تفاصيل الخبر

نائب كسروان وجبيل العميد المتقاعد شامل روكز ونقاط فوق حروف الثورة:ثورة الجوع آتية لا محالة والاجراءات الحكومية لن توقف الكارثة لانعدام الثقة بالمنظومة  الحاكمة وبأحزاب المحاصصة والزبائنية

18/06/2020
نائب كسروان وجبيل العميد المتقاعد شامل روكز ونقاط فوق حروف الثورة:ثورة الجوع آتية لا محالة والاجراءات الحكومية لن توقف الكارثة لانعدام الثقة بالمنظومة  الحاكمة وبأحزاب المحاصصة والزبائنية

نائب كسروان وجبيل العميد المتقاعد شامل روكز ونقاط فوق حروف الثورة:ثورة الجوع آتية لا محالة والاجراءات الحكومية لن توقف الكارثة لانعدام الثقة بالمنظومة  الحاكمة وبأحزاب المحاصصة والزبائنية

بقلم حسين حمية

[caption id="attachment_78794" align="alignleft" width="213"] شامل روكز: نطالب بتشكيل حكومة مستقلين من أهل الخبرة والاختصاص وبصلاحيات إستثنائية لإنقاذ البلد[/caption]

 عاشت بيروت وطرابلس يوم السبت الماضي يوماً عصيباً بعدما تحولت شوارعهما الى عمليات شغب وتخريب للأملاك العامة والخاصة والى مواجهات مع القوى الأمنية سقط خلالها عشرات الجرحى، وكاد الأمر يتطور الى ما لا تحمد عقباه لولا تدخل الجيش بقوة وتدارك الوضع سياسياً، خاصة وأن معلومات توافرت عن مخطط جهنمي لجر البلد الى الفتنة والاقتتال وحرف الثورة الشعبية عن أهدافها المطلبية لتطرح عناوين وشعارات هي موضع خلاف بين اللبنانيين ومحل ربط نزاع حالياً لاسيما سلاح المقاومة، خاصة وأن ما حصل في تظاهرة يوم السبت ما قبل الماضي عندما دارت مواجهات طائفية ومذهبية أعاد الى الاذهان خطوط تماس الحرب التي كادت أن تشتعل من جديد لولا حكمة بعض القيادات. فهل الثورة خرقت من أحزاب ودول وأجهزة مخابرات داخلية وخارجية، ويسعى البعض لنزع صفة السلمية عنها   تمهيداً للفتنة ولجر البلد الى الاقتتال الداخلي وتالياً هي ستستمر بعدما تصحيح مسارها وتعود الى صفائها وتطرح مظلومية الشعب الفقير الجائع بعيداً عن التسييس الحزبي؟

 "الأفكار" إلتقت نائب كسروان وجبيل العميد المتقاعد شامل روكز داخل مكتبه في ساحل علما وحاورته على هذا الخط لاسيما وأنه من أشد المؤيدين للثورة، وتطرقت معه الى شجون الوضع الداخلي والمحاولات الرسمية الجارية لإنقاذ البلد افتصادياً ومالياً وأمنياً وتحصين الساحة الداخلية في وجه كل الأخطار. وسألته بداية:

  • هل صحيح كما قال البعض تريد تأسيس حزب او تيار سياسي بعدما انسحبت من تكتل "لبنان القوي" ؟

_ لا أبداً، لست في وارد تأسيس حزب أو تيار سياسي، بل التوجه هو لإنشاء تيار شعبي  عريض على مساحة كل الوطن ولا يقتصر على كسروان وجبيل .

  • أليس من الوارد أن يتأطر ويصبح تنظيماً مستقبلاً ؟

_ الآن هذا هو التوجه، لكن مستقبلاً يخلق الله ما لا تعلمون، خاصة وأنه ليس لدينا  قانون أحزاب على المستوى المطلوب بل مجرد قانون جمعيات، وبالتالي كل الاحزاب طائفية ومذهبية، ولذلك فالفكرة لدينا هي إنشاء تيار شعبي غير منظم على صعيد كل لبنان ويكون عابراً للطوائف والمذاهب والمناطق.

 

تظاهرة يوم السبت الماضي وأعمال الشغب ومطالب الثورة

  • يوم السبت الماضي تحولت التظاهرة التي دعت اليها الثورة الى أعمال شغب وإحراق للأملاك العامة والخاصة ومواجهات مع القوى الامنية لاسيما في وسط بيروت وفي طرابلس، ما دفع رئيس الحكومة حسان دياب لوصف بعض المشاغبين بـ  "الزعران"  وعقد المجلس الاعلى للدفاع اجتماعاً طارئاً لمواكبة ما حدث لا بل وصف البعض ما حصل أيضاً يوم السبت ما قبل الماضي بيوم "السبت الأسود" من وحي الحرب الأهلية. فكيف تقرأ ما حدث وهل من مخطط داخلي او خارجي كما قيل لجر البلد الى الفتنة بحجة المطالب الشعبية المحقة؟

_ هذا صحيح، فالسبت الأسود كان موجوداً بالمظاهر ومن خلال المواجهة الطائفية والمذهبية،  لكن الحمد لله لم تسقط نقطة دم واحدة. وهنا لا بد من الاعتراف أن البعض ينزل الى الشارع بطريقة سلبية تسيء الى الثورة ويعمد الى التكسير والحرق والاصطدام مع القوى الامنية، فليس هذا الاسلوب المطلوب، لكن مع ذلك أقول للرئيس حسان دياب إن هؤلاء الناس الذين نزلوا الى الشارع او الذين لم ينزلوا يعانون الأمرين ولديهم مشاكل معيشية ومالية واقتصادية   ومشاكل في مدارس أولادهم، ناهيك عن همومهم الطبية والصحية والغذائية والاسكانية، وأموالهم، وجنى أعمارهم من الودائع مصادرة في المصارف، وبالتالي هؤلاء ليسوا "زعران"، بل هم جماعة معاناة وغضب، وسبق أن تحملوا الكثير وصبروا على الدولة والحكومة دون أن تتحقق مطالبهم او يصطلح الوضع.

*هل من مخطط ركب موجة الثورة ويسعى لجر البلد الى الفتنة الطائفية والمذهبية ؟

_ كل الطوائف والمذاهب تشترك بالمعاناة ذاتها، والمفروض التفكير بوضع الناس والعمل على حل مشاكلهم والحد من معاناتهم ورفع الظلم اللاحق بهم، وليس بإلباس الثورة لباس المؤامرة أو المخطط الخارجي لتخريب البلد أو بالحرتقات والنكايات والمهاترات السياسية بل يجب الذهاب الى الموضوع مباشرة والقول إن هناك مظلومية وقعت على الناس الذين أعادوا أولادهم الذين كانوا يتعلمون في الخارج، والبعض خسر أمواله وودائعه، وأصبح كثيرون عاطلين عن العمل ويعيشون الضائقة الاقتصادية ولا يجدون قوت يومهم.

  • سبق أن قلت إن ثورة الجوع آتية. فهل لا تزال تتمسك بهذا القول؟

_ أكيد، لا بل أقول إنها ستأتي أسرع من المتوقع لأن كل المواد الاساسية نفذت من لبنان ولا يمكن تالياً الاستيراد في ظل ارتفاع أسعار الدولار سواء المواد الغذائية او اللحوم او الفيول والمشتقات النفطية او الحبوب او قطع غيار السيارات او القطع الالكترونية او الزيوت وغيرها، وبالتالي هناك مشاكل لا تعد ولا تحصى ستتزايد مستقبلاً ولن يستطيع الرئيس دياب الوقوف في وجه هذا الشعب "الأزعر" كله آنذاك وستندلع ثورة الجوع لا محالة في وجه الطبقة السياسية وكل النظام القائم.

  • تذكرنا هنا بثورة الفلاحين التي قادها ابن ريفون طانيوس شاهين وأنت نائب المنطقة. فهل ستندلع ثورة الجياع من كسروان؟

_  الأكيد أن ثورة الجوع آتية، ويا ليت بقينا على ثورة الفلاحين لكنا نزرع اليوم، وما أحوجنا الى الزراعة لكي لا نجوع. ولا يوجد إكتفاء ذاتي في لبنان وكل شيء يستورد حتى المواد الأساسية.

  • بماذا تنصح الثوار؟

_ أقول لهم إن ما يتحدثون به هو حقهم وما يصيبهم يصيب كل الناس لأن اللبنانيين أصبحوا طبقة واحدة فقيرة ولم تعد هناك طبقة وسطى والكل في المركب ذاته وسيغرق بالجميع اذا استمرت السياسة الحكومية بهذا الشكل. ومن المفترض أن نفكر ببلد مختلف عن بلدنا الحالي وعن نظام جديد مختلف عن نظام المحاصصة والزبائنية كما رأينا بالأمس في حفلة التعيينات الأخيرة وتقاسم الحصص بين أطراف الحكومة. وأدعو الثوار الى مزيد من الانضباط، لأن الهدف هو بناء البلد وليس تدميره، وبالتالي إعادة بنائه من جديد على اعتبار أن هذا غير منطقي. بل يمكن تدمير نظام وإعادة بناء نظام جديد، إنما تدمير البلد تحت اي حجة خط أحمر لا يمكن القبول به .

  • ألا تنصحهم بأن لا يتم خرقهم من أحزاب أو قوى خارجية؟

_ عادة الأجهزة هي التي تخرق الثوار، وهذا وارد اليوم، ومن المحتمل أن يقوم أحد الأجهزة بدس أشخاص بينهم لدفعهم الى التخريب بغية الاساءة الى الثورة والتشكيك في مظلوميتها وحقوقها ومطالبها. فكل شيء وارد بما في ذلك دخول قوى خارجية على الخط، لكن عند غضب الشعب لا يمكن لأحد أن يخرق الثورة .

 الثقة المفقودة بالحكومة وضرورة تغييرها  

  • على سيرة التعيينات التي ذكرتها، فقد استفادت منطقتكم وتم تعيين سيدة محافظاً لكسروان ـ جبيل هي بولين ديب رغم تقديم طعن بهذا التعيين. فماذا تقول هنا؟

_ أساساً لا يمكن تعيين محافظ بدون صدور المراسيم التطبيقية للمحافظة والتي لم تصدر بعد، لكن هذا التعيين جاء في غفلة من الزمن رغم أننا نطالب منذ سنتين بإصدار المراسيم وتعيين محافظ ولم يحصل ذلك، لكن في لحظة عين المحافظ رغم أنني لا أعرف السيدة ديب كشخص.

  • هل كان التعيين نوعاً من عملية تقاسم بين بعض مكونات الحكومة لتمرير تعيين محافظ بيروت؟

_ ممكن، فالمفروض اليوم إصدار المراسيم التطبيقية حتى توضع الأمور على السكة الصحيحة.

  • هل ترى أن إجراءات ومقررات الحكومة تصب في إطار المعالجة الحقيقية للأوضاع المتأزمة على كل الصعد أم لا تفي بالغرض؟

_ لم أرَ أن هذه الاجراءات أعطت أي نتيجة ولن أراها أبداً لأن الثقة معدومة بالمسؤولين. فالثقة مسألة أساسية، والشعب لا يثق بالمنظومة الحاكمة، حتى إن الدولار ارتفع رغم كل إجراءات السلطة رغم أن قضية الدولار هي قضية سوق عرض وطلب وليست تعليمات وما شابه، ويرتفع الدولار لأن الطلب عليه كبير على اعتبار أن لا ثقة  بالحكومة ولا بالتركيبة السياسية القائمة.

  • هل أنت مع تغيير الحكومة الحالية أم أن الوقت غير ملائم اليوم ؟

_ أنا مع تغييرها وتشكيل حكومة مستقلين من أصحاب الكفاءات والخبرة ويملكون الشجاعة الكافية لاتخاذ القرارات الانقاذية على ان تكون لهذه الحكومة صلاحيات استثنائية خاصة في المجالات الاقتصادية والمالية.

  • ألا تتطلب هذه الحكومة ثقة الأحزاب وهي القابضة على المجلس النيابي؟

_ الأحزاب أوصلت البلد الى المأزق ولا بد من اعتماد خيار آخر مدعوم من الناس .

  • البعض يطرح تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة سعد الحريري لتحصين الداخل ولإراحة الخارج وقد يتم الحديث عن ذلك في اللقاء الوطني الجامع في 25 الجاري. فماذا تقول؟

_  من أوصل البلد الى الكارثة لن يستطيع انقاذه من جديد، وحكومات الوحدة الوطنية مسؤولة منذ 30  سنة عما اصاب البلد من ويلات وكوارث على كل الصعد، وهي فشلت تماماً، ونحن تعرفنا على هذا النموذج الذي لم يعد صالحاً اليوم ولا بد من نموذج جديد كي ينهض البلد من جديد.

 

تنظيم وتأطير الثورة والانتخابات المبكرة

  • رابطة العسكريين المتقاعدين وأنت جزء منها لم تشارك في تظاهرة السبت الماضي. فما سر ذلك؟

_لم تكن تعرف من دعا الى التظاهرة، اضافة الى العناوين التي طرحت لا تشكل أولوية لدينا، فأولويات الناس هي دولة القانون والمؤسسات ومعالجة حالات الفقر والعوز وحل مشكلة الودائع وتحقيق المطالب المعيشية والحياتية وليست القضايا التي طرحت رغم اهميتها على اعتبار ان هذه القضايا تعالج لاحقاً بعد انقاذ البلد ويتم التفاهم حولها عبرالحوار الوطني.

  • تقصد سلاح المقاومة الذي يعالج عبر الاستراتيجية الدفاعية؟

_ صحيح وغير ذلك من القضايا التي تعالج عبر الحوار الوطني، وعند البحث بالاستراتيجية الدفاعية التي يتم  التوافق عليها على رواق  لكي تحفظ البلد بعدما تحدد الأخطار وعلى أساسها  تطرح الحلول، وهذا حق لكل اللبنانيين. والموضوع ليس محصوراً بحزب الله. فالأولوية اليوم هي معاناة الناس ومطالبهم وإنقاذ الوضع المالي والاقتصادي .

  • هل صحيح أن العسكريين المتقاعدين منقسمون بينك وبين التيار الوطني الحر؟

_العسكريون المتقاعدون هم اليوم مدنيون مثل كل الناس وكل واحد منهم لديه مزاجه وأفكاره وخلفياته ومنطلقاته ومغرياته ايضاً. وبالنسبة لي لا مغريات عندي واقف مع الشعب الفقير المظلوم.

  • هل تؤيد تنظيم الثورة وتأطيرها وإنشاء قيادة لها؟

_ أكيد ، لا بد من ضبطها وإنشاء قيادة تتولى التنسيق بين المجموعات المشاركة فيها. فهناك تظاهرات ضمت الملايين في السابق وكنا آنذاك في المؤسسة العسكرية وكنا نستطيع ضبطها،  حيث يحدد لها مكان معين وتوقيت ايضاً ومداخل، وتراقبها القوى الامنية وتواكبها وتحدد من يقوم بأعمال الشغب وتعتقله وبالتالي تكون هذه التظاهرات محترمة وتعبر عن وجع الناس وغضبهم. فهذا أمر يتعلق بالتنظيم ولذلك أؤيد انشاء قيادة للمجموعات المشاركة في الثورة تعمل على التنسيق فيما بينها، خاصة وان الثورة مكونة من مجموعات من الشعب والأحزاب والنقابات والمهن وكل القطاعات .

  • كيف علاقتك مع الرئيس ميشال عون؟

_ جيدة ، فالرئيس يبقى الرئيس .

  • البعض يحمله مسؤولية التعثر على اعتبار أنه يستطيع أن يضرب بيديه على الطاولة. فما رأيك؟

_ هناك حدود لصلاحيات الرئيس، ومع هذا كله فكل شيء حوله يؤثر عليه .

  • وهل ترى أن اللقاء الوطني المزمع عقده في 25 الجاري من الممكن أن يصل الى حلول تترجم على أرض الواقع ولا تبقى حبراً على ورق؟

_ بصراحة أنا مع اي شيء ينقذ البلد لكنني لا آمل من هذا اللقاء اي نتيجة ايجابية لأن التناقضات هي التي تجمع الاطراف المشاركة فيه، والحل يكون بقرارات جريئة تترجم على ارض الواقع ولا تبقى مجرد وعود وتمنيات.

  • وهل تؤيد الانتخابات المبكرة التي تطرحها الثورة كعنوان ايضاً؟

_ لا مشكلة اذا كانت هناك امكانية لإجرائها بعد تعديل القانون الحالي، لأنه بعد تجربة الانتخابات السابقة سيكون الدور الحاسم في النتائج وبنسبة كبيرة لرجال الأعمال والأموال مع احترامي للشعب اللبناني على اعتبار أن القانون كان مفصلاً على قياسهم، ومن الممكن أن تكون الدائرة أوسع وتزاد الأصوات التفضيلية ولا تقتصر على صوت واحد في القضاء فقط كما الوضع في القانون الحالي.