تفاصيل الخبر

نبال عرقجي كاتبة ومخرجة ومنتجة فيلم ”مطلوبين“: خلف الكوميديا الخفيفـــة رسالـــة مؤثـــرة جــدا... و”الله يستـــر“ مشروعـــي المقـبـــل!

25/01/2019
نبال عرقجي كاتبة ومخرجة ومنتجة فيلم ”مطلوبين“: خلف الكوميديا الخفيفـــة رسالـــة مؤثـــرة جــدا... و”الله يستـــر“ مشروعـــي المقـبـــل!

نبال عرقجي كاتبة ومخرجة ومنتجة فيلم ”مطلوبين“: خلف الكوميديا الخفيفـــة رسالـــة مؤثـــرة جــدا... و”الله يستـــر“ مشروعـــي المقـبـــل!

بقلم عبير انطون

بعد <يلا عقبالكن> و<عقبالكن شباب> وقبلهما فيلمها الروائي الأول <قصة ثواني>، تقدم نبال عرقجي كتابة واخراجا وانتاجا فيلم <مطلوبين> الذي تستضيفه الصالات اللبنانية اليوم، والذي شدّ الترويج له الانظار من حيث باقة الاسماء الموجودة فيه حيث جمعت عرقجي التناقضات من أطرافها، فمع دعد السبعينية تطل كضيفة شرف في الفيلم الدائمة الاثارة للجدل <ميريام كلينك> بدور صاحبة ملهى ليلي تساعد الابطال في ورطاتهم، ومع صاحبي المشوار التمثيلي الطويل عايدة صبرا وجورج دياب يطل للمرة الاولى جورج بو خليل مع مشاركات خاصة لكل من بديع ابو شقرا ووسام صليبا وطوني بارود وديانا فاخوري وبيار رباط وعمر خداج، وكأن كوكبة الاسماء على اختلافها تريد النهوض بفيلم له رسالة الجميع معنيون بها.

 فما هي قصة الفيلم وماذا عن نسب مشاهدته؟ بماذا ردت عرقجي عن اسئلة <الافكار> حول الفيلم تحديدا والسينما في في لبنان عموما؟ لماذا عادت من فرنسا هي التي درست التمثيل والاخراج في واحدة من أرقى جامعاتها؟ هل تندم على العودة؟ وعن اي امر قالت <الله يستر>؟

<الأفكار> عادت بالاجوبة الشافية بدءاً من القصة.

  يعرض الفيلم مغامرة اربعة مسنين متروكين في مواجهة الوحدة في مأوى للعجزة تحت امرة <قمر> (عايدة صبرا) الغريبة الأطوار إلى حدّ كبير، فهي وكما تصف شخصيتها <كتلة من العقد والجشع تحب المال ويخلو قلبها من الطيبة او الرحمة>.

 تعرف <جاكو> (سهام حداد) المسنة لكن المحبة للحياة والمتمسكة بالاصول والتقاليد، من خلال رسالة تصلها، بانه ستتم ازالة ضريح <فرج> زوجها المتوفي، وذلك لاقامة مجمع تجاري على الأرض التي يقع فيها الضريح، فتهرب من بيت الراحة حيث تقبع، يؤازرها كل من <دعد <(دعد رزق) و<وليد> (جورج بو خليل) و<أديب> (جورج دياب) لمنع الشركة من تنفيذ المشروع، على ان يعودوا بعد ساعتين، الا ان المغامرة تمتد ليومين مليئين بكل انواع التشويق وتتحول قصتهم الى قضية رأي عام ويضحوا مطلوبين للعدالة.

