تفاصيل الخبر

نائب الجماعة الإسلامية الدكتور عماد الحوت وسرّ الورقة البيضاء: تـصـويـتـنـــا بـورقـــة بـيـضـــاء هــو بـسـبـب غـيــــاب الـبـرنـامــــج لدى المرشحين وكي لا نعطي جائزة ترضية لمن كان يعطل!  

04/11/2016
نائب الجماعة الإسلامية الدكتور عماد الحوت وسرّ الورقة البيضاء: تـصـويـتـنـــا بـورقـــة بـيـضـــاء هــو بـسـبـب غـيــــاب الـبـرنـامــــج  لدى المرشحين وكي لا نعطي جائزة ترضية لمن كان يعطل!   

نائب الجماعة الإسلامية الدكتور عماد الحوت وسرّ الورقة البيضاء: تـصـويـتـنـــا بـورقـــة بـيـضـــاء هــو بـسـبـب غـيــــاب الـبـرنـامــــج لدى المرشحين وكي لا نعطي جائزة ترضية لمن كان يعطل!  

بقلم حسين حمية

SAM_2114---1

شهدت جلسة انتخاب الرئيس التصويت بورقة بيضاء للعديد من النواب بمن فيهم نائب الجماعة الإسلامية الدكتور عماد الحوت إضافة الى بعض نواب بيروت السنّة في موقف متمايز عن كتلة <المستقبل>. فما سر هذه الورقة البيضاء وما المقصود منها بالتحديد؟

<الأفكار> التقت الدكتور عماد الحوت داخل مكتبه داخل مبنى الجماعة المركزي في منطقة عائشة بكار وحاورته في هذا الخضم بالإضافة الى شؤون وشجون ما بعد الانتخاب وبالتحديد الوضع الحكومي وعملية التكليف والتأليف بدءاً من السؤال:

ــ لماذا التصويت بالورقة البيضاء والتمايز عن تيار <المستقبل>؟

- لأن لا قناعة لدينا بأي برنامج من البرامج وحسمنا خيارنا بعدم التصويت للعماد ميشال عون كي لا نكرّس فكرة أن من يعتمد وسيلة التعطيل لتحقيق المكاسب السياسية نعطيه جائزة ترضية ما يغري أفرقاء آخرين على ممارسة الأسلوب نفسه، ما يؤدي الى شلل المؤسسات وخراب البلد كما حصل في السنتين ونصف السنة الماضيتين، بالإضافة الى غياب البرنامج الرئاسي عند العماد عون الذي فضل  الوصول الى رئاسة الجمهورية عبر اتفاقات ثنائية مع عدد من القوى السياسية بدل الخروج على المواطنين ببرنامج رئاسي واضح ومقنع يتم انتخابه على أساسه، ناهيك عن اننا نقف عند هواجس المواطن اللبناني عموماً والمكون السني خصوصاً الذي تحكمه جملة من الهواجس مثل الموقف من قتال حزب الله في سوريا والعراق وغيرها، والسلاح غير الشرعي، والخطاب الطائفي المتكرر، وهذه هواجس لا يمكن للجماعة الاسلامية تجاوزها في قرارها.

هواجس من الخطاب الطائفي

ــ يعني ذلك أن المسألة ليست شخصية ولا تتعلق بشخص العماد عون؟

- لا <فيتو> لدينا على أي مرشح كشخص، وما يهمنا في النهاية هو ماذا سيفعل وهو رئيس للجمهورية، وهو لم يعطنا أي صورة واضحة بهذا الخصوص بل تحدث بكلام عام، ولم يحدد الموقف الواضح من الهواجس التي سبق وطرحناها، حتى انه لم يعطِ تفسيراً للخطاب الطائفي الذي اعتمده التيار الوطني الحر في الأيام الأخيرة، وبالتالي أمام هذا الموقف أنا مضطر أن أتخذ القرار بعدم التصويت له.

ــ هل من مرشح محدد لكم؟ وماذا عن المرشح سليمان فرنجية؟

- ليس لدينا مرشح بذاته في الحقيقة، بل كانت لدينا رغبة بأن يكون رئيس الجمهورية من خارج الاصطفاف السياسي الحاصل في البلد حتى يستطيع أن يكون على تواصل مع كل اللبنانيين، واليوم شئنا أم أبينا يشكل العماد عون نقطة تجاذب وليس نقطة اتفاق، وهناك اتفاقات ثنائية عقدها مع عدة أطراف لكن هذا الاتفاق لم يشمل كل القوى السياسية. ونحن  كنا نفضل أن يأتي رئيس يشكل نقطة اتفاق والتقاء بين كل اللبنانيين لأن المرحلة حساسة، والعماد عون قام باتفاق أولاً مع حزب الله ثم وقع اتفاقاً مع القوات اللبنانية وبعدها اتفق مع الرئيس سعد الحريري. وكل اتفاق له شروطه المختلفة عن الآخر، وبالتالي فهذه الاتفاقات متناقضة في طبيعتها، فكيف يستطيع أن يحقق تعهداته وفق هذه الاتفاقات المتناقضة؟

