تفاصيل الخبر

نرحّب بأي هبة عسكرية للجيش اللبناني بما  في ذلك الهبة الإيرانية متى رفع الحظر عن إيران!  

17/04/2015
نرحّب بأي هبة عسكرية للجيش اللبناني بما  في ذلك الهبة الإيرانية متى رفع الحظر عن إيران!   

نرحّب بأي هبة عسكرية للجيش اللبناني بما  في ذلك الهبة الإيرانية متى رفع الحظر عن إيران!  

3 اتفــــاق الإطــــار النووي بين إيران والدول الكبرى 5 + 1 ستنسحب مفاعليه الإيجابية على كل العناوين المطروحة وستساهم في حلحلة المشاكل والأزمات العالقة، هذا إذا أقرّ بشكل نهائي يوم 30 حزيران/ يونيو المقبل، ولم يعطله المتضررون، حتى ان نائب حزب القوات اللبنانية النائب جورج عدوان قال صراحة ان لا مانع للبنان من أن يتقبل هبة عسكرية إيرانية للجيش اللبناني. فهل ستفتح مع هذا الاتفاق كل الآفاق؟

<الأفكار> التقت النائب عدوان في دارته عند منطقة مار شعيا بين بعبدات وبرمانا المتنيتين وحاورته في هذا الإطار، بالإضافة الى شؤون وشجون الوضع الداخلي بدءاً من الحوار الجاري والاستحقاق الرئاسي والوضع الحكومي والنيابي.

سألناه بداية:

ــ البعض استغرب أن يبادر نائب قواتي الى تأييد الهبة العسكرية الإيرانية للجيش، طالما ان العقوبات سترفع عن إيران إذا أقرّ الاتفاق النووي. فهل هذا تبدّل في سياسة القوات واعتماد الواقعية في التعامل مع القضايا المطروحة؟

- نحن مع الناس المؤمنين بالتعامل بين الدول فيما بينها على قاعدة المعايير الدولية وانطلاقاً من الوضع اللبناني ككل ومصلحة لبنان، ونحدد موقفنا على هذا الأساس. وعندما سئلت عن هذا الأمر قلت انه إذا رفع الحظر عن إيران وأصبحت جزءاً من المنظومة الدولية وعملت على التعاطي مع باقي الدول بشكل سليم، فلا مانع من قبول السلاح منها، لا بل أقول اننا نقبل السلاح من روسيا ومن أي بلد آخر، خاصة واننا في مرحلة نحتاج فيها الى تعزيز قدرات الجيش اللبناني، وبالتالي طرحت المبدأ ولم أدخل في الحساسيات تجاه أي دولة، فهذا كان موقفنا ولا يزال هو نفسه.

وتابع يقول:

- عندما نقول إننا لا نريد أن يكون لبنان جزءاً من سياسة المحاور، فمعنى ذلك ان لبنان يتعاطى مع باقي الدول انطلاقاً من مصلحته، وإذا أرادت أي دولة مساعدة لبنان، وهي لا تخضع لأي حظر أو تساؤلات، فإن مصلحة لبنان تقتضي التعاطي مع هذا الموضوع اننا نتعاطى بإيجابية وبدون عقد، وبالتالي لا نتعاطى مع الدول انطلاقاً من حساسيات ما أو اننا نريد للبنان أن يكون في محور معين لأننا في النهاية نؤمن بأننا فريق لمحور لبنان ومصلحته، وتحالفنا مع قوى 14 آذار انطلاقاً من شعار <لبنان أولاً> وانتماء لبنان الى العالم العربي والجامعة العربية.

ــ وهل يقدر اللبنانيون الخروج من سياسة المحاور طالما ان الانقسام بينهم على أشده؟

- هذا سؤال مهم، وبالتالي مصلحة لبنان تقتضي الخروج من سياسة المحاور، وإذا أراد كل اللبنانيين مصلحة بلدهم، فلا خيار أمامهم سوى الخروج من المحاور، خاصة في ظل ما يجري في المنطقة. ومن هنا طرح شعار حياد لبنان، وسياسة النأي بالنفس، وبيان بعبدا الذي قال ان هناك انقساماً بين اللبنانيين في ظل الصراع السني ــ الشيعي المحتدم في المنطقة، وبالتالي فهناك فريق منحاز لهذه الفئة وفريق للفئة الأخرى، أو إذا لم يكن منحازاً فهو متعاطف معها، وبالتالي لا بد من طرح السؤال عما إذا كان انتماؤنا الأول هو لطوائفنا ومذاهبنا أم للبلد؟! فهذا السؤال أساسي، وهنا ندخل في عمق الأمور، وإذا كنت مسيحياً واتخذ الفاتيكان موقفاً يتعارض مع المصلحة اللبنانية، ألا يفترض أن ألتزم بالموقف اللبناني؟ طبعاً هنا أهمية تحالفنا مع تيار <المستقبل> الذي قال <إن لبنان أولاً وأخيراً، وان عروبة لبنان مكملة للبنانيتنا وليست قبلها>. ونحن لا نجد في العروبة تناقضاً للبنانيتنا بل قوة للبنان.

