تفاصيل الخبر

نقيبة الفنانين المحترفين شادية دوغان: العديد من الفنانين الأجانب يعملون في لبنان ولا تتم متابعتهم قانونياً  

31/03/2017
نقيبة الفنانين المحترفين شادية دوغان: العديد من الفنانين الأجانب يعملون في لبنان ولا تتم متابعتهم قانونياً   

نقيبة الفنانين المحترفين شادية دوغان: العديد من الفنانين الأجانب يعملون في لبنان ولا تتم متابعتهم قانونياً  

بقلم عبير انطون

1

قد تكون نموذجاً يحتذى لنساء رائدات يقرنّ الثقافة والمعرفة بالجرأة والحسم، ويتخذن مواقف صلبة لا <مياعة> فيها ولا مراعاة لهذا وذاك. نقيبة الفنانين المحترفين شادية زيتون دوغان، الام الآتية الى عالم الفن من خلفية الهندسة الداخلية، والتي طرقت باب الدراما من خلال الديكور والسينوغرافيا تدافع بشراسة <متروّية> عن المهمة التي اوكلها اليها فنانو لبنان على اختلاف مشاربهم. ومع الخبر الذي اجتاح الاعلام مؤخرا حول منع الفنانة اللبنانية سيرين عبد النور من دخول سوريا ووضع اسمها على الحدود، كان للنقيبة موقف حازم محق الى جانب بنت البلد، عضو النقابة. فما كان هذا الموقف، هل من خلفيات له، وماذا في جعبة نقابة الفنانين المحترفين من جديد؟

بأجوبة شفافة وصريحة كان لقاء <الافكار> مع النقيبة دوغان، وكان السؤال الاول:

ــ عقدتم مطلع هذا الاسبوع الجمعية العمومية للنقابة، ما أبرز المواضيع التي طرحت على بساط البحث؟

- إنها مواضيع تتعلق بما يتابعه المجلس مع المؤسسات الرسمية المعنية بالنقابة، ومع لجان قطاعات النقابة التي ترفع تقاريرها للمجلس، وأيضاً المواضيع التي يتابعها خلال السنة وتم انجازها، إضافة الى عرض الميزانية والموازنة للموافقة عليهما، وقد ختمنا بحوار مفتوح مع الأعضاء للوقوف على مقترحاتهم وتوضيح ما يلزم توضيحه.

 ــ ما أبرز الصعوبات التي تواجهها النقابة اليوم؟

- السعي الدائم لتأمين حقوق الفنان ضمن الإمكانيات التي أتاحها قانون تنظيم المهن الفنية، الذي للأسف لم يلحظ آلية تمكن النقابة العمل بصورة حازمة.

 ــ هل من مقررات او توصيات جديدة سوف يعمل بها؟

 - نحن بانتظار إصدار مرسوم تطبيقي وافقت عليه وزارة الثقافة وأحالته الى <مجلس شورى الدولة> يتضمن تعديلات ومقترحات جديدة على قانون تنظيم المهن الفنية حتى يمنح النقابات الفنية فعاليتها كما ينبغي.

 ــ ما هي الشروط المطلوبة للانتساب الى النقابة، وهل من تعديلات فيها؟

- تتضمن النقابة سبعة قطاعات: التمثيل: الإخراج المسرحي والتلفزيوني والسينمائي والإذاعي ــ الموسيقى: غناء وعزفاً وتأليفاً وتلحيناً ــ الكتابة الدرامية وشعر الأغنية - السينوغرافيا - الرقص الكلاسيكي والفولكلوري والفنيون التقنيون.

وأضافت:

- يقبل المنتسب الحاصل على شهادة من كلية فنون أو معهد عال معترف بهما على ان تكون الشهادة مصدقة من وزارة التربية والتعليم العالي، كما يقبل الفنان صاحب الخبرة المشهود لها مصحوباً بثلاثة أعمال بارزة موثقة ومنشورة. وتحال طلبات الانتساب على لجان القطاعات للإطلاع عليها وتقويمها ومن ثم ترفع الى المجلس للموافقة عليها وإرسالها الى وزارة الثقافة للتصديق عليها.

 ــ كم يبلغ عدد المنتسبين للنقابة حالياً؟

- يبلغ العدد حالياً 810 منتسبين.

أهلا.. بسيرين!

