تفاصيل الخبر

”نازلـيــــن عالساحــــــة“ يعيـــد الحركـــة الى وســـط بيـــــروت والمتـابعــــة الى ”تلفزيـــــون المستـقـبــــــل“!

08/06/2018
”نازلـيــــن عالساحــــــة“ يعيـــد الحركـــة الى وســـط بيـــــروت والمتـابعــــة الى ”تلفزيـــــون المستـقـبــــــل“!

”نازلـيــــن عالساحــــــة“ يعيـــد الحركـــة الى وســـط بيـــــروت والمتـابعــــة الى ”تلفزيـــــون المستـقـبــــــل“!

بقلم عبير انطون

7

بعكس سنوات خلت، لا تعرض الشاشات اللبنانية الكثير من البرامج الحوارية الترفيهية في رمضان الكريم مبدّية المسلسلات التلفزيونية عليها. الجدل حول اختيار الافضلية قائم، خاصة وان مسلسلات عديدة <تتكمّش> بنسب المتابعة العالية من دون ان تترك مجالاً للكثير من قيم الشهر الفضيل تأخذ حيِزا فيه. فهذا يقتل ويعنّف، وذلك يخون، وتلك تضيع بين حبّين، وتلك تنتقم بشراسة وغلّ. أما البرامج، فانها على الاقل تبقي على قيمة التواصل والمودة قائمة وتوزع من خير <الجوائز> والمعلنين، وليس في ذلك اي ضير.

 برنامج <نازلين عالساحة> يندرج في هذا الاطار، ومن خلاله غاية اساسية ارادها القيمون عليه، فما هي؟ وهل نجحت؟

 <الافكار> توجهت الى القيمين على نشاطات ساحة النجمة وعلى برنامج <نازلين عالساحة> من خلال مقدمه ميشال قزي.

روزنامة بدعم من دولته... .!

 

منسّق عام النشاطات في وسط بيروت بتنظيم من شركة <ايتس ايفانتس> عزت قريطم شرح ان الفكرة بإحياء رمضان فيه أتت استكمالاً لما بدأه دولة الرئيس سعد الحريري في رأس السنة حيث طلب العمل على احياء ساحة النجمة لاعادة النبض الى الوسط. الجميل ان كل المعنيين تجاوبوا من دون اية عقبات او تأخير، فوُضع لأجل ذلك برنامج سنوي حافل بالبرامج وجرى العمل به وصولاً الى شهر رمضان المبارك، ونصبت في ساحة النجمة خيمة عملاقة ربما هي الأكبر في لبنان، لكن بغطاء من الانارة وليس من القماش التقليدي المعروف.

 إحياء الساحة وجعل شوارعها ومطاعمها متاحة للجميع وبأسعار تشجيعية تحت شعار <من الفطور الى السحور> كان هدفا أساسيا يقول قريطم، وما يجري فيها لا يتوجه الى الطبقة الميسورة فقط انما لجميع طبقات المجتمع ومختلف افراد العائلة. كذلك اتقفنا مع تلفزيون <المستقبل> على تخصيص برنامج للتواصل الحي مع الحاضرين من وسط الساحة والجمهور المتابع من بيته، فكان برنامج <نازلين عالساحة> كل يوم عند العاشرة والنصف مساءً وحتى منتصف الليل مع ميشو، ومن ضمن العاب وموسيقى وجوائز يستضيف في خلاله اثنين من الوجوه الفنية المعروفة من نجوم لبنان، يتحلق حولهما الساهرون اما جلوسا على المقاعد المعدة لذلك او من خلال الالتفاف حول المسرح، وذلك وسط اجواء رمضانية فيها الحكواتي، وفيها الصندوق المخصص لجمع الثياب الجديدة للاطفال، وفيها الشخصيات الرمضانية الرمزية كـ<هلال> مثلاً.

