تفاصيل الخبر

مـيـشــال عـــون فــي جـلـســـة 31 الـشـهــــر الـجـــــــاري أمـــام الـمــــأزق إذا اسـتـمــــر فـرنـجـيــــة فــي الـمـعــــركـة!  

20/10/2016
مـيـشــال عـــون فــي جـلـســـة 31 الـشـهــــر الـجـــــــاري  أمـــام الـمــــأزق إذا اسـتـمــــر فـرنـجـيــــة فــي الـمـعــــركـة!   

مـيـشــال عـــون فــي جـلـســـة 31 الـشـهــــر الـجـــــــاري أمـــام الـمــــأزق إذا اسـتـمــــر فـرنـجـيــــة فــي الـمـعــــركـة!  

بقلم وليد عوض

الجبير-و-كيري----2

عندما يكون هناك مصباح كهربائي في سقف الغرفة خلال النهار يكون هذا المصباح مضيئاً بالقوة، فإذا أضيء المصباح قيل إنه مضيء بالفعل. هكذا هو المعيار الفلسفي. والعماد ميشال عون الآن رئيس جمهورية بالقوة بانتظار أن يصبح رئيس جمهورية بالفعل، وقد يكون اليوم المضيء في حياته هو الاثنين 31 تشرين أول (أكتوبر)، أو يبقى رئيساً بالقوة حتى إشعار آخر.

فالزعيم وليد جنبلاط أرسل تغريدته يوم الجمعة الماضي وقال فيها ان المهم أن يكون للبلاد رئيس، ولا يهم من يكون. ورئيس الكتائب النائب سامي الجميّل قال بعد استقبال وزير التربية الياس بوصعب، ونائب جزين زياد أسود، انه يحتاج الى وقت حتى يقرر الموقف النهائي لحزب الكتائب. والرئيس ميشال سليمان قال بعد لقائه صباح الأحد الماضي الرئيس نبيه بري قبل سفره الى جنيف لحضور مؤتمر برلماني دولي، ان ظروف البلاد الاقتصادية والمعيشية تستدعي أن يكون هناك رئيس جمهورية، ولا سبيل الى ذلك إلا بالنزول الى مجلس النواب يوم 31 تشرين أول (أكتوبر) المقبل، والقيام بواجب الاقتراع لرئيس جديد.

ويوم 31 تشرين الأول (أكتوبر) أصبح منا على قاب قوسين أو أدنى. وكل الأصابع تدل على الرئيس سعد الحريري كناظر محطة رئاسة الجمهورية وسائق قطارها. له أن ينطق باسم ميشال عون، ويحسم الموقف. وله أن يتردد ويتحفظ ويراهن على الوقت، فلا يكون لنا رئيس جمهورية هذا العام.

ولكن أين العقدة في منشار سعد الحريري؟

رئيس الوزراء السابق وزعيم تيار <المستقبل> أمام الاختيار الأصعب في حياته: هل يقول نعم لميشال عون، وينهي الشغور الرئاسي، ويريح البلاد والعباد من الانحباس المعيشي والاقتصادي؟! أم ينتظر أن تأتيه الكلمة الاقليمية، والأوضاع الاقليمية تعاني بدورها من انحباس حراري في مصالحها؟ وإذا دل بسبابته على العماد عون كمنقذ من الضلال السياسي، فهل يكون هذا الاختيار مسايرة لإيران وحزب الله؟ وإذا كان مسايرة فما هو موقف سعد الحريري وقوى اقليمية أخرى من تهمة تدخل إيران في شؤون دول الخليج وصولاً الى اليمن والعراق وسوريا ولبنان؟

مشكلة متشابكة الخيوط وتفكيكها ليس سهلاً.

