تفاصيل الخبر

”نكسة“ تسابق مهمة الوفد اللبناني الى نيويورك: المجموعة الدولية لدعم لبنان تلغي اجتماعها المقرر وأبرز الأسباب عدم اتفاق القيادات اللبنانية على رئيس!

02/09/2016
”نكسة“ تسابق مهمة الوفد اللبناني الى نيويورك: المجموعة الدولية لدعم لبنان تلغي اجتماعها المقرر  وأبرز الأسباب عدم اتفاق القيادات اللبنانية على رئيس!

”نكسة“ تسابق مهمة الوفد اللبناني الى نيويورك: المجموعة الدولية لدعم لبنان تلغي اجتماعها المقرر وأبرز الأسباب عدم اتفاق القيادات اللبنانية على رئيس!

تمام-سلام-و-بانكي-مونفي الوقت الذي يتحضر فيه لبنان الرسمي للمشاركة في الدورة العادية للجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك خلال النصف الثاني من شهر أيلول (سبتمبر) الجاري بوفد رفيع برئاسة الرئيس تمام سلام يرافقه عدد من الوزراء والسفراء والمستشارين والخبراء، حملت أخبار نيويورك <نكسة> للجهد الذي بذله لبنان ليكون حاضراً في اجتماعات المنظمة الدولية واللقاءات التي تعقد على هامشها. فقد علمت <الأفكار> من مصادر ديبلوماسية مطلعة ان الاجتماع الذي كان مقرراً للمجموعة الدولية لدعم لبنان على مستوى وزراء الخارجية قد أُلغي ولن ينعقد خلال الشهر الجاري للبحث في سبل مساعدة لبنان سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً وتربوياً، لاسيما وان الحكومة اللبنانية كانت تعلق آمالاً عريضة على هذا الاجتماع لإعطاء الرعاية الدولية للبنان جرعة اضافية في ظل الأزمات المتتالية التي يعاني منها. وقالت المصادر ان السبب المعلن لإلغاء الاجتماع للمجموعة الدولية التي ولدت قبل أربعة أعوام، هو <التوقيت الخاطئ> الذي كان اعتمد له والذي <تضارب> مع مواعيد أخرى لاجتماعات تعدها الأمانة العامة للأمم المتحدة أو الدول الكبرى للبحث في الأزمات الأكثر التهاباً مثل الحرب السورية والوضع في اليمن والعراق، إضافة الى مسألة الارهاب الدولي وسبل مكافحته، وانشغال الدول الأعضاء، ولاسيما الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن، بالتحضير لانتخاب خلف للأمين العام الحالي للمنظمة الدولية <بان كي مون> الذي تنتهي ولايته آخر هذا العام.

وفيما تحدثت المصادر نفسها عن <امكان> الاستعاضة عن اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان الذي كان مقرراً في نيويورك، باجتماع آخر في وقت لاحق على مستوى رفيع، قالت مصادر متابعة لـ<الأفكار> ان انشغال قادة الدول الكبرى بالملفات الأساسية جعلهم يصرفون النظر عن الملفات الأقل أهمية ومنها الملف اللبناني، علماً ان لبنان سوف يشارك في المؤتمر الموسّع الذي سيخصص للبحث في الحركة الواسعة للاجئين والنازحين والذي يفترض أن تتقرر فيه مساعدات للدول التي تستضيف النازحين السوريين ومن بينها لبنان. واستقرار الرأي في أروقة الأمم المتحدة على تأجيل الاجتماع الخاص بلبنان كي لا يتكرر ما حصل في العام الماضي عندما لم يستغرق اجتماع المجموعة الدولية أكثر من 20 دقيقة واستهلكته الخطب والكلمات التي ألقيت والتي كانت من دون مضمون جدي أو التزامات عملية لمساعدة لبنان.

 

تعذر انتخاب الرئيس... أحد الأسباب!

 

إلا ان مصادر متابعة أكدت لـ<الأفكار> ان أحد الأسباب الرئيسية لصرف النظر عن اجتماع الدول الأعضاء في المجموعة الدولية، هو تعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية ودخول الشغور الرئاسي سنته الثالثة من دون تحقيق أي تقدم عملي، وذهاب النداءات التي صدرت عن عدد من قادة دول العالم للقيادات اللبنانية بالاتفاق في ما بينها لانتخاب الرئيس العتيد، ادراج الرياح، ناهيك عن البيانات المتتالية لمجلس الأمن الدولي التي بقيت من دون صدى في الداخل اللبناني، ما أدخل <اليأس> في نفوس عدد من المتابعين للملف في دوائر القرار الدولي من امكانية الوصول الى نتيجة عملية في ما لو أكدت مجموعة الدعم الدولية على ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية، أو في حال ربطت بين تحقيق هذا الانتخاب ومسألة ارسال المساعدات المالية والمادية للبنان لمساعدته في مواجهة النزوج.

