تفاصيل الخبر

نــادوا فــي مكبـــرات الـصـــوت ”حــي عـــلـى الـتـصـــويـت“ ولـكـن بـيـــروت لــم تـعـــطِ ســوى 20 بـالـمـئـــة!  

13/05/2016
نــادوا فــي مكبـــرات الـصـــوت ”حــي عـــلـى الـتـصـــويـت“  ولـكـن بـيـــروت لــم تـعـــطِ ســوى 20 بـالـمـئـــة!   

نــادوا فــي مكبـــرات الـصـــوت ”حــي عـــلـى الـتـصـــويـت“ ولـكـن بـيـــروت لــم تـعـــطِ ســوى 20 بـالـمـئـــة!  

بقلم علي الحسيني

الاعلامية-ماي-شدياق-تدلي-بصوتها-في-بيروت

على الرغم من تأكيد جميع اللوائح المتنافسة في انتخابات بلدية بيروت على أن المعركة إنمائية بحت، إلا أن الحقيقة تؤكد أن الانتخابات كانت سياسية بإمتياز خصوصاً في ظل التحالفات الحزبية التي اشترك فيها اهل السلطة ضمن لائحة <البيارتة>، في مواجهة اللوائح الاخرى وخصوصاً لائحة <بيروت مدينتي> التي روّج البعض بأنها كانت مدعومة قطرياً من تحت الطاولة ومن هنا بدأ الطابع السياسي للانتخابات يشتد حماوة ومنافسة وضراوة بيد ان المعركة ظلّت على <المنخار> ولم تُحسم إلا في الساعات الأخيرة.

 

لا تندهي ما في حدا

 

صحت بيروت فجر الاحد الماضي على ضجيج الناس ومكبرات الصوت كانت تصدح في الطرقات وبين الاحياء الداخلية وهي تدعو المواطنين للتصويت بكثافة لهذه اللائحة او تلك، سواء في البلدية او الاختيارية، لكن الحقيقة ان الناس كانت بمجملها في غير هذا الوارد، فمنهم من كان يغط بنوم عميق لم يصح منه الا بعد فترة الظهيرة، ومنهم من كان يتحضر لتمضية يوم عطلة اما على البحر او خارج ضجيج العاصمة. وحدها مكبرات الصوت ظلت من ساعات الفجر الاولى تنادي <حيّ على التصويت> حيث دارت بينها معركة غنائية طاحنة امتدت لساعات طويلة، فمن هنا كانت تخرج اغنية <عالوعد نكمل دربك> الخاصة بتيار <المستقبل>، ومن هناك كانت تخرج اغنية <اناديكم> للفنان احمد قعبور العضو في اللائحة المنافسة والذي طالته وما زالت الاتهامات من قبل جمهور <المستقبل> واتهمته بـ<قلة الوفا> وهو الذي برأيهم لا يزال يعمل في التلفزيون التابع للرئيس سعد الحريري ويتقاضى راتباً شهرياً، حتى انهم اطلقوا بحقه <هاشتاغ> على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان <مش حلوة قلة الوفا>.

 

رئيس-لائحة-البيارتة-جمال-عيتاني-يدلي-بصوتههكذا بدأت الانتخابات وتوزيع اللوائح

 

عند السابعة من صباح الاحد، انطلقت المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت بدوائرها الثلاث تخللها طيلة فترة الانتخاب إجراءات امنية لعناصر من قوى الامن الداخلي داخل الاقلام ودوريات مؤللة وراجلة للجيش اللبناني على الطرق العامة وخارج اقلام الاقتراع، وقد فتحت صناديق الاقتراع امام الناخبين الذين بلغ عددهم 467021 ناخباً، لانتخاب اربعة وعشرين عضواً في مجلس البلدية من اصل خمسة وتسعين مرشحاً بينهم تسع عشرة سيدة. وقد خاض خمسة عشر مرشحاً منفردين السباق الانتخابي، في حين توزع ثمانون مرشحاً على خمس لوائح أساسية على الشكل الآتي:

