بقلم وليد عوض

في المعلومات ان الرئيس ميشال عون اختار من حصته الوزارية في الحكومة المقبلة نائب كسروان ــ جبيل نعمت افرام ليكون وزيراً للصناعة. وانتقال وزارة الصناعة الى مهندس شاب مثل نعمت افرام يترأس مجموعة <اندفكو> المتربعة على الجانب الأيمن من أوتوستراد كسروان، ورئيس الانتشار اللبناني خلفاً للوزير السابق ميشال إده، تصبح هذه الوزارة ولو بدون نص، وزارة سيادية يمكن أن تكون في الآتي من الأيام الوزارة الخامسة بعد وزارة الخارجية ووزارة الداخلية ووزارة الدفاع، ووزارة المال.

نعمت افرام (51 عاماً) من مدرسة ميشال اده، أي من المارونية الوطنية التي تتعامل مع اللبنانيين برؤية واحدة، أي لكل من الطوائف حضورها وتاريخها وموقعها الاستراتيجي، وهو بين موظفي وعمال <اندفكو> انسان عادي، ذو اطلالة عادية ومن بيته الوالدي في منطقة <غدير> اتخذ مقراً لزعامته الصناعية، ومرجعاً لشباب المنطقة، وحين قبل منصب رئيس مؤسسة الانتشار المارونية كخلف للوزير السابق ميشال اده، كأنه اختار مجذافاً يبحر في أطراف كل بحار العالم. وإلا فما معنى أن يكون رمزاً للانتشار اللبناني؟

في سدة الانتشار لا يكتفي نعمت افرام بمراجعة حقوق المهاجرين اللبنانيين، والسؤال عن خاطرهم، وفحص طموحاتهم، حتى يكون للهجرة اللبنانية حضورها العالمي اشتقاقاً من مارد بشري جبران خليل جبران، وشاعر المتن ايليا أبو ماضي الذي رسم للناس خط التفاؤل والتعلق بأزهار الياسمين والنرجس والورد الأحمر، تماماً كما يقول شعره: <قال السماء كئيبة وتجهما/ قلت ابتسم! يكفي التجهم في السما>، ورئيس مجموعة <اندفكو> اختار التفاؤل دليلاً ومقصداً وملاذاً. ولكنه بالمقابل يختصر أوصال المشكلة، بخلق فرص العمل في الوطن الأم لمحو الأسباب والمسببات التي تدعو الى الهجرة للبحث عن عمل. وفي أبناء كسروان، مثلهم مثل أبناء بشري وطرابلس والضنية، من نظم حياته ومستقبله على أساس الهجرة، واتخذوا مثالاً البروفيسور <مايكل دبغي>، وجورج غانم، وايليا أبو ماضي، وبذلك توفر الهجرة موئلاً غذائياً ومدرسياً لأقربائهم وجيرانهم في المنطقة.

وفي نطاق كسروان وجبيل يحتفظ نعمت افرام بمخطوط يضم أسماء طالبي السفر لمزيد من العيش الكريم، وتأمين مستقبل أبناء العائلات اللبنانية. وحسبك وأنت تطالع الوفيات المعلقة على الحيطان أن تكتشف الصلة بين المتوفى وجذوره في المهجر، وبالإضافة الى ذلك فالرجل يهيئ لنهضة صناعية في جبيل ــ كسروان.

وترنو أنظار نعمت افرام أصيل الأحد الماضي الى بيت الوسط حيث كان رئيس الوزراء سعد الحريري يتناول طعام العشاء مع الوزير جبران باسيل رئيس حركة <لبنان القوي> وقد ذهب وزير الخارجية الى عشاء بيت الوسط مزوداً بكل تعليمات الرئيس ميشال عون، ومن ذلك حرصه المستدام على التوازن في التشكيلة الوزارية بين حركة <لبنان القوي> وتيار القوات اللبنانية وترك مسألة المشاركة الوزارية الدرزية للزعيم الوطني وليد جنبلاط الذي كان له موعد حاسم مع الرئيس سعد الحريري.

وكان المتفق عليه أن يتم اسناد وزارة الصناعة الى النائب نعمت افرام كجزء من حصة رئيس الجمهورية، والنهضة الصناعية الموعودة بعد مقررات مؤتمر <سيدر> الباريسي.