 

في وجه التقسيم

من هذه الخيوط المتشابكة الخوف السائد من أن تتعرض المنطقة للتقسيم أو لاتفاقية <سايكس بيكو> ثانية، أو التبشير بالفيدرالية بدءاً من محافظة نينوى في العراق. وكما الرئيس نبيه بري كذلك أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، فهما يتحسبان للعبة التقسيم، ومن أجل ذلك يدعو كل من الاثنين الى توسيع نطاق الوحدة الوطنية. وقد قام خليل حمدان عضو المجلس السياسي لحركة <أمل> مساء الجمعة الماضي في النبطية بإثارة هذه المخاوف والتعبئة الوطنية ضد التقسيم وحتى الفيدرالية، من خلال خطاب في ذكرى عاشوراء. وما دعوة القيادات السياسية الى التسريع في انتخاب رئيس الجمهورية إلا لأن الشغور الرئاسي باب للمشاريع التقسيمية. وهكذا هو مواقف وتغريدات الرئيس سعد الحريري والزعيم وليد جنبلاط، إذ يريان ان انتخاب رئيس جديد للبنان سيتقدم كل الاعتبارات، ويفك كل العقد، لأن انتخابه هو السبيل الى تحريك عمل المؤسسات، ولاسيما مؤسسة مجلس النواب لأن مشاريع مالية مع صناديق مالية عالمية تنتظر انعقاد مجلس النواب لإعطائها الضوء الأخضر، والتصديق على المشاريع ذات الأهمية الاقتصادية، ومنها الموازنة.

ولا نستثني هنا الاعتقاد السائد بأن الشغور الرئاسي موصول بما يجري في سوريا وحلب بالذات، والصراع المستجد بين الرئيس التركي <رجب طيب أردوغان> ورئيس وزراء العراق حيدر عبادي، وتبادل الألفاظ الجارحة.

وكانت العيون مصوبة يوم السبت الماضي على فندق <بوريفاج> في مدينة <لوزان> السويسرية حيث امتدت طاولة الحوار حول سوريا بين وزير الخارجية الروسي <سيرغي لافروف> ووزير الخارجية الأميركي <جون كيري> ووزير الخارجية السعودي الدكتور عادل الجبير، ووزير الخارجية التركي <مولود جاويش أوغلو>، ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، ووزير خارجية الأردن ناصر جودة، ووزير خارجية مصر سامح شكري، والإيراني <محمد جواد ظريف>، والمبعوث الأممي <ستيفان ديمستورا>، فيما غاب ممثل عن الحكومة السورية، وممثل عن المعارضة السورية، ولكن الاجتماع كان قمحاً بلا حصاد، لأن جلساء طاولة الحوار لم يتفقوا على حل لإنقاذ مدينة حلب الجريحة، وإن كان الاجتماع بحد ذاته، كما قال الوزير <لافروف>، مؤشراً لبداية حل لم يأت.

وفندق <بوريفاج> مقر الاجتماع في <لوزان> لا يغيب عن ذاكرة اللبنانيين إشارة الى مؤتمر الحوار اللبناني بين الدولة الممثلة بالرئيس أمين الجميّل والرئيس نبيه بري، والمعارضين عام 1984، وهو كذلك لم يقطف أي ثمار، وكأن هذا الفندق منحوس وفاقد الأمل..

وكان مطلوباً من هذا الاجتماع حتى يكلل بالنجاح، أن تعلن روسيا وقف القصف الجوي على مدينة حلب، وتتعهد إيران بسحب مسلحيها من وسط القوات النظامية السورية، وبذلك تتأمن طريق قوافل المؤن والمواد الصحية لأهالي حلب الواقعين تحت الحصار. ولكن لا روسيا تعهدت بوقف القصف الجوي ولا <محمد جواد ظريف> تعهد بسحب المسلحين الإيرانيين، وهما المفصلان اللذان أجهضا أي مكسب لـ<اجتماع لوزان>.

وفي الكواليس خارج طاولة الحوار لم يحصل أي لقاء بين الوزير السعودي عادل الجبير والوزير الإيراني <محمد جواد ظريف>، وإلا لكان للمؤتمر جانب ايجابي. ولو انعقد هذا الاجتماع الموعود خارج طاولة الحوار بين الوزيرين السعودي والإيراني، لكان لبنان قد حصل على ممر الى معركة الشغور الرئاسي وتنصيب رئيس في قصر بعبدا، وهذا الحلم لم يتحقق، لأن لكل من الوزيرين وجهة نظره في الأزمة السورية. فالسعودية لا ترى فرجاً للأزمة السورية مع بقاء الرئيس بشار الأسد على رأس السلطة، ولا بد من سلطة انتقالية، وإيران لا تقول بترحيل الرئيس الأسد، وتترك مسألة بقائه على رأس السلطة للشعب السوري ولانتخابات الرئاسة عام 2018.

