تفاصيل الخبر

نائب رئيس تيار «المردة » النائب والوزير السابق فايز غصن: تـرشـيـــــح فـرنـجـيـــــة جــــــدّي وواقـعــي ويـنـتـظــــــر تـذلـيـــــل الـعـقـبـــــات والـعـراقـيـــــــل!  

04/12/2015
نائب رئيس تيار «المردة » النائب والوزير السابق فايز غصن: تـرشـيـــــح فـرنـجـيـــــة جــــــدّي وواقـعــي ويـنـتـظــــــر  تـذلـيـــــل الـعـقـبـــــات والـعـراقـيـــــــل!   

نائب رئيس تيار «المردة » النائب والوزير السابق فايز غصن: تـرشـيـــــح فـرنـجـيـــــة جــــــدّي وواقـعــي ويـنـتـظــــــر تـذلـيـــــل الـعـقـبـــــات والـعـراقـيـــــــل!  

بقلم حسين حمية

فايز-غصن1يتقدم اسم النائب سليمان فرنجية ليكون رئيساً للجمهورية بعدما قام رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بطرح هذا الاسم خلال لقاء باريس في الشهر الماضي، بانتظار حلحلة بعض العقد والعراقيل وإقناع المتحفظين في ضفتي 8 و14 آذار على هذا الطرح حتى يصار الى انتخاب فرنجية. فهل ما يحصل هو طرح جدي أم مجرد مناورة يقوم بها الرئيس الحريري لضرب الحلف القائم بين فرنجية والعماد ميشال عون، وتالياً بينه وبين 8 آذار، وحرق اسم فرنجية وعون معاً والذهاب بالتالي الى انتخاب رئيس من خارج نادي الأقوياء الموارنة، طالما ان اسم رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع استُهلك من خلال ترشيحه؟

<الأفكار> التقت نائب رئيس تيار <المردة> النائب والوزير السابق فايز غصن داخل <فيلاه> في كوسبا الكورانية وحاورته في هذا الملف بالإضافة الى شؤون وشجون الوضع العسكري، على اعتبار أنه كان وزيراً سابقاً للدفاع.

سألناه بداية:

ــ ما هي تفاصيل ترشيح النائب سليمان فرنجية وكيف بدأت الفكرة وأين وصلت الأمور الآن؟

- قبل الحديث عن الترشيح، لا بدّ من إيجاز ما حصل في البلد والذي حكم بالبحث عن مخارج للأزمات التي نعيشها من مشاكل اجتماعية وسياسية واقتصادية، ناهيك عن الزبالة التي تسبح في الشوارع، بالإضافة الى العجز الحكومي والتعطيل التشريعي. فالوضع متردٍ في البلد ووصل الى أقصى درجات السلبية.

المبادرة الرئاسية لوقف التخبّط

ــ يقال لو كان هناك رئيس لما كنا نعيش حدّة هذه الأزمات. فهل هذا صحيح؟

- لا... فالرئيس ليس مطلق الصلاحيات وفق النظام الذي نعيشه والتركيبة القائمة، فهناك مؤسسات ولكن غياب هذه المؤسسات التام، هو ما ساهم في تفاقم هذه الأزمات، اللهم إلا بقاء مؤسسة الجيش الفاعلة رغم ما تتعرض له من إهمال وعدم صرف أموال لصالحها، وتوقف المساعدات المرصودة لها، وكذلك مصرف لبنان الذي حافظ على سعر صرف الليرة رغم إمكانياته المتواضعة. فهاتان المؤسستان هما الضامنتان الباقيتان في البلد وتقومان بواجبهما، وإزاء هذا الواقع المتردي وصلت المسألة الى مكان لا يمكن معه التحمّل، وأصبح كل الأفرقاء محشورين سواء 8 أو 14 آذار أو حتى المستقلين، ولا أحد يستطيع الاستمرار بهذا الجو السلبي، وإلا سيسقط الهيكل على رؤوس الجميع.

وأضاف:

- وانطلاقاً من هنا تأتي المبادرات بعدما شعر كل واحد بالمسؤولية، والتاريخ الحديث يقول إن هناك أقطاباً للموارنة تواصلوا مع البطريرك بشارة الراعي ووصلوا الى توافق بأن الرئيس يجب ان يكون من ضمنهم وما يتفقون على اسمه يصبح رئيساً قوياً يمثل الموارنة كما حال رئيس المجلس الشيعي القوي ورئيس الحكومة السني القوي لإعادة ترتيب البلد والمؤسسات. من هنا حصل ترشيحان الأول للعماد ميشال عون والثاني للدكتور سمير جعجع. لكن منذ سنة ونصف السنة ونحن نعيش الفراغ الرئاسي المتمادي والتخبّط سيد الموقف دون انتخاب رئيس، وهذا يترك تداعيات على كل أوضاع البلد، ولذلك أصبحت هناك قناعة داخلية وإقليمية ودولية بضرورة انتخاب الرئيس، علماً بأن الرئيس اللبناني كان على الدوام ينتخب بمباركة خارجية...

ــ حتى الرئيس سليمان فرنجية؟

- الرئيس سليمان فرنجية حالة فريدة، لكنه لا يشكّل معياراً ثابتاً، فالانتخابات الرئاسية لم تخلُ يوماً من الأصابع الغربية والإقليمية، وبدءاً من هنا شعرت السعودية والأميركيون والأوروبيون وباقي اللاعبين الكبار أنه لا بدّ من انتخاب الرئيس وتحريك هذا الملف بالاستناد الى تجربة الترشيح التي حصلت والتي لم تنجح في التوافق على رئيس، ما دفع الرئيس سعد الحريري للمبادرة بدعم خارجي وطرحت الفكرة على الوزير فرنجية الذي يعتبر أحد الأقطاب الأربعة رغم أنه كان يقول على الدوام إن مرشحه هو العماد ميشال عون، إلا إذا استنكف الأخير أو لم تعد هناك إمكانية لوصوله، فهو إذاً مرشح طبيعي، وطرح سعد الحريري اسم الوزير فرنجية رغم أن لا شيء رسمياً حتى الآن.

ــ ألا يفترض أن يعلن عن تبنيه ترشيحه رسمياً؟

- صحيح، ولذلك لا بدّ أن ننتظر هذا الإعلان الرسمي أو شبه الرسمي لكي يتم تحديد من سيسير بهذا الخيار، ومن يرفضه، لكن من خلال هذه الفكرة التي طرحت اسم الوزير فرنجية حصلت مواقف متباينة في البلد، وكل واحد أدلى بدلوه وبمواقفه وشروطه، وكل طرف يدرس وضعه لاتخاذ الموقف اللازم. ونحن هنا نعتبر أن ترشيح الوزير فرنجية أمر طبيعي طالما أنه يملك المواصفات التي تنطبق على رئيس لهذه المرحلة بالذات التي تتقاطع الآراء الدولية فيها بين الغرب والشرق وإيران والسعودية، وكل الحالات الإقليمية الأخرى، واتجهت صوب هذا الخيار.

 

موافقة الحريري هي موافقة السعودية

ــ هل نفهم أن موافقة الحريري معناها موافقة السعودية على هذا الطرح؟

- أكيد الى حد ما، فالرئيس سعد الحريري لم يكن ليتخذ هذا الموقف لولا الضوء الأخضر الذي حصل عليه من السعودية للبحث مع الوزير فرنجية في الاستحقاق الرئاسي ولو شفوياً وبدون شيء رسمي.

ــ البعض يقول إن الرئيس الحريري سبق وتواصل مع العماد عون ووعده بالرئاسة شرط أن ينفتح على الآخرين ليتبين فيما بعد التراجع عن ذلك بسبب <فيتو> سعودي كما قيل. ألا يمكن أن تتكرر التجربة؟

- لكل حالة ظروفها، واليوم الظروف بالنسبة للوزير فرنجية تختلف عن الظروف التي كانت سائدة يوم كان الحوار بين الحريري وعون... فلكل زمان معطياته وظروفه وأجندته الخاصة، ويمكن أن يكون الظرف الحالي ملائماً للتفاهم على الوزير فرنجية.

ــ هل لأنه أحد الأربعة الموارنة الكبار وكونه يؤيد اتفاق الطائف عكس العماد عون، ويستطيع الانفتاح على الجميع، حتى ان النائب وليد جنبلاط كان أول من طرح اسمه؟

- المواصفات المطلوبة للرئيس في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان والمنطقة قد تكون المواصفات التي يتحلى بها الوزير فرنجية. ومن هنا جاءت فكرة ترشيحه، لا بل جاءت الرياح صوبه لتعطيه الأرجحية ليكون المرشح الأوفر حظاً، خاصة إذا جاء الطرح من الفريق الآخر المعارض لخط الوزير فرنجية، ما يعني انه اختير ليكون مرشح تسوية وتوافقياً. ومن هنا أدعو الجميع سواء 8 أو 14 آذار رغم أنني لست مؤمناً اليوم بهذا الانقسام العمودي، ألا يفوّتوا هذه الفرصة وأن يعتبروها فرصة لكل اللبنانيين، وأن هذا الرجل ونتيجة تجربته السياسية الماضية والمسؤوليات التي تحملها كان إيجابياً وتعاطى مع الفريقين بدون عقد، وأكبر برهان أنه في كل مراحل الحكم كان على مسافة واحدة من الجميع دون تمييز بينهم.

