تفاصيل الخبر

متسلـقـــة الجبــــال جـــويـس عـــزام تـنـجـــح فــي تـسلـــق الـقـمـــة الـسادســـة مـــن تـحـــدي الـقـمــــم الـسبـــع...!

28/12/2018
متسلـقـــة الجبــــال جـــويـس عـــزام تـنـجـــح فــي تـسلـــق الـقـمـــة الـسادســـة مـــن تـحـــدي الـقـمــــم الـسبـــع...!

متسلـقـــة الجبــــال جـــويـس عـــزام تـنـجـــح فــي تـسلـــق الـقـمـــة الـسادســـة مـــن تـحـــدي الـقـمــــم الـسبـــع...!

بقلم وردية بطرس

حققت المتسلّقة اللبنانية جويس عزّام الحلم السادس من تحدي <7Summits> بعد تسلّقها أعلى قمة في قارة <انتاركتيكا> قمة جبل <فينسون> الذي يبلغ ارتفاعه 4,897 متراً، وبذلك حققت انجازاً للبنان أيضاً باحرازها لقب أول امرأة لبنانية تصل الى أعلى نقطة في القارة القطبية الجنوبية. ورفعت جويس العلم اللبناني بفخر واعتزاز شاكرة كل من دعم حلمها وعلى رأسهم رئيس الحكومة سعد الحريري الذي كان اتصل هاتفياً بها بعد وصولها للقمة، بالاضافة الى شركة <ألفا> للاتصالات وتلفزيون <المستقبل>. وسيكتمل النجاح بالتحدي المقبل والأصعب المتمثل بتسلق جبل <أفرست> في قارة آسيا في نيسان (أبريل) 2019 ليكتمل الحلم الأول ويبعدها مسافة قطبين آخرين فقط من تحدي <The Explorers Grand Slam>. وان هدف جويس لا يقتصر فقط على تسلق الجبال بل حثّ الشباب على تحقيق أحلامهم والتغلب على تحديات الحياة. كما انها تحمل حبها للبنان معها في كل رحلاتها حول العالم، وقد ساهم حبها المقرون بالعمل الدؤوب والمثابرة والتفاني في تحقيق أهدافها وجعلها قوية لمواجهة العقبات.

وخلال المؤتمر الذي كان قد عُقد في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي قبل قيام جويس بهذه الرحلة، وبحضور رئيس مجلس ادارة شركة <ألفا> ومديرها العام المهندس مروان الحايك، ومدير عام تلفزيون <المستقبل> السيد رمزي جبيلي، ونائب حاكم مصرف لبنان رائد شرف الدين، قالت جويس: كغيرها من التحديات في الحياة، ان كان باستطاعتنا التغلب عليها فكرياً فسيسهل التغلب عليها أيضاً جسدياً. وأعرب مدير عام تلفزيون <المستقبل> رمزي جبيلي خلال المؤتمر عن فخرهم بجويس قائلاً: نحن فخورون جداً وداعمون لهذه القضية التي تعتبر مصدر وحي للمرأة اللبنانية، وتلفزيون <المستقبل> سيتابع عبر شاشاته هذا الحدث مباشرة... كما لفت رئيس مجلس ادارة شركة <ألفا> ومديرها العام المهندس مروان الحايك في كلمته الى ان اسم جويس عزام يختصر مسيرتها حيث العزم الذي أهّلها بجدارة خوض التحدي لتصبح أول لبنانية تتسلق القمم السبع وتزرع العلم اللبناني في هذه القمم، وقال:

- دعمنا لجويس بدأ في القمة الخامسة في <أكونكاغوا> وبات في القمة السادسة (قمة فينسون) أقوى بكثير، اذ سنؤمن لها كل الامكانات لتظل متصلة بالانترنت عبر خط <ألفا>. وسلّم الحايك لجويس خط <ألفا> وجهازاً خاصاً خولها البقاء متصلة بشبكة الانترنت عبر الأقمار الاصطناعية خلال التحدي الذي خاضته لتسلق قمة <فينسون>.

جويس عزام وتسلق أول قمة في لبنان!

وجويس عزام مهندسة معمارية حائزة شهادة ماجستير في ادارة المشاريع العامة وأخرى في الحفاظ على المدن والمعالم التاريخية، اضافة الى شهادة دكتوراه في المحافظة على المناظر الطبيعية والمعالم الثقافية والبيئية. ولطالما أحبت جويس عزام مزاولة الرياضة منذ صغرها ولكنها لم تعلم انها ستصبح متسلقة جبال الا عندما بدأت تمشي في الطبيعة، وبعد ان تطوّرت قدراتها الرياضية.