الفكرة التي جسدتها عرقجي بعناية جعلتنا نبارك لها الفيلم المضحك والمؤثر في آن واحد، وسألناها بداية:

ــ هل حان دور كبار السن بعد فيلميك السابقين <عقبالكن شباب> و<يلا عقبالكن>.... وكأنها تتمة للمراحل العمرية التي تناولتها فيهما؟

- مؤكد أنني لم اكن افكر على هذا المنوال وأنا اكتب فيلم <مطلوبين>. كان على بالي تناول موضوع مختلف كليا عن قضايا الثنائيات والعلاقات، فانتقلت الى ما هو بعيد عنها اي المتقدمين في السن، وقد ولدت الفكرة من خلال برنامج <عيش كتير> بعدما طلب مني منتجوه كتابة فيلم عن شخصيات تتناول كبار السن، وهذا ما تم فعلا.

ــ هل استمديت احداها من شخصية واقعية تعرفينها؟

- في الفيلم الشخصيات مبالغ بها، فنجدهم يسرقون سيارة اسعاف مثلا، الامر الذي يصعب حصوله في العادة، لقد صوّرتهم ينبضون بالحيوية والحياة، فلم أجعل التقدم في السن ّ مرادفا حتميا للعجز والمشي على العكازة وصعوبة التنقل او حتى استحالة الحب في هذا العمر....  اردت اظهارهم بطريقة ايجابية، مع ديكورات ومواقع مليئة بالالوان والحياة، وذلك مع التشديد على الحس الانساني وهو الاساسي، اي معاملتنا لكبارنا ومساندتنا لهم ومدهم بالحب والعاطفة، فنحن يوما ما سنكون مكانهم. وفي الفيلم أيضا دعوة الى التركيز على المبادئ والقيم وعلى السعي الجدي الى تحقيق ما نؤمن به.

ــ بعض الممثلين من ليسوا محترفين. هل صعّب ذلك الامور؟

- من الطبيعي ان نشعر بصعوبة، أولا لانهم متقدمون في السن وهم من جانبهم عانوا ايضا خلال التصوير اذ ليس سهلا على ابن او ابنة الثمانين عاما ان يلتزم بالتصوير لعشر ساعات مثلا. انا تحمّلت وهم تحملوا. وبالنسبة لأعمارهم فقد ابلوا حسنا، هذا طبعا بعد التمارين والتدريبات ما قبل التصوير والتي امتدت طوال شهر ونصف الشهر.

ــ هل تعاطيت معهم بشكل مختلف كمخرجة؟

- بالتأكيد.... ولكان الأمر اختلف من مختلف النواحي لو كانوا أصغر سنا. ليس سهلا ادارة أشخاص بينهم من لم يمارس مهنة التمثيل يوما، وهذا كان مرهقا وصعبا، لكن اختيارهم اعطى بعدا واقعيا أكثر للقصة وجعل كل واحد من الجمهور يشعر وكأنه يعرفهم، ما ولّد تعاطفا معهم وتأثرا بقصصهم.

ــ يعني ذلك انك تتمتعين بـ«طول البال>؟

- لقد ولدت لدي مع هذا الفيلم بالذات، فأنا لم امتلكها يوما.

ــ والأسماء المعروفة التي استعنت بها من عايدة صبرا الى بديع ابو شقرا ووسام صليبا وطوني بارود ووسام السمراني وعلي منيمنة وجوزيان بولس ولينا ابيض وديانا فاخوري الى بيار رباط وميريام كلينك كضيفة شرف... هل كانت لسبب محدد؟

- لقد أعطت اطلالتهم لونا خاصا للفيلم وشكلت بكل تأكيد عامل جذب للمشاهدين.

بيروت... أو باريس؟

ــ أسست في لبنان شركة <دريمبوكس> للانتاج. هل من الصعب تأسيس شركة مماثلة في الظروف التي نمر بها؟

- بالطبع الأمر ليس سهلا، واذا لم يكن مؤسسها شغوفا بالسينما فلا يمكنه الاستمرار بها، فهي لا تطعم خبزا ولا يمكن العيش منها وحدها. ليس الأمر بالهيّن أبدا.

ــ ألا تشعرين بأن الجمهور اللبناني بدأ يلاقي سينمائييه في الصالات ويشجعهم حتى ولو كان السوق صغيرا؟

- اولا السوق صغير جدا، ولو توجهتم الى صالات السينما في الاسبوعين الأخيرين لوجدتموها فارغة بسبب الطقس والعواصف. المشكلة عندنا أنه اذا هطلت نقطتا ماء فان الناس تلزم بيوتها.

 ــ لكن في الصالات اكثر من فيلم لبناني تزامن عرضها مع فترة الأعياد. اليس ذلك دليل عافية؟

- بالطبع هناك افلام لبنانية، وانا لا اقول بان افلاما يدلف اليها الجمهور واخرى لا، لم أقصد أن هناك تنافسا بين الافلام وان واحداً منها يستحوذ على نسب مرتفعة فيما الاخرى تئن، ما اقوله بان الجمهور بالاجمال لم يعد يتوجه الى السينما. لا اشعر بأنني في منافسة مع أحد وادعو بالتوفيق للجميع.

ــ هل ندمت يوما على عودتك من باريس حيث درست السينما ومجالاتها؟

- ما من شيء أجبرني على العودة. عائلتي لا زالت في باريس. لو اردت البقاء لكنت بقيت. بالعكس انا من اتخذ القرار ولو استقريت في العاصمة الفرنسية لما كنت صورت اربعة افلام حتى اليوم، الأمر الذي تمكنت من انجازه في لبنان.

 ــ أما كنت وجدت سبلا أسهل لتمويل افلامك مع جهات منتجة؟

- بالعكس. هنا يمكنك تصوير فيلم بنصف مليون دولار. اين يمكنك ذلك في باريس؟

ــ لكن مصادر التمويل متعددة فيها...

- صحيح لكن بالمقابل كيف نصل اليها؟ يجب ان يكون لك طريق للوصول الى تلك الجهات وهي ليست معبدة دائما.

ــ ولديهم شروطهم، أليس كذلك؟

 - طبعا! من المؤكد بأنني لو بقيت في فرنسا لما كنت انجزت اربعة افلام.

ــ يعني انك راضية هنا أكثر؟

- لست في افضل ايامي بالتأكيد الا ان ما قمت به حتى الآن جيد.

ــ هل سنجدك ممثلة في الدراما التلفزيونية اللبنانية؟

- اذا ما لمعت فكرة لامر مختلف عن السائد اقوم بها.

ــ واذا طلب اليك كتابة مسلسل ما؟

- عندئذٍ الامر مختلف. ما من مشكلة عندي في كتابة مسلسل ما لجهة تطلبه مني.

ــ هل تعتبرين اننا على السكة الصحيحة في الدراما اللبنانية تلفزيونيا؟

 - لم اشاهد في حياتي مسلسلا لبنانيا او مصريا او تركيا. لا اتابع مسلسلات لذلك فانني الشخص الخطأ للحديث عن الموضوع. يمكنني الحديث عن السينما. هو ليس موقفا اتخذه ضدها، الا انني لا اشاهد قنوات عربية، ربما لانني لم انشأ هنا ولم اعتد

عليها.

ــ ماذا عن مشاركة <مطلوبين> في <مهرجان القاهرة السينمائي>. ما سبب اختيارهم له، والى اي مدى الخطوة مهمة في تعريف الجمهور المصري بالفيلم؟

 - لقد طلبوا مني المشاركة وتم ذلك، لكن حول سبب اختياره فيجب توجيه السؤال الى القيمين على المهرجان وليس لي، لكن اعتقد ان الجانب الانساني الذي يتطرق اليه هو ما حفز على طلب عرضه في المهرجان.

ــ هل بدأت بالاعداد لفيلم جديد، وفي اي جو سيكون؟ درامي كفيلمك الاول <قصة ثواني> ام مرح وفكاهي كـ<مطلوبين>؟

- بدأت كتابة فيلم جديد عنوانه <الله يستر> ويدور حول الزواج المختلط في المجتمع اللبناني، وهو سلس في جو يتأرجح ما بين الفيلمين اللذين ذكرتهما.