الدور المسيحي

ــ يقال إن الدور المسيحي يجب ان يكون صلة الوصل بين السنّة والشيعة، ولكنه يفتقد ذلك لأن كل فريق يصطف هنا وهناك. فهل هذا صحيح؟

- في رأيي ألا يكون صلة الوصل، بل ان يعمل للمفهوم الوطني اللبناني قبل أي مفهوم آخر لأننا بسبب تكوين لبنان والواقع السياسي سيبقى السؤال: الوطن قبل، أم المذهب؟! فإذا لم ننتقل الى دولة مدنية بدل أن أقول علمانية تستفز البعض دينياً، لن نصل الى نتيجة، وهنا تكمن قوة سعد الحريري الذي كان جريئاً وطرح مشروع الدولة المدنية في تيار <المستقبل>، ولذلك نلتقي معه. فالمسيحيون لأسباب تاريخية مرتبطة بمسار وجودهم في المنطقة يعملون للبنانيتهم لأن هناك تلازماً بين وجودهم وبين لبنان، وهذا ما يميز لبنان عن باقي الدول لا بل أستطيع القول إن لبنان علة وجود المسيحيين لاسيما وأن المسيحي في كل الدول العربية لا يقوم بدور مميز، بل وحده المسيحي اللبناني يقوم بدور سياسي واجتماعي، ولذلك إذا بقي المسيحي متمسكاً بدوره التاريخي فلا بد ان يشدد على المواطنية حيث لا نستطيع اليوم استبدال الوصاية السورية بوصاية ايرانية أو سعودية، بل نقول إننا لا نريد أي وصاية من أي بلد، بل نريد لبنانيتنا. ونحن كقوات لبنانية مرتاحون لأن حلفاءنا في مفاصل مهمة ساروا بهذا الخيار ولو بصعوبة في ظل كل ما يجري في المنطقة ورغم ان فريقاً من اللبنانيين اعتمد خياراً آخر وانخرط كلياً في المحور الإيراني الذي يمتد من ايران الى كل المنطقة.

2ــ وماذا عن الإرهاب؟

- نحن ضد الإرهاب بالمطلق ونعتبر الإرهاب شراً لا علاقة له بالدين الإسلامي، لا بل هذا الإرهاب عدو لهذا الدين لأنه يشوّه صورته رغم ان الإسلام دين تسامح، وبالتالي فالصورة التي يصبغ بها المسلمون أنفسهم مضرة بهم كمسلمين  وكدين أيضاً، ولذلك فالإرهاب أمر والسياسة الداخلية أمر آخر، وما الانتفاضات التي حصلت في الدول العربية سوى شعور من أهل السنة بأنهم مهمشون ومغلوب على أمرهم، وبالتالي فالأنظمة القمعية هي أفضل عامل لتوليد الإرهاب ونشوء بيئة حاضنة له، وبالتالي يكمن العلاج هنا بحيث يختار كل بلد بشكل ديموقراطي وسليم من يريده. أنا لست من يختار من يريد حكم العراق أو سوريا أو اليمن أو  غيرها، ونحن سبق وبقينا 40 سنة نطالب النظام السوري بعدم التدخل في لبنان، فلا يجوز لنا إذاً كلبنانيين أن نتدخل في أي بلد، وإذا كنا ضد النظام في سوريا فهذا لا يعني السماح لأنفسنا بالتدخل في شؤونها.

وأضاف:

- من هنا فإن أفضل طريقة لنا هي أن تختار الشعوب من تريد بعيداً عن التدخل، وذلك بشكل ديموقراطي. وهنا تكمن أهمية النموذج اللبناني الذي يعتبر ثروة لا بد من الحفاظ عليها والعمل على تعزيزها لتصبح نموذجاً لكل العالم وبديلاً لكل العصبيات والطائفية والمذهبية، وهذا النموذج فريد في العالم حتى في أميركا والغرب، ولهذا السبب اعتبره البابا يوحنا بولس الثاني رسالة، وبالتالي على اللبنانيين تحصينه وعدم تدميره من خلال سياسة المحاور والتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى.

ــ نعود الى الهبة الإيرانية ونسألك: هل توافقون عليها ان طرحت من جديد خاصة وان مستشار الرئيس الايراني مرتضى سرمدي الذي زار بيروت الأسبوع الماضي يقول ان العرض لا يزال سارياً؟

- نحن ننتظر رفع العقوبات عن ايران بعد إقرار الاتفاق نهائياً ونبحث الموضوع ونصل الى حل لما فيه مصلحة لبنان. ونحن كقوات لسنا الدولة اللبنانية ولا نشارك في الحكومة، إنما نلتزم بأي قرار تتخذه الحكومة في ما يتعلق بالقرارات الوطنية الأساسية، ولا يمكن لنا أن نقرر خارج إطار حكومتنا والا تسقط كل نظريتنا عن ممارسة حزب الله الذي لم يتحمل خطاب الرئيس تمام سلام في القمة العربية رغم انه اختار كلاماً منمقاً ودقيقاً ليحاول التحدث باسم كل اللبنانيين، لكن حزب الله قرأ في كلامه بعض الانحياز ضد إيران وقامت القيامة ضده، لكن نحن نتحمل ممارسات الحزب منذ سنوات، وهو يقرر الحرب والسلم والتدخل في سوريا خارج إطار الحكومة وبدون استشارة أي مكون آخر. ولذلك علينا جميعاً تحسين أدائنا لما فيه مصلحة لبنان، لأننا محكومون بالعيش معاً، وحزب الله يمثل شريحة واسعة من اللبنانيين، وإذا أردنا وطناً فهؤلاء جزء من الوطن، ولذلك نريد التفاهم على كل القضايا.