لائحة <البيارتة> المدعومة من الرئيس سعد الحريري والاحزاب ضمت رئيس اللائحة جمال عيتاني وعضوية يسرى صيداني وعبد الله درويش وهدى الاسطه ومحمد سعيد فتحة وبلال مصري وعدنان عميرات ومغير سنجابة وهؤلاء جميعهم من السنة. وضمت عن الشيعة فادي شحرور وخليل شقير وعماد بيضون، وعن الدروز رامي الغاوي وعن الروم الارثوذوكس ايلي اندريا وغابريال جونيور فرنيني وماتيلدا خوري وراغب حداد وعن الموارنة جوزيف روفايل والياس يحشوشي والروم الكاثوليك سليمان جابر وعن السريان انطوان سرياني والسريان الكاثوليك جوزف طرابلسي والبروتستانت والارمن الارثوذكس هاغوب ترزيان وآرام ماليان والارمن الكاثوليك اسحاق كيشيشيان.

أما اللائحة الثانية فهي لائحة <بيروت مدينتي> مؤلفة من اربعة وعشرين مرشحاً برئاسة المهندس ابراهيم منيمنه وعضوية طارق عمار واحمد قعبور وامال شريف وايمان الحسن وحسام حوا ورنا الخوري وريتا معلوف وسرج يازجي وعبد الحليم جبر وفرح قبيسي وكارول شبلي التويني وليقون تلفزيان ومارك جعاره وماريا مانوك ومروان الطيبي ومنى الحلاق ومي الداعوق ونادين لبكي ونجيب الديك وندى الدلال وندى صحناوي ووليد العلمي ويوركي تيروز.

اما اللائحة الثالثة فقد حملت اسم <لائحة بيروت> وضمت تسعة عشر عضواً وهي مدعومة من جمعية الواقع وجمعية الانشاء والتطوير وفاعليات وعائلات بيروتية برئاسة عماد سعيد الوزان وعضوية: جمال الحوت وسليم عيتاني ووليد شاتيلا وندى رمضان وأسامة فروخ ومارينا دميرجيان وحسان محيي الدين شهاب ومحمد بالوظة وأديب زخور وأحمد بكداش وجورج خلف وعبد الرحمن غلاييني وجوي حداد وسيف الدين سعدو وراشد فخري وعبد الله براج وماهر حمود ومصطفى الطاوقجي.

اما اللائحة الرابعة فتألفت من تسعة أعضاء وترأسها عدنان مصطفى الحكيم وعضوية كل من هاني منير فتح الله ومحمد نبيل وعماد الدين عضاضة وليد عماد الدين الشعار وعبد الرحمن كمال العبيدي ويامن عادل نكد ووليد بشير عيتاني وسامي نبيل بليق وواهان منصور شماسيان.

واللائحة الخامسة فهي تابعة لحركة <مواطنون ومواطنات في دولة> وقد ضمت اربعة مرشحين هم: غادة اليافي وياسر الصاروط وجورج صفير والوزير السابق شربل نحاس.

وقد تم انتخاب مئة وثمانية مخاتير من اصل مئتين وأحد عشر مرشحاً بينهم ثماني سيدات. وتوزع الناخبون على ثلاث دوائر هي بيروت الاولى وبيروت الثانية وبيروت الثالثة مقسمة على اثني عشر حياً، الاشرفية اثنا عشر مختاراً، الرميل اثنا عشر مختاراً، الصيفي اربعة مخاتير، الباشورة عشرة، حي المدور اثنا عشر، المرفأ اربعة، المزرعة خمسة عشر، المصيطبة خمسة عشر، دار المريسة اربعة، رأس بيروت ستة، زقاق البلاط ثمانية وميناء الحصن ستة.