ــ هل الرئيس نبيه بري محق عندما تحدث عن الاتفاقات الثنائية وطرح السلة كحل متكامل ودعا الى الحوار؟

- هذا أصبح حقيقة، وما نحن فيه اليوم ليس توافقاً على مرشح رئاسي إنما اتفاقيات ثنائية عقدها هذا المرشح مع عدد من الاطراف.

ــ ألم يستطع أن يتحول الى مرشح شبه توافقي بعد حصوله على دعم الكتل النيابية لاسيما <المستقبل>؟

- هذا صحيح، فهو مرشح شبه توافقي الآن لكنه ليس توافقياً، والدليل أن هناك انقساماً في الساحة الشيعية حوله وكذلك الحال في الساحة السنية والأمر ذاته في الساحة المسيحية، وبالتالي فهو ليس مرشحاً توافقياً بل هو مرشح شبه توافقي بعد تأييد معظم الكتل له، إنما بعد انتخابه نحن سنتعامل معه على أنه رئيس جمهورية كل لبنان وكل اللبنانيين.

التعهدات المتناقضة

ــ وهل ترى أنه سيكون حكماً وتوافقياً وليس فريقاً؟

- أتمنى ذلك لكنني لا أعتقد أنه سيفعل ذلك، لأن لديه  جملة من التعهدات تجاه حزب الله لا يستطيع إلا أن يفي بها، وهذه التعهدات بطبيعتها متناقضة مع مصلحة الدولة، وبالتالي كيف يستطيع أن يكون حكَماً بين كل اللبنانيين وهو منحاز لرؤية فريق من اللبنانيين؟

ــ ألم يعطِ تعهدات أيضاً للرئيس الحريري؟

- صحيح، فبعد يوم الاثنين لا بد أن يكون هناك يوم آخر وسنرى الأفعال، لأن الأقوال تنتهي آنئذٍ وكذلك الوعود، وبالتالي ففي مرحلة ما قبل الانتخاب فنحن لم نصوت له لغياب البرنامج، لكن في مرحلة ما بعد الانتخاب سنحكم على الأفعال.

ــ ألا ترى أن موقفكم هو نصف قطيعة مع تيار <المستقبل> ويؤشر الى انقسام الصف السني المتزايد؟

- حساباتنا لم تكن متعلقة بطبيعة العلاقة مع تيار <المستقبل>، ونحن حريصون على ترتيب الساحة السنية بشكل مناسب، لا بل نحن كنا من دعاة توحيد الصف السني كأساس لتوحيد الصف الوطني من خلال تكريس ممارسة التشاور بين قيادات الساحة السنية في كل ما يتعلق بهذه الساحة وفي الواقع اللبناني. وكانت الجماعة الإسلامية أول من أطلق مبادرة ترتيب البيت السني منذ أشهر.

ــ وكيف هي العلاقة الآن مع تيار <المستقبل>؟

- علاقة غير مرتبطة بانتخابات الرئاسة لاسيما أننا قوتان أساسيتان ويمكن أن نتفق على أمور ونختلف على أمور أخرى، واليوم نحن مختلفون على انتخاب الرئاسة وباقي الملفات ننظر إليها بشكل إفرادي حسب كل ملف، لكن في النهاية نحن كما قلت حريصون على إنجاح مبادرة ترتيب البيت السني وسنبقى حريصين على إيجاد بيئة تشاور لمختلف مكونات الساحة السنية حتى نستطيع أن ننطلق منها الى الساحة الوطنية.

سر نواب بيروت

ــ ما سر عدم تصويت نصف نواب بيروت السنة للعماد عون والاقتراع بورقة بيضاء؟

- أذكر هنا بأن العماد عون قال يوم 7 أيار/ مايو 2008 كلاماً غير لائق بحق أهل بيروت عندما تكلم عن وضع القطار على السكة عندما احتل حزب الله بيروت، وأذكر أن العماد عون قال لرئيس كتلة نواب بيروت بأنه قطع له تذكرة بدون عودة، وأذكر أن العماد عون كان يتحدث بشكل دائم عن السنية السياسية كما سماها وقال إنها تضع يدها على البلد وتأكل حقوق المسيحيين، فهذه الأمور يتذكرها المواطن البيروتي ولا ينساها بسهولة، وبالتالي فالنواب يعرفون موقف الرأي العام السني سواء في بيروت أو في طرابلس كقوتين سنيتين، وهو أنه غير راضٍ عن الاقتراع للعماد عون.