أي ان العقدة باقية في المنشار.

عون----1 

الفرص الضائعة

 

وقد ضاعت على لبنان فرص بالجملة لإتمام هذا الاستحقاق الرئاسي، ومنها ان اسم سليمان فرنجية كرئيس جمهورية عندما أطلقه الرئيس سعد الحريري من باريس قبل ثلاثة أشهر، كان مقبولاً من المجتمع الدولي، إذ اتصل به الرئيس الفرنسي <فرانسوا هولاند> شخصياً، وهي المرة الأولى التي يتصل فيها الرئيس الفرنسي بشخصية غير رسمية. ورئيس الوزراء البريطاني السابق <دايفيد كاميرون> قبل أن تخلفه <تيريزا ماي> أعلن تأييده لسليمان فرنجية، وكذلك أعلن الموافقة الأميركية على هذا الاختيار الوزير <جون كيري>. فماذا حصل؟!

قوة مجهولة تصدت لهذا الاختيار وأعادت معركة الشغور الرئاسي الى نقطة الصفر، فلم يكن أمام سعد الحريري إلا أن يتابع المسعى لفك الأسر عن كرسي الرئاسة، وهذه المرة دون إعلان أسماء، تاركاً لمن حوله الترويج لاسم العماد ميشال عون. وانصرف الى استجماع الظروف الكفيلة بزيادة حظ العماد عون في الرئاسة، بعدما نجح الرجل في حشد جموع المؤيدين والأنصار في تظاهرة صباح الأحد الماضي على طريق قصر بعبدا أو ما سمي باليوم البرتقالي، دون أن تكون هناك شعارات محمولة بالتحدي، لمناسبة يوم الاعتداء الجوي السوري على العماد عون في قصر بعبدا، وهجرته الى سفارة فرنسا، ثم الى منفاه الباريسي عند منطقة <هوت ميزون>.

كان الشعار الذي يرضي كل الناس هو: <يكون الميثاق أو لا يكون لبنان>. فهل للبنان وجود دون الميثاق الوطني الذي أصبح جزءاً من الدستور؟

بهذه الصورة البالغة الاشراق يطل ميشال عون على يوم الاثنين 31 تشرين الأول (اكتوبر) الجاري وأمامه طريقان: طريق النزول الى مجلس النواب بعدما مهد الطريق لانتخابه رئيساً. وطريق التردد في هذا النزول إذا تمسك زعيم تيار <المردة> سليمان فرنجية بموقفه كمستمر في المعركة حتى لو بقي معه صوت نائب واحد مثل سمعان الدويهي على سبيل المثال، أي انه سيكون الرقم الصعب أمام <الجنرال>. ومن يدري؟! فقد يحصل سليمان فرنجية على أصوات الرافضين لميشال عون، وقد يشكلون عدد الستة والستين صوتاً المطلوبة لانتخاب <فخامة الرئيس>.

أي على ميشال عون أن يغامر ويلعب <روليت> انتخاب الرئيس وليكن ما يكون..

ووحده الرئيس سعد الحريري مقاول المعركة يستطيع أن يقدم المبررات والدواعي لسليمان فرنجية حتى يعلن انسحابه من السباق الرئاسي. أليس هو القائل انه سينسحب إذا تأكد من اجماع القرار الوطني على العماد ميشال عون؟

أي ان العماد عون نجا من حصار الرئيس سعد الحريري ليواجه حصاراً من النائب فرنجية الذي ما زال يراهن على ان الرئيس بري يريده ولا يريد <الجنرال>، ومثله العديد من نواب تيار <المستقبل>.

والآن هي مرحلة جمع الأصوات عند كل من الطرفين. ولا ننسى ان سليمان فرنجية الجد انتزع كرسي الرئاسة من حاكم مصرف لبنان الياس سركيس بفارق صوت واحد!

والمثل الصيني يقول : يفتحون الباب وعليك أنت أن تدخل!

ونحن الآن في مرحلة حبس الأنفاس !