وتابع يقول:

- لذلك هذه الفرصة الثمينة جداً يجب عدم تفويتها والتعامل معها بدون حساسية وكراهية وأحقاد وبدون حسابات شخصية ومصالح فئوية لما فيه خير لبنان. فالجميع مدعوون للمبادرة لأن البلد لم يعد يتحمّل أكثر، حتى ان الزبالة منذ أشهر عجزنا عن إيجاد حل لها، رغم انها أبسط ما يكون من الشؤون الحياتية للمواطن... فشعبنا إذا تعايش مع الجوع والفقر والمصائب والحروب فهذا أمر نفهمه، لكن أن يتعايش مع الزبالة فهذا لا يمكن القبول به، وهذا أمر لم يحصل في تاريخ لبنان، وبالتالي لا بدّ من التنازل عن أنانيتنا وصغائرنا والذهاب باتجاه استغلال هذه الفرصة وتوظيفها من أجل إعادة المؤسسات وبناء الدولة قبل فوات الأوان.

 

عراقيل داخل 8 و14 آذار

 

ــ يواجه الوزير فرنجية معارضة داخل فريق 8 آذار كما يواجه رفضاً من بعض تيار <المستقبل> ومن فريق 14 آذار الذي يقول انه لا يمكن انتخاب صديق الرئيس السوري بشار الأسد رئيساً. فهل يمكن حل المشكلتين؟

- الجميع كانوا أصدقاء سوريا وأصدقاء الأسد، فلا يجوز لأحد أن يختبئ وراء إصبعه، وكل من يغمز اليوم من هذه القناعة كان مرابطاً أمام مكاتب ضباط المخابرات السورية في لبنان، فيما كانت العلاقة بين آل فرنجية وآل الأسد تاريخية ومتميزة على أعلى المستويات، ولم تكن مع ضابط المخابرات، بل مع رئيس جمهورية ومع بيت رئيس الجمهورية، وهذا جيد طالما أن العلاقة توظف لمصلحة لبنان ولا ضرر في ذلك.

واستطرد قائلاً:

- فلا أحد يتوقف عند هذا الأمر، فكل الناس لديهم ارتباطاتهم وصداقاتهم شرط أن يستعمل أي مسؤول هذه العلاقة لمصلحة البلد ويحولها الى إيجابيات وليس الى مكاسب شخصية. والمعروف عن الوزير فرنجية وآل فرنجية أنهم لم يستعملوا الخارج يوماً ضد مصلحة لبنان، أو انهم استغلوه للإساءة الى خصومهم يوماً أو استعانوا به ضدهم، والمعروف عن آل فرنجية أيضاً أنهم رفعوا منذ عهد الرئيس الراحل شعار <وطني دائماً على حق>. وهنا أقول إن الشعب عندما طُرح اسم الوزير فرنجية للرئاسة، أبدى ارتياحه ورحب بهذا الترشيح، وهذا ما خبرته من خلال تواصلي مع كل الناس. فكل الأفرقاء من كل الطوائف والمناطق رحّبوا بهذا الترشيح، ولذلك نأمل أن يعتبر هذا الارتياح الشعبي بمنزلة استفتاء على حسن الاختيار على أن يوظف هذا الخيار لبناء الدولة وإعادة بناء المؤسسات.

ــ هل من مشكلة داخل فريقكم الواحد لاسيما بينكم وبين العماد عون، أم يمكن حل الأمور بالتراضي؟

- الوزير فرنجية ألغى نفسه وألغى تياره واندمج في تكتل العماد عون وتأييده له. وهنا أذكر بأنه عندما كان البعض يتحدث عن أربعة مرشحين كبار كان الوزير فرنجية يقول إن هناك ثلاثة مرشحين لأنه كان يقول عون أولاً، وإذا لم يحالفه الحظ يمكن أن يصبح فرنجية مرشحاً، وبالتالي لا يمكن لأحد أن يلعب على هذا الوتر، حيث لا توجد تفرقة بينه وبين العماد عون، وهو لا يزال حتى اليوم يقول إن مرشحه هو العماد عون وهذا ما أكده في اجتماع طاولة الحوار الأخيرة، لكن إذا لم تسمح الظروف للعماد عون بالوصول، فلا يجوز الوقوف في وجه أي فرصة تسمح بوصول الوزير فرنجية للرئاسة.