سلام وكلمة السر

وفي تقدير المصادر نفسها ان سقف الموقف الذي كان من الممكن أن يصدر عن الاجتماع المؤجل، هو بيان مجلس الأمن الدولي الذي صدر قبل أسابيع والذي كان دعا الى <تسوية> بين اللبنانيين يعتبرها المجتمع الدولي <مفتاح> حل الأزمة اللبنانية المتعددة الوجوه. وحسب المصادر نفسها فإن تأجيل الاجتماع هدفه إعطاء <فرصة اضافية> للقيادات اللبنانية كي تتفق في ما بينها على أسس الحل وعند ذاك سوف تلقى هذه القيادات دعم الدول المهتمة لاسيما تلك التي لها تأثير مباشر على الساحة اللبنانية من خلال تنظيم مؤتمر خاص بلبنان <يبارك> الاتفاق بين اللبنانيين ويؤمن الضمانات اللازمة والمطلوبة للمساعدة في التخفيف من تداعيات أزمة النزوح على لبنان من جهة، وفي رعاية نهوض مؤسسات الدولة من جديد من جهة أخرى، وهذا التوجه سيسمعه الرئيس سلام خلال لقاءاته على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة وكلمة السر الوحيدة التي ستتردد أمامه في نيويورك تختصر بأن لا بديل من الإرادة السياسية للوصول الى <تسوية>، وهذا الأمر من مسؤولية القيادات اللبنانية فقط التي عليها أن تسارع الى الاتفاق في ما بينها قبل أن <تغرق> في مستنقع التطورات الاقليمية المتسارعة والتي تتوقع مصادر دولية أن تتزايد حدتها خلال الأشهر المقبلة. كذلك سيستمع رئيس الحكومة الى مسؤولين دوليين سوف يطالبونه بـ<تحصين> لبنان من الأزمات الخارجية وتفعيل الحوارات القائمة في أكثر من اتجاه لاسيما الحوار الموسع الذي تستضيفه عين التينة شهرياً.

 

بري: القرار الرئاسي ليس محلياً!

وفيما عمل المسؤولون في بيروت على التقليل من أهمية <النكسة> التي أصيب بها الرهان اللبناني على اجتماع مجموعة الدعم الدولية، بدا للأوساط السياسية المتابعة ان تأجيل اجتماع نيويورك أكد المعلومات التي كانت ترددت في الأوساط الديبلوماسية (أشارت إليها <الأفكار> في عدد سابق) عن ان المجتمع الدولي لم يعد مهتماً كثيراً بلبنان وبالملف الرئاسي فيه لأن الأولوية منصبة على ما يجري في الجوار اللبناني، وبالتالي فإن انتظار <الترياق الرئاسي> من الخارج هو كمن ينتظر سمكاً في البحر أي ان انتظاره سوف يطول ومعه الأزمة التي يلتقي المجتمع الدولي على تكرار القول بأن حلها في يد اللبنانيين. وترى الأوساط نفسها ان <استقالة> المجتمع الدولي من مسؤولية الضغط على الدول الاقليمية التي ترفض تسهيل انجاز الاستحقاق الرئاسي يتناقض مع الحرص الذي يبديه هذا المجتمع لمساعدة لبنان خصوصاً بعدما <سلّمت> دول عدة بأن مسؤولية استمرار الأزمة الرئاسية في لبنان ليست محصورة باللبنانيين، بل ان التأثير الخارجي يفعل فعله في عرقلة انتخاب الرئيس العتيد، بدليل ان رئيس مجلس النواب نبيه بري أعلن في حديث صحافي قبل أيام ان القرار الرئاسي <ليس محلياً>، وان موضوع انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية <هو عند السعوديين، وهو أمر معروف>!

وفيما يتحدث الرئيس بري عن ان الاتفاق على <السلة المتكاملة> يؤدي الى انتخاب الرئيس العتيد بضامنة منه ــ أي من بري ــ فإن الأوساط المتابعة تؤكد ان الاستحقاق الرئاسي لن يبصر النور خلال الشهر الجاري ولا الشهر الذي يليه، وتبدي مخاوف من ان يكون التأجيل حتى إشعار آخر مع دخول الولايات المتحدة الأميركية مع شهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل في معمعة الانتخابات الرئاسية التي تمتد ذيولها الى شهر كانون الثاني (يناير) المقبل حين يتسلم الرئيس الجديد (أو الرئيسة الجديدة) مقاليد الحكم من الرئيس المنتهية ولايته <باراك أوباما>، وسيكون على الادارة الأميركية الجديدة ان تستهلك مدة ستة أشهر على الأقل لتكوّن فريق العمل الذي سيقود الولايات المتحدة أربع سنوات جديدة، ولن تكون الاهتمامات الأميركية منصبة على الاستحقاقات الداخلية، ما يعني ان الاهتمام بالملف الرئاسي اللبناني قد يكون معدوماً اقليمياً ودولياً لأن الدول المعنية بالملف اللبناني سوف تنتظر <توجهات> الإدارة الأميركية الجديدة قبل أن تُقدم على أي خطوة لمساعدة لبنان وتذليل عقبة انتخاب رئيسه العتيد لتضمن بالتالي <ثمن> المساعدة المرتقبة...

فهل الربيع المقبل لناظره قريب؟