تفاصيل الخبر

مـتــوســـــط عــمـــــــر الانــســــــان سـيـتـجــــــــاوز الـتـسعـيـــــن ســـــــنــة فــــي الــعــــــام 2030!

05/01/2018
مـتــوســـــط عــمـــــــر الانــســــــان سـيـتـجــــــــاوز  الـتـسعـيـــــن ســـــــنــة فــــي الــعــــــام 2030!

مـتــوســـــط عــمـــــــر الانــســــــان سـيـتـجــــــــاوز الـتـسعـيـــــن ســـــــنــة فــــي الــعــــــام 2030!

 

بقلم وردية بطرس

الدكتور-جاد-وهبي

متوسط عمر الانسان المتوقع هو متوسط السنين المتوقع ان يعيشها الانسان عند ولادته وفقاً لمعدلات الوفاة، ويعكس متوسط العمر المتوقع عند الولادة المستوى الاجمالي لوفيات السكان، وهو كذلك يُلخّص نمط الوفيات الذي يسود في الفئات العمرية جميعها في سنة محددة: الأطفال، والمراهقون، والبالغون، وكبار السن. وفي العام 2015 بلغ متوسط عمر الانسان المتوقع العالمي 71.4 عاماً، بينما بلغ متوسط عمر الذكور 69.1 عاماً، ومتوسط عمر الاناث 73.8 عاماً، مع فرق لصالح الاناث مقداره 4.6 أعوام تقريباً، وهو الحال في أنحاء العالم جميعها حيث تعيش النساء أطول من الرجال. ومن الملاحظ ان متوسط عمر الانسان قد زاد بمقدار 5 سنوات في العام 2015 عنه في العام 2000، وتعد هذه الزيادة الأسرع منذ ستينات القرن الماضي.

ويقيس متوسط عمر الانسان جودة الحياة العامة في بلد معين، ويُلخص الوفيات في الأعمار، ويُقارن متوسط عدد السنوات التي ستعيشها مجموعة من الأشخاص المولودين في السنة نفسها اذا بقيت معدلات الوفيات في كل عمر ثابتة في المستقبل.

ولقد توقعