تفاصيل الخبر

نـسـبــــــة الـبـدانــــــة فــي لـبــــــنـان تـصـــــل الـى 30 بالمـئـــة ومـعـــــــدلات الاصـابــــــة آخـــــذة بـالارتـفـــــاع!

10/11/2017
نـسـبــــــة الـبـدانــــــة فــي لـبــــــنـان تـصـــــل الـى 30 بالمـئـــة  ومـعـــــــدلات الاصـابــــــة آخـــــذة بـالارتـفـــــاع!

نـسـبــــــة الـبـدانــــــة فــي لـبــــــنـان تـصـــــل الـى 30 بالمـئـــة ومـعـــــــدلات الاصـابــــــة آخـــــذة بـالارتـفـــــاع!

بقلم وردية بطرس

اختصاصية-التغذية-مونيك-زعرور

تعتبر البدانة مرضاً مرتبطاً بمجموعة من الأمراض الأخرى المرافقة، بيد انه من الممكن الحد من مخاطرها وتأثيراتها السلبية على الصحة بشكل كبير، من خلال خسارة 5 ــ 10 بالمئة من الوزن الزائد بشكل مستديم. هذا وينطوي انقاص الوزن لدى المصابين بالبدانة على فوائد أخرى عدة، اذ انه يساهم في تحسين مستويات السكر في الدم، وضغط الدم، ومستوى الدهنيات في الدم، ويؤدي الى خفض مخاطر الاصابة بالسكري من النوع الثاني، وتوقف التنفس الانسدادي أثناء النوم، ويحسن نوعية الحياة من الناحية الصحية بشكل اجمالي. ولقد قُدّر معدل انتشار البدانة على الصعيد العالمي في العام 2014 بنسبة 11 بالمئة لدى الرجال، و15 بالمئة لدى النساء، اي ان ما يزيد عن 600 مليون بالغ هم مصابون بالبدانة في جميع أنحاء العالم. وفي لبنان تشير الدراسات الحديثة الى ان انتشار البدانة قد ارتفع بشكل ملحوظ على الصعيد الوطني بين السكان البالغين، من نسبة 17.4 بالمئة العام 1997 الى 28.2 في العام 2009. وتُعرف زيادة الوزن والبدانة بأنها تلك الحالة الطبية التي تتراكم فيها الدهون الزائدة بالجسم على نحو طبيعي او مفرط وتشكل خطراً على صحة الفرد. وان مؤشر كتلة الجسم هو عبارة عن مؤشر بسيط يُحسب بتقسيم الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر ويُستخدم عادة كمعيار لقياس فرط الوزن والبدانة لدى البالغين، ويحدد الأفراد الذين يعانون البدانة إذا كان مؤشر كتلة الجسم لديهم يبلغ 30 كجم/ م2 وما فوق. وتتأثر البدانة التي تعد مرضاً معقداً ومتعدد العوامل، بمجموعة عوامل فيزيولوجية ونفسية وبيئية واجتماعية واقتصادية ووراثية.

ومن جهته يعتبر رئيس <الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصم والسكري والدهنيات> الدكتور اميل عنداري انه من الضروري ان يصبح فقدان الوزن الزائد هدفاً وأولوية لكل شخص حريص على الحفاظ على صحة جيدة، وانه من المثير للقلق حقاً ان عامة الناس هم غير مدركين لمخاطر مرض البدانة، وان هذا المرض لا يولى في الحقيقة ما يكفي من الاهتمام من قبل الأفراد والأطباء والحكومات. وفي حين يتمثل العلاج الأول للبدانة في اتباع حمية غذائية ومزاولة التمارين الرياضية الا ان أغلبية الأشخاص المصابين بالبدانة لا يواظبون على هذه الحلول، وبالتالي لا ينجحون في الحفاظ على الوزن بعد انقاصه. وما يزيد من حدة المشكلة ان الأشخاص الذين يفقدون الوزن يعانون عموماً من ازدياد في الشعور بالجوع وانخفاض في الشعور بالشبع والامتلاء، فتزداد بالتالي الرغبة في تناول الطعام، ويلجأ الجسم نتيجة لذلك الى احداث تقلبات لمدة سنة واحدة على الأقل في مستويات الهرمونات ما بين تقدم وتراجع، كوسيلة للكفاح ضد فقدان الوزن. ولهذا السبب تحديداً تزداد الحاجة أكثر فأكثر الى الخيارات العلاجية البديلة، بما في ذلك العلاج الدوائي، وتُمنح المشورة الطبية في هذا الصدد بالنسبة الى أولئك الذين يسعون الى ذلك، بناءً على تقييم لخطورة الأمراض المرافقة للبدانة لدى كل فرد ومدى تأثيرها على صحته... ووفقاً لـ<نوفو نورديسك> في لبنان التي تتعاون مع <الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصم والسكري والدهنيات> من أجل رفع مستوى الوعي حول القضايا الصحية ذات الصلة بالبدانة، وتحفيز المصابين بهذا المرض على اتخاذ تدابير جدية لانقاص الوزن، فيقول السيد <ستاثيس بسيمنوس> ان معدلات الاصابة بالبدانة آخذة في بالارتفاع في لبنان حيث تبين التقديرات المحلية ان ما يقارب الـ30 بالمئة من السكان هم مصابون بالبدانة، ولكن مع ذلك، فإن معظم الناس غير مدركين لخطورة هذا المرض ويجهلون انه يزيد من احتمال الاصابة بالعديد من الأمراض المرافقة للبدانة.

