شكل رحيل المنتجة نهاد رمزي حالة من الصدمة لكل من يعرفها، أو تعامل معها يوماً، فالسمعة الطيبة التي صنعتها خلال سنوات ليست بقليلة، خصوصاً عبر تعاملها مع الوسط الفني سواء في أعمال أو في علاقات إنسانية، كانت لها بمنزلة الرصيد الكبير الذي ظهر يوم جنازتها ويوم العزاء فيها، حيث توافد على سرادق العزاء مئات من أصدقائها هي وزوجها المنتج والموزع السينمائي محمد حسن رمزي، الذي بدوره كان في حالة حزن وإرهاق شديدين لدرجة عدم قدرته على الوقوف طوال ساعات العزاء.
علاقة نهاد رمزي بزوجها كانت مثار جدل كبير خصوصاً وهما ثنائي عرف عنهما الرومانسية أينما ظهرا سوياً، حيث كانت تحيطهما هالة من الانسجام النادر ولا يتوقفان عن الضحك وإثارة البهجة في قلوب المحيطين بهما، كما كانا رفيقين دائمين في السفرات والإجازات، ولا يفترقان في أي مناسبة رسمية أو سعيدة تخص الوسط الفني، وقد كان تغيير السيدة نهاد للقبها واسم عائلتها بالغ الأثر أيضاً في قلب زوجها الذي من أجله تخلت عن اسم والدها المخرج محمد عبد العزيز، ووضعت مكانه لقب زوجها، لتعرف نفسها به في كل مكان، وتحافظ على قصة حبهما مع تقدمهما في العمر.
من كبار المعزين النجمة المختفية نجلاء فتحي التي سبقتها دموعها في مسجد مصطفى محمود حيث تم تشييع جنازة الراحلة، فوقفت النجمة الكبيرة تبكي في مشهد مؤثر كان كافياً لإثارة دموع كل زميلاتها الحاضرات مثل بوسي شلبي ودلال عبد العزيز وبوسي وهدى رمزي، ونهى العمروسي التي كانت تقف مندهشة، مثلها مثل نادية الجندي التي لم يصدر عنها كلمة طوال فترة وقوفها خارج المسجد في انتظار النعش، فكانت الصدمة تعلو وتغلف الملامح، ولا صوت إلا النحيب.
أما العزاء الذي كان في مسجد <عمر مكرم> في ميدان التحرير، وتلقاه شريف رمزي ابن زوجها، والفنان أحمد فهمي زوج ابنتها، فقد حضره كل نجوم الفن المصري تقريباً، وخرج من أجله فنانون بعيدون عن الأضواء مثل زينة وأحمد عز الذي يدين كل واحد منهما لها بالكثير، خصوصاً مع محاولاتها المستمرة للتوفيق بينهما ودياً في أزمتهما الشهيرة.
أما الفنان شريف رمزي ابن زوجها محمد حسن رمزي، فقد حاول دعم والده معنوياً بقيامه بكل التفاصيل الخاصة بالدفن، وحجز قاعة العزاء وتلقى الاتصالات حتى من هاتف والده الذي لم
يستطع الكلام، وكان يحاول تحاشي أي محادثات تثير دموعه أكثر خلال العزاء، فيما اهتم شريف بنشر توضيح للصحافة حول علاقته بالفقيدة، التي ظن كثيرون أنها والدته، بينما والدته هي الزوجة الأولى لمحمد حسن رمزي <نادية>، والتي انفصل عنها وتزوج بعدها نهاد رمزي التي أنجبت له «حسن» و<شهد»، وهما اللذان كانا مع والدهما في الساحل الشمالي وقتما توفت والدتهما، وجاؤوا الى القاهرة مجتمعين وهم في حالة صدمة فور إبلاغهم بالخبر الحزين.