تفاصيل الخبر

نائب حزب الكتائب عن المقعد الماروني في المتن الياس حنكش بكل شفافية : حزب الـكتـائب لــم يتراجـع انـتـخابـيـاً ونوابـــه الـثـلاثـة فـازوا بــأصــوات الـكـتـائب الـصـافـيـة!

13/07/2018
نائب حزب الكتائب عن المقعد الماروني في المتن الياس حنكش بكل شفافية : حزب الـكتـائب لــم يتراجـع انـتـخابـيـاً ونوابـــه الـثـلاثـة فـازوا بــأصــوات الـكـتـائب الـصـافـيـة!

نائب حزب الكتائب عن المقعد الماروني في المتن الياس حنكش بكل شفافية : حزب الـكتـائب لــم يتراجـع انـتـخابـيـاً ونوابـــه الـثـلاثـة فـازوا بــأصــوات الـكـتـائب الـصـافـيـة!

 

بقلم حسين حمية

 

ويستمر الحوار مع النواب الجدد، والمحطة هذا الأسبوع مع عضو كتلة حزب الكتائب عن المقعد الماروني في دائرة المتن الياس حنكش الذي فاز الى جانب رئيس الحزب سامي الجميل. حوار شامل جرى في مبنى حزب الكتائب في منطقة الصيفي وتطرق الى الانتخابات النيابية وتداعياتها والتأليف الحكومي وانعكاس اهتزاز تفاهم معراب بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية سلباً عليه، إضافة الى شؤون وشجون الوضع الداخلي لاسيما في ما يتعلق بمرسوم التجنيس وغيره.

سألناه بداية:

ــ أولاً، مبارك لك الفوز...

قاطعنا وقال:

- شكراً على أي حال، لكن لشخص مثلي يمكن أن تقول له: الله يساعدك ويكون في عونك، فمبارك تُقال لمن يشتري سيارة أو بيتاً، لكن بالنسبة لي فالنيابة مسؤولية على قدر الجبال، ولكي أكون مطمئناً وأنام مرتاحاً على مخدتي يجب أن أعمل شيئاً للمستقبل ولأولادنا.

ــ طالما هذه هي البداية، فما هو الملف الذي ستحمله في مجلس النواب وتجعله شغلك الشاغل؟

- الشباب هم الذين يهمونني وأنا عانيت ما يعانيه الشباب اليوم، والمصيبة أن مشاكل الشباب تزداد يوماً بعد يوم، فالبطالة تزداد وبشكل منقطع النظير، وقضية الإسكان تتطور نحو الأسوأ وتخلق مشكلة وتخلف يأساً لدى الشباب وضعف إيمان بهذا البلد. وحتماً ستزيد من هجرتهم.

وأضاف:

- وبالنسبة لي خلقت منبراً <اعمل بصمتك> كي ينخرط الشباب اللبناني في العمل التشريعي والعمل الإنمائي معاً، فالمنبر منقسم الى قسمين: قسم تشريعي بحيث يطرح الشباب أفكارهم التي تتحول الى مشاريع قوانين أنا ونواب الحزب نتبناها ونقدمها باسمهم، وقسم إنمائي يتعلق بمعاناة المنطقة التي أمثلها وهي المتن، ومنها نحاول خلق حلول مستدامة، والأمثلة عديدة، بدءاً من كيفية الحفاظ على الأحراج على سبيل المثال أو خلق مساحات خضراء، أو بناء مستشفى حكومي طالما لا يوجد في المتن إلا مستشفى وحيد.

ــ هل المتن منطقة محرومة وتحتاج لمشاريع إنمائية مثل شبكة مجارير أو ما شابه؟

- هناك قسم من شبكة المجارير وهي ليست كاملة، لكن المنطقة محرومة لأنه لا يتم صيانة المشاريع القائمة فيها، وإذا ذهبنا الى المناطق التي كانت تصنّف محرومة نجد الاوتوسترادات والإنارة فيها، لكن إذا سرنا على طريق المتن السريع ليلاً لا نجد أي إضاءة في الطريق، وهذا موضوع سبق وتحدثنا به مراراً إضافة الى موضوع الكسارات والنفايات المرمية في ساحل المتن واعتبار ذلك الحل الأنسب عند المعنيين، فهذه مصيبة كبرى.

