تفاصيل الخبر

نعمة افرام الى مواجهة الموقف!  

22/04/2016
نعمة افرام الى مواجهة الموقف!   

نعمة افرام الى مواجهة الموقف!  

بقلم وليد عوض

نعمت-افرام 

أغنى ما يعتز به لبنان ليس ثروته المائية والزراعية وأحلام الثروة النفطية الموعودة في شواطئه، وقدرته على تجاوز الأزمات الأمنية والصمود في وجه عواصف المنطقة فحسب، بل غنى لبنان أولاً وآخراً يتمثل في صيغته الانسانية التعددية التي سماها البابا الراحل <يوحنا بولس الثاني> بالرسالة.

وهذه الثروة، ثروة العيش الوطني في بلد يضم سبع عشرة طائفة، عبّر عنها بكل شفافية رئيس مؤسسة الانتشار اللبناني الصناعي الشاب نعمة افرام في رسالة وجهها عبر الصحف الى الرئيس الفرنسي <فرانسوا هولاند> صبيحة وصوله الى بيروت. أراد نعمة افرام الرئيس التنفيذي لشركة <اندفكو> التي تضم أكثر من عشرة آلاف موظف وموظفة، أن يقول للرئيس الفرنسي: <إن أوروبا تبحث عن باب نجاة من الارهاب التكفيري والصراع بين اليمين واليسار، خصوصاً في فرنسا وألمانيا وبلجيكا واليونان، وباب النجاة أمامها ماثل للأعين، ويمكن اعتماده كنموذج أمثل للعلاقة بين المواطنين وهو.. لبنان.

   وكما يقول المثل الفرنسي: <يبحثون عن الظهيرة في ساعة الأصيل>، وعندهم وأمام نواظرهم وطن صغير، بل أهم وطن صغير في العالم اسمه لبنان، عرف كيف يخرج من الحرب الأهلية بطوق النجاة الذي جاءه في مؤتمر الطائف، ويلملم صفوفه، ويستعين بقدرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ليجعل من بيروت فردوساً عمرانياً لا يقل وهجاً وقيمة وغنى عن أهم ساحات العواصم الأوروبية. ولو أمعن أهل أوروبا، والعالم، في دراسة النموذج اللبناني لاكتشفوا أفضل خريطة طريق لهم في ظل الانحباس الحراري، وتزايد البطالة، والوقوع في الأزمات المالية، والتخبط الذي يعانيه البريطانيون الآن في التعامل مع الاستفتاء الذي سيخيرهم بين البقاء في منظومة الاتحاد الأوروبي والخروج من هذه المنظومة الى الأبد، ليكونوا في غنى عن تسخير موازنتهم لإنقاذ بلدان متعثرة مثل اليونان.

ماذا قال نعمة افرام في رسالته الصباحية الى الرئيس <فرانسوا هولاند>؟

<إن وطننا يا فخامة الرئيس يشكل بتنوع مكوناته أرضية مثلى للحوار بين الثقافات لا للنزاع بين الحضارات، وهو يمثل من خلال خصوصيته كوطن وكيان أرضاً عابقة بالقيم الانسانية ما يؤهله لاطلاق مبادرات رائدة على صعيد المنطقة والعالم، ترسي الحوار في مواجهة الإلغاء، والمحبة في وجه الحقد. إنها الرسالة النموذج في ضمان الغنى ضمن التعدد والوحدة في التنوع. إنها رسالة الى لبنان في الاستقرار والعدالة والسلام.

ولا يفوت نعمة افرام أن يلتفت الى الداخل اللبناني ويتمنى على الرئيس الفرنسي الضيف أن يدعمه في تطلعاته الى الداخل، مثل وضع قانون عصري للانتخابات النيابية يكرّس المناصفة ويحمي الشراكة وميثاقية الدستور وإقرار قانون اللامركزية الادارية الموسعة التي لم يتم تنفيذها من اتفاق الطائف. أي عرض نعمة افرام أمام الرئيس الضيف الداء وقدم الدواء.

ونعمة افرام استمد تعاليم الوحدة الوطنية من والده وزير الطاقة الراحل جورج افرام، واستوحى روح العيش المشترك من الرجل الذي تسلم منه علم رئاسة المؤسسة اللبنانية للانتشار، أي ميشال اده، أو رئيس الجمهورية الذي لم يأتِ، والذي بنى حياته على تعاليم الخبير الدستوري ميشال شيحا، ومبادئ الرئيس بشارة الخوري، ومدرسة الرئيس فؤاد شهاب. وحين قال للبطريرك بشارة الراعي انه لم يعد يرى في نفسه القدرة على متابعة مسؤولياته كرئيس لمؤسسة الانتشار، وانه يرشح للمنصب نائبه الصناعي نعمة افرام الذي جعل من نفسه حلقة تواصل بين كل أبناء كسروان، بعيداً عن كل حزبية أو عصبية عائلية، وكان جواب البطريرك الراعي، راعي مؤسسة الانتشار: نِعمَ ما اخترت يا عزيزي ميشال.

ونعمة افرام الذي يصل الآن أهل المقيمين بأهل الاغتراب أو الانتشار له براءتا اختراع كحامل للإجازة الجامعية في الهندسة الكهربائية من الجامعة الأميركية، وله دورات تدريبية في جامعة <هارفرد> و<جورجتاون> و<ستانفورد>، وقد أطلق عام 2013 مشروع <لبنان الأفضل>، وهي مبادرة وطنية اجتماعية واقتصادية للتجديد في العقد الوطني.

فمن قال ان أرض لبنان ليست غنية بالرجال؟