الحوار الجاري

ــ لماذا لا تفتحون مثل هذا الحوار معه؟

- عندما يصبح حزب الله جاهزاً لحوار جدي، فلا مانع لدينا، وسبق لنا ان قاطعنا الحوار في قصر بعبدا بعدما رأينا مواقف تعلن ان حزب الله باقٍ في سوريا اليوم وغداً وبعد غد. مفهومي للسيادة وقراءتي في الحوار يفرضان أن نقرأ المصلحة اللبنانية بالكتاب نفسه، وإلا نصبح أمام مشكلة وطنية. ولذلك نحن مستعدون للحوار عندما يجهز حزب الله للحوار حول قضايا وطنية وبالتالي لا يقتصر الحوار على خطة أمنية وتعيينات إدارية وما شابه، لأنه إذا ضرب لبنان ضربنا جميعاً، وإذا ضعف لبنان ضعفنا معاً وإذا تشرذم لبنان غرق المركب بنا جميعاً، لكن لا بد للحوار أن يصبح وطنياً ولا يقتصر على الحوار الثنائي من هنا وهناك، ونقول ان المنطقة ذاهبة الى التفتيت، والأميركي له مصلحة في ذلك وكل دولة تسعى لنفوذها ولا بد في هذه المعمعة من أن نجد أنفسنا كلبنانيين.

ــ على ذكر الحوار، أين أصبح الحوار بينكم وبين التيار الوطني الحر؟

- تقدمنا كثيراً، وهذا الحوار مقسوم الى محاور، وهناك محور كبير يتعلق بتنقية رسوبات السنوات الماضية والحوار أدى  الى نتائج إيجابية في هذا المحور.

ــ وفي الشق الرئاسي؟

- نضع إطاراً ونقول ما هو المطلوب من الجمهورية وما هو دور الرئيس، وضمنه تركب الصورة، خاصة واننا والتيار في اصطفافين سياسيين مختلفين، وسبق ان رشحنــــا الدكتور سمير جعجع وفق برنامج واضح المعــــالم، وطروحات العماد عــــون تتنـــــاقض في أمكنـــة كثيرة مـــــع هــــذا البرنامج، ولــــذلك لا بد من البحث عن هذه النقطة المفيدة للبنان وليس فقط للقوات والتيار، خاصة وان هناك فريقين تكاد قوتهما تكون متساوية هما فريق 8  و14 آذار، ولا بد لكل فريـــق أن يقدم تنازلات للوصول الى تسوية.

ــ هل يعني ذلك اعتماد خيار المرشح الثالث؟

- صحيح، طالما لم نصل الى تفاهم، ونحن طرحنا حلاً من اثنين: إما أن ينزل العماد عون والدكتور جعجع الى المجلس وبالتالي يخوضان الانتخابات حتى يربح أحدهما، لكن العماد عون يشترط كضمانة أن يصوت النواب له أو للدكتور جعجع. ونحن لا نستطيع ضمان ذلك، كما ان هذه خطوة كبيرة  إذا فعلا ذلك، لأنها قد تدفع بالآخرين الى أن يختاروا بين الاثنين، والأصوات ستتوزع بينهما، والحل الثاني أن يعتمد الخيار الثالث وهو مرشح التسوية، لكن هذين الحلين لم يجدا رغبة من العماد عون الذي لا يزال يعتبر أن حظوظه مرتفعة.

1ــ ألا يمكن أن يتحول العماد عون الى مرشح تسوية إذا وافقتم عليه؟

- هذا يتوقف على التفاهم السياسي الذي نبحثه، والمرشح التوافقي يعني ان يمارس هذا المفهوم.

ــ يعني كلما قرب العماد عون منكم سياسياً تقربوا منه رئاسياً؟

- كلما اقتربنا من بعضنا البعض سياسياً، اقتربنا من الحل في الموضوع الرئاسي.

ــ هل الحوار بينكما يعني انتهاء حرب الإلغاء السياسية؟

- أكيد والى غير رجعة، وحتى لو لم نتخلَ عن موضوع ما، فإرادتنا أن تكون العلاقة طبيعية ويتعاطى الطرفان مع بعضهما البعض باحترام وبمناقبية وبدون تهجم. وما نسعى إليه مع التيار نريده مع الآخرين لأننا لن نستطيع العيش معاً في لبنان إلا إذا اعتمدنا هذا الأسلوب.