تفاصيل الخبر

نجمة السينما الفرنسية ”ناتالي باي“ والزوجة السابقة لـ”جوني هاليداي“: حولت ”الديسليكسيا“ الى طاقة فحلّقت بعيداً!

21/10/2016
نجمة السينما الفرنسية ”ناتالي باي“ والزوجة السابقة لـ”جوني هاليداي“: حولت ”الديسليكسيا“ الى طاقة فحلّقت بعيداً!

نجمة السينما الفرنسية ”ناتالي باي“ والزوجة السابقة لـ”جوني هاليداي“: حولت ”الديسليكسيا“ الى طاقة فحلّقت بعيداً!

 

بقلم عبير انطون

5-(6)-----2  

لم تتأخر النجمة السينمائية الفرنسية <ناتالي باي> في تلبية دعوة <كليس> او <المركز اللبناني للتعليم المختص> حتى ترفع واياه شعار <معاً من أجل مواجهة صعوبات التعلم> الذي اختاره المركز في مؤتمره السنوي الثاني مستقطباً اخصائيين وعاملين في القطاع التربوي، على رأسهم وزير التربية الياس بو صعب الذي قدم عبر الوزارة مساعدته للمركز في خطواته الايجابية الملموسة في حياة التلاميذ واهلهم ممن يعانون من صعوبات تعلمية، شاكراً السيدة كارمن شاهين وزوجها ريمون دبانة على كل ما يقدمانه <في سبيل تحسين القطاع التعليمي وبناء الاوطان>.

 الحلم.. في الصف

 

بتواضع كبير حلت النجمة السينمائية الفرنسية <ناتالي باي> نجمة على <المهرجان التربوي>، وتضمن الحديث معها ما مرت به من صعوبات تعلمية في طفولتها، من دون ان تبخل في اجابات تتعلق بالشق المهني ايضا في حياتها، وقد نظم لها عبر شركة <سنتيا سركيس بيروس> خلال زيارتها لبيروت مهرجان لأفلام سطعت فيها، بينها فيلم <فينوس - بوتي> وقد تألقت لافتتاحه على السجادة الحمراء في احدى <سينامات> قلب العاصمة.

في طفولتها عانت <ناتالي باي> من حالة <الديسليكسيا> وفي تعريفها، فإن <الديسليكسيا> هو تعسر أو صعوبة القراءة عند الأطفال، ويطلق عليه <إعاقة القراءة>، ويحدث للطفل العادي ذي الرؤية والذكاء الطبيعي، ويمكن ألا يتم تشخيصه حتى سن البلوغ، لكن الأمر قد يبدو محيراً للآباء قبل تشخيصه حيث يلاحظون أن طفلهم ذا الذكاء الطبيعي لا يبلي بلاء حسنا في الدراسة، أو يتعثر في قراءة كتاب بسيط، فيظن الاهل انه كسل من الولد نفسه الا ان الامر بعيد جدا عن ذلك لانه عبارة عن صفات موروثة تؤثر على كيفية عمل العقل، ومع ذلك يمكن لمعظم الأطفال الذين يعانون من هذا المرض النجاح فى الدراسة تحت إشراف معين أو باستخدام برنامج تعليمي متخصص.

التعليم المختص لم يكن رفيق <ناتالي باي> التي اخبرتنا حكايتها قائلة:

