تفاصيل الخبر

نقيب أطباء الأسنان في لبنان الدكتور روجيه ربيز:إذا استمرت الأزمة النقدية في لبنان فإن أطباء الأسنان في أزمة وجودية !

18/06/2020
نقيب أطباء الأسنان في لبنان الدكتور روجيه ربيز:إذا استمرت الأزمة النقدية في لبنان فإن أطباء الأسنان في أزمة وجودية !

نقيب أطباء الأسنان في لبنان الدكتور روجيه ربيز:إذا استمرت الأزمة النقدية في لبنان فإن أطباء الأسنان في أزمة وجودية !

بقلم وردية بطرس

[caption id="attachment_78819" align="aligncenter" width="600"] طب الأسنان تأثر بالأزمة المالية[/caption]

     كيف تأثرت مهنة طبابة الأسنان في لبنان في ظل وباء (الكورونا) وفي ظل استمرار الأزمة النقدية؟ لا شك أن قطاعات عدة تأثرت سلباً في ظل الجائحة. ولكن بسبب الخوف من امكانية التقاط عدوى الفيروس من خلال الفم واللعاب والأغشية المخاطية سيطر الخوف على الناس وتمنعوا عن الذهاب الى عيادات طب الأسنان، ولكن الوباء ليس السبب الوحيد الذي ألحق الضرر بهذه المهنة بل الأزمة النقدية فاضطرت بعض العيادات الى إقفال عياداتها لعدم قدرتها على تحمل أعباء الكلفة في ظل الأزمة النقدية.

 "الأفكار" تحدثت مع نقيب أطباء الأسنان في بيروت الدكتور روجيه ربيز ليطلعنا أكثر على واقع مهنة طبابة الأسنان في لبنان في ظل الوباء والأزمة النقدية، وأيضاً وعلى التدابير والاجراءات التي قامت بها النقابة حفاظاً على  صحة وسلامة المرضى في العيادات.

 ويستهل النقيب الدكتور روجيه ربيز حديثه قائلاً:

- إن ممارسة طبابة الأسنان في لبنان في المرحلة الحالية تختلف عن باقي دول العالم، لأن دول العالم لديها أزمة الوباء أما نحن فلدينا الوباء والأزمة الاقتصادية. بالنسبة للناحية الطبية يتبّع أطباء الأسنان في لبنان مع نقابة أطباء الأسنان الارشادات العالمية. في لبنان لا يزال الوباء نسبياً محصوراً، إذ إن انتشار الوباء يمر بأربع مراحل، ولقد أفادت وزارة الصحة العامة أننا لا نزال في المرحلة الثالثة، ففي المرحلة الأولى يكون ظهور الفيروس عند بعض الأشخاص، وفي المرحلة الثانية يتم انتقال العدوى من أشخاص لآخرين. والمرحلة الثالثة هي وجود أشخاص مصابين في بقع مختلفة على مساحة الوطن. أما المرحلة الرابعة التي قد تأتي في نهاية أيلول (سبتمبر) او تشرين الأول (اكتوبر) فهي انتشار هذا الوباء على مساحة الوطن، وطبعاً الوزارة تتحضر لذلك. وفي حال ظهور الموجة الثانية قد ينتقل لبنان الى المرحلة الرابعة كما حصل في بلدان اوروبية وأميركية عدة.

* كيف تأثرت مهنة طب الأسنان في لبنان في ظل وباء (الكورونا)؟

[caption id="attachment_78820" align="alignleft" width="249"] النقيب روجيه ربيز: معظم علاجات أطباء الأسنان ترتكز على مواد مستوردة من الخارج وهي تأثرت اليوم بسعر الصرف[/caption]