ــ وهل هناك أمل بإحداث خرق وحصول تغيير ما إذا حاولت دون أن يهاجر شبابنا؟

- لو لم أكن مؤمناً بأننا قادرون على التغيير لما كنت أطرح التحرك، فإذا بدأنا اليوم سنصل الى الحلول يوماً، ومن يزرع اليوم لا يقطف في اليوم ذاته، لكن لا بد من وضع المشاريع على السكة الصحيحة ومسافة الألف ميل تبدأ بخطوة، والمهم أن نبدأ لنصل الى التغيير المنشود مستقبلاً. ونحن اليوم 3 نواب من حزب الكتائب وحتى هذه الساعة قدمنا مشروعين: الأول هو فصل النقل عن الأشغال في وزارة النقل والأشغال لأن مشكلة النقل تكبدنا خسائر يومية فادحة وتزيد من معاناتنا ويأسنا وتتسبب بكوارث بيئية، وبالتالي من المهم استحداث وزارة نقل قائمة بذاتها على الأقل لحل مشكلة عجقة السير في لبنان. أما المشروع الثاني الذي تقدمنا به فهو فصل البلديات عن وزارة الداخلية وأهم شيء نعمله اليوم هو إقرار اللامركزية الإدارية.

 

قصة تراجع حزب الكتائب

 

ــ الطائف أقر ذلك، لكن للأسف لم يطبق هذا البند حتى اليوم. فهل هذا وارد؟

- صحيح، اتفاق الطائف أقر منذ 29 سنة ولم يطبق هذا البند الذي لا بد من أن يقر لأن جزءاً كبيراً من مشاكلنا يحل فور تطبيق اللامركزية الإدارية بحيث تقرب الدولة من المواطن، والفساد والهدر يتراجعان عندما تتم هيكلة الدولة.

ــ حزب الكتائب تراجع في انتخابات 2018 بعدما اقتصرت كتلته على 3 نواب فيما كانت 5 نواب في انتخابات 2009، فهل السبب وجوده في المعارضة؟ أم خطأ التحالفات؟ أم قانون الانتخابات؟

- جزء من التراجع سببه وجودنا في المعارضة، لكني لا أعتبر ذلك تراجعاً لأن النواب الثلاثة الذين فازوا (سامي الجميل، الياس حنكش ونديم الجميل) إنما فازوا بأصواتهم الصافية على عكس التحالفات التي كانت عام 2009، أو على عكس التحالفات غير الطبيعية والمشوهة التي اعتمدها أطراف آخرون وأفضت الى هذه النتيجة، وحزب الكتائب كان صادقاً مع نفسه ومع قيادته ومع مساره النضالي ومع قواعده الشعبية بحيث لم يتحالف كحال الآخرين مع نقيضه السياسي تحت شعار التحالف الانتخابي، فهذه بدعة لبنانية غير مجدية، وصحيح أننا كنا خمسة نواب وأصبحنا ثلاثة، لكننا اليوم صرنا نواباً صافيين بأصوات الكتائبيين.

ــ صحيح، لأنه في طرابلس وعاليه وصلتم بواسطة التحالفات، لكن ماذا عن زحلة ا لتي خسرتم فيها؟

- لزحلة خصوصية ورمزية، ولذلك ارتضينا التحالف هناك مع القوات اللبنانية ولم ننجح لعدة أسباب ومن بينها أننا كنا محاصرين وهدفاً لكل القوى.

ــ تحالفتم مع القوات في زحلة ودائرة بيروت الأولى، لماذا لم تتحالفوا في دوائر أخرى؟

- تحالفنا مع القوات ايضاً في البترون وفي جزين. وحزب الكتائب قرر خوض المعركة في وجه السلطة السياسية من خلال تحالف مع القوى المحلية التغييرية في المجتمع المدني والقوى المستقلة. ولما لم يستطع شبك التحالف مع هذه القوى، كان يتحالف مع أقرب مكون له أو ينسحب من المعركة. فنحن مثلاً انسحبنا من المعركة كما الحال في الزهراني. وفي مناطق أخرى تحالفنا مع حزب القوات لأننا لم نكن على نقيض عقائدي أو سياسي معه، ولم ننجح، وهذا خفف من وهج تموضع المعارضة التي كنا نخوضها.

ــ وهل ترك قانون الانسحاب أثره السلبي على النتيجة؟

- القانون رغم كل تشوهاته وتفريغه من مضمونه الديموقراطي يعتبر أفضل من قانون الستين.