سرقوا صوت ابن التسعين

المشنوق-يدلي-بصوته 

كانوا يبحثون عن فوز مؤكد بنظرهم، تهيئوا منذ اشهر لهذه اللحظة، حشدوا الجماهير وحشدوا طاقاتهم. منهم من ترك عمله كان يعود عليه براتب شهري مميز كونه أراد ان يخدم ابناء مدينته. هكذا قالوا أو أقله هكذا حاولوا أن يُقنعوا من حولهم. جيوش من المناصرين تحضروا للواقعة بأقلامهم واوراقهم، الطعام والشراب والفاكهة والحلويات هي الاخرى كانت حاضرة داخل علب صُنعت خصيصاً لهذه المناسبة. من أين كل هذا المال، احد لم يطرح سؤال كهذا فالأولوية للفوز باللوائح كاملة، وحدهم الفقراء كانوا لا حول ولا قوة لهم، باعوهم واشتروهم على غرار السنوات السابقة، فالمئة دولار بنظرهم تكفي لابتياع بضعة حاجيات او لشراء دواء عجزت الجمعيات الخدماتية عن تأمينه لهم طيلة الفترة الماضية. منازل ومحال تجارية تم تأجيرها على انها مكاتب انتخابية، اوراق سيارات وهمية كانت تنقل الناس قولاً وليس فعلاً ليبدوا المشهد وكأن الجميع يريد ان يستفيد، لكن من بين كل هذه الجموع وهذا الضجيج خرج رجل تسعيني ليبحث عن صوته الضائع وسط لوائح الشطب، البعض اخبره ان اسمه غير موجود والبعض الآخر رأى انه قد يكون جرى نقل قيده الى مكان آخر، وحده التسعيني ظن نفسه ميتاً او ان هناك من تعمّد اخفاء اسمه كي لا تفوز اللائحة التي يريد التصويت لها، لكن المفاجأة كانت ان رئيس القلم أخبره ان اسمه مدوّن على احدى لوائح الشطب لكن المشكلة انه قد صوّت بالفعل، نعم هناك من سرق صوته وأدلى به نيابة عنه. لم يحزن العجوز ولم ينبس ببنت شفة، جملة واحدة ردّدها قبل ان يُدير ظهره ويعود حيث اتى. <أردت أن أساهم بتغيير الواقع، لكن يبدو أن الوقت لم يحن بعد>.

تحالف سلطوي وشعب أخمدته روائح النفايات

 

تنافست في بيروت اربع لوائح اثنتان منها مكتملتان: <اربع وعشرون عضواً مقسمون مناصفة بين المسلمين والمسيحيين>، لائحة <البيارتة> تحالف فيها تيار <المستقبل> مع التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية والوزير ميشال فرعون وحزب الطاشناق وحزب <الهانشاك> وحركة <أمل> والحزب التقدمي الاشتراكي والجماعة الإسلامية وجمعية المشاريع الإسلامية وحزب الحوار الوطني برئاسة فؤاد مخزومي ودعم غير رسمي من حزب الله، اضافة الى دعم غير رسمي من الهيئات الاقتصادية. حتى الساعة الثالثة بعد الظهر كانت نسبة الاصوات في بيروت لم تتجاوز السبعة في المئة حيث كان التململ سيد الموقف لدى الناس وهم الذين عايشوا العديد من البلديات التي لم تستطع تأمين أقل احتياجاتهم. السياسيون بدورهم كان لهم عتب كبير على قواعدهم الشعبية فبدأت الدعوات المتكررة لهم للنزول والاقتراع بكثافة، حتى انهم صوروا الانتخابات وكأنها معركة مصيرية خصوصاً وان اهل السلطة كانوا نزلوا منذ ساعات الصباح الى الاقلام للتصويت بهدف تحفيز الناس على ممارسة حقهم الديموقراطي، لكن جميع هؤلاء نسوا او تناسوا ربما ان الناس كانت نياماً وكأنها مخدرة بسبب روائح النفايات التي ما زالت منتشرة بين احيائهم ومناطقهم وفي سماء عاصمتهم.

الحريري-زي-ما-هي خوف واستنفار وتنازع سلطوي

 

لم يُخف حجم الاصوات المقترعة خوف السياسيين في وقت كانت فيه لائحة <بيروت مدينتي> تعلن تباعاً عن فوز مضمون ومؤكد وهو ما بدا فعلاً من خلال الاصوات التي انهالت على صناديق الاقتراع منذ ساعات الصباح الاولى، ولكن الرعب الذي دب في قلوب السياسيين انعكس بسرعة البرق داخل الصناديق حيث تداعوا الى الطلب من جماهيرهم ومناصريهم للنزول فوراً والاقتراع بعدما شعروا بتهديد جدي هذه المرة وذلك بعد ورود معلومات تفيد ان انصار النائب نديم الجميل يعمدون إلى تشطيب اسماء مرشحي القوات للمخاتير ليعود الجميل وينفي الخبر من دون نسيان الاشكالات التي وقعت بين مسؤولين في التيار الوطني الحر وتحديداً بين انصار الوزير السابق نقولا صحناوي وبين انصار زياد عبس. اولى الدعوات كانت من الرئيس سعد الحريري الذي طالب جماهيره وتياره بالنزول للاقتراع، تلاه رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون الذي قال ان هناك فئة تكلمت باسم التيار الوطني الحر واتصلت بالناخبين واعطت توجيهات مخالفة لتوجيهات التيار، منبهاً المواطنين من عدم تصديق التشويش. وتمنى التصويت للائحة <البيارتة> في الانتخابات البلدية في بيروت ولائحة المخاتير للتوافق الوطني والمسيحي وواجب كل مواطن ان ينتخب. الدعوة الثالثة كانت من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي حث على النزول والاقتراع وانه غير راض عن نسبة التصويت، وقال ان نسبة الاقتراع في بيروت غير مقبولة بكل المقاييس، وما كان يجري في الأعوام الأخيرة لم يكن مشجعاً <لكن هذا لا يجب أن يحبطنا أو يجعلنا ننكفىء ويجب اعطاء خبزنا للخباز لكن من دون ان يقتنص منه>.

وفي خضم التباين السياسي بين حلفاء الصف الواحد غرد النائب وليد جنبلاط عبر <تويتر> معتبراً انه حتى الشيخ سعد غير مقتنع بلائحة <البيارتة> وقال: <متى سينتخب صديق خان (إشارة الى عمدة لندن الجديد) في بيروت من اجل كل المواطنين من دون تمييز وبعيداً عن الاقصاء، ان تسمية احدى اللوائح فيه اقصاء وتمييز للذين لا يحق لهم زوراً التصويت وكأننا غرباء ولا تجعلوا من بيروت كهفاً، نعم للانفتاح>.

 

شبيب لـ<الافكار>: لبنان ومؤسساته بخير

 

من جهته تمنى محافظ بيروت القاضي زياد شبيب على كل اللبنانيين ممارسة حقهم في الانتخاب حتى من خلال الورقة البيضاء لأنها الوسيلة السلمية والحضارية الوحيدة لكي نعبر عن رأينا ونعيد تشكيل وتكوين السلطة المحلية التي تهتم مباشرة بالشؤون التي تمسنا اكثر بكثير من الشؤون السياسية، وأشار الى ان الأجواء في منطقة بيروت ممتازة والعملية الانتخابية سارت بسلاسة ورقي ومارس المواطنون حقهم بالاقتراع بهدوء وحضارة، وسيسجل للبنان إنجازاً مفاده انه بخير ومؤسساته بخير، وايمان ابنائه به من مرشحين وناخبين ما زال قائماً وسيزيد أيضاً وان البلد في حاجة دائماً الى تجديد المؤسسات، وهذا ما حصل من خلال صناديق الاقتراع. واعتبر ان الشكاوى التي قدمت بسيطة وتمت معالجتها بشكل فوري، ولم تكن هناك من امور تعد من معوقات اساسية في وجه هذه العملية، فالأمور سارت بسلاسة الى حد كبير ونأمل ان تنسحب الجنس-اللطيف-كان-حاضرالاحقاً على بقية المحافظات.

 

عيتاني: لدينا خطط قصيرة وطويلة الأمد

أما رئيس بلدية بيروت المنتخب جمال عيتاني فقد اكد في دردشة مع الصحافيين قبيل اقتراعه انه لا يتحرك خطوة من دون ان يكون لديه خطة عمل متكاملة، وليس لمدة سنة او سنتين او ثلاث سنوات وحسب بل عبر مجموعة خطط فورية قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد على حد سواء، مؤكداً ان حاجات <البيارتة> ومدينة بيروت واضحة وجلية. برنامجنا ليس سوى انعكاس لحاجات العاصمة، والموضوع ليس بحاجة إلى اختراع الذرة لمعرفة حاجات المدينة، وبرنامجنا اكثر شمولية وطموحنا اكبر من اي برنامج انتخابي ثانٍ. وقد طرحنا مواضيع عدة وعلى رأسها ازمة القمامة. وتساءل: من لا يعلم أن هناك مشكلة نفايات في بيروت؟ ان من يستطيع تنفيذ خطة على الأرض وبلورة حل نهائي للنفايات هو الفريق الذي يستحق ان يمسك ادارة بلدية بيروت.

 

مشاهدات و<زكزكات>

 

شاشة الـ<او تي في> التي كانت ممنوعة طيلة الفترة الماضية من الدخول الى احياء تيار <المستقبل>، شوهد فريق عملها وهو يجول بين ابناء الطريق الجديدة ويتحدث معهم وعن اولوياتهم وخياراتهم السياسية. مندوبون عن حركة <امل> وحزب الله وجمعية المشاريع الاسلامية كانوا جنباً الى جنب وهم يوزعون لوائح مشتركة بعضها ملغوم بأسماء. من جهته رأى الصحافي حازم الامين عبر موقع <فايسبوك> ان الخصومة الدموية التي ربطت اطراف لائحة <البيارتة> تبدّدت عندما لاح بديل مدني، لا شيء يفوق هذه الحقيقة وقاحة وصفاقة ان يدعو ميشال عون للتصويت للائحة الحريري، وان تضم الاخيرة مرشحاً عن حركة <امل>، فهذا منتهى الاستخفاف بعقول من جرى حقنهم بجرعات الضغينة التي شهدناها في السنوات السابقة. يجب ان ننتقم لانفسنا من هذه الطبقة السياسية، وان نعيد الاعتبار لشعار < كلن يعني كلن>، هذا الشعار على عاديته وعدم بلاغته يكفي لمواجهة هؤلاء السفلة. وترجمة كلن يعني كلن انتخابياً يعني <بيروت مدينتي>. وهناك من قال: <نسي الناخب البيروتي روائح النفايات وأكوامها ونسي اضطراره لوضع كمامة ليسير في شوارع مدينته، ونسي الذباب والبعوض ليؤكّد مرة جديدة بأن <البيارتة> لا يرون بديلاً عن زعامة الرئيس سعد الحريري <زيّ ما هيّي> بكل ما يحويه سلوكها السياسي من إخفاقات وخيبات ومن نجاحات>.

وبدوره صرح الفنان والمرشح للمقعد البلدي في لائحة <بيروت مدينتي> والمتهم بـ<قلة الوفا> من قبل جمهور <المستقبل> احمد قعبور خلال جولته الإنتخابية. ما زلت في قوى 14 آذار و<بيروت مدينتي> التي الرئيس-تمام-سلام-من-وراء-الستارةاستشهد فيها رفيق الحريري.

 

قراءة في الانتخابات

في خلاصة المشهد الانتخابي البلدي في مدينة بيروت يمكن القول ان هناك امتعاضاً شعبياً من كافة الافرقاء السياسيين من دون استثناء وان الناس كانت تريد التغيير الفعلي لكنها لم تسعَ وراء هذا الامر ظناً منها ان المحدلة الانتخابية السياسية سوف تدهس قرارها مجدداً. كانت هناك محاولات جدية لتحجيم الرئيس سعد الحريري في بيروت وهذا ما سعى اليه حزب الله وجمعية المشاريع مع بعض الشخصيات والاحزاب البيروتية منها <المرابطون> التي يرئسها العميد المتقاعد مصطفى حمدان، وقد سرت معلومات تحدثت عن لقاء ثلاثي ضم حمدان واللواء جميل السيد ورئيس لجنة التنسيق والارتباط بالحزب وفيق صفا جرى خلاله التنسيق على تحجيم الحريري.

