تفاصيل الخبر

”ميشيل أوباما“ وحملة تعليم الفتيات في العالم

26/09/2014
”ميشيل أوباما“ وحملة تعليم الفتيات في العالم

”ميشيل أوباما“ وحملة تعليم الفتيات في العالم

مؤتمر <مانديلا الأول> لزعماء افريقيا الذي انعقد في واشنطن وفي البيت الأبيض بالذات منذ فترة وجيزة ألقت السيدة الأميركية الأولى <ميشيل أوباما> خطاباً ملهماً ومهماً حول تعليم الفتيات في العالم وخصوصاً في افريقيا، إذ تشير الاحصاءات الى ان 62 مليون فتاة هن خارج المدارس وأن نصفهن يُقمن في القارة الافريقية... كما ان نسبة مئوية قليلة من اللاتي يلتحقن بالمدارس الابتدائية يتابعن دراستهن الثانوية (لا تزيد عن 7 بالمئة). وقالت: إن الارادة والتصميم بحاجة أيضاً الى الموارد المالية التي لا تتوافر في كثير من الظروف. لهذا نشأت حركة <Kind> (معناها اللطيف) وأحرفها الأولى هي للجملة <Kids in need for desks> أطفال بحاجة الى مقعد دراسي، وذلك لمساعدة فتيات العالم على التحصيل العلمي بواسطة منح مالية...

   ثم أردفت <ميشيل أوباما> قائلة: <خذوني أنا مثلاً. صحيح أنني ولدت في <شيكاغو> إلا أن شجرة عائلتي في افريقيا والكثير من أفرادها ما زال يعيش هناك، وكذلك زوجي فإن والده قد خُلق وترعرع في كينيا. أؤكد لكم أن الدماء الافريقية تجري في عروقي وأنا أزور افريقيا كلما سنحت لي الفرصة واصطحبت معي في أربع زيارات مؤخراً والدتي وابنتيّ الجميلتين>.

   وزادت قائلة:

   <لقد تعلمت وواجهت التحديات بفضل العزيمة والارادة والطموح وأيضاً بفضل مساندة وتشجيع والدي وجدي وجميع رجال العائلة الذين كانوا يمنحونني الثقة ويشجعونني بقولهم انك ذكية وطيبة وجميلة وعليك متابعة الطريق مهما تكن الصعوبات. أنا اليوم أعيش في البيت الأبيض الذي بناه أجدادي العبيد <The Slaves> وتتجول ابنتاي الجميلتان مع كلبهما في ظل المكتب البيضاوي <Oval Office> حيث يمارس زوجي أعماله كرئيس للولايات المتحدة الأميركية. لقد ارتبطت بزوجي الذي كنت ولا أزال معه على قدم المساواة والذي منحني الحب والرعاية كما ظلل ابنتي بهما. المساواة بين الرجل والمرأة بكل معانيها أساس نهوض الأمة. أنا اليوم أمامكم المرأة الأميركية من أصول افريقية أمثل بلادي في جميع أنحاء العالم...>.

   تشعر وأنت تستمع الى السيدة الأميركية الأولى بنكهة عنصرية مريرة ومبررة. فتاريخ الزنوج في أميركا حافل بالظلم والقهر.. وقد عشت في أميركا خمس سنوات في ستينات القرن الماضي وعايشت الكثير من أشكال التمييز العنصري، كما حضرت المهرجان الكبير لزعيم التحرير الراحل <مارتن لوثر كينغ> في واشنطن والذي أطلق فيه عبارته المشهورة التي أصبحت على كل شفة ولسان: <أنا لديّ حلم I have a dream>... وتابعت مسيرة التحرر من التمييز العنصري طريقها التاريخي المدجج بالدم والدموع والآلام والحرمان حتى وصلت الى نهايتها السعيدة.

   والجدير بالذكر ان الحملات الانتخابية في فترة الستينات من القرن الماضي كانت على أشدها في الولايات الأميركية لاختيار أعضاء للمجلس النيابي والكونغرس ولحكام الولايات. وكنت في تلك الفترة أعمل في أحد مستشفيات <فرجينيا> التي يندر وجود أميركيين من أصول افريقية فيها على عكس بعض الولايات كنيويورك وألاباما والجنوب بنوع خاص. وكان مكان إقامة حاكم ولاية <فرجينيا> قصر اسمه أيضاً البيت الأبيض وكان أحد المرشحين لمقعد الحاكم أميركياً افريقياً... ولما سألت بعض الأطباء عما إذا كان يمكن أن ينجح هذا الرجل في الوصول الى مركز الحاكم؟ أجاب أحدهم وهل يعقل أن يسكن الرجل الأسود في البيت الأبيض؟

   نجحت ثورة الزنوج وأصبحوا يُعرفون اليوم بالافريقيين الأميركيين <Afro American> فلا عبد ولا أسود ولا زنجي <Nigger> بعد الآن. ورغم مقتل مواطن ملون في بلدة <فرغسون> مؤخراً، فقد اختفت هذه اللغة العنصرية من التداول. وبفضل الحلم الكبير والارادة والتصميم والمثابرة تحقق المستحيل... وتصدرت <ميشيل أوباما> حملة تعليم الفتيات في جميع أنحاء العالم وإعادة كتابة مستقبل البنات حول العالم تحت عنوان <Rewrite the future of girls around the world>.