- إن ممارسة طب الأسنان تنقسم الى قسمين ليس من الناحية الطبية فقط بل أيضاً من الناحية المالية والنقدية أي الاقتصادية. من الناحية الطبية فإن أطباء الأسنان لديهم الخبرة في التعامل في مجال تعقيم العيادات، إذ هناك أمراض تنتقل بالعدوى من شخص لآخر. الحمد لله لغاية اليوم لم نبلغ عن اي مريض أصيب بعدوى بأي عيادة طب أسنان، وأيضاً لم يصب أي طبيب أسنان، وهذا يدل على وعي أطباء الأسنان في لبنان باحترام المعايير الطبية العالمية بالوقاية. إذاً أطباء الأسنان في لبنان والعالم لديهم خبرة ومعرفة في التعامل مع الأمراض التي تنتقل بالعدوى، ولكن فيروس (كوفيد – 19) لديه قدرات مجهولة. فعلى سبيل المثال هناك معلومات متناقضة حول كم يعيش الفيروس على أسطح أكثر من أخرى. كما لا توجد معلومات دقيقة نرتكز عليها حول كم يعيش الفيروس في الهواء، وبالتالي فإن طبابة الأسنان عالمياً هي ثاني مهنة طبية تكون معرضة لانتقال الوباء، إذ إن الأولى هي الأنف والأذن والحنجرة. وكما يعلم الجميع فإن أطباء الأسنان عندما يستعملون الأدوات تحصل طرطشة بالماء وهذا نسميه الرذاذ، اذ يبقى الرذاذ في الجو حول الكرسي الذي يجلس عليه الطبيب خلال معالجة أسنان المريض، ولكن لا نعلم بالفعل كم يبقى الرذاذ في الهواء من حيث المسافة. وبالتالي أطباء الأسنان يعرفون كيف يتعاملون مع الجراثيم والأمراض التي تنتقل بالعدوى، ولكن بما أن فيروس (كورونا) لديه قدرات ما زالت مجهولة عالمياً فما نقوم به هو أخذ أقصى الاحتياطات الممكنة. اذاً يمكن القول إن احتمال انتقال العدوى في عيادات الأسنان نظرياً ضعيف جداً جداً ولكن لا أحد يقدر أن يقول إنه يلغي لا سمح الله احتمال الوباء خصوصاً اذا لم يتخذ الطبيب التدابير الوقائية. والنقطة الثانية هي تنظيم شؤون المهنة من خلال نقابة أطباء الأسنان في هذه المرحلة.

تعميم من نقابة أطباء الأسنان

* ما هي الخطوات التي اتبعتها نقابة أطباء الأسنان مع بداية جائحة الكورونا؟

- لقد أتبعنا الخطوات العالمية التي أتُبعّت وربما كنا السبّاقين بكل تواضع، إذ أصدرت نقابة أطباء الأسنان في بيروت تعميماً قبل إعلان التعبئة العامة (وطبعاً مشكورة الدولة) تطلب فيه من أطباء الأسنان حصر العلاجات بحالات الطوارىء القصوى فقط، وبعدما رأينا أننا في المرحلة الثالثة من انتشار الوباء يعني ما زال الوباء محصوراً، والحمد لله أعداد المصابين ما زالت نسبياً محصورة في لبنان. وبعد تخفيف التعبئة العامة وبعدما زادت حاجة المرضى لمعالجة أسنانهم بعد توقف عن العمل دام أكثر من شهرين، أصدرت النقابة تعميم تخفيف تدريجي، وانتقلنا من مرحلة الحالات القصوى لحالات الضرورة والملّحة، أي توسعّت المروحة. ويمكن القول إن عيادات الأسنان في لبنان عادت لتمارس عملها بالنسبة لأنواع المعالجة بشكل عادي، اي نستقبل جميع المرضى ولكن طبعاً مع أخذ الاحتياطات اللازمة.

الاجراءات في عيادات الأسنان

* ما هي الاجراءات التي اتخذتها نقابة أطباء الأسنان في لبنان والتي يتوجب على عيادات الأسنان التقيد بها؟

- كان هناك تواصل مع أطباء الأسنان ونشرنا التعاميم، وطبعاً لدى الأطباء الوعي حول هذه الأمور، ولكن ليس لدى النقابة القدرة  البشرية بأن تقصد كل عيادات الأسنان في لبنان وتتأكد من ذلك، إذ هناك أكثر من 5000 طبييب أسنان منتسبين الى النقابة، ولكننا نرتكز على وعي الأطباء لأن الطبيب كما هو حريص على صحة المرضى فهو حريص على صحته أيضاً وصحة عائلته. إن معظم عيادات الأسنان تقوم برش ثياب المرضى بالمعقمات ما إن يدخلوا اليها، ولا يُعرف تماماً ما اذا كان الرش مفيداً أم لا، ولا نقول ذلك كأطباء أسنان في لبنان بل عالمياً ولكننا نلتزم بالاجراءات الوقائية. واليوم لم تعد العيادات تضع الصحف والمجلات في قاعة الانتظار كما في السابق، اذ لم يعد هناك سوى المقاعد، كما تُحدد مواعيد المعاينة بألا يلتقي مريضان في قاعة الانتظار، وطبعاً لا يدخل المريض بدون كمامة. وكذلك يضع الطبيب والطاقم الطبي الكمامات، وعالمياً لا نعرف ما هي المسافة التي يبقى الرذاذ الذي يخرج من الفم نتيجة العلاجات في الجو، ولهذا بين موعد وآخر تُفتح النافذة وترش المعقمات في الهواء والحمد لله لغاية الآن لم تُسجل حالة اصابة في عيادات الأسنان.