<الأفكار> هنأت جويس عزام بهذا الانجاز الذي حققته، وكان لنا حديث عن شغفها بتسلق الجبال وحلمها بتسلق القمم السبع، ونسألها عن أول قمة تسلقتها في لبنان فتقول:

- منذ صغري أحببت الرياضة، ففي المدرسة كنت ازاول لعبة كرة السلة وأيضاً الركض، ولكن لم يكن لدي فكرة عن تسلق الجبال اذ كنت بعيدة عن هذا العالم. وعندما التحقت بالجامعة اللبنانية حيث درست الهندسة المعمارية، شعرت بالأسى لأنه لم يكن هناك فريق كرة سلة في الجامعة اللبنانية، وبدأت أبحث عن مكان أزاول فيه الرياضة مع فريق رياضي، وهكذا بدأت أمشي في الطبيعة، ولأنني أحب الرياضة وأن أطورّ نفسي بدأت اتسلق الجبال، اذ تسلقت جبل صنين وجبل المزار ووصلت الى أعلى قمة في لبنان الا وهي القرنة السوداء، ويصل ارتفاع القرنة السوداء الى 3093 متراً، علماً ان أكثر من 3000 متر يعني انها جبال مرتفعة جداً وليس سهلاً تسلقها. بالنسبة الي فقد كان تحدياً كبيراً عندما تسلقت للمرة الأولى القرنة السوداء في العام 2006... وبعدها نلت منحة الدكتوراة وتوجهت الى ايطاليا لأكمل أطروحة الدكتوراة هناك في مجال الهندسة المعمارية، وأيضاً هندسة الحفاظ على الارث الطبيعي والثقافي، ووجودي في أوروبا في تلك الفترة جعلني قريبة من جبال الألب (4000 متر)، فاكتسبت خبرة جديدة بما يتعلق بتسلق القمم، اذ تسلقت الجبال هناك وتعلمت تقنيات معينة لم تكن تلك متوافرة في لبنان، مع العلم ان هناك بعض الأماكن في لبنان لديها تقنية، ولكن ليست مثل التقنيات في جبال الألب.

وتابعت قائلة:

- وفي العام 2012 اي بعد ست سنوات من تسلق الجبال، قررت ان أخوض تحدياً جديداً الا وهو تسلق القمم السبع، ومنذ العام 2012 لغاية اليوم واجهت صعوبات كثيرة، ومنها صعوبة التمويل لأن ايجاد الوكلاء ليس سهلاً خصوصاً كامرأة رياضية، وأود ان القي الضوء على هذه النقطة بالتحديد لأنه بالنسبة الي فأؤمن بمهارة الشخص ولكن نظرة المجتمع مختلفة، اذ عندما كنت اقول أمام الناس انني سأتسلق القمم كانوا يسألونني باستغراب <أنت ستتسلقين القمم؟> وهذا الأمر كان يزعجني كثيراً، لأن البعض يظن للاسف انه لمجرد انني انتعل الكعب العالي فلن اقدر ان اتسلق القمم. ولهذا كان بالنسبة الي تحدياً كبيراً، اذ كما هو معروف ان تسلق الجبال هو رياضة للرجال لأنه يتطلب القوة والجرأة والشجاعة، ولكن كل هذه الأمور امتلكها أيضاً لأنني انسانة وسأتمكن من تحقيق هدفي طالما امتلك القوة والشجاعة، مع العلم ان نظرة الناس والمجتمع الى هذا الجانب لا تختلف عما هي لدينا في مجتمعنا اللبناني، وأقول ذلك لأنه كلما أسافر الى بلدان العالم وأتحدث مع السيدات اللواتي يتسلقن القمم يخبرنني بأن نظرة الناس الى السيدات اللواتي يتسلقن الجبال في كل البلدان هي نفسها، اذ دائماً ينظرون الى المرأة بأنها غير مؤهلة لتسلق الجبال والقمم. واليوم أشعر بالفرح والفخر كوني أتسلق القمم وأرفع العلم اللبناني في أعلى القمم.

من قمة الى قمة!