الاختصاصي في أمراض الغدد الصم والسكري الدكتور اكرم اشتي يشرح الواقع

 

فما هي المخاطر الناتجة عن البدانة؟ والى اي مدى يؤدي خفض الوزن الى تفادي الاصابة بأمراض ناتجة عن البدانة؟ وغيرها من الأسئلة أجاب عنها الاختصاصي في أمراض الغدد الصم والسكري والدهنيات الدكتور اكرم اشتي، واختصاصية التغذية مونيك باسيلا زعرور.

بداية يعتبر الدكتور اكرم اشتي ان خفض الوزن بمعدل يتراوح بين 5 او 10 بالمئة يؤدي الى تراجع المخاطر الناتجة عن السمنة، مثل تحسن مستويات السكر في الدم وضغط الدم ومعدل الدهنيات وخفض مخاطر الاصابة بالسكري من النوع الثاني وتحسين نوعية حياة المريض ويقول:

- البدانة مرض مزمن، وسببه الوزن الزائد والشحم، وكل المنظمات العالمية والعديد من المنظمات الصحية تؤكد حقائق لها علاقة بالبدانة، والتوصيات تؤكد على توجه الجهود كافة لمكافحة المرض وتداعياته ومحاولة التخفيف او التقليل من الاصابة بالبدانة. والبدانة عبارة عن زيادة الوزن عن المعدل الطبيعي، وهناك طرق عديدة لنحدد زيادة الوزن منها سهلة وبسيطة مثل قياس سماكة الجلد، وهناك اجراء آخر نقوم به من خلال صورة لنحدد الطبقة الدهنية وهي دقيقة جداً ولكنها مكلفة وتحتاج لجهد، وبالتالي لا يمكن استخدامها بطريقة يومية.

مؤشر كتلة الجسم

وعن مؤشر كتلة الجسم يشرح:

 لقد تم اعتماد قياس مؤشر كتلة الجسم وهي طريقة سهلة حيث يُحسب بتقسيم الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر ويُستخدم عادة كمعيار لقياس فرط الوزن والبدانة لدى البالغين. وتصيب البدانة 4 بالمئة من سكان العالم البالغين وهي نسبة عالية اي ان حوالى 2 مليار انسان يعانون من البدانة. وقد لاحظنا ان نسبة زيادة الاصابة بالبدانة ارتفعت خلال الـ40 او 50 سنة الماضية وستزداد النسبة أكثر... اذاً الزيادة الواضحة في معدلات السمنة خلال السنوات الأخيرة، مع تغيير نمط الحياة وقلة مزاولة الرياضة والاتجاه الى نظام غير صحي، بدلاً من النظام الغذائي الصحي الذي كان معتمداً والذي يرتكز على الخضار والفاكهة والحبوب بشكل اساسي.

وبالسؤال عن العوامل المسببة للاصابة بالبدانة يقول:

- تتأثر البدانة التي تعد مرضاً بعدة عوامل، وقد تكون عوامل فيزيولوجية ونفسية وبيئية واجتماعية واقتصادية ووراثية وغذائية الى ما هنالك... فهذه العوامل تؤدي للاصابة بالبدانة، ولكن يبقى العامل الأول والأساسي لزيادة الوزن هو تغير نمط الحياة، ففي الماضي كان أجدادنا وآباؤنا يأكلون الخضار والحبوب والبقول، اذ كان المجتمع زراعياً وبالتالي كانوا يأكلون من منتوجات الأرض، ولكن اليوم نعيش في مجتمعات صناعية وبالتالي نتناول أطعمة غير صحية، وهذا أدى الى زيادة نسبة الاصابة بالبدانة وبالتالي التعرض للعديد من الأمراض. عدا عن ان الناس لا يقومون بالتمارين الرياضية والمشي الى ما هنالك، فان قلة الحركة تؤدي الى زيادة الوزن، ولكن ليس ذلك فحسب بل ان زيادة الوزن تسبب أيضاً الاصابة بأمراض أخرى.

ويتابع:

- وبالتالي ان تغير نمط حياتنا سواء من ناحية الأكل او قلة الحركة أدى الى زيادة الوزن والسمنة، وطبعاً النسبة ستزداد في السنوات المقبلة، طالما لا يتبع الناس نمط حياة صحياً. ويجب ان يدرك الجميع ان قلة الحركة خلال سنة واحدة تؤدي الى زيادة الوزن 5 كيلوغرامات، فتصوري الى اي مدى تؤثر قلة الحركة على أجسامنا وصحتنا. وهذه الزيادة في الوزن تؤدي للاصابة بأمراض القلب ومشاكل في الجهاز التنفسي، والمرارة، وأمراض العمود الفقري، وآلام في المفاصل، فمثلاً تصوري كيف يتحمل الظهر اذا كان وزن الشخص بين 60 او 70 كيلوغراماً، وماذا سيحصل للظهر إذا أصبح الوزن 100 كيلوغرام؟ طبعاً سُيصاب الشخص بأوجاع في الظهر، وبالتالي ستزداد آلام الظهر بسبب زيادة الوزن. وأيضاً تصبح المرأة معرضة للاصابة بأمراض سواء عدم انتظام العادة الشهرية او خطورة الحمل والانجاب او حتى عدم القدرة على الانجاب، كما انه بسبب البدانة تصبح المرأة معرضة للاصابة بأمراض السرطان، وكذلك هناك خطر الاصابة بالسكري وذلك بنسبة 90 بالمئة. وكلما كانت نسبة البدانة عالية كلما تعرض الانسان للاصابة بالكآبة ومشاكل جنسية أيضاً، حتى انها تؤثر على نشاط الشخص وانتاجه خصوصاً في العمل اذ قد يواجه ضغوطات عديدة في العمل.

ويختم قائلاً:

- على الرغم من توافر الأدوية الفاعلة التي تسمح بمكافحة المشكلة، والجراحة التي يتم اللجوء اليها في حالات معينة يحددها الطبيب عندما يتخطى مؤشر كتلة الجسم الـ40، او انه يتخطى الـ30 مع وجود عوامل خطر أخرى ينظر فيها الطبيب، تبقى الحمية والرياضة عنصرين أساسيين لا بد من التقيد بهما في سبيل عيش حياة صحية يمكن فيها مكافحة البدانة والحفاظ على وزن صحي. ولا بد من التشديد على انه ما من حل سريع ويأتي بلمح البصر، فالمسألة تتطلب الصبر، لأن البدانة مرض مزمن ويواجه الكثيرون مشكلة استعادة الوزن الزائد بعد خفضه، وبالتالي يجب التنبه لهذه الأمور التي قد لا يأخذها الانسان على محمل الجد، ولكنها في الحقيقة تسبب له العديد من الأمراض التي يمكن تفادي الاصابة بها بمجرد التقيد بنظام صحي سليم.

الدكتور-اكرم-اشتي

اختصاصية التغذية مونيك باسيلا زعرور

 والطعام اللبناني

 

ولطالما اعتبرت اختصاصية التغذية مونيك باسيلا زعرور ان المطبخ اللبناني متميز عن غيره من المطابخ العالمية، لأن الطعام اللبناني صحي جداً لا بل من أكثر الأطعمة صحة حول العالم بالاضافة الى كونه من ألذها أيضاً، وبالتالي الطعام اللبناني لذيذ وصحي في الوقت نفسه، ولهذا فهي تشجع الناس دائماً بالاعتماد الأساسي على الطبخ اللبناني مثل المجدرة والفاصوليا واللوبيا والبازيلا واليخاني... كما تشجع الناس على اتباع النمط الغذائي اللبناني لأنها تشعر بالأسى عندما ترى ان أطفال الجيل الجديد لا يتناولون هذه الأطعمة ويفضلون الوجبات السريعة التي تسبب لهم زيادة الوزن الى ما هنالك.

وعن أهمية المطبخ اللبناني تقول:

- تكمن أهمية المطبخ اللبناني بغناه بالأطعمة الصحية التي لا بد من التركيز عليها بدلاً من التوجه الى أطعمة غنية بالوحدات الحرارية وخالية من مكونات غذائية مفيدة. ولو أجريت دراسات علمية او ان وزارات الصحة تهتم بالطعام اللبناني لكان الأكثر شهرة في العالم. ان الطعام اللبناني ليس الطعام الجيد والمفضل، لا بل هو من احسن وأفضل الأطعمة في العالم اذ انه متوازن جداً، ولكن للاسف لا نقوم بايصاله الى أقاصي العالم ليتعرفوا على هذا الطعام الصحي واللذيذ. وعلى سبيل المثال اذا تحدثنا عن الفطور اللبناني فلا شك ان سندويش اللبنة مع الخضار والزيتون هي أفضل أنواع الفطور، وأيضاً الفول الى ما هنالك، وحتى اذا تناولنا منقوشة صغيرة الحجم انما ليس كل يوم فليست بمشكلة، اما الكنافة مثلاً فتحتوي على سعرات حرارية عالية، ولكن لا نقدر ان نمنع الناس من تناولها نهائياً ولكن يمكن تناولها مرة كل شهرين فلن يشكل ذلك اي مشكلة بالنسبة لزيادة الوزن، لانه طالما أننا نأكل باعتدال فلن يزداد وزننا.

 

المأكولات المضرة بصحة الانسان

وأهمية الرياضة

وعن المشروبات والأطعمة غير الصحية تشرح:

- ان المشروبات الغازية مضرة بصحة الانسان، ولا انصح بشربها، فمثلاً كل كوب من المشروبات الغازية يحتوي على 8 ملاعق من السكر، وللأسف ان  اكثر من 50 الى 60 بالمئة من الاولاد في لبنان لا يأكلون اي وجبة بدون ان يشربوا المشروبات الغازية، وحتى خلال وجبة الفطور بدل ان يشربوا الحليب يشربون كوباً من المشروبات الغازية، ففي لبنان يستهلك الاولاد الكثير من المشروبات الغازية، وبما يخص المكسرات فننصح بتناول المكسرات النيئة وليس المقلية والمحمصة، ويجب الا يأكل الأولاد ألواح الشوكولا بطريقة عشوائية، واما العصير فيفضل الناس شرب عصير البرتقال بدل من شرب الماء، ولكن يغيب عن البال ان اي كوب سيتطلب عصر 3 او 4 حبات من البرتقال، فمن منا يأكل 3 او 4 حبات من البرتقال؟! اذاً تخيلي كمية السكر التي تدخل الى الجسم عند شرب كوب من العصير. وأذكر عندما بدأت منذ أكثر من عشرين سنة في مجال التغذية، كانت قد بدأت موجة صناعة العصير التي تدر الكثير من الأموال على الشركات، لهذا أنصح بتناول البرتقال بدل عصرها للاستفادة من الألياف.

وعن أهمية الحركة والنشاط الجسدي تقول:

- لا بد لكل انسان ان يقوم بنشاط جسدي ويزاول الرياضة، ومنها المشي وأيضاً صعود السلالم الذي يسمح وحده بخفض الوزن في المدى البعيد، وبالتالي من المهم ان يعتاد كل انسان على الحركة والمشي ومزاولة الرياضة لانها الوسيلة الفضلى لمكافحة زيادة الوزن والبدانة، فيجب التنبه لهذا الجانب الذي يساعد الانسان بتخفيض الوزن قبل الوصول الى مرحلة البدانة واللجوء الى العملية وما شابه، في وقت يمكن الحفاظ على الوزن العادي والرشاقة باعتماد خطوات صحية بسيطة.