تفاصيل الخبر

نجما "أس أل شي"  "نعيم ونعّوم" ..ويوميّات اللبنانيين الصعبة

05/08/2020
نجما "أس أل شي"  "نعيم ونعّوم" ..ويوميّات اللبنانيين الصعبة

نجما "أس أل شي"  "نعيم ونعّوم" ..ويوميّات اللبنانيين الصعبة

 

بقلم عبير انطون

[caption id="attachment_79998" align="alignleft" width="250"] ناتالي ونعيم في براغ[/caption]

 هما نجما الشاشة من ضمن فريق سجّل علامة فارقة مذ خطف بسمات اللبنانيين على شاشة الـ"أم تي في" بعد الحرب في كوميديا رائدة في نوعها، وحقق "أس أل شي" نجاحاً لم يضاهه نجاح كوميدي تلفزيوني حينها حتى أصبح اعضاؤه ، كلّ بمفرده، نجماً في مكانه . ها هما اليوم إثنان من وجوهه، ناتالي نعوم ونعيم حلاوي يعودان الى اللبنايين بـ"سكيتشات" عبر مواقع التواصل تعيدنا الى تلك الأيام وروحية البرنامج ، حيث كانت الضحكة ترنّ للانتقاد الساخر والراقي في الوقت عينه .

 بطلا سلسلة سكيتشات "نعيم ونعوم" ، افترفا لاكثر من عقدين قبل أن يعودا ويلتقيا في هذه الفيديوهات. فكيف اجتمعا من جديد؟ وماذا في جعبة كل منهما ؟

معهما كان لقاء "الأفكار" والبداية مع ناتالي التي شرحت:

 هذه الفيديوهات تتضمن مواقف كوميدية وساخرة من بعض المشاكل التي تواجه اللبنانيين ولاقت تفاعلاً حلواً الى ان اندلعت الثورة فتوقفنا ، ولما عادت الأمور لتهدأ وصلتنا الـ"كورونا". منذ فترة قصيرة عاد بث الفيديوهات التي سبق وصورناها ولسنا نعرف بعد ان كنا سنصور مجموعة جديدة منها ذلك ان "الوضع كلو ملخبط ، وكلو مكلف". نحن بانتظار المعادلة التي يمكن من خلالها ان نعود الى "نعيم ونعوم"، فالمردود المادي أساسي اليوم ، والأولوية للقمة العيش .

وعن اجتماعهما من جديد تجيبنا ناتالي:

  كان" نعيم" يشارك في برنامج "ما في متلو" وانا اشتغل في إعداد البرامج، ولم نلتق لاكثر من عشرين عاماً . صودف مرة انه كتب تعليقاً على صفحة الـ"فيسبوك" الخاصة به فعلقتُ عليه وردّ بدوره، وصرنا نتحدث على امل ان نلتقي، وحصل ذلك في مدينة براغ حيث تدرس ابنتي، إذ زرتها بعد ان كنت في إيطاليا ، فوافاني اليها ، وهناك تحدثنا في الفكرة وكنتُ اثناءها تعرفت على صاحب شركة تهتم بالتواصل عبر الاونلاين وتمّ الأمر، وللمفارقة فإن مخرج "اس ال شي" شادي حنا هو من أخرج لنا هذه السكيتشات ، اما الافكار فكنا نتفق عليها بسهولة وسلاسة ، خاصة انها من نوع المختصر المفيد ولا يتعدى الدقيقة الواحدة.

ليطيروا بجناحهم..

[caption id="attachment_80001" align="alignleft" width="451"] نعيم ..بانتظار الحلحلة.[/caption]

 لمّا ذكرت "ناتالي" ان ابنتها تدرس في "براغ" ، دخلنا في ما يقض مضجع كل العائلات اللبنانية اليوم فسألناها إن كانت تشجّعها على السفر، ام تدعوها لـ"النضال اليومي" في هذا البلد حيث لا أفق مشجعاً :

 بـ"آخ" طويلة، تجيب ناتالي. ابنتي هي الآن من تصوّر لي برنامجي الجديد "ناتالو معك". وهي تدرس الإخراج على غرار والدها (المخرج شادي حنا) . من المؤكد انها عندما تنتهي من اختصاصها ، ستسافر لتكمل الـ"ماستر" في خارج لبنان، وقد تبقى هناك. ابنتي الأخرى،  عندما تنتهي هي ايضاً من مدرستها قد تسافر. لا يمكن ان اجبرهما على البقاء.

