تفاصيل الخبر

نائب كسروان ــ جبيل المنسحب من تكتل ”لبنان القوي“ العميد المتقاعد شامل روكز: انتفاضة 17 تشرين عفوية جاءت نتيجة الفساد المستشري والمحاصصة القائمة وإهمال مصالح الناس!

21/11/2019
نائب كسروان ــ جبيل المنسحب من تكتل ”لبنان القوي“ العميد المتقاعد شامل روكز: انتفاضة 17 تشرين عفوية جاءت نتيجة  الفساد المستشري والمحاصصة القائمة وإهمال مصالح الناس!

نائب كسروان ــ جبيل المنسحب من تكتل ”لبنان القوي“ العميد المتقاعد شامل روكز: انتفاضة 17 تشرين عفوية جاءت نتيجة الفساد المستشري والمحاصصة القائمة وإهمال مصالح الناس!

بقلم حسين حمية

انتفاضة 17 تشرين أول (أكتوبر) الشعبية تركت تداعياتها في كل مكان لدرجة أنها أحدثت هزة في التكتل النيابي الواحد وفي الأسرة الواحدة بحيث ان النائب شامل روكز انفصل عن تكتل <لبنان القوي> وبات الخلاف بينه وبين رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل مستحكماً. فما سر ذلك وهل هو الانحياز الى عامة الشعب أم ان هناك طموحات أكبر من ذلك كما يشاع؟!

<الأفكار> التقت النائب روكز داخل مكتبه في ساحل علما وحاورته على هذا الخط بالإضافة الى أسباب ولادة هذا الحراك وايجابياته وسلبياته والحلول الكفيلة بالخروج من المأزق والعلاقة الحالية مع العهد بدءاً من السؤال:

ــ جئنا من بيروت لنلتقي بك، لكن لو لم يزل جدار نهر الكلب لما كنا تلاقينا. فهل الحراك هو كما يتمنى الجميع عابر للمناطق والطوائف أم ركبه البعض لإنعاش حلم الكانتونات والتقسيم كما كان الحال زمن الحرب الملعونة؟

- لم يدم الجدار أكثر من ربع ساعة، وهذا تصرف غبي لا يمكن لعاقل أن يقوم به، ففكرة الجدار سيئة تنعش الذاكرة التاريخية البغيضة والتي من المفترض أن نعمل جميعاً على محوها لا أن نسعرها، وهذه ممارسة ميليشياوية لا يقبل بها أحد.

ــ بشكل عام كيف تقيم هذا الحراك بكل ايجابياته وسلبياته؟

- هذا الحراك فتح عيون الناس على حقيقة موجودة هي الفساد المستشري والهدر الى أقصى الحدود والمحاصصة القائمة والاستزلام وغض الطرف عن مصالح الناس. فالموازنة على سبيل المثال عملوا على تغطية عجزها من معاشات ذوي الدخل المحدود والمتقاعدين العسكريين والقضاة وموظفي الدولة بشكل عام وعبر فرض الضرائب عليهم من جهة أخرى، وهم لا يبالون بالهدر الحاصل وبالفساد الذي يكلف مليارات الدولارات سنوياً، لكن لمجرد قيام الانتفاضة ولدت ورقة الاصلاحات بسحر ساحر وأصبح العجز صفراً وتمت تغطيته من كل الأماكن الممكنة ولم يعودوا يحتاجون لفرض ضرائب أو حسم معاشات المتقاعدين، وهذا معناه ان هناك تركيبة في الدولة تركز على الفساد والسرقة والهدر ويتم تدفيع الناس ثمن ذلك.