الفوز في المتن والصوت التفضيلي

 

ــ وما سر فوزكم بنائبين مارونيين من أصل أربعة في المتن؟

- هذا حجمنا في المتن رغم أننا كنا من المظلومين هناك لوجود قوى كبرى كانت تقلّع برقم كبير وتصب في مكان واحد، وعبر النظام الأكثري كنا نخسر ويقتصر فوزنا على نائب واحد. وأكبر دليل كان تأثير حزب الطاشناق على الانتخابات الماضية وفق قانون الستين. لكن التأثير اليوم وفق القانون الحالي اختلف كلياً وهذا حرر قسماً كبيراً من الاصوات وأعطانا حقنا كرقم موجود في المتن التي تعتبر بيتنا وعريننا كما الحال في المناطق الأخرى التي خسرنا فيها بسبب قلة الاقبال على الاقتراع.

ــ يقال إن الياس حنكش كان فلتة الشوط في المتن بسبب قانون الانتخاب خاصة وانه نال رقماً تفضيلاً لم يتجاوز 3317 صوتاً فقط، فيما نال آخرون أكثر منه. فبماذا ترد؟

- صحيح، فهذا هو القانون الذي ارتضينا جميعاً أن نخوض الانتخابات على أساسه، ولائحتنا نالت حاصلين وكان الشيخ سامي الأول وأنا الثاني بالترتيب العددي في اللائحة والرابع على صعيد الموارنة.

ــ هل الصوت التفضيلي عادل بهذا الشكل؟ خاصة وأن القاعدة الكتائبية أعطت أصواتها للشيخ سامي بمجملها؟

- هذا هو القانون كما قلت، لكن الأفضل لو اعتمد صوتان تفضيليان، والأمر يتطلب دراسة. وفي المحصلة فهذا القانون ليس الأفضل ويمكن تعديله مستقبلاً. أما بالنسبة للتصويت للشيخ سامي فهذا بطبيعة الحال لأن كل الحزب يسير على خطاه، وأنا واحد منهم ونجاحي يعود للحزب ولخطى الشيخ سامي، ولكن هل كان بإمكاننا توزيع أصواتنا بشكل يكون الفارق قليلاً بيننا. فهذا ممكن، لكن ارتضينا على أنفسنا أن نفعل ذلك لنجتذب الشخصيات المرموقة معنا ونعمل على توزيع أصواتنا للائحة.

 

<تفاهم معراب> وتناتش الحصص

ــ كيف قرأت <تفاهم معراب> بعد نشره لجهة تقاسم المقاعد الوزارية ومراكز الفئة الأولى بين <التيار> و<القوات> وهل كان سيغير في نتائج الانتخابات لو نشر سابقاً؟

- هذه فضيحة كبرى، لكن الأكيد أن لا حصرية لأحد في الشارع المسيحي ولا يمكن أيضاً تقاسم المغانم والمكاسب غير الطبيعية بين الأطراف، وأظهر أن موقف حزب الكتائب من هذه المصالحة التي باركناها والتي كانت عبارة عن اتفاق مصالحة بين الطرفين. وهذا الاتفاق لم يعش أكثر من ستة أشهر ومات اليوم وأعلنت وفاته بسبب التناتش القائم والتصور السائد بين الطرفين. أما إذا كان نشره سيغير نتائج الانتخابات فهذا احتمال قائم خاصة أن الناس حكماً تأثروا ببشاعة المشهد بعد نشر مضمون هذا الاتفاق.

ــ هل يتضمن الشروع في بناء ثنائية مارونية على غرار الثنائية الشيعية؟

- أكيد... فهذا واضح والتقاسم مناصفة بين الطرفين، لكن إذا كان الأمر ناجحاً في الشارع الشيعي فلا يمكن لهذا المشروع أن ينجح في الشارع المسيحي لوجود ثقافة وتربية معينة خاصة وأن لبنان تعددي ومؤمن بحرية التعبير والحرية الشخصية. وإذا كنا نتحدث عن ثنائية شيعية وأحادية درزية وأحادية سنية كسرت بعض الشيء بعد الانتخابات، فالتنوع كان موجوداً في الشارع المسيحي ولا يمكن حصره بين طرفين وادعائهما طرف حصرية التمثيل المسيحي الذي يستند الى نضالاته وشخصياته وأحزابه التاريخية ولا يمكن بشحطة قلم الغاء الجميع وإنشاء حصرية بين الطرفين والشروع بتقاسمهما المغانم والمكاسب.