تنهيدة ناتالي جعلتنا نسألها : كنا نتفاءل بضحكتك ، والأمل الذي تعطينه، لماذا نشعر بأنك "محبطة" نوعاً ما ؟

  بطريقتها المعهودة تجيب مبتسمة : "بشرفك بهالاوضاع من هو المتفائل منا" ؟ المستقبل في هذا البلد غير واضح ، ومن غير الجائز ان أجني على اولادي، وعليهم ان يطيروا بأجنحتهم. لكن بالنسبة لي شخصياً ، فأنا لا اترك البلد . سيبقى البيت هنا مفتوحاً، ولما يريدون العودة فإنهم يعرفون الى أين يرجعون .

تمكين المرأة ..

"ناتالو معك" البرنامج الجديد الذي تصوّره البنت لأمها ، تُحدثنا عنه ناتالي وعن أهدافه التي يحلّ في طليعتها ، تمكين المرأة ."نهدف الى تشجيع السيدات ودعمهن عبر مجموعة تقارير مع زيارات أقوم بها لنساء قمن بإنجاز ما، متواضعاً او كبيراً، وذلك للاضاءة عليه ودعمه خاصة في هذه الفترة، حيث من الواجب أن نقوي بعضنا البعض حتى نتمكن من الاستمرار.

وعما اذا كان الحوار جدياً، بعيداً عن الاسلوب الذي نعرفه بها تجيب ناتالي للتو:

"أبدا ليس جدياً.. أدخل كما أنا.."نتالو" جايي تعمل زيارة. الحلقة الاولى تم بثها الاسبوع الماضي حول سيدتين متقدمتين في السن افتتحتا فرناً في البترون، بعد ان كانت احداهما تعمل في مجال المحاسبة، الا انّ تراجع الأوضاع المادية جعلهما تدخلان في مغامرة تعتبر استثنائية في هذه الظروف، متّكلتين على "صيتهما" الحسن في إعداد الطعام الطيب المذاق، فأرادتا استثمار ذلك. الرسالة من لقاءات مماثلة، هي عدم الغرق في اليأس، فأي منا لا بد وانه يملك موهبة او فكرة او تميزاً يمكنه ان يستثمره ما يبقيه مستمراً.

 البرنامج الذي يبث كل أسبوع عبر مواقع التواصل مع شركة "ميديا افينيو" وعلى الصفحة الخاصة بها ، تقول ناتالي إنه سيضيئ في الحلقات المقبلة على سيدة معروفة مثلاً بمهارتها اليدوية في التطريز على المناشف، تحولت الآن الى العمل في مجال "الكمامات" اذ ايقنت ان عملها في هذا النطاق اليوم مطلوب بشكل اكبر، فيما تزور في حلقة أخرى سيدة تصنع الاجبان بطريقتها المميزة ...المهم في كل ذلك ، بحسب ناتالي، الا نقول امام ما نعانيه: خلصت حياتنا، إنما نفتح طاقة امل ونمضي قدماً  

 ونسألها اذا ما كانت مشتاقة للتلفزيون "التقليدي" التي برزت من خلاله، او حتى المسرح الذي كانت لها في مجاله وقفة حلوة السنة الماضية في مسرحية "من كفرشيما للبترون" للمخرج يحيا جابر، فإن ناتالي تقول بصراحة :

 ليس بشكل قوي. "ما بقى يطعمي خبز"، هذا بدرجة اولى . ثم ان اليوم الكثير من البرامج  باتت اولاين"، فالـ "سوشال ميديا" سحبت البساط من تحته. ولا تُخفي نعوم إهتمامها بالعالم الإفتراضي وقنواته المباشرة خصوصاً أن الإعلام المرئي بالنسبة إليها قد انتهى وإن صمد لبضع سنوات بعد ، وهي تعتبر ان التركيز بات راهناً على منابر التواصل المباشر مع الجمهور أي "اونلاين ويب" والتحديات التي يبتكرها خاصة امام المشاهد المثقف والواعي. هذا التركيز على مواقع التواصل لا يعني ان ناتالي "غاطسة" في عالمها ، خاصة فيما يتعلق باشهار المواقف او الانتقادات السياسية لجهة واضحة ."بالنسبة

[caption id="attachment_79999" align="alignleft" width="229"] ناتالي..نعم للضحكة والأمل.[/caption]

لي الفنان هو للجميع ولا يجب ان يكون طرفاً مع جهة معينة".

وهنا نسألها : لكن الا تخسرون فئة معينة من الناس مع البرامج على مواقع التواصل، خاصة بالنسبة للمتقدمين في السن؟

 الكثيرون منهم تحولوا اليوم الى مواقع التواصل ايضاً . امي.. خالاتي ..كلهن يعملن على السوشال ميديا ويعرفن تشغيلها . بالطبع هناك فئة يصعب عليها ذلك ، لكن الفئة العمرية المتوسطة هي التي يعول عليها للمواكبة والاستمرار فيما بعد .

 ختاماً، تؤكد ناتالي، التي كان لها اكثر من تجربة اذاعية ناجحة آخرها برنامج "تي ان تي" مع طوني هيكل عبر "صوت لبنان"، أنّ الظروف وحدها هي التي تعيق المشاريع العديدة التي كانت تعد لها وبينها مثلاً ما سبق وبدأت به فعلاً عبر برنامج " NATALOU ON THE COUCH" عبر "المستقبل ويب" ، وتستضيف فيه في كل حلقة واحداً من السياسيين والسياسيات وتحاوره على طريقتها لحوالي الربع ساعة كمثل النائب ابراهيم كنعان ، والنائبة رولا طبش وغيرهما ، و كان البرنامج بدأ يأخذ موقعه الى ان عصفت الظروف بكل الانتاج حالياً.

وهنا نبادرها بالقول: القطاع الاعلامي كله تشظى بفعل الظروف هذا العام ، فتضيف من جانبها:

 فعلاً. لكن الفارق ان القطاعات الأخرى قد تتمكن من ان تنتعش سريعاً فيما الاعلام يحلّ في آخر سلّم القطاعات التي يطالها هذا الانتعاش، وذلك بعد عودة الشركات والأعمال الى دورانها وبالتالي العجلة الإعلانية والدعائية. لكننا لن نيأس، الشعب اللبناني لا يموت .

وقبل ان نختم معها لنتوجه الى "نعيم" شريك النجاحات في اكثر من مجال ، نسأل نتالي : تعالي لنحلم بشركة تقدم لك انتاجاً كبيراً ، طالبة منك تحديد المشروع بنفسك . ماذا تختارين؟

من دون أي تردد، تجيبنا "ناتالو":

 اجمع في حلقة واحدة كل وجوه برنامج "أس أل شي" التي احبتها الناس وتكون بمثابة

"COME BACK" هيدا بيكون احلى شي للناس التي احبت هذا الفريق. وإن كانت الميزانية تسمح بانتاج فيلم، فإنني اختار انجاز "أس أل فيلم" (رقم 2) يكون بمثابة العودة، او الـ"ريونيون" بعد نجاح الفيلم الاول.

 نعيم..والحلحلة

[caption id="attachment_79997" align="alignleft" width="206"] من بين أحب الكاريكاتورات.[/caption]

تتوقف العودة بالنسبة لنعيم، على الظروف العامة في البلد. ويقول حلاوي لـ"الأفكار":

 مع "الكورونا" أنا ملتزم بالتعليمات ولا أخرج كثيراً. حاجر نفسي، والوضع "مربّط"، بانتظار أن "تتحلحل" على كل الصعد.