ــ ألم يقل الرئيس الحريري بأنه لو كان والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري مكانه لكان فعل مثله وانحاز الى الدولة وأنهى الفراغ بأي ثمن؟

- أذكر هنا أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري ذهب عام 2000 الى المعارضة وبقي كذلك لمدة سنتين وجرت الانتخابات وهو معارض وفاز بهذه الانتخابات. فالرئيس الشهيد بطبيعته كان يحسن المواجهة ويحسن أيضاً التكتيك، بمعنى أنه عندما كان يقوم بمبادرات كان يأخذ الثمن، والمكاسب كانت بالاتجاهين، واليوم المكاسب باتجاه واحد والمكسب الوحيد الذي وعد به الرئيس سعد الحريري هو أن يكون رئيساً للحكومة، وحتى أن تسهيل تشكيل الحكومة لم يحصل على وعد به، وبالتالي أعتقد أن هناك حسابات عند الرئيس الحريري ونحن نحتاج ان نعرفها كي نحكم عليها.

 

الموقف السعودي

ــ ألا ترى أن الموقف السعودي اعطى لمبادرة الحريري الدفع اللازم وغطاها عربياً مع زيارة الوزير ثامر السبهان؟

- هل لديك انطباع من خلال تصريحات الوزير السبهان بأنه دعم العماد عون؟ فكل تصريحاته كانت تصب في إطار دعم ما يتوافق عليه اللبنانيون.

ــ ألم يقل كلاماً جديداً لجهة إعادة دعم لبنان بعد وقف الهبة العسكرية السعودية وبالعمل على إعادة التوازن الى الساحة الداخلية؟

- هذا صحيح، فعودة السعودية الى الساحة اللبنانية أمر واقع، وهذا ما عبر عنه الوزير السبهان لكنه لم يعبر عن دعم مبادرة الحريري باتجاه تبني ترشيح العماد عون بل عما يتوافق عليه اللبنانيون، وطالما انتخب عون رئيساً ستتعامل معه السعودية بصفته رئيساً للبنان، ومن الطبيعي في إطار العلاقات الدولية أن تتعامل أي دولة مع الرئيس المنتخب، لكن حتى هذه اللحظة لم يكن هناك دفع للمبادرة وإن كانت عودة الى الساحة اللبنانية وعدم الانكفاء عنها.

مشاحنات ومناكفات في الأفق

ــ هل ستسمّون الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة؟

- لا أستطيع إعطاء الجواب النهائي بانتظار قرار المكتب السياسي، لكن واقعياً الشخصية الأكثر حضوراً في الساحة السنية لترؤس الحكومة هو الرئيس الحريري. فهذه حقيقة لا بد من الاعتراف بها والتعامل معها، وبالتالي نحن سندرس الأمر في المكتب السياسي ونتخذ القرار المناسب.

ــ وهل يمكن أن تتمثلوا في الحكومة؟

- لم نتمثل سابقاً، وهذا الأمر نطرحه في المشاورات الحكومية، لكن في نهاية الأمر هناك توازنات كتل واتفاقيات ثنائية. ونحن واقعياً نملك رصيداً شعبياً، لكننا في البرلمان ليس لدينا سوى نائب واحد إضافة الى أننا لا نحبذ التحالفات الثنائية، بل نبحث عن قواسم مشتركة، ما يصعب التمثيل، رغم أن الشريحة التي نمثلها من حقها أن تكون موجودة في الحكومة أو في المجلس النيابي.

ــ هل تعتقد أن 8 و14 آذار انتهت الى غير رجعة مع خلط الأوراق الحاصل ويمكن أن تشكل معارضة للعهد يكون الرئيس بري رأس حربتها؟

- أتمنى أن تكون هناك بعد الانتخابات معارضة وموالاة ما يحسن أداء الحكومة والمناخ الديموقراطي، لكنني لا أرى أن هناك تشكلاً لمعارضة بعد انتخاب الرئيس خاصة وأن حزب الله سيضغط لإعادة الرئيس بري الى الحكومة وبشروطه طبعاً، ولن يتم تجاوزه.

ــ هل نعود الى <الترويكا> ذاتها؟

- لا أعتقد أننا ذاهبون الى تشكيل <ترويكا> جديدة ولا حتى <دويكا> لأن شخصية العماد عون لا تسمح بذلك، خاصة وأن رئيس الظل هو الوزير جبران باسيل. وبالتالي أعتقد أننا ذاهبون نحو مشاحنات ومناكفات، أو لنقل إما الى مشاحنات متكررة وإما الى تنازلات متكررة، وبالتالي فالخياران مران...