بقلم حسين حمية

 قبل مجلس النواب استقالة ثمانية نواب وذلك بعدما تليت استقالاتهم في جلسة للهيئة العامة عقدت في المقر الموقت للمجلس في قصر الاونيسكو في 13 الجاري هم: سامـــي الجميل ، الياس حنكش ، نديم الجميل ، بـــولا يعقوبيـــان، هنري حلو ، نعمة افرام ، مروان حمادة وميشال معوض. فماذا يقول احدهم عن الاستقالة ؟

 "الافكار" إلتقت نائب بيروت عن الدائرة الاولى بولا يعقوبيان داخل مركز حملة "دفى" في الاشرفية ، وحاورتها حول الاستقالة واسبابها ، وما اذا كانت ستترشح للإنتخابات الفرعية إن جرت، اضافة الى شؤون وشجون الوضع الداخلي لاسيما ما يتعلق بتشكيل الحكومة ، وسألتها بداية:

*استقالة النواب الـ 8 وانت منهم لم تقدم او تؤخر في مسار الوضع السياسي والنيابي لا بل خسرت المعارضة كوكبة من النواب ما أراح الموالاة واهل السلطة . بماذا تردين؟

_ صحيح نحن 8 نواب من المعارضة وقفنا الى جانب ناسنا واهلنا واستمعنا الى نبض الشارع  الذي طلب منا الاستقالة فلم نتأخر لحظة واستقلنا . فالوجود في البرلمان مفيد خاصة بالنسبة لي لجهة مساعدة الناس عبر تقديم اقتراحات القوانين ومراقبة الحكومات ، وكذلك مساعدة الثوار وملاحقة ملفاتهم في القضاء والمساهمة في الافراج عن الموقوفين منهم ، لكن على الصعيد الوطني للاسف فهناك سيطرة من احزاب السلطة على المجلس ، ونحن نشبه ورقة التين لكن مع ذلك عقدنا العزم منذ اللحظة الاولى لدخولنا البرلمان على مواجهة السلطة . ونحن من خلال الاستقالة حاولنا على الاقل إجراء اختبار لمعرفة إذا كان الناس في طرفنا ولا يريدون أحزاب هذه السلطة وفسادها واجرامها بحق الناس والوطن او انهم في خندق السلطة وبالتالي غير صحيح ان الاستقالة لم تقدم او تؤخر بل هي بالنسبة لنا مهمة لجهة معرفة ان هناك من لديه الاستعداد للتخلي عن كل شيء بما في ذلك المقعد النيابي ، في وقت تتشبث احزاب السلطة بالكراسي ولا تتنازل بدون ان تقدم اي شيء للناس او تحقق اي انجاز . وهنا أسألكم كصحافيين عن اي مؤسسة رسمية تعمل بشكل جيد ولا تطرح علامات استفهام حولها بل ما يحصل هو ان احزاب السلطة تضحك على الناس والبعض يعتبر انه يملك قراره وهو موجود في حضن حزب الله ، والبعض الآخر يدعي زوراً انه يعمل لتحصيل حقوق المسيحيين رغم ان حقوق المسيحيين تشبه حقوق كل اللبنانيين من كل الطوائف والمذاهب والمناطق وهي تتعلق بالعيش الكريم وتأمين رغيف الخبز والحصول على الكهرباء والمياه وتأمين المدرسة والطبابة..الخ لا ان تكون الحقوق في المزبلة بعدما تحول لبنان الى مرتع للنفايات وفسد كل شيء فيه .

وأضافت :

_ أحزاب السلطة مجرد ديكتاتوريات تعتمد اسلوب الزبائنية والمحسوبيات ، ونحن لا نشبههم ولا نعمل مثلهم ولا تهمنا الكرسي ، وانا منذ اصبحت نائباً قدمت 65 اقتراح قانون ، لكن احزاب السلطة التي تقبض على مجلس النواب تحتار كيف تمرر اقتراحاً ضرورياً ولو عبر نائب آخر كي لا يقال إن بولا يعقوبيان نجحت في انجاز هذا القانون او انهم يعرقلون كل ما يقدم من اقتراحات. فهم مرضى ومهوسو سلطة وواجب الشعب اللبناني ان يعي هذه الحقيقة ، واذا استطاعت الاستقالة توعية شخص واحد فهذا يشكل انجازاً بحد ذاته.

تقصير ولاية المجلس والانتخابات المبكرة

*وهل استقالتك مرتبطة بانفجار المرفأ ام نتيجة تراكمات حتى وصلت الى قناعة بجدوى الاستقالة؟

_ منذ قيام الثورة وطلب الثوار منا الاستقالة ونحن ندرس هذا الخيار بغية تقصير ولاية المجلس او جراء انتخابات عامة مبكرة ، حيث لا توجد سلطة تحترم نفسها الا وتذهب الى انتخابات مبكرة عندما ينزل الناس الى الشارع ويطالبون بالتغيير ويرفعون شعار "ارحلوا"، لكن للاسف ملوك الطوائف لا يريدون الرحيل رغم فسادهم وفشلهم وعدم تحقيقهم اي انجاز بل يعملون بشتى الطرق للبقاء في السلطة قدر الامكان وعدم التنازل رغم ثورة الناس وغضبهم وحالة البلد المأسوية التي اوصلونا اليها ، فمن يحترم نفسه يرحل عندما يطالبه الشعب بالرحيل وبالتالي الواجب يقتضي الذهاب لانتخابات مبكرة لكي يجدد اهل السلطة شرعيتهم او يقول الشعب كلمته فيهم ويمنع عنهم هذه الثقة ، فاسرائيل وهي عدو تلجأ الى خيار الانتخابات عند الازمات الحكومية لأن الناس يعترضون ، ونحن في بلد مثل لبنان لا نلجأ الى الانتخابات رغم اندلاع ثورة الشعب منذ اشهر ومهما حصل حتى لو تدمرت بيروت وجاع الشعب، وحتى لو اطلق الناس على اهل السلطة وصف الحرامية والسارقين والفاسدين؟

*الانتخابات المبكرة مستبعدة حتى لو طالب بها البعض لأن احزاب السلطة يملكون القرار لا بل عمدوا الى دفع الرئيس حسان دياب الى الاستقالة بعدما سبق ان اشترط لاستقالته تقصير ولاية المجلس واجراء انتخابات مبكرة . اليس هذا صحيحاً؟

_ الرئيس دياب "معتر" وهو جعلنا ندفع ثمناً باهظاً لأنه شكل لفترة وهماً عند الناس بأنه من الممكن ان يكون مختلفاً عن الطبقة السياسية الحاكمة ويحقق انجازات ، لكن للاسف لم يكن صاحب القرار وهو يعرف ذلك تماما لا في السياسة ولا في الامن ولا في المال والاقتصاد، حتى ان التعيينات خضعت للمحاصصة والتدقيق المالي طار وكذلك التدبير رقم 6 وكل ما جرّب ان يفعله لم ينجح به لأن القرار ليس عنده بل عند احزاب السلطة وامراء الطوائف الذين يتقاسمون الحكم ويديرون البلد وكأنه مزرعة لهم . وكان على حساب دياب الا يخرج بهذه الطريقة بل كان عليه ان يعلن على الملأ اصل العلة ويهدد اماكن العرقلة ويفضح مافيا السلطة ويستقيل بشرف، حتى انه تشدق اكثر من مرة بالقول إنه حقق 97 في المئة من الانجازات ، وهنا نسأل : الم يغش الناس بقول ذلك وعن اي انجازات يتحدث؟ فما حصل مجرد ملهاة واليوم يكررون هذه الملهاة من حكم المافيا والا لو كانت احزاب الطوائف حقيقية وشرعية لعادت الى حكم الشارع من جديد ليقول الناس كلمتهم فيها لكن للاسف لأن السلطة مافيا لا تجري انتخابات ولا تهمها تجديد ثقة الناس بها بل كل ما يهمها هو التشبيح والنصب .

*نواب القوات اللبنانية تقدموا باقتراح قانون لتقصير ولاية المجلس واجراء انتخابات مبكرة بدل استقالتهم مثلكم . فماذ تقولين هنا؟

_ سبق لحزب الكتائب ان فعل ذلك ولا احد يريد تقصير ولاية المجلس بل يفتش عن مقاعد اضافية ، والقوات تتسلم لجنة الادارة والعدل، ويا للجنة العار لأن كل شيء يحصل بالتنسيق الكامل والحرفي مع الرئيس نبيه بري ويتبعون ما يقول ، فيما نواب التيار الوطني الحر يتبعون حزب الله، رغم ان الرئيس بري وحزب الله وحدة حال ويديران الآخرين في القوات والتيار كيفما يريدان، وانا منذ اكثر من سنة ونصف السنة قدمت اقتراح استقلالية القضاء وشفافيته ونحن نعلك الماء في اللجنة الفرعية منذ الثورة والاقتراح لا يتحرك لأن رئيس لجنة الادارة والعدل هو جورج عدوان نائب القوات الذي لا يمرر اي قانون اصلاحي بل يمرر بعض القوانين لحفظ ماء الوجه كقانون تعيينات الفئة الاولى رغم علمهم بأنه سيرد وسيتم الطعن به، لا بل يعرفون ان كل شيء يتم بالمحاصصة وهم اصلا شاركوا فيها ولو قبلوا معهم وادخلوا سعيد مالك في المجلس الدستوري لما كنا شهدنا رفضهم لهذه التعيينات .