تجربة "نعيم ونعوم" يصفها حلاوي بـ " لذيذة ومهضومة " والاصداء عليها حلوة لأن الناس كانت متشوقة لسكيتشات جديدة وسط الشح في هذا النوع . فالجمهور يحبّنا منذ "أس أل شي" والتجربة أتت واعدة فعلاً لو كانت الاوضاع افضل مما نمر به ، ولكُنّا عملنا عليها وسوقنا لها بشكل اكبر، ولكانت ضمنت نوعاً من الاستمرارية وسط عوائق البلد من كل حدب وصوب . الا ان الجو النفسي العام وأزمة "كورونا" والراس الـ"مش مرتاح" كلها عوامل لعبت سلباً في وجهها.

ولما نسأله إن كان "خويف وموسوس" لهذه الدرجة من الـ"كوفيد التاسع عشر"، يجيبنا بسخرية ظاهرة في الصوت :"متل ما بيقولوا المسؤولين انا بعمل وبلتزم".

 فنبادره بالسؤال : وهل رد عليك وزير الطاقة لما سألته عبر صفحتك على فيسبوك "عن الخمسين مليار دولار، وكيف انصرفوا بعشر سنين"؟

 يردّ نعيم :

لم يجبني .. والله "صرلنا زمان نحكي وما حدا بيرد"، ولا نسمع من بعض الجماعات إلا الشتائم والتجريح الشخصي .

 ولما نسأله إن كانت مواقع التواصل هي "فشة الخلق" في زمن الحجر والبؤس هذا، يجيبنا نعيم : هي كذلك ، لكنني افضل ان تستخدم لطرح الافكار ومناقشتها وليس للبهدلة والتجريح . لست ادري متى نخرج من مستوى التخاطب المتدني ولغة الغرائز لا الافكار. من الجيد ان يعبر الانسان عن نفسه ويريح رأسه من افكار تزعجه ، لكن بلغة راقية ومقبولة .

وعن الحنين الى الماضي ونجاحاته في التلفزيون والسينما يقول نعيم: عندي حنين كبير للتلفزيون اما للمسرح فبدرجة اقل .

ونستوقفه لنسأله عن السبب فيقول: احب التلفزيون لكن المسرح ينقزني: انا اخاف منه! من المواجهة المباشرة مع الجمهور ، وردة فعله الفورية التي قد تكون ايجابية فيعطي الممثل اكثر او العكس. اما حنيني للتلفزيون فدائم . وجميلٌ لو يعود الفريق القديم علماً ان هذا صعب لاكثر من اعتبار، وقد تكون العودة مع فريق جديد وكنت بدأت بتشكيله. الشباب جاهزون، وصوّرنا اكثر من تجربة وهم يسألونني متى نبدأ، على ان تكون الإنطلاقة عبر وسائل التواصل من فيسبوك وانستغرام وتيك توك الذي يلقى تفاعلاً كبيراً اليوم، وبعد ذلك ان طلبه احد التلفزيونات فسيكون ذلك من دواعي سرورنا .

اما السؤال الافتراضي الذي وجهناه الى ناتالي عن شركة تضع ميزانية كبيرة تحت تصرفه لانجاز مشروع يعز عليه ، يجيبنا نعيم: يتعلق طبعاً بالفريق الجديد الذي حدثتك عنه . كنا سنقلع من دون انتاج مساند، لكن الظروف حالت دون ذلك .

ونستعيد في النهاية مع نعيم ، أحب " الكاركيتيرات " التي سبق ولعبها الى قلبه، فيجيبنا : طبعاً شخصية المطرب "أمين ع مين" و"فوزي بو لوزي" ، وكاراكتير "المقرف" مع اعترافه بأن كثيرين لا يحبونه، وطبعاً كاراكتير "وينيّه الدولة" السؤال الذي يكرر نفسه في لبنان كل ساعة ..

أما جديده ، هو الذي بدأ مشواره ككاتب ومقدم برامج في إذاعة "جبل لبنان"، فهو التحضير لأفكار المرحلة المقبلة، فضلاً عن كتابة لا يزال من المبكر الافصاح عنها ، بعيداً عن الكوميديا. فهل تكون تراجيدية ؟ "هيك شي" يجيبنا نعيم مبتسماً!