ــ هل تعتقد أن اهتزاز هذا الاتفاق هو السبب في عرقلة التأليف الحكومي أم ماذا؟

- هناك ثلاث عقد تعرقل التأليف: الأولى هي خلاف <التيار> و<القوات>، والثانية هي العقدة الدرزية وحصرية التمثيل الدرزي التي يطالب وليد بك بها. والعقدة السنية وإن كانت بوهج أخف كون المعارضة السنية تطالب بالمشاركة الحكومية وترفض حصرية تيار <المستقبل>، لكن المشهد مضحك عندما يغرق المركب بنا جميعاً ونحن نتقاتل حول من يجلس في الأمام. فما النفع إذا حصل البعض على 3 و5 وزراء والبلد كله يغرق بالديون وبالمشاكل الاقتصادية وبضغط مليون ونصف المليون نازح سوري وبالإفلاس وبتلوث البيئة ووقف قروض الإسكان؟ فهناك مشكلة في أولويات المسؤولين عن التأليف، حيث لا يعقل بعد تناتش الحصص لمدة شهر أن يقرروا الذهاب في اجازات الى الخارج والبلد على كف عفريت.

ــ الرئيس نبيه بري أعلن النفير وهدد باللجوء الى عقد جلسة نيابية وانتخاب رؤساء وأعضاء اللجان النيابية.. فهل هذا كافٍ أم ان مهلة التأليف رهن إرادة الرئيس المكلف؟

- لا أعرف ما إذا كان هذا الموقف سيؤثر، لكن لا يمكن ان تبقى المهلة مفتوحة، وسبق أن رأينا مساوئ العرقلة، وعندما كان الرئيس الحريري يؤلف الحكومة سابقاً عمد الرئيس عون الى عرقلة التأليف مرة بسبب الاتفاق على عدم توزير الراسبين ووقف البلد إكراماً لتوزير جبران باسيل، ومرة بسبب المداورة في الوزارات كي لا تبقى الاتصالات في يد الوزير جبران باسيل حتى حصل على الوزارة نفسها، ومرة ثالثة عند التأليف الأخير، وبالتالي فالتعطيل يستند الى القوانين التي تحمل الاجتهاد.

ــ هل اتفاق الطائف يلزمه تعديل أو تفسير؟

- هناك إصلاحات لا بد من القيام بها لكي تواكب ما يحصل وتكون على قدر التحديات ولتفادي الفراغ وتصريف الأعمال.

ــ سبق وزار وفد من الحزب الرئيس عون، فما الذي سمعه منه؟

- سمعنا منه أننا مقبلون على مرحلة جديدة تتضمن الكثير من التحديات، مما يتطلب المزيد من الإجماع حوله حتى يستطيع إتمام عملية الإصلاح.

ــ هل تنوون المشاركة في الحكومة أم ستبقون في المعارضة؟

- مشاركتنا أو عدمها رهن التركيبة الحكومية لاسيما وان المكتوب يقرأ من عنوانه، ولا نستطيع القول منذ اليوم أننا سنكون مشاركين أو معارضين إلا إذا رأينا التركيبة الحكومية والتوازن القائم بها والتوجه لديها حتى نقرر ما إذا كنا سنشارك أم لا؟

ــ وهل أنتم نادمون أنكم لم تشاركوا في الحكومتين السابقتين؟

- أبداً، بالعكس، نحن فرحون بأننا لم نكن شهود زور على التجاوزات والفضائح التي حصلت والتاريخ سينصفنا في المستقبل.

ــ نجحتم كحزب في تعليق المادة 49 من الموازنة بعد الطعن بقانون الموازنة، ما يستدعي السؤال عن عدم اللجوء الى الطعن بمرسوم التجنيس، فما السبب؟

- لسنا هواة طعن بصلاحيات الرئيس والمساهمة في إضعافها، بل توجهنا هو زيادة تحصين هذه الصلاحيات، ولذلك لم نعمد الى الطعن، كما رأينا أن الطعن بهذا الخصوص (طعن الحزب التقدمي الاشتراكي) يضرب صلاحيات الرئيس، إلا أننا سننتظر كيفية تعاطي رئيس الجمهورية مع التقرير الذي رفع إليه من قبل الامن العام والذي يتضمن مجموعة أسماء لا تستحق الجنسية، وهذا هو مطلبنا، إذ لا نقول إن الجميع مستحقون أو غير مستحقين، بل نقول إنه يجب دراسة هذا الملف وعدم إعطاء الجنسية لغير المستحقين وأن يعتمد معيار محدد ولا يكون الأمر استنسابياً.