ــ هلا حدثتنا عن تجربتك بتسلق ست قمم ولا تزال امامك قمة <افرست> لتنجزي حلمك بتسلق القمم السبع؟

- طبعاً لم يكن الأمر سهلاً اذ يتطلب تسلق هذه القمم تحضيراً، وتمارين عديدة، ومعدات تقنية نحتاجها خلال رحلة التسلق، وميزانية هذه الرحلات مكلفة، ولهذا يحتاج الأمر للتحضير الفكري اذ من الضروري ان يكون متسلق القمم مرتاحاً للقيام بذلك، وان يتوافر التمويل الكافي للقيام بهذه الرحلات، لأن متسلق الجبال يحتاج لمساعدة الأشخاص المحليين الذين يقومون بمهمة الدليل لكي يتمكن المتسلق من الوصول الى القمة... فعلى سبيل المثال ان تسلق القرنة السوداء ليس صعباً، ولكن اذا اتى متسلق من ايطاليا او فرنسا او اي بلد آخر، فسيحتاج لشخص يدله على المكان لأنه لن يعرف الطريق للوصول الى القرنة السوداء وان كان قد تسلق أعلى قمم العالم، وبالتالي نحتاج دائماً لدليل محلي لمساعدتنا. عندما بدأت بتسلق القمم في العام 2012 كانت رحلة طويلة وصعبة بسبب عدم توافر التمويل، خصوصاً القمة السادسة التي تسلقتها الآن، وقد تأخرت لانجاز هذا المشروع لأنه في فترة معينة لم اتمكن من الحصول على التمويل، وكنت على وشك التوقف عن القيام بهذا المشروع اذ ليس سهلاً ان أحارب كشابة في هذا المجال، لاسيما في البدايات عندما بدأت اتسلق القمم، اذ لم يكن الأمر كما هو الآن بعدما تسلقت 6 قمم، وبقيت أمامي قمة واحدة لأنجز حلمي بتسلق القمم السبع...

وأضافت:

 - لقد تسلقت 6 قمم من 7 قمم وهي: جبل البروس - روسيا، أوروبا (تموز (يوليو) 2012)، مثلث كارستنز - بابوا غينيا الجديدة، أوقيانا (تشرين الأول 2013)، كليمنجارو - تنزانيا، أفريقيا (آذار 2014)، ثم توقفت لفترة لأكمل الدكتوراة ثم أكملت تسلق القمم، اذ تسلقت أكونكاغوا - الأرجنتين، جنوب أميركا (شباط (فبراير) 2017)، دنالي- الولايات المتحدة الأميركية، أميركا الشمالية، ومن ثم بقيت لمدة سنة ابحث عن التمويل لحين توافره فقمت بتسلق قمة <فينسون> بنجاح.

دعم الرئيس سعد الحريري!

وعن الدعم الذي حظيت به على الصعيد المادي والمعنوي تقول:

- أود أن أشكر كل شخص دعمني للقيام بذلك، لأنه بفضل الدعم تمكنت من تنفيذ هذا المشروع، وطبعاً أشكر الدعم الأبوي من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اذ وقعّ على العلم اللبناني الذي رفعته على أعلى قمة في <انتاركتيكا>، أما الدعم الأكبر فكان من رئيس الحكومة سعد الحريري الذي كان على اتصال دائم معي خلال الرحلة وقد دعمني لأقوم بهذا المشروع، ولا شك ان الداعم المالي هي شركة <ألفا> للاتصالات، ولكن عندما قال الرئيس سعد الحريري ان هذا المشروع مهم ونود ان يكمل، عندئذٍ التفّ الجميع من حولي وقدم لي المساعدة، وهذا الأمر أسعدني وجعلني فخورة بأنه نقدر من خلال الرياضة ان نرفع اسم لبنان عالياً وان نظهر صورة لبنان الجميلة أمام العالم كله. بالنسبة الي عندما كنت في الأرجنتين استضافتني محطة تلفزيونية لمدة 12 دقيقة وانا أرفع العلم اللبناني على أعلى قمة هناك، وأيضاً عرضت المحطة صوراً عن الأرز وتنورين والشوف مع العلم اللبناني، وبالتالي شاهد الناس في الأرجنتين هذه الصور من خلال بث مباشر على شاشة التلفزيون وما نقوم به في لبنان بما يتعلق بتسلق الجبال، وهذا أمر جيد لأنه للأسف تصلهم دائماً الأخبار الحزينة عن وطننا، وبالتالي عندما يكون هناك حدث مهم ويظهر الصورة الجميلة عن بلدنا فهذا أمر مميز، وهذه هي رسالتي ان أنقل أجمل صورة عن لبنان، وكوني أتحدث خمس لغات فانني أتواصل مع الآخرين بسهولة من مختلف الثقافات لأخبرهم بما نقوم به في لبنان، وكما ذكرت انه لولا دعم الرئيس الحريري لما تمكنت من تحقيق هذا المشروع، اذ ربما لما كنت أكملت هذا المشروع.

تجربة تسلق اعلى قمة في القطب الجنوبي ورفع العلم اللبناني!