ــ كيف تختصر المشهد الرئاسي بالنسبة للنائب فرنجية في هذه اللحظة؟

- هذا الموضوع جدي وواقعي، لكن دونه عقبات، وما يحصل اليوم هو العمل لإزالة هذه العقبات. وأنا أقول إن هناك فرصة يجب عدم تفويتها وأن يتحمل المسؤولية كل من يتشدق صباحاً ومساءً بأنه لا يوجد رئيس ويتكلم عن مأساة البلد وأوجاعه... فالرئيس اليوم موضوع مطروح ولا بدّ من التقاط الفرصة.

الجيش والإرهاب

 

ــ كانت هناك جلسة يوم 2 الجاري ولم يتم انتخاب رئيس، فهل نشهد في الجلسة المقبلة أي إيجابيات؟

- أعتقد ذلك، بعدما تتوضح الصورة وتتبلور كل الأمور على أمل أن يولد الرئيس قبل الميلاد وعلى أمل أن يعيّد اللبنانيون مع رئيس جديد.

ــ بالأمس جرت عملية التبادل بين الدولة والإرهابيين بغية استرداد العسكريين المخطوفين، وسبق وواكبت الوضع المتفجر في عرسال يوم كنت وزيراً للدفاع، فأين كان الخطأ حتى وصلنا الى هذا الوضع؟

- جرى تحضير جدي لعملية التبادل وعاد المخطوفون الى أهلهم، علماً ان هؤلاء العسكريين هم ضحايا الواقع السياسي والميداني ولم يكن من الجائز أن يدفعوا الثمن وحدهم، لكن تمّ الإفراج عن الجنود المخطوفين وكانت خاتمة سعيدة لهذه القضية. وأنا سبق أن تحدثت في موضوع  عرسال بالأدلة والوقائع، ولكن للأسف هاجمني كثيرون وطلبوا طرح الثقة بي كوزير في مجلس النواب، ولكن لو تعامل هؤلاء مع هذا الملف بجدية ومن خلال كلامي كوزير للدفاع، لما كنا وصلنا الى هذه المرحلة فيما بعد... سامح الله من أخطأ، لكننا دفعنا ثمناً غالياً بسبب ذلك وسقط شهداء للجيش في عرسال، علماً بأن عرسال بلدة لبنانية عزيزة وأهلها من صلب الواقع اللبناني وشعبها طيب وغالبيته واقعة في الأسر وليس راضياً عما يجري على أمل أن تعود الى حضن الوطن والشرعية والجيش، وهذا ممكن، وأكبر برهان على ذلك طرابلس التي عادت الى حضن الوطن بعدما عاشت مرحلة من الفلتان الأمني، لكن عندما اتخذ القرار على مستوى الدولة، تجاوب الزعماء الطرابلسيون والأهالي ونجحت الخطة الأمنية والامور عادت الى طبيعتها في العاصمة الثانية.

ــ وماذا عن دعم الجيش اللبناني وكلام قائد الجيش العماد جان قهوجي بأن الجيش لم يتسلم من هبة الثلاثة مليارات دولار سوى 40 صاروخاً؟

- هناك مشكلة في التعاطي مع الجيش اللبناني ودعمه لكي يقف على رجليه، وهذه  مشكلة مزمنة، وعندما أرى أن هناك مساعدات وصلت للجيش وتسلمها أتيقن أن المساعدات وصلت وليست حبراً على ورق. وما قاله العماد قهوجي إنما جاء في سياق الحديث وعبّر عن مكنوناته كصرخة من الداخل طلباً للمساعدة، لاسيما وأن الجيش يتحمّل ويعاني ويحمي البلد بكل مآسيه وأوجاعه وحدوده ومشاكله، وإذا حصل حريق، فلا نجد إلا الجيش، وإذا حصل حادث أمني بسيط لا نجد إلا الجيش إلخ...

وختم قائلاً:

- لذلك من حق الجيش الحصول على الحد الأدنى الذي يستطيع به أن يحصن نفسه ويجعل من أفراده يعيشون حياة كريمة لاسيما وأن الجندي يقف في الليل والنهار وفي الصيف والشتاء، وهو يعرّض نفسه لكل الأخطار، وأكبر دليل على ذلك ما حصل مع العسكريين المخطوفين، كذلك من حق الجيش أن يحصل على الدعم اللازم، وأن يكون التعامل معه مميزاً عن باقي المؤسسات في الدولة ويحصل على حقوقه وهو يدفع يومياً شهادة الدم.