- كنت في سنوات دراستي الاولى اعاني صعوبة في القراءة. في التاسعة من عمري كان الموضوع لا يزال غير معروف بشكل كاف في فرنسا الا ان مدرستي <الالزيسيانية> التي كنت فيها كانت تضم كادراً تعليمياً وتربوياً مهماً وواعياً، وهي لاحظت انني اتعثر في القراءة وكنت تلك الطفلة الحالمة ابداً ما دل على اضطرابات معينة بالنسبة اليهم، اذ يشكل هذا الحلم الملجأ الذي اهرب اليه. استدعاني استاذي السيد <ساشاني> وطلب اهلي ليطلعهم على حقيقة وضعي. هنا اود ان اركز على دور اهلي ووعيهم الكبير اتجاه ما كنت امر به، فهما كانا فنانين في ميدان الرسم، ولم يجعلا من صعوبتي دراما لحياتهما او لحياتي فمرت المرحلة بهدوء كبير ولم تؤثر على نفسيتي، وكانت لي تمارين مع اختصاصي يطلب مني قراءة القصص السعيدة التي اختارها. وهنا اود ان اشير الى أمر مهم جداً: يجب على الاهل ألا يجعلوا من صعوبة ولدهم التعلمية عائقاً له في حياته او حياتهم، بل عليهم ان يمدوا ولدهم بالثقة حتى يطير بجناحيه، كما حصل معي. واليوم بشكل خاص، باتت تتوافر الكثير من الفرص والوسائل للمساعدة والوصول الى نتائج كبيرة، ومبهرة احياناً.

من المدرسة الى فن الرقص

5-(7)--------3  

وتزيد <باي> قائلة:

 - أبرز ما علمني اياه استاذي انه بالاستطاعة التعلم عبر التسلية والفرح، لذلك لم اكن اشعر بتعاسة او صعوبة. لن اقول انني اصبحت تلك التلميذة المتألقة الا انني اكتسبت ثقة بنفسي. صحيح انني تركت المدرسة في سن مبكرة، وعندما كانوا يسألونني في مقابلاتي عن الصفوف او الشهادات التي حزت عليها، كنت اخبرهم انني تركت المدرسة باكرا وانطلقت الى تعلم الرقص في مدرسة للباليه في <موناكو>، وبعد ذلك انتقلت الى عالم التمثيل في السينما والمسرح والتلفزيون، وشهاداتي حصلت عليها بنفسي من خلال ما كنت اقرأه وأطالعه، وكان كثيراً..

وعما اذا كانت تعتبر ان ضعفها في الناحية الدراسية شكل لها القوة للتميز في التمثيل حتى تثبت ذاتها تجيب <ناتالي باي>:

- ربما كان الامر كذلك، اذ وجهت مجمل طاقتي الى المجال الذي احبه، والذي اكتشفت لاحقاً انه موجود بشكل اكبر في التمثيل منه في الرقص، من دون ان انكر ان الاخير شكل لي متنفساً كبيراً. لقد ساعدني الامر جداً على المستوى النفسي.. والداي ايضاً منحاني الكثير من الحرية، فحلقت بجناحي وكان هذا امراً ايجابياً.

ونذكر هنا ان النجمة الفرنسية انطلقت في عالم الفن السابع لتقطف منه جوائز سينمائية عالمية بعد ان اطلقها فيه <فرنسوا تروفو> في فيلم <الليلة الاميركية>.

وعــــن <نـــــاتالي بــــــاي> الام، وهي والــــــدة <لـــــــورا> من زوجها نجم الغناء <جــــــوني هـــــاليداي> والذي ارتبطت به لاربـــــع سنوات قبل الانفصال التام، تــــرفض <باي> الحديث عنه او عن امور تتطرق الى حياتها الخاصة، و تقول بإيجاز:

- طبعاً ابنتي كبرت الآن، الا ان التربية ليست بالامر السهل، بشكل خاص للأمهات العاملات في مهنتنا. ولست مع القول ان نوعية الوقت الذي نقضيه مع اولادنا هو الاهم، فالولد بحاجة ايضاً الى كمية من الوقت نكون فيها الى جانبه.

<باي> النجمة الملقبة بالممثلة الاكثر رومانسية، سعيدة بزيارتها لبيروت للمرة الاولى، وبموضوع خارج عن نطاق السينما. بابتسامتها العذبة روت كيفية دعوتها الى المؤتمر:

- التقيت بالرائعة كارمن شاهين في خلال مهرجان فيلم <غرينويش> وتبادلنا تجاربنا المشتركة من ناحية الصعوبات التعلمية (التي عانتها كارمن ايضاً مع ابنها)، وشعرنا بانجذاب كبير من ناحية التفكير والاهداف، ولم اتردد لحظة في قبول دعوتها لما علمت بالمؤتمر الكبير الذي تنظمه للسنة الثانية على التوالي والنتائج التي يتوصل اليها في تحسين مستوى حياة وأداء هؤلاء الاولاد في المدرسة.

 

<كليس> بجانبكم!

كارمن شاهين دبانة تشارك النجمة الفرنسية مواجهة تحديات الصعوبات التعلمية التي عرفتها مع ابنها، والذي حضها وضعه على خوض غمار المشروع في افتتاح المركز عام 1999 بدعم مالي من مؤسسة عائلة ريمون دبانة التي تؤمن استمراريته. تؤمن شاهين <بأن طريق السلام يمر عبر تعليم الأولاد>، وهي تعلق اهمية كبرى على دور الاهل ووعيهم فضلاً عن التنبه الى الخيارات الاكاديمية والتعلمية المتاحة مستقبلاً امام هؤلاء الاطفال مهنيا واكاديميا، وأعلنت في هذا المجال عن منحة لمساعدة الطلاب ذوي الصعوبات التعلمية في التعليم المهني والفني الخاص.

فالاضطرابات التعلمية يجب الا تشكل برأي رئيسة المركز ومؤسسته اية حواجز للمستقبل كما باقي الاولاد. اما تعريفها لصعوبات التعلم فتوجزها بأنها متنوعة ويمكن ان تتخذ اشكالاً متنوعة بينها عسر القراءة، عسر 5-(11)-----1الاملاء، عسر الكتابة، عسر الحساب، عسر الكلام، عسر تنظيم الحركات، الفرط الحركي، النقص في التركيز او الاثنان معاً.

 وهنا لا بد من اشارة <كليس> الى ان الاولاد الذين يعانون من واحد او اكثر من هذه الاضطرابات يتميزون بمستوى ذكاء طبيعي للغاية، وهم قادرون على التعلم تماماً كما هي الحال بالنسبة الى باقي الاولاد، وانه حتى دخولهم المدرسة، يعجز اي شخص عن تحديد اي وجه من اوجه الاختلاف بينهم وبين اي ولد آخر، لكن مع الدخول الى المدرسة تكون مسيرة التقدم فيها طويلة وشاقة وتستلزم منهم جهداً اكبر من الذي يبذله اي ولد آخر ما يؤدي الى ارهاقهم. وهنا يمكن للمركز ان يتدخل. فهذا المركز يقدم مساعدة متخصصة فردية للاولاد الذين يعانون من صعوبات تعلمية محددة والذين تتراوح اعمارهم بين 3 و12 سنة، وذلك من خلال التشخيص والتقييم والعلاج الفردي مع ارشاد ومتابعة الاهل، كما يمكن للمركز في اطار نشاط اوسع التدخل عبر مشروع <غرف الدعم الدراسي> بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي بهدف الحد من الرسوب والتسرب المدرسي.

 

الوزارة معنية..

 

 وفي اطـــــار التعـــــاون ما بين القطاعين العام والخاص في موضـــــوع وطنــــي تربـــــوي كالــــــذي يهـــــدف اليــــــــه المـــــركز، فقد سبق له في شباط من العام 2013 ان وقع اتفاق تعاون بينه وبين وزارة التربية مدته 10 سنوات لانشاء مئتي <غرفة دعم> في مئتي مدرسة رسمية وذلك خلال السنوات الخمس الاولى من الاتفاق، مع تدريب مستمر ودعم تقني لمدة عشر سنوات، وهو الآن قيد التنفيذ. كما يقوم المركز بتنظيم دورات تدريبية سنوية لمئات المعلمين والمعلمات من المدارس الرسمية والخاصة حول عدد من المواضيع المختلفة المتعلقة بالصعوبات التعلمية المحددة، وتنتشر مراكزه في بيروت وطرابلس وصيدا وزحلة وزوق مكايل كما في النبطية، لتنضوي جميعها تحت راية تحقيق رسالة تربوية مهمة دون تمييز من اي نوع كان!