 ــ انطلاقاً من البلبلة التي احدثها مؤخراً خبر <منع الفنانة اللبنانية سيرين عبد النور من السفر إلى سوريا بسبب وضع اسمها على الحدود> وذلك للبدء بتصوير مسلسلها الرمضاني <قناديل العشاق>، ومن ثم التراجع عنه، ما كان دور النقيبة دوغان؟ كيف جرت تسوية الأمور مع نقيب الفنانين السوريين زهير رمضان، ولماذا اصررت على الجواب الخطي؟

- البلبلة تثيرها مع الأسف بعض الوسائل الإعلامية التي لا تجهد نفسها في الوقوف على الحقيقة بشكل عام. منذ أن علمت بالموضوع اتصلت بالفنانة سيرين عبد النور لأقف على ما تملكه من معطيات، وأجابتني بأن جهات عديدة اتصلت بها وأخبرتها بأنها ممنوعة من دخول سوريا. على الفور إتصلت هاتفياً بنقيب الفنانين السوريين الأستاذ زهير رمضان الذي أخبرني بأن هذا الخبر لا صحة له، وهي مرحب بها ساعة تشاء الحضور الى سوريا. عدت وتواصلت مع سيرين ووضعتها في حقيقة الصورة، لكنها بقيت مترددة نظراً للإتصالات التي كانت تردها بالمنع. لأجل ذلك وجهت كتاباً خطياً للنقيب زهير رمضان علماً أنني على ثقة تامة بما أخبرني إياه على الهاتف وذلك كي تطمئن سيرين، وأيضاً لإسكات من يلعب بالنار. وقد جاءني الرد على الفور مطابقاً لما زودني به النقيب على الهاتف، وبلّغت سيرين بالرد وزوّدت وسائل الإعلام بصورة عن الكتاب، وقد سارت الأمور على ما يرام وهي تصور حالياً في دمشق.

 ــ كنت شديدة اللهجة بحسب البيان اذ كتبت <سوف يكون لنا موقف حازم يعلن في حينه.. واضفت: اتمنى ان يصلني الرد منك على وجه السرعة>... لو لم تعالج الامور، ما كانت الاجراءات التي ستتخذ من قبل النقابة؟

- لم اكن شديدة اللهجة، ولا أسمح لنفسي التعاطي مع زميل نقيب إلا بالود والإحترام، وشخصياً لا أفكر بإتخاذ أي اجراءات إلا بناء على مقتضيات الأمور.

 ــ ماذا عن مبدأ المعاملة بالمثل مع الدول العربية بحيث يدفع الممثل اللبناني ضريبة في البلد العربي الذي يعمل فيه، وهل يدفع الممثلون غير اللبنانيين ضريبة العشرة بالمئة (المتوجبة عليهم لوزارة الثقافة؟) وهل 2يستحصلون على اذن بمزاولة عملهم؟ ومن يراقب الامر؟

- في 22/6/2016 صدر مرسوم تطبيقي عمل عليه وزير الثقافة السابق ريمون عريجي مشكوراَ يتضمن آلية اقتطاع ضريبة العشرة بالمئة على عقد الفنان الأجنبي عن عمله داخل الأراضي اللبنانية، ويعمل على تنفيذه الأمن العام مع وزارة المالية التي تقتطع بدورها الضريبة وليس وزارة الثقافة وتحولها شهرياً الى حساب صندوق التعاضد الموحد للفنانين. وبخصوص الإذن بمزاولة العمل في لبنان بشكل متواصل وأعني الفنان الأجنبي المقيم في لبنان، فيتوجب عليه الحصول على إجازة عمل من وزارة العمل والحصول على إقامة فنان من الأمن العام، ومراقبة هذه الأمور منوطة بالأمن العام الذي عليه طلب براءة الذمة المالية من الفنان الأجنبي عند المغادرة أسوة بمبدأ المعاملة بالمثل للفنان اللبناني في الدول العربية والأجنبية أيضاً.

وتضيف النقيبة:

- هناك العديد من الفنانين الأجانب الذين يعملون في لبنان ولا تتم متابعتهم قانونياً، وأتمنى على الأمن العام ان يكون له دوره الحازم في هذا الموضوع خاصة وان الفنانين الأجانب يأخذون فرص العمل من أمام الفنان اللبناني نظراً للأجور الزهيدة التي يتقاضونها.

 لا حول ولا قوة..!

 ــ هل من دور للنقابة في دعم عمل خريجي المعاهد وكليات الفنون الجميلة؟ وماذا عن الممثلين كبار السن ايضا الذين يعتبون بشكل دائم على تغييب المنتجين لهم؟

ــ مشكلتنا في المحسوبيات والشللية الطاغية لدى بعض الجهات المنتجة، ودائماً نطرح على القيمين عليها التعامل مع خريجي المعاهد وكليات الفنون الجميلة ومع النقابيين بدل الكثيرين من الذين يستقدمونهم للعمل من خارج الجسم الفني ولكن للأسف لا سلطة قانونية لنا عليهم، أما الممثلون كبار السن الذين شرفوا الفن اللبناني بعطاءاتهم فهم مغيبون لسببين، من جهة فإن أغلبية الكتاب لا يلحظون في نصوصهم دوراً لهم علماً أن المجتمع مشكل من كل الفئات العمرية، ومن جهة اخرى يستبدلهم المنتج بممثلين أصغر سناً بمكياج مبتذل، إما من باب التوفير وإما لمصلحة شخصية، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 ــ هل سنرى النقابات الفنية يوماً موحدة تحت لواء نقابة واحدة؟ وما الذي يحول دون ذلك؟