ويضيف قريطم:

 - لقيت الفكرة ترحيبا وتشجيعا من اصحاب المطاعم والمحلات الموجودة في الوسط التجاري، ولم نستقدم اي طعام من خارجها حتى يستفيد اصحاب الاستثمارات ويعوضوا ما فاتهم من خسائر لحقت بهم سابقا. وما 6 يلفت الانتباه لنجاح الخطوة، ان البعض بدأ يتجاوب ويبحث عن استثمار له في الوسط، وهذا دليل عافية.

لم يفت قريطم توجيه الشكر لدولة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي كان داعما أساسيا الى جانب الرئيس الحريري وسط خشية من عدم التجاوب المنتظر، كذلك فإن شرطة المجلس والقوى الامنية الموكلين بالاذونات والتراخيص ابدوا تعاونا لافتا ايمانا منهم بأن الوسط حين ينبض فانه يحيي جسم الوطن كله ويعزز فرص السياحة ويحرك عجلة الاقتصاد، خاصة وان <شارع المعرض> وما يحيط به هو وجهة السياح وكذلك ساحة النجمة، والمفاجئة ان عدداً كبيراً من السياح يأتون من دول اجنبية.

ولدى سؤالنا حول الميزانية المرصودة لنشاطات مماثلة والتي تؤرق البعض ما يجعله ينتقد صرفها في مجال مماثل، يؤكد قريطم انها ميزانية متواضعة ومقبولة جدا لنشاط مماثل في ساحة النجمة، وهي مدروسة بشكل كبير وبدعم من الشيخ سعد، ومن تهمهم بيروت تعاونوا جميعا لمساعدتها وانهاض وسطها وتغطية النفقات، وقد ساعدت في ذلك ايضا غرفة التجارة والصناعة التي تهتم للعاصمة ونهضتها.

ماذا عن <المونديال> من الساحة؟ هل يدخل روزنامة الأنشطة ايضا؟

عن هذا السؤال يقول قريطم ان المطاعم والمقاهي الموجودة هي على اهبّة الاستعداد لكن مسألة الحقوق في بث المباريات لا تزال غير واضحة المعالم بعد، ما يوجب استيفاء النواحي القانونية. ومع وضوح المسائل القانونية فإن المطاعم المستوفية للشروط تستعد لنقل الحدث، استمرارا للجو العام في الوسط.

 ميشال قزي... انها ساحتي!

وردا عن سؤال <الافكار> حول توقعه المسبق لنجاح برنامج هو <ساحته> في التقديم يقول ميشال:

- الحمد لله! من جانبي، قمت بما عليّ وتعرفون ان برامج الالعاب والتواصل مع الجمهور والمشاهدين ملعبي. النجاح كبير، ولا انكر بأنني قلقت في البداية كون البرنامج من وسط بيروت التي كانت لفترة خلت شبه مهجورة لكن جهد شركة <ايتس ايفانتس> والتنظيم الجيد لبرنامج <نازلين عالساحة> وتجاوب الناس مع هذه الليالي الرمضانية فاقت التوقع.

لم يفاجئ قرار ادراة <المستقبل> ميشو بتسليمه دفة البرنامج <تقديماً>، فهو انطلق من رحم هذه المؤسسة التي، وبعد 22 وعشرين عاما من العمل فيها اصبح مستقلا عنها من <دون زعل> أو ملامة. اضحى مقدما حرا، عصفورا طيارا لشاشات لبنانية تحتاج الى خفة ظله وحركاته ونظافة تعابيره. اول الغيث في استراحة المحارب بعد الخروج من <المستقبل> جاءت من <ال بي سي اي> الاولى والرائدة بحسب وصف ميشو والتي وقع معها عقدا لم تنته مدته بعد:

- نحن في صدد الاعداد لموسم ثان من برنامج <امي اقوى من امك> بحيث يكون مبدئيا صوب ايلول/ سبتمبر او تشرين الأول/ أوكتوبر المقبلين.

