في حب مصر> تجاهل للحزب ومحاولة لتقزيمه، ولا يستطيع أحد كشخص أو مؤسسة أن يقزّم <الوفد>، مع ذلك فإن قائمة <في حب مصر> إعلاء للتوافق الوطني، للحاجة الى قائمة متماسكة تواجه بقية القوائم، ولا بد أن تكون لدينا قائمة ناخبونتواجه التيار الذي يتاجر بالاسلام من أجل تحقيق أهداف سياسية.

   والسيد البدوي رابع رئيس لحزب <الوفد> الذي أنشأه الزعيم الكبير سعد زغلول عام 1919، وتعاقب عليه بعد ذلك مصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين، ثم السيد البدوي الذي يقول: <إن أهم ما يميز حزب <الوفد> منذ تأسيسه دفاعه الدائم عن حقوق الشعب، والانتصار له، وقد خضنا معارك عديدة للدفاع عن الاقتصاد الحر، وهذا ما نتبناه، كما لدينا حكومة ظل وفدية تمثل حكومة مصغّرة داخل الحزب، تراقب وتقدم اقتراحات وتشارك في دعم أي عمل عام، كما اننا نمتلك أكبر هيئة برلمانية سياسية تضم عمالقة من البرلمانيين>.

   وحتى ليل الأربعاء أمس الأول لم تكن نسب التصويت قد أُعلنت، وبقي الأمر عند قول رئيس الوزراء شريف اسماعيل بأن النسبة لم تتجاوز الخمسة عشر بالمئة. ولكن النتائج التي أعلنت ليل الثلاثاء الماضي ان قائمة <في حب مصر> التي توالي الرئيس عبد الفتاح السيسي حصلت على أكثرية الأصوات، وفيها 8 مقاعد لحزب <الوفد>، فيما أصيب حزب <النور> السلفي وحلفاؤه بهزيمة، تؤشر للدولة المدنية التي يريد المصريون أن يصلوا إليها.

   وكشف يونس مخيون رئيس حزب <النور> بأن هزيمة حزبه جاءت نتيجة للهجوم غير المبرر الذي تعرّض له الحزب من وسائل الاعلام، ولاسيما تلك العائدة للدولة.

   وأشارت النتائج على ان حزب <النور> قد ضمن دخول 22 مرشحاً من الحزب الى جولة الاعادة.

   وفي يوم 26 تشرين الثاني (نوفمبر) تأتي الجولة الانتخابية الثانية، وأغلب الظن انها لن تكون مختلفة في نتائجها عن جولة الأمس!