ــ هل هذه الممارسة قائمة بسبب نظامنا الطائفي أم الأمر يتعلق بالأداء السياسي لا أكثر؟

- كل دول العالم تضم مجموعات اتنية وطائفية أو مذهبية أو حتى عشائرية الخ، لكن مع ذلك هناك في الدول التي تحترم نفسها ما يسمى الدولة المدنية التي تتعامل مع الفرد كمواطن وليس مع المجموعات وآنذاك نصل الى المواطنة الحقة. وانطلاقاً من هنا تنجح في بناء الدولة المدنية التي تهتم بالمواطن الذي لا يحصل على حقه عبر المجموعة أو الاتنية أو الطائفة أو المذهب كما يحصل عندنا إذا أراد مواطن أن يتقدم لوظيفة ما لا بد أن ينال رضا زعيم الطائفة، والبلد تحكمه أمراء الطوائف للأسف، لكن الدولة المدنية تعطي الحقوق للمواطن الذي يقوم بواجباته أيضاً وتنمي المواطنية ويكون الجميع متساوين بالحقوق والواجبات، لكن عندنا التمييز يحصل من منطلق الطائفية والمذهبية والعشائرية.

سلبيات الحراك

ــ الناس محقون إذن بالنزول الى الشارع؟

- أكيد، فليس فقط يجب أن يحتج الناس الآن، بل في كل حين، حتى لو شكلت حكومة جديدة وبدأت العمل فعلى الناس أن يبقوا على استعداد لمحاسبة أي حكومة وعند حصول أي خطأ تكون ردة الفعل جاهزة وبالسرعة المناسبة لوقف هذه الأخطاء التي يرتكبها السياسيون.

ــ وكيف ترى سلبيات هذا الحراك؟

- سلبيات الحراك انه يذهب أحياناً الى أماكن خاطئة. وصحيح ان الفوضى مطلوبة لكن لا بد من وجود انتظام معين لتأمين الفعالية الأكبر ولعدم تشويه التحرك، بحيث لا يجوز الذهاب الى خيارات مرفوضة كما حال بناء جدار في نفق نهر الكلب على سبيل المثال وغيره، وكذلك قطع الطرقات حيث ان المتظاهرين لهم الحق بقطع الطرقات لكن في المقابل للناس الحق بالتنقل بحرية، أضف الى ذلك ان الحزبيين تنتعش لديهم روح الميليشيا ويعمدون الى قطع الطرقات ما ينفر الآخرين ويستفزهم.

ــ يعني معادلة قائد الجيش العماد جوزيف عون صحيحة عندما قال بحرية المتظاهرين وحمايتهم لكن في المقابل لا يجوز قطع الطرقات على الناس؟

- صحيح، فهو ما نتحدث عنه.

ــ وهل اتخذ القرار بعدم اقفال الطرقات؟

- الجيش اتخذ هذا القرار، لكن الشعب في النهاية هو شعبنا وعليه أن يفهم ان اقفال الطرقات خطأ لكن مع ذلك لا يمكن للجيش أن يتصادم مع شعبه بأي شكل من الأشكال.

ــ يعني أداء قائد الجيش جيد؟

- صحيح، فقائد الجيش يُظلم أحياناً لأن الجيش كلف بمهمة التعاطي مع المتظاهرين وهذه مهام قوى الأمن الداخلي أصلاً، والجيش يدعمها لا أن يكون الجيش في الواجهة، علماً بأن هناك 38 ألف دركي ويمكن أن يتعاطوا مع هذا الموضوع بدون تدخل الجيش، وبالتالي لا يجوز أن يتدخل الجيش وبالأخص فوج المغاوير لهذه الغاية خاصة وان قوى الأمن تملك كل المعدات اللازمة لمواجهة الحالات الشعبية والتظاهرات وهي مجهزة بكل ما يلزم، وهناك عناصر خاصة لمكافحة الشغب تملك المعدات المخصصة لمثل هذه الحالات، ومهمة الجيش القتال وليس التعامل مع المتظاهرين.

ــ وكم هو العامل الحزبي متداخل مع الحراك؟

- الى حد ما، لكن لا تأثير له لأن الحراك شعبي وعفوي على امتداد لبنان.

ــ والعامل الخارجي؟

- العامل الخارجي يمكن أن يتسلل كي يصل الى أهدافه إذا لم يكن الوضع الداخلي محصناً، ولذلك علينا تحصين ساحتنا للحفاظ على انفسنا والعمل على حل مشاكل الناس لقطع الطريق على أي تدخل خارجي يمكن أن يحصل إذا كانت ارضنا خصبة تسمح له بذلك، وبالتالي تقع المسؤولية على أنفسنا لتحصين ساحتنا والنأي بها عن أي تدخل من خلال حسن التصرف وحل الأزمات على وجه السرعة.

ــ نأتي الى السياسة ونسألك: أين موقع العميد شامل روكز اليوم؟

- أنا مع الشعب اللبناني ومع معاناته وظروفه الصعبة ومع تشكيل حكومة تحاكي أحلام وطموحات الناس المعتصمين في الشوارع والساحات.

نعم لحكومة خلاقة!

ــ كيف؟

- أريد حكومة كفوءة جريئة خلاقة وأكثر من نظيفة، ومع تقديرنا للوزراء فلا بد لأي وزير أن تكون لديه رؤية استراتيجية للمستقبل، فمثلاً وزارة الأشغال لا بد أن يكون الوزير لديه رؤية مستقبلية والأمر لا يتعلق بالتزفيت بل بكيفية الاستفادة من مطاراتنا الثلاثة ومن الـ5 مرافئ والاستفادة أيضاً من موقعنا الجغرافي في المنطقة بين الشرق والغرب، وكيف نستفيد من حركة الطيران ومن النقل بالسكك الحديد، فهذه نماذج عن رؤية الوزير الخلاق الذي ينجز خطة لمدة 5 أو 10 سنوات، والحال كذلك في وزارات الطاقة، أو الشؤون الاجتماعية، أو البيئة أو غيرها من الوزارات، وكيف نؤمن الكهرباء بسرعة وعلى مدار الساعة وننتقل من الفيول الى الغاز ونوفر الأموال الهائلة وكيف نستخرج النفط والغاز ونؤمن المياه ونستفيد من مخزوننا المائي الخ، وبالتالي لا بد من انجاز استراتيجيات كاملة على كل المستويات ولذلك أي وزير لا بد أن يكون وزيراً خلاقاً، ولدينا الكفاءات والامكانيات.

ــ ومن يكون رئيس الحكومة في هذه الحالة؟

- في تقديري ان يكون سعد الحريري.

ــ لماذا وهو جزء من منظومة الفساد القائمة؟

- لأن الحريري لديه حالياً قدرة تمثيلية في طائفته ولديه ثقة داخلية وخارجية، شرط أن تكون العيون عليه مفتحة لمراقبة أدائه، وهذا لا يبرئ ساحته من حال التعثر الذي وصلنا إليه، لكن حالياً لا بد أن يتحمل المسؤولية وتتم محاسبة حكومته إذا شكلت.

ــ يعني انت مع الثورة تحت سقف الدستور والمؤسسات؟

- أكيد.. إلا إذا لم يفهم أهل السلطة على الثورة وآنذاك لكل حادث حديث.

ــ وهل شعار <ارحل> للرئيس ميشال عون جائز؟

- أعوذ بالله، فلا مسؤولية لرئيس الجمهورية في كل ما جرى ويجري، فكل الحكومة اختبأت وراءه ووضعته في الواجهة. فالناس يحملونه مسؤولية بسبب صهره وزير الخارجية جبران باسيل وليس لأنه مسؤول.

ــ هل أداء الوزير باسيل هو الذي جعل السهام تصوب باتجاه الرئيس عون؟

- أكيد، فالناس يهاجمون صهره والرئيس أخذ الأمور بصدره، والحكومة كلها اختبأت خلفه أيضاً.

ــ وهل شعار <كلن يعني كلن> صحيح؟

- الشعار يطرح لكن ليس هذا معناه ان الجميع فاسدون، فأنا لست فاسداً وكثيرون غيري أيضاً. أنا مع هذا الشعار بمعنى ان الطبقة السياسية فشلت ولا يمكن التمييز بينهم أو التصنيف.

ــ هل لهذا تركت تكتل <لبنان القوي>؟

- أكيد، فهناك مسار خاطئ، فأنا منذ تقاعدت من الجيش ودخلت المعترك السياسي كان لدي برنامج صريح ورؤية وعلى اساسه دخلت المعركة الانتخابية وأكملت عملي السياسي لكني رأيت ان عمل التكتل لاسيما ما يتعلق بالعمل الوزاري بعيد عن المنطق المقتنع به، ولذلك عملت مؤتمراً صحافياً في 20 أيار (مايو) الماضي وتحدثت عن كل المواضيع وقلت للجميع إننا إذا لم نسمع معاناة الشعب وأنين الناس وغضبهم فالمواجهة آتية لا محالة، وجاءت موازنة 2019 وفرضت ضرائب على ذوي الدخل المحدود وتركت أبواب الهدر والفساد، واليوم عندما انطلقت الانتفاضة أصبح أصحابها من العملاء في نظرهم، فهذا شعب يئن منذ زمن بعيد.

ــ هل المسؤول رئيس التيار جبران باسيل طالما ان الرئيس عون يؤمن له الغطاء؟

- أنا لا أحمل الرئيس عون المسؤولية بل بالعكس هم من يرمون مسؤولية أخطائهم عليه، فالرئيس فوق الجميع وعليهم أن يبتعدوا عنه ويريحوه.

ــ إذا حصلت استشارات نيابية هل ستقوم بها كمستقل بشكل منفرد؟

- صحيح وبمفردي.

ــ هل من الممكن أن تشكل مع زميلك نعمة افرام كتلة على سبيل المثال طالما خرجتما معاً من التكتل؟

- لم نبحث ذلك الأمر بعد ولا بد أن نتفاهم مسبقاً.

ــ ومن ستسمي؟

- سأختار من سيسميه الرئيس.

ــ وهل العلاقة مع الوزير باسيل مقطوعة؟

- صحيح، لا خلاف في المسائل الشخصية لكن في السياسة فالعلاقة مقطوعة.

ــ وهل تقبل أن تسمى وزيراً؟

- أبداً، أنا مع فصل النيابة عن الوزارة ولو اتبع هذا المبدأ لحلت نصف مشاكل تشكيل الحكومة.

ــ يقال إن خلافك مع الوزير باسيل بسبب الطموحات الرئاسية مستقبلاً؟

- أبداً، هذا غير صحيح، الأمر يتعلق بالأداء السياسي والحكومي فقط.

ــ ومع الرئيس عون؟

- الرئيس هو الرئيس وهناك احترام وعاطفة ومحبة وتاريخ عدا عن الأمور العائلية وإن كان موقفي السياسي مختلفاً عنه.

ــ تقول إن الحريري هو رجل المرحلة، لكنه يفرض شروطه ويريد حكومة على مقاسه ويحرك شارعه لتحسين الشروط ويهدد بالتأثير السلبي للوضع المالي والاقتصادي ويقطع المساعدات الدولية. فهل يمكن أن يبقى البلد رهن ارادته؟

- لعلمك فالشارع المحتج لا يقتصر على أنصار الحريري، فالحراك يضم الكثير من العونيين خاصة في الحراك المسيحي تماماً كمال حال بعض المحتجين من حزب الله الذين يشاركون أيضاً في الحراك، وسبق وشارك الشارع الشيعي بقوة في بداية الحراك، فالساحات تضم كل الأطياف السياسية وكل ذلك نتيجة غضب وألم الشعب اللبناني ولا يتعلق الأمر بطائفة أو مذهب أو منطقة.