<التانغو> بين القناتين المحليتين اتى لصالح ميشو الذي يشكر في هذا الصدد ادارة <ال بي سي آي> من القلب لموافقتها على تقديمه لبرنامج <نازلين عالساحة> عبر <شاشة المستقبل> وكانت لها <الصلاحية> في 2رفض ذلك.

ربما هي بادرة ذكية منها نبادر الى القول لميشو، فتقطف نسبة متابعة أعلى للموسم الثاني من <امي اقوى من امك> بعد نجاح اسمك ولمعانه من وسط بيروت. لست ادري في هذا الجانب يجيب ميشال، و«بالنهاية من حق كل شاشة أن تسعى الى الافضل لبرامجها، كما انني لا انسى انه من شاشة <ال بي سي آي> أتتني فرصة الـ12 ساعة متواصلة من التقديم على الهواء مباشرة ليلة رأس السنة ما اعتبره تحديا كبيرا وانجازاً مهماً في مسيرتي المهنية>.

الصعوبات في <نازلين عالساحة> يحصرها ميشو في خانة اللوجستية وغير المتوقعة، فالبرنامج الذي جرى التحضير له بسرعة قياسية - في الايام العشرة الاخيرة قبل انطلاق الشهر الكريم، وعقب زمن الانتخابات النيابية الذي طغى على كل ما عداه - استطاع ان يسد مختلف الثغرات فاصبحت الطريق للبرنامج سالكة بامتياز بفضل فريق عمل كان <قدّا وقدود> بحسب وصف ميشال. ففي الليلة الثالثة عشرة مثلا اضطرنا الطقس الماطر على <الضبضبة> نحو داخل احد مقاهي الساحة في الحلقة التي احياها الفنان هادي خليل والممثلة جويل الفرن فيما الجمهور في الساحة لم يأبه للطقس المتقلب وشارك <فرقة هياكل بعلبك> عروضها المباشرة وسط التصفيق والهيصة.

وعن استضافة الفنانين والنجوم الذي وصل عددهم حتى منتصف الشهر الكريم الى ما يفوق الثلاثين ضيفا والذين لمعت بينهم اسماء معروفة وسط غياب لعدد من نجوم الصف الاول يشرح ميشو:

- لا أسعى الى استضافة من تصنفونهم بفناني الصف الاول، فلهؤلاء شروطهم ومتطلباتهم مع ما يدخل في ذلك من لعبة اسماء وتراتبية، في حين أنني أهدف الى ان يستضيف برنامجي ضيوفا مرتاحين وقريبين من الجمهور يجمّلون الجو في مساحة كبيرة من العفوية الطريفة، وهنا لا بد لي من التأكيد بأن فنانين عديدين يمكن تصنيفهم في خانة الصف الاول لا بل الممتاز، شرفونا بحضورهم، ومن خلال الحركة والجو الذي اشاعوه نستبشر خيراً بصيف واعد للبنان بإذن الله.

عبدو... والخلطة الناجحة !

 

 ليس برنامج <نازلين عالساحة> الاول في لائحة البرامج التي حالفها النجاح مع المنتجة المنفذة في تلفزيون <المستقبل> بيرناديت عبدو، فبعد مروحة لبرامج منوعة من <دراغونز دان> و«أنا وياك> و«بدون زعل> فضلا عن عشرات السهرات والنشاطات باتت رؤية العمل وتنظيمه اكثر وضوحاً.

 حول سؤالنا عن أبرز الاسباب لنجاح <نازلين عالساحة> في وجه مسلسلات ضخمة تعرض في الوقت عينه على شاشات اخرى، والذي اعاد الالق لـ<شاشة المستقبل> بعد خفوت طويل في حين انها كانت الرائدة مع افتتاحها، فقد فنّدتها بيرناديت بالقول:

- النجاح يعود اولا لقرار الادارة الحكيم باختيار برنامج يعتبر ذروة في الزمان والمكان، ففي شهر رمضان الفضيل يعرض البرنامج عند العاشرة والنصف مساء، من ساحة النجمة في وسط بيروت التي باحيائها يعود القلب الى النبض، كذلك فإن وجود ميشال، بأسلوبه، بشخصيته المحبوبة، بطريقة حواره وبتفاعله مع الجمهور الحاضر في الساحة، فضلا عن خلطة البرنامج واختيار نجمين اثنين من الوجوه الفنية المعروفة من نجوم لبنان، بشكل متناسق في كل حلقة، يتحلق حولهما الساهرون ويتنافسان في المسابقات لصالح الجمهور، كل ذلك ولّد تفاعلا عالياً ما انعكس جوا فرحاً على الساحة.

3 bوأضافت:

- كذلك لا يمكنني اغفال أهمية <السوشيال ميديا> لاسيما عند الشباب، وقد اصبحت رفيقة النهار والليل والسهرات الرمضانية حتى... لذا رحنا اليهم في <نازلين عالساحة> وطلبنا منهم التفاعل والمتابعة والمشاركة بالبرنامج سواء من خلال ارسال صور <السيلفي> او من خلال الاجابة عن بعض الاسئلة على صفحة <الفايسبوك> الرسمية لـ<تلفزيون المستقبل> فوصل عدد المتابعين منذ الحلقات الاولى الى حوالى السبعمئة ألف متابع والنسبة تزداد يوميا.

واستطردت قائلة:

- والى الجانب الترفيهي، هناك جانب الجوائز والهدايا القيمة التي يقدمها البرنامج من خلال ألعاب عدة، منها لعبة المحافظات بحيث يختار كل من المتسابقين نجما يجيب عن اسئلة ميشال الـ15 بشكل سريع، فضلا عن المفاجآت الليلية عبر حضور الشخصيات السياسية او الفنية والرياضية الى الوسط، ومن دون ان ننسى طبعا الاستقطاب الكبير الذي تولده <فرقة الدراويش> في عروضها وكذلك فرق التراث والدبكة.

والى ميشو الذي تعطيه بيرناديت العلامة الاساسية في انجاح البرنامج وهو مجال يبدع فيه منذ 25 عاما، فإنها لا تغفل ايضا الحديث عن مراسلات <تلفزيون المستقبل> ناهد يوسف، لارا منيف وهبة زيدان اللواتي يتداورن ليلة بعد ليلة بين الجمهور ينقلن مشاهداتهن الطريفة والجميلة والغريبة احيانا، ويجلن بين المطاعم والمقاهي يقتنصن كل ما هو مميّز، مع تحفيزهن المشاهدين على زيارة المحلات المختلفة لاسيما الحرفيين لتشجيعهم، والقاء الضوء على كل النشاطات الرائعة التي تقوم بها <It’s Event> لإحياء الوسط.

يبقى جانب الميزانية المرصودة للبرنامج، نسأل عنه المنتجة فتجيب:

- نعمل بحسب قدرتنا، الا ان ذلك لا يمنع اي فرد من فريق <نازلين عالساحة> من العمل وكأن البرنامج خاص به، فالكل يعطيه من قلبه وتكفي الاشادات والتعليقات التي تصلنا حول الاخراج الجميل ولمن كان وراء انطلاقة فكرة البرنامج المخرج علي السموري وفريق المصورين والتقنيين وكل العاملين، لنعرف الصدى الطيب جدا الذي يبلغه البرنامج في لبنان وخارجه، مع شكر كبير لمديرة الانتاج رنا الاتات ومدير العمليات عارف الابريق الحريصين على دعم البرنامج وتذليل كل العقبات.

وختاما نسأل بيرناديت:

ــ هل تعتبرين <نازلين عالساحة> اعادة انطلاقة لشعبية <شاشة المستقبل> التي عرفتها سابقا؟

- اتمنى ذلك تجيب، فمن ينظر الى تاريخ هذه الشاشة وما قدمته في عزّ القها يعرف ان لا شيء يستحيل عليها.