من نافل القول ان معركة بيروت البلدية كانت صعبة وليست سهلة بين لائحتي <البيارتة> و<بيروت مدينتي> وسط امتعاض فعلي من الحريري من بعض الحلفاء الذين صبوا اصواتهم للائحة المنافسة وتحديداً في منطقة الاشرفية، وقد اشار اليهم بالقول: <بكل صراحة هناك حلفاء التزموا معنا بالكامل وصبوا اصواتهم للائحة <البيارتة> وهنا اود ان اتوجه اليهم بالشكر والتحية، وهناك حلفاء آخرون فتحوا خطوطاً لحساب مرشحين من خارج اللائحة، بشكل كان من الممكن ان يهدد المناصفة وهذا امر لا يشرف العمل السياسي ولا العمل الانتخابي. نحن الذين حمينا المناصفة، تذكروا ذلك جيداً يا أهل بيروت عندما يتهمونكم بالطائفية والعنصرية انكم انتم ولا أحد سواكم من حمى المناصفة. وبجميع الأحوال، هذا البيت تحديداً سيبقى بيت الجميع وانا شخصياً باق بخدمة الجميع>.

الحريري يعلن

 خطاب الفوز

لائحة-بيروت-مدينتي

من <بيت الوسط> اطل الرئيس سعد الحريري على جمهوره في اليوم التالي لعملية الانتخابات حيث قال: <مبروك للوائح التي فازت والتي شاركت في بيروت والبقاع، وخصوصاً في عرسال. ومبروك لمخاتير بيروت، مبروك للعاصمة مجلسها البلدي الجديد>. واضاف: <تحية لكل شخص شارك بالانتخابات وأعطى صوته لخيار بيروت السياسي، وتحية خاصة للجيش وقوى الأمن الداخلي ولوزير الداخلية وأجهزة الوزارة التي اشرفت على انتخابات نظيفة وديموقراطية من بيروت الى كل البقاع. ونشكر الاعلاميين ووسائل الاعلام. شكراً لكم جميعاً ولكل شخص تعب وسهر معنا وتحمل معنا في الحملة الانتخابية القصيرة ولكن كلها جهود أثمرت نتيجة. الانتخابات والحملة كانت مناسبة لنسمع الآراء والاختلافات، والمجلس البلدي الجديد سيأخذ بكل الاقتراحات الايجابية والبناءة. وتوجه الى الناخبين الذين صوتوا للائحة <بيروت مدينتي>، بالقول: <انتم جزء من نسيج بيروت وقمتم بعمل ديمقراطي مشكور وحافظتم على طبيعة نظامنا السياسي، انتم تشبهون احلامنا وطموحاتنا في الحملة، قسوتم علينا وهذا حقكم، انتم تشبهوننا ولا تشبهون من حاول كسر المناصفة والتمريك على <البيارتة> وبيروت>.

 

نهاية ام بداية؟

 

وبعد ذلك انتهت انتخابات بلدية بيروت وانتهت معها معركة وصفت بالديموقراطية في العديد من جوانبها. <البيارتة> سينامون على امل ان يستيقظوا على احلام وضعت بيد مجلس بلدي جديد عاهد الناس على تحقيق احلامهم. اسماء جديدة سوف ترافقنا لفترة ست سنوات سيتخللها سقطات ونجاحات وهفوات، مع امل ان لا تتكرر اخطاء المجالس السابقة التي وعدت بالمن والسلوى قبل ان يستيقظ اهل العاصمة على حقيقة مرّة وزعتهم على اطراف العاصمة في بشامون وعرمون وصاروا يترددون الى عاصمتهم وكأنهم زوار لا اهل دار.