ــ هلا حدثتنا كيف تحضّرت لتسلق قمة <فينسون>؟ وماذا عن هذه التجربة؟

- تحضرت جيداً لهذا المشروع من حيث التمارين وذلك لفترة طويلة، اذ أمضيت ثلاثة أشهر في الأرز أتسلق الجبال هناك، وكنت أتسلق قمم الـ3000 متر من حول الأرز. وما يميز لبنان عن بقية الدول العربية ان لديه جبالاً عالية وثلوجاً، وطبعاً هذا يساعدني كثيراً لأتسلق هذا النوع من الجبال المرتفعة خارج لبنان، وبالتالي أتحضّر هنا في الجبال المرتفعة وخصوصاً في جبل المكمل اذ انها منطقة مهمة للتمرين والتحضير للقيام بهذه المهمة. وطبعاً التحضير الفكري مهم أيضا اذ يساعدني كثيراً، وعلى متسلق الجبال ان يكون صافي الذهن، ولهذا عندما اكون في الجبال أكون مرتاحة وحاضرة للقيام بتسلق أعلى القمم في العالم.

واستطردت قائلة:

- ما حققته حتى اليوم هو نتيجة الخبرة التي اكتسبتها على مدى 12 سنة اي منذ البدء بتسلق الجبال والقمم، وفي كل مرة كنت أتحضر جيداً لأتمكن من تسلق قمة. طبعاً أخي ساعدني كثيراً كونه مدرباً محترفاً وهو يقيم في كندا اذ كنت على اتصال دائم معه، وبدوره كان يرسل لي برنامج التمارين اللازمة لأتحضر بالشكل المناسب لئلا تحدث معي اصابة، لأنه كما تعلمين ان التمرينات تعرّض الرياضي للاصابة، وبالتالي يجب ان يعرف متسلق الجبال كيف يقوم بالتمارين دون التعرض لأية اصابة، وهكذا استطعت ان انجح بتسلق القمم. وهذه الرحلة كانت متعبة للوصول الى هذه القمة اذ تطلبت 36 ساعة سفر، وهي كانت من أصعب القمم اذ ان الوصول اليها تطلب جهداً كبيراً لأن الجبل جليدي وبارد جداً وتصل درجة الحرارة فيه الى 90 درجة تحت الصفر، وبالتالي لم تكن الرحلة سهلة ولكن بفضل التمارين والارادة تمكنت من انجاز المهمة. لقد تطلبت رحلة التسلق 16 يوماً اذ كانت الحرارة متدنية جداً، وكانت درجة الحرارة تنخفض لتصل الى 50- تحت الصفر، فالبرد قارس جداً وقد يخسر الانسان أصابعه من شدة البرد اذا لم يكن يرتدي الثياب الدافئة التي يرتديها متسلقو الجبال تحديداً الى المناطق الباردة في العالم، كما انه ليس هناك ليل في القطب الجنوبي لأن اليوم عبارة عن 24 ساعة نهار دون ليل، ولكن من خلال حرارة الشمس كنا نعرف متى علينا ان ندخل الى الخيمة او ننطلق الى الجبل، وبالتالي هناك لا نعرف الوقت وهذا أمر متعب الا يكون هناك ليل، اذ لم أكن اقدر ان أنام. وبالنسبة للطعام فدائماً نقوم بتذويب الثلج لنشرب خصوصاً عندما نصل الى المكان المخصص للانطلاق الى القمة، اذ انه من الضروري ان نشرب الماء لنتمكن من اكمال الرحلة. وطبعاً خلال القيام بتسلق القمة يخسر الانسان من وزنه لأنه لا يتناول المأكولات التي تحتوي على سعرات حرارية. وانا بطبعي أتناول الطعام الصحي اذ انني أتناول دائماً الحبوب مثل العدس والفاصوليا والحمص، كما اتناول الفاكهة خصوصاً الأفوكا.

ــ وكيف تصفين شعورك لحظة الوصول الى القمة ورفع العلم اللبناني على أعلى قمة في قارة <أنتاركتيكا>؟

- كانت لحظة رائعة وانا أرفع العلم اللبناني الذي وقّع عليه الرئيس ميشال عون والرئيس سعد الحريري على أعلى قمة في القطب الجنوبي، اذ شعرت ان كل لبنان معي في تلك اللحظة، وشعرت بفخر كبير لأنني استطعت ان ارفع اسم بلدي عالياً، مؤكدة بذلك أن الشباب يقدر ان يحقق أحلامه اذا تحلى بالارادة والمثابرة... وخلال أيام سأبدأ بالتمارين استعداداً لتسلق قمة <افرست> في نيسان (أبريل) المقبل لأحقق حلمي بتسلق القمم السبع ولأرفع العلم اللبناني هناك أيضاً.