الانتخابات الفرعية وامكانية ترشح المستقيلين

*وهل يسلم اهل السلطة بالانتخابات المبكرة ؟

_ الواقعية السياسية تقتضي من اهل السلطة الذهاب الى انتخابات مبكرة، واذا الشعب اللبناني اعاد انتخاب المافيا "صحتين على قلبها" ونحن نسكت ونبارك للجميع.

*هل ستجرى الانتخابات الفرعية وتالياً هل ستترشحين من جديد؟

_ لا نعرف ما اذا كانت الانتخابات الفرعية ستجري، ويبدو ان اهل السلطة محتارون وهم ينتظرون ما سنقول وما هو موقفنا لأنهم كل يوم يسألون عما سنفعله ، ويبدو ان لا احد يريد استفتاء في الشارع المسيحي ولا في الجبل في مقعد النائب مروان حماده، وهم يقومون اليوم بحملة ضدنا ويريدون ان يتاكدوا مسبقاً انهم سيفوزون في هذه الانتخابات اذا جرت، حتى انهم نظموا حملة ضدنا وقالوا إنه لا يحق لنا بالترشح مجدداً لأننا استقلنا بعد استعانتهم بخبير دستوري، لكن هنا نسأل : اي دستور او قانون يقول إنه لا يحق لنا الترشح واي نص او مادة تقول هذا؟ فهذا كلام خنفشوري لا علاقة له لا بالدستور ولا بالقانون . فهؤلاء احزاب نصب وتشبيح .

*وهل ستترشحين من جديد؟

_ لم نتخذ قراراً حتى يتم الاعلان اولاً عن اجراء الانتخابات الفرعية وموعدها وآنذاك يبنى على الشيء مقتضاه . ونحن لا نريد اليوم ان نكشف اوراقنا ونخدم احزاب الطوائف وسلطة المافيا رغم انني مع اجراء كل انتخابات حتى نعطي الخيار للناس كي يقولوا كلمتهم . ومن الممكن ان نترشح ونستقيل اذا فزنا او نترشح ولا نربح او لا نترشح وبالتالي نحن امام كل الخيارات ولم نخبر المافيا بما سنفعله.

حكومة مستقلين عن أحزاب السلطة

* وماذا عن تشكيل الحكومة وشكلها ودور المجتمع المدني وهل سيشارك فيها؟

_ لم تتم الدعوة لاستشارات نيابية ملزمة كما يقول الدستور رغم ان البلد على حافة السقوط والانهيار، بل ان مرتزقة السلطة  ينتظرون كلمة الخارج بهذا الخصوص وسيرون ما سيناسب ايران وحملة "دونالد ترامب" الانتخابية وما سيناسب "ايمانويل ماكرون" للاسف . فهذا بلد يدار منذ 400 سنة من القناصل ولا يزال حتى اليوم علماً بأن المرتزقة لا يبنون وطناً بل يبنون مزبلة فقط .

وعادت لتقول :

_ نحن لا نطالب بحكومة حيادية بل نريد حكومة مستقلين عن احزاب السلطة لأن 90 في المئة من الشعب اللبناني مستقل عن احزاب السلطة. فما نريده كحال اكثرية الشعب اللبناني  وجود اشخاص في الحكومة مستقلين عن المافيا . ونحن في الثورة سبق ان رشحنا حليمة القعقور كشخصية مستقلة عن أحزاب المافيا وليس عن الوطن ومثلها هناك آلاف الاسماء الجديرة والكفوءة والنظيفة الكف .

*مثل من بعد؟

_ ما يشكو زياد ابي شاكر ونجاة صليبا وسمير منيمنه وحسن سنو ومارك ضو ووضاح صادق وسمير صليبا ودارين دندشلي وبول اشقر ومارك جعارة ومكرم عويس وباسكال ابشي وغيرهم، لا بل اقول لو اتينا بحكومة من صفوف الحضانة لكانت انجزت اكثر من الحكومات التي تشكل لانها عبارة عن حكومات نصب وسرقة ، فالمهم ان تشكل حكومة من اشخاص مستقلين عن احزاب السلطة ولا يكونون جزءاً من المافيا القائمة في لبنان.