ــ لما تقصدين صالة العرض لـ<مطلوبين> اية اعمار تجدين فيها؟

- مختلف الاعمار. هو فيلم للعائلة بدءا ممن هم في العاشرة من عمرهم.

ــ أي نهار في خلال التصوير كان مميزا لك ولفريق العمل في <مطلوبين>؟

- لا اذكر نهارا محددا، ولم تكن الامور سهلة او لذيذة.... وقد تعرضنا لتأجيل التصوير لعشرة ايام بسبب رداءة الطقس خاصة وان المواقع التي كنا فيها صعبة.

ــ هل من ممثل لبناني تجدين نفسك مستعدة لتفصّلي دورا وتنتجي فيلما له؟

- لا مشكلة عندي في الانتاج لمن اقتنع به، لكن لا يحضرني اي اسم اكتب له او افصل على شخصيته.

ــ نسألك نهاية، لماذا يرد اسم رجل الأعمال الراحل جورج عبجي في جنريك الختام كتحية له؟

 - لأن جورج كان صديقا مقربا، وكنت التقيه في احيان كثيرة وهو اخذ بيدي في بداياتي السينمائية وحتى من قبل ذلك. اقل الايمان من جانبي هو توجيه كلمة له ولذكراه، وهو سيكون حاضرا في جميع افلامي. كان شخصا جديرا بالكثير من الاحترام ويستحق ان لا ينسى ابدا.

 لغة بتنا نفتقدها!

ــ الى <أديب> الممثل جورج دياب انتقلنا وسألناه: ما الذي حمسك على المشاركة في <مطلوبين>؟

- انها القصة التي تطرح فكرة انسانية مختارة لتعالج موضوع كبار السن وهم اهلنا واخوتنا وجيراننا ونحن بعد <كم سنة>، وذلك في اطار اجتماعي هادف. اللافت ان مجتمعنا اللبناني بات يفتقد الى المفردات التي كنا نتعاطى بها مع كبارنا ونتعامل بها معهم، واعتقد ان مهمة أساسية من مهمات الفيلم هي التذكير بتلك اللغة وتعابيرها والعودة الى دفء العائلة والأصدقاء من خلالها، فلا نتخلى عنهم. فالانسان لما يصل الى عمر السبعين او الثمانين عاما، من واجبات الدولة ان تحفظ كرامته وتحيطه بالرعاية وأن تساعد عائلته أيضا. ففي استراليا مثلا تتعاون المؤسسات الرسمية لاخراج الكبير في السن من البيت فيبقى اعضاؤها الآخرون منتجين فاعلين، ولا يكون المتقدم في السن عالة لا على نفسه ولا غيره. وطبعا، يبقى حنان العائلة اساسيا، فالانسان بحاجة الى المجموعة والمشاركة والمساعدة والمساندة.

 ــ كيف كان التعاون مع نبال كمخرجة؟

- تميز اسلوب نبال بالجمال والتجدد في الطرح، فضلا عن ان ادارتها للممثلين كانت مميزة وهي تشكر على الرسالة التي اوصلتها.

ــ هل تواكب الاصداء بعد العرض؟

- الأصداء رصدتها من خلال اهلي وجيراني والاصدقاء وهم احبوا ما شاهدوا، حتى انني زرت صالة العرض لمرات مختلفة وكان الاقبال جيدا.

ــ هل ستترك رسالة الفيلم اثرا في نفوس المعنيين من مسؤولين برأيك ان هم شاهدوا الفيلم؟

- ما على الديك الا الصياح وليس هو من يطلع الصبح... لا يمكن الانكار ان هناك محاولات من الدولة تدفع بعض المؤسسات للعناية بالمسنين لكن يجب برأيي اقرار قوانين تتعلق بهم، مع الدعاء الدائم بأن لا نصبح <مجتمع ختيارية> مع هجرة الكثيرين من شبابنا الى الخارج.