- كنا قد طالبنا منذ سنين بتوحيد النقابات الفنية، ولكن ذلك لم يحصل لأسباب تعود لكل نقابة، المهم انها اليوم مجموعة في ظل صندوق التعاضد الموحد للفنانين ونعمل ما بوسعنا من أجل خدمة الفنان.

 ــ كيف تدعم النقابة حقوق الممثل اللبناني وتصنيفه خاصة مع شركات الانتاج التي تتأخر في أحيان كثيرة عن دفع المستحقات؟

- معاناة الفنانين كبيرة جرّاء تأخير بعض الشركات المنتجة عن دفع مستحقاتهم المالية، ونحن في النقابة نتابع بالحسنى من أجل تحصيل حقوقهم، ولهذا تقدمنا بمقترحات جديدة على قانون تنظيم المهن الفنية وننتظر صدور المرسوم التطبيقي الذي ذكرته سابقاً والذي يلحظ حقوق وواجبات كلا الطرفين.

ــ كيف تطالبون كنقابة بدعم وحماية الانتاج الدرامي والسينمائي اللبناني اقله على الشاشات المحلية؟

- بعض الشاشات المحلية همها انتاج البرامج السخيفة المبتذلة التي تسيئ الى مجتمعنا ولا تعكس الصورة الحقيقية له، وهناك قانون المرئي والمسموع الذي صدر في عام (1996) وللأسف لم يأت مجلس وزراء عمل على تنفيذه، ونحن بصورة مستمرة نعمل على متابعة تنفيذ هذا القانون، ولكن لا حياة لمن تنادي، ولكن لن نيأس من المتابعة من أجل أن يرى النور قانون إعلامي مشرف.

 ــ كانت لافتة في وقت سابق مثلاً المطالبة بدعم الفنانة داليدا خليل في برنامج <الرقص مع النجوم> بعد ان خرج من المسابقة الفنانون اللبنانيون. هذه الالتفاتة، ما اهميتها للعضو المنتسب للنقابة؟

- من مبادئ النقابة، حماية الفنان والعمل على رعايته، وإن لم تعمل النقابة على ذلك فلا مبرر لوجودها، وأي خدمة تصب في مصلحة الفنان لا بد أن تلقى لدى النقابة كل الإيجابية.

ــ هل من بروتوكولات تعاون مع شاشات عربية للتعامل بالمثل وعرض المسلسلات والانتاجات اللبنانية؟

- ليس هناك من بروتوكولات تعاون مع الشاشات العربية ولكن تجمعنا بروتوكولات مع نقابات فنية عربية.

 ــ كسيدة ناجحة على رأس النقابة، اين الفنانون، تحديدا الفنانات لما لهن من اثر مباشر على الرأي العام من الحراك في مواضيع تخص المرأة حول المرأة في السلطة والقيادة، وهل للنقابة دور في حثهن على ذلك؟

- المـــــرأة الفنانــــة حاضرة ولها أثرها المباشر من خـــــلال ما تقدمه من فن راق عبر الشاشة والمسرح والتعليم في معاهد وكليات الفنون، وعبر المشاركة في لجان التحكيم والندوات الثقافية والفكرية في مختلف المهرجانات، فهي من خلال ما ذكرت في مركز سلطة وقيادة في ميدانها.

 ــ اين سعادة النقيبة من <الكوتا> النسائية، وهل من فنانات ترشحهن النقابة للبرلمان في حال اقرت الانتخابات؟

- أنا شخصياً ضد <الكوتا> النسائية وضد المناصفة. أنا مع قانون يتيح المشاركة لأصحاب الكفاءة، لا فرق لدي بين رجل وامرأة، وكي لا يبقى ذلك حلماً، أتمنى على الأمهات أن يعلمن مع أبنائهن أن لا فرق في القيادة وتحمل المسؤولية بين الذكر والأنثى، وفي حال أقر قانون انتخاب عادل، فلن تتوانى النقابة عن ترشيح فنانات متعلمات ومثقفات ويليق بهن لقب فنانة.

 ــ ختاماً، ما المشاريع المقبلة للنقابة والتي سيعمل على تنفيذها؟

 - سوف نعمل على متابعة كل ما يصب في خدمة الفنان ونسعى لتحصيل حقوقه.