المواد والأدوات المستوردة

 وعن تأثر المواد والأدوات بسعر الصرف يشرح النقيب ربيز:

ــ معظم علاجات أطباء الأسنان ترتكز على مواد وأدوات مستوردة من الخارج وهي تأثرت اليوم بسعر الصرف. وتجار المواد اليوم تحت نظرية حماية (الستوك) لديهم – وهنا لا أنتقد أحداً- لا يقبلون ان يبيعوا إلا بسعر الصرف المرتفع لليرة او يطلبون أوراقاً نقدية بالدولار، اذ معظمهم لا يقبل أن يأخذ شيكات بالدولار لأن المصارف تضع يدها على ودائع التجار كما ودائع كل الناس. وهنا لا أهاجم التجار ولا أدافع عنهم ولكن كلفة علاج الأسنان أصبحت مرتفعة جداً يعني بحدود ثلاث مرات بسبب أسعار الدولار. وأكثر من ذلك منذ أيام عندما حصل فلتان بالدولار باع قسم كبير من التجار المواد لأطباء الأسنان بسعر الصرف بالليرة اللبنانية، وبالتالي لا يقدر كل طبيب أسنان ان يدفع كلفة هذه المواد والأدوات التي يستعملها وبالنتيجة ستؤثر على بدل الأتعاب التي يأخذها. إن أطباء الأسنان، مثل كل المهن الطبية، حاضرون ليراعوا الامكانيات المادية لدى المرضى بتخفيف قيمة الأتعاب ولكن كلفة هذه المواد والأدوات أصبحت مرتفعة جداً.

ويتابع:

ــ بدأنا منذ شهر تشرين الأول (اكتوبر) الماضي التواصل مع الهيئات المالية، يعني مع حاكمية مصرف لبنان ومع المصارف التي لم تستجب لطلباتنا أبداً، ومع وزارة الصحة بخطوة أولى لندعم البنج كما هو الدواء مدعوم في الصيدلية، لأن البنج أيضاً مادة أساسية يحتاجها المريض. بكلام آخر يستورد التاجر البنج وهو يدفع 85 في المئة من قيمة البضاعة بالليرة اللبنانية و 15 في المئة اوراق نقدية دولار أي ما نسميه بـ"فريش ماني"، وهذا التعميم كنا قد أطلقناه في منتصف شهر تشرين الأول (اكتوبر). طبعاً لأن هذا ناتج عن أن المصارف تضع يدها على ودائع التجار ولم تقبل هذه المصارف أن تحرر الطلبية فوضعت يدها على ودائع المواطنين وأصبح استيراد البضاعة غير ممكن إلا أن يقدّموا لهم أوراقاً نقدية. لقد بدأنا خطواتنا في الشهر العاشر لغاية 30 أيار (مايو) حتى شعرنا ان هذا التعميم بدأ يُطبق على الأرض لأنه لغاية الآن لم ينخفض سعر البنج في لبنان ولا تزال كلفته مرتفعة جداً لأن المصارف تقول للتجار: عندما يذهب التاجر ليستورد البنج يأخذ 85 في المئة بالعملة اللبنانية و 15 في المئة "فريش ماني". وتقول له لا تسمح بأن يأتي بهذه البضاعة بل هي تقوم بالمعاملة ما إن تصل البضاعة الى لبنان، والتجار يقولون إن الشركات العالمية لا ترسل  لهم إلا إذا دفعوا جزءاً من المبلغ او المبلغ كاملاً. اذاً لغاية الآن حتى لو صدر القرار نظرياً، وعملياً هو قابل للتطبيق، ولكن آليته ما زالت غير واضحة وغير سهلة وطبعاً تختلف من مصرف لآخر لأن كل مصرف لديه سياسة نقدية مختلفة، ولغاية الآن نعاني رغم كل العمل الذي قمنا به في وزارة الصحة ومع المراجع المالية إذ لا يزال سعر البنج مرتفعاً. وحاولنا أن نخفّف من الفاتورة الطبية أو كلفة الطبابة أو أن نحّد من زيادة كلفتها وذلك بالتواصل مع وزير الاقتصاد والتجارة راوول نعمة الذي أبدى كل التجاوب معنا وقال لنا إن أدوات ومواد طب الأسنان تتعلق بوزارة الصحة لأن وزارة الصحة هي وزارة الوصاية لكل ممارسي المهن الطبية في لبنان، اذاً عملنا مع وزير الاقتصاد على محاولتين: المحاولة الأولى ان يحصل دعم  للمواد الأساسية والأدوات الأساسية التي يستعملها طبيب الأسنان بأن نحصل على الدعم على سبيل المثال بما يتعلق بالبنج وأن تعمل حاكمية مصرف لبنان والمصارف على تسهيل تحرير ودائع التجار ليقدروا ان يستوردوا بضاعتهم او السماح للتجار ان يشتروا بالدولار على سعر محدود يعني 3000 او 3500. وأنا أعلم أن وزير الاقتصاد سعى للحصول على ذلك، ولكن هناك منظومة مالية نقدية منهارة كلها في لبنان ولا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً إذ بالكاد يستطيعون أن يكملوا ويستمروا بدعم الطحين والمازوت، اذاً المحاولة مع وزير الاقتصاد كانت لتخفيف الكلفة قليلاً التي بالرغم من كل المجهود الذي قام بها وما قمنا به فلم نر منها شيئاً، نحن نفهم لماذا لا يقدر الوزير ان يقوم بذلك لأن المشكلة ليست بسببه بل هي مرتبطة بالمصارف وودائعها، وقلنا اذا كان الوزير لا يقدر أن يخفف الكلفة فعلى الأقل أن يحدّها اي أن تراقب وزارة الاقتصاد مستودعات التجار لترى إذا كانت أرباحهم مدروسة، فمثلاً إذا كان سعر القطعة 10 دولارات اليوم لا يقدر التاجر أن يقول لنا 10 دولارات ضرب 5000 ليرة لبنانية لأن هو لديه الكلفة بالدولار من مصدر الاستيراد، أما الجمرك فيدفعه باللبناني وارباحه يجب أن تكون بالعملة اللبنانية، فالطبيب اللبناني يربح بالعملة اللبنانية ويدفع فاتورة الكهرباء والماء ورواتب الموظفين بالليرة اللبنانية. إن مراقبة المستودعات ومكاتب التجار لأدوات الأسنان ليست من صلاحية وزارة الاقتصاد لأنها مواد طبية، بل هي من صلاحية وزارة الصحة لذا كان هناك تواصل ما بين وزير الاقتصاد ووزير الصحة بأن تسمح وزارة الصحة لمفتشي وزارة الاقتصاد ان يفتشوا ولكن عملياً على الأرض لم نر ذلك. اذاً اليوم هناك تحكم على الناحية الطبية بسبب فيروس كورونا على الأقل الحد الكبير من انتشاره في العيادات، ولكن ليس كل أطباء الأسنان لديهم الامكانيات لشراء كل المواد ليوفروا كل العلاجات المطلوبة وفي حال توفرت هذه المواد فإن قدرة المريض على المعالجة أصبحت صعبة جداً.

وأضاف:

ــ يستحق هذا القطاع الطبي في لبنان العناية من المسؤولين. فمثلاً في لبنان هناك 6000 طبيب أسنان لنعتبر ان 5000  طبيب يمارس العمل، فاذا كل طبيب عاين يومياً أربعة مرضى يعني هناك عشرين ألف مريض يومياً بحاجة لمعالجة أسنانهم ولكن معظمهم لا يقدرون ان يدفعوا كلفة العلاج. وبما انهم لا يقدرون فمن المؤكد ستصبح هناك مضاعفات، إذ إن التهابات الأسنان لها علاقة بمرض السكري، فالتهابات اللثة تزيد من نسبة أمراض السكري، ولها علاقة مباشرة مع بعض أمراض القلب وخصوصاً الصمام إذ يحدث تسمم، ووراد أن يموت المريض بسبب الجراثيم الموجودة داخل التهابات الفم، كما مع مرضى الكلى، ولا شك أن عدم قدرة المواطنين على معالجة أسنانهم سيرتد عليهم سلباً خصوصاً الذين لديهم أمراض مزمنة... ان طبابة الأسنان جزء لا يتجزأ من الصحة العامة.

سياحة طبابة الأسنان في لبنان

* لا شك انه قبل جائحة الكورونا كان هناك اقبال كبير من قبل العرب والأجانب لمعالجة أسنانهم في لبنان ناهيك عن عمليات الأسنان التجميلية فكيف تأثرت السياحة الطبية بذلك؟

- آخر المطاف سيزول هذا الوباء وسيفتح مطار بيروت وعلينا ان نعمل على تنشيط حركة عودة الزوار الى لبنان لمعالجة أسنانهم كما كانوا يفعلون من قبل. لقد تطرقنا الى موضوع السياحة الطبية مع وزير الصحة وحالياً نحن بمرحلة تعاون مع وزارة السياحة لكي نقدر ان ننظم سياحة طبابة الأسنان والتي هي أقل كلفة وجودتها عالية جداً في لبنان والتي تقدر ان تستقطب المغتربين اللبنانيين والعرب والأجانب. يمكن عودة قطاع طبابة الأسنان الى مجده ما ان تستقر الأحوال المالية النقدية.

الأزمة النقدية

* وهل هناك عيادات أسنان أقفلت أبوابها بسبب الأزمة النقدية؟

- ليس لدينا احصاءات دقيقة، ولكن هناك قسم بسيط من العيادات التي أجبرت على الاقفال، ويمكن القول إن كل العيادات تأثرت سلباً من الوضع الاقتصادي المالي. وهنا نذكر الكورونا أيضاً اذ لطالما كنا نعقّم ولكن بسبب الوباء لم نعد نقدر ان نستقبل ثلاثة أو أربعة مرضى في الوقت نفسه، اذ ان اضافة التعقيم تتطلب اضافة أعباء مالية على الأطباء واجراءات الوقاية الى وما شابه. يمكن القول إن قسماً من عيادات الأسنان أجبر على الاقفال، وهناك قسم من العيادات تأثر مادياً كثيراً، وهناك نسبة تأثرت أقل من غيرها، ولكن الجميع تأثر. وبدون مبالغة كنت أقول للأطباء منذ شهر وقبل ذلك إننا أصبحنا في مرحلة كيف نستمر بمهنة  طب الأسنان. اذا بقيت الأزمة الاقتصادية كما هي فسيكون أطباء الأسنان في أزمة وجودية، كنا نقوم بكل اللازم اذ يتحمل الطبيب أعباء كثيرة من الكلفة كما هو حال المستشفيات اذ لديها أزمة وجودية. اذاً أطباء الأسنان في الأسابيع الماضية مارسوا عملهم حتى تستمر طبابة الأسنان، ولكن اذا تفاقمت الأزمة فإن طبابة الأسنان في وضع وجودي: وهل يمكن أن نستمر أو لا.

* كنقيب أطباء الأسنان في بيروت هل انت قلق على مهنة طبابة الأسنان في لبنان؟

- انني قلق وقلقي في مكانه على أطباء الأسنان والعاملين معهم، فإذا كان هناك 6000 طبيب أسنان ويزاول المهنة حوالي 5000  فعلى الأقل كل طبيب لديه ممرض ومساعد ما عدا (بوليكلينيك) يعني على الأقل حوالي عشرين ألف عائلة مهددة بلقمة عيشها...وأقول للدولة ومشكورة على دعم المازوت والطحين ولكن دعم القطاع الطبي هو من أساسيات المجتمع. وأطلب من كل المسؤولين في وزارة الصحة ومشكور وزير الصحة الذي يتجاوب معنا للتعاون مع هذا الملف بسرعة وحزم... ومن موقعي ومسؤوليتي الأساسية لنقابات تنظيم شؤون المهنة نناشد وزير الصحة ووزير الاقتصاد ووزير المالية وحاكمية مصرف لبنان وجمعية المصارف والمصارف باعتبار المواد الأساسية من الأولويات والتي سبق ان ذكرناها بكتاب رسمي الى وزير الصحة للعمل عليها. وأود أن أختم بجملة: "إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".