تفاصيل الخبر

نــــدى ريـــاض سلامـــــة: وصــلـت بالـــــذوق اللبنانـــــي الـى العالـــم كلـــه وهـــذه موضــــة السنــــة للاعيــــــاد!

23/11/2018
نــــدى ريـــاض سلامـــــة: وصــلـت بالـــــذوق اللبنانـــــي  الـى العالـــم كلـــه وهـــذه موضــــة السنــــة للاعيــــــاد!

نــــدى ريـــاض سلامـــــة: وصــلـت بالـــــذوق اللبنانـــــي الـى العالـــم كلـــه وهـــذه موضــــة السنــــة للاعيــــــاد!

 

بقلم عبير انطون

بتصميمها الخاص المبدع باتت سفيرة المائدة اللبنانية بأدواتها وأوانيها. المجال الذي اختارته وانبثق من كتيب صغير في البدايات جعلته للعائلة والاصدقاء، نما وكبر حتى اصبح مجموعة تحمل الرقم تسعة مع كتابها الاخير حول أدوات المائدة وفنون تزيين الطاولات والمآدب في الاحتفالات المختلفة. أبعد من لمعان اسمها في الداخل والخارج، تريد ندى زوجة حاكم مصرف لبنان ان يكون لها مكان في عالم واسع له اربابه، ترفع فيها اسم لبنان مستمدة الكثير من حضارته وتاريخه ورموزه. العوائق والصعوبات عديدة، لكن ذلك لم يثنها عن المضي قدما، وبين <الليرة> والـ<مائدة> حاولت التوفيق ونجحت في ان تنقل حسها المرهف الى الاحتفالات الفاخرة وكأنها بلمساتها تجسد ذوق اللبنانيين كلهم الى الجمال والكمال في عوالم حالمة من <الف ليلة وليلة>... فالطاولة بالنسبة لها، هي لوحة ترسمها، نافذة تفتحها على الحلم والخيال لا تنتهي مع انتهاء الحدث.

 عن جديدها كان لقاء <الأفكار>، وسألناها بداية:

ــ كم استغرق التحضير للكتاب؟

- للوصول الى مرحلة توقيعه الاسبوع الفائت، استغرق الاعداد والتحضير اربع سنوات في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر تحديدا. انتم تعرفون ما يتطلبه انجازه في نواحيه المختلفة خاصة لجهة اعداد الطاولات وما عليها بادق التفاصيل وصولا الى مرحلة التصوير والطباعة، كما ان اختيار اثنتي وعشرين طاولة من اصل مئة جرى تصويرها ليس بالامر السهل وحاولت ان انوع فيها لترضي الأذواق المختلفة.

ــ هو كتابك التاسع في المجال. أين الاختلاف فيه عما سبقه؟

 - الاحتفالات على انواعها التي اعدها، صارت تنقل عني، وهذا يسعدني بأنني صرت نموذجا يحتذى به ما يدل ان ذوقي جميل وموثوق به. الفرق بين الكتاب الحالي وبين ما سبق انه يقع في 320 صفحة وكل الادوات والاواني المصوّرة داخله باتت موجودة عندي في متجري الخاص باسم <ليميتيد اديشينز> اي مجموعة محددة وقد افتتحته في وسط بيروت، ما يتيح لكل من يرغب باقتنائه ان يتوجه الى هذا المتجر مقابل اوتيل الـ<فور سيزونز>. المتجر افتتحناه سابقا ومن ثم توسعنا به ليكون المفهوم الاكبر لمتجر مماثل في الشرق الاوسط كما كتبت عنه صحيفة <نيو يورك تايمز> العالمية، وهو يدور حول أدوات وأكسسوارات الطاولات الطويلة المعدة لمختلف المناسبات، ومختلف أكسسوارات البيوت، ما يعنيني اننا حملنا الذوق اللبناني الرفيع الى مختلف انحاء العالم. فنحن موجودون مثلا في اهم متجر مماثل في لندن <توماس وود> كما تجدون مجموعاتي من الاواني والصحون في ستة مطاعم رائدة في لبنان. وما يميز الكتاب الجديد انه يضم مفاهيم الكتب السابقة كلها. كذلك فقد حملت مقدمته توقيع <مايكل ارام> وهو من كبار المصممين الاميركيين في المجال وقد حصل لست سنوات على جائزة <اينرو> العالمية. ولم اغفل الناحية الثقافية فيه فتجدونه يضم 640 جملة شهيرة من شعراء وكتاب مذ ايام الفلاسفة افلاطون وسقراط حتى يومنا حول الجمال والذوق او الابداع.

وتزيد سلامة قائلة:

- أنا سعيدة فعلا بأنني انجزت حتى الآن اثنتي واربعين مجموعة مختلفة تحمل توقيعي الخاص، وهي من تصميمي كاملة في مجال كل ما تحتاجه المائدة، وجميعها معروضة في المتجر أيضا.

ــ يؤخذ على مجموعاتك توجهها الى الطبقات المقتدرة فقط، وفي <فخامة> الكتاب ما يدل على ذلك...

- ابداً، والجمال لا يعني الفخامة والبذخ. يمكن لأي سيدة ان تستوحي من افكار المائدة والزينة وتطبقها من ضمن امكانياتها. هنا لعبة الذوق تأتي في المقام الاول ومن ضمن ما هو متاح وموجود.

ــ مم تستوحين تصاميمك وفي كتاب سابق كنت استوحيتها من الابنية اللبنانية مثلا؟

- استوحيت من الخط العربي الكثير وهناك مجموعة كتبنا عليها <نور> وأخرى كتب عليها <سوا>. عرفت هذه المجموعات نجاحا واسعا حتى ان النجمة العالمية سلمى حايك طلبتها الى بيتيها في المكسيك وفرنسا عبر متجر <توماس وود> وقد سلمتها لها شخصيا.

ــ كيف تفيدون السوق والحرفيين اللبنانيين من خلال عملكم؟

 - كنت سابقا اقوم بتنفيذ مجموعاتي كلها في السوق اللبنانية لاساعد في تنمية حركته. لكن لسوء الحظ قلدوني تزويرا، وراحوا ينقلون التصاميم على مواد رخيصة لا تضمن الجودة العالية للانتاج الذي احرص عليها فاضطررت الى الانتقال بالتصنيع الى الخارج.

ــ الأن الحقوق الفكرية غير محفوظة هنا؟

- انا سجلت تصاميمي في جنيف واملك حقوقها حصرا وسبق ان تقدمت بدعوى حيال من قلدها وربحها هو للأسف لانه غيّر في نقطة على حرف. صدقوني، حتى ولو جرى هذا النقل فإنني سعيدة بأن اصبح نموذجا يقلّد.

ــ الى اي مدى انعكس تراجع القدرة الشرائية لدى اللبنانيين على ما تقدمينه؟

 - في متجري تتراوح الاسعار ما بين عشرين دولاراً الى ما هو اكثر بكثير ما يعني انه يمكن لأي انسان ان يجد ما يناسبه. ما هو ملاحظ ان الطبقة التي يمكنها الشراء من عشرين الى مئة دولار تراجعت قدرتها فيما ذات القدرة العالية بقيت على حالها. بالإجمال يمكنني القول ان التراجع الكبير كان في انحسار اعداد السياح في البلد والذين يعول على وجودهم في قطاعات مختلفة منها قطاعنا بالطبع.

ــ وموضة العصر عبر البيع <اونلاين> أين انتم منها؟

 - لدينا موقع الكتروني طبعا و<انستغرام> ناشط لكننا نبيع قليلا عبره لأن نقله غير مؤمن بطريقة كافية.

ــ هل كتبك موسمية، ومتى ينضج الكتاب لطرحه؟

 - على مدى عشرين عاما تقريبا، منذ العام 1998 قدمت تسعة كتب حتى اليوم. هي ليست كتباً موسمية وآمل ان اتمكن من اعداد كتاب جديد في المجال.

ــ على ابواب الاعياد المجيدة ما هي موضة السنة في الطاولات والاحتفالات؟

 - الموضة لهذا العام ترتكز على ثلاثة الوان يأتي في رأس لائحتها اللون الاصفر الذي اشتغلنا به الكثير، فضلا عن الذهبي والاسود. الفضي تراجع قليلا لكنه موجود في خلطة الذهبي والفضي التي هي موضة ايضا.

 

الحرارة...!

ــ وصلت الى كبريات المتاجر العالمية. هل تراعين الذوق الغربي في مجموعاتك وهل هو مختلف بنسبة كبيرة عن الذوق العربي؟

- بتنا على موجة واحدة تقريبا الغرب ونحن مع فارق اننا متقدمون عليهم. نعم نحن سباقون لان الروح الاوروبية موجودة فينا الى جانب الروح الشرقية الراسخة في اعماقنا ما يميزنا جدا. المزج ما بين العالمين جلي حتى في التصاميم اكانت كلاسيكية او مودرن ومعاصرة. كتابي الأول الذي حظي باهتمام كبير في الاعلام الغربي كان اول ما لفت فيه هذه الروح العربية، اللمسة الشرقية التي تختزن الحرارة والدفء، ويندر وجودها عند الغربيين، وهذا ما ارتكزت عليه ايضا مديرة كتابي في لوس انجلوس. وفي شهر آذار/ مارس المقبل سأكون ضيفة <اوبرا> عبر برنامجها. ما يميز كتبنا هي الحرارة والانسانية التي نمتاز بها. نحن معروفون تاريخيا بحسن الضيافة واستقبال الضيف، ففي حين يستقبل الغربيون في المطاعم، نفتح نحن لضيوفنا بيوتنا وقلوبنا، وهذه الحفاوة تلتمسونها في كتابي وتشعرون بها.

ــ ما كان دور نور ابنتك في اعداد هذا الكتاب؟

 - نور افتتحت دار نشر خاصة بها باسم <كاف بوكز> <Kaph Books> وهي غير <واندرفول اديشينز> لأنها تعمل على فن التصوير. في ذلك هي تحاول ان تعرّف بالفنانين اللبنانيين في مجال التصوير، وقد انجزت عشرة كتب بظرف سنة واحدة، وقد اختار <موما ميوزيوم> نيويورك كتبها وبات الناس من خلال هذه الكتب يتعرفون الى المصورين اللبنانيين المغمورين كمثل زياد عنتر وشباب غيره. كما ان دار نشرها كانت الوحيدة في الشرق الاوسط التي تم قبولها في <باري فوتو> في <غران باليه> في فرنسا في الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر ممثلةً لبنان والشرق الاوسط، كما تجدون كتبها ايضا في متحف <اللوفر> في ابو ظبي. نور ذوقها مختلف، هي لا تحب العصافير والفراشات والورود التي انا احبها، وقد قررت ان تقوم بعملها في خط مختلف. لا زالت مديرة <وانديرفول اديشين> بالطبع، بشكل خاص حتى تكبح من جماح خيالي وجنوحي الى افكار مجنونة، وتجعلها عصرية اكثر.

ــ ما هي المناسبة الخاصة التي تحرصين وتشرفين عليها شخصيا؟

- كل امور العائلة من الاعياد الى الاعراس وحفلات الخطوبة او الميلاد فضلا عن مآدب الغداء او العشاء. وانا احب التغيير ويتعبني الروتين فابدّل في كل يوم وأغير اواني السفرة حتى لا تمل العين. في البيت عندي <7 سرفيس> اغيرها وأتفنّن بها. نقطة الارتكاز عندي تبقى التجدد في كل لحظة.

ــ وضغط حاكم مصرف لبنان كيف تخففينه له؟ بطاولة جميلة؟ بأكلة مميزة؟

- بوَردة احيانا... اخفف الضغط بالديكورات الجميلة بعيدا عن الاجواء الضاغطة. وفي بيتنا قاعدة نسير وفقها: عندما نجتمع نتكلم في امور الديكور والكتب بعيدا عن الليرة والدولار والفوائد والديون ومن يعارض الحاكم على الشاشات وفي الصحف.

ــ هل يطلب منك عصر النفقات ايضا في البيت؟

- لا. اصلاً في البيت نحن عاديون في مصروفنا.

ــ ماذا عن ذوقه، اي الألوان والنقوش يفضّل؟

 - يحب اللونين الابيض والأسود ويفضل ان تكون الأواني التي يأكل فيها من هذين اللونين لذلك تجدين ان الكثير من تصاميمي تشملهما، فمن اصل 42 تصميما هناك 12منها تضم اللونين الاسود والابيض، وأغيّر في الرسوم والنقوش والخطوط واضيف عليها نفحات من الوان اخرى.

ــ الى اي مدى تصاميمك موجودة في الدول العربية ونعرف انها سوق لمصممين عالميين كبار في المجال؟

- أنا موجودة في الدول العربية أكثر من لبنان. تصاميمي موجودة في الكويت وقطر والسعودية وعدد متابعي عبر المواقع الاجتماعية أكبر من عددهم هنا. كتبي موجودة في كل بيت وعلى كل طاولة في السعودية والكويت وابو ظبي، ولما ادخل مكانا ما يعرفونني بأنني <صاحبة الكتاب الاحمر> لأن لون كتابي الاول كان احمر. كذلك انا معروفة جدا في اميركا الجنوبية، والسبب كتاب <دريم هومز اوف ليبانون 1-2> الذي اعددناه ابنتي نور وانا. شكل هذان الكتابان تجربة ناجحة جداً وقد استطعنا من خلالهما أن نبرز للعالم جمال البيوت اللبنانية المنتشرة في مناطق لبنانية عدّة وفي بلاد الاغتراب وبراعة المهندسين اللبنانيين في إبراز الفن والإبداع، وقد ساهما أيضا بضمّ الرجال إلى قرّائي بعدما كانوا في معظمهم من السيدات.. ومن خلالهما انتشرتُ في بيوت في كولومبيا وفنزويلا والارجنتين والبرازيل وراح اهل هذه البيوت يصورون مجموعتي التي اقتنوها ويرسلون لي صورها ما جعلني افتخر حقا بانني انشر جزءا من تاريخ لبنان في العالم أكان عبر كتبي او تصاميمي التي باتت تصل الى مختلف هذه البلدان.

ــ تهتمين بتزيين المائدة وتصميم ادواتها، ماذا عن الطبخ وأين انت منه؟

- <عدم شرعي> اكره الطبخ. حاولت ولما جربت يئست. كنت اقرأ واطبق لكنني لم انجح، فتمردت على الطبخ الا انني احب الطعام واتذوق المأكولات الطيبة.

 ــ لمَ تغفلون الجانب الخيري في عملكم بينها مثلا بيع الشراشف المطرزة الفاخرة وغيرها في مزادات يعود ريعها لبعض الجمعيات؟

 - صحيح ولا زلنا نقوم بالامر. بعد الكتب التسعة التي اصدرناها افتتحنا <غاراج سيل> وضعنا فيه ما استخدمناه وعاد الريع لجمعيات خيرية مناهضة للعنف ضد الاطفال والنساء فضلا عن مراكز تعنى بالامراض المستعصية، وهذا الجانب وان كنت افضل الا أتناوله في العلن فانه لا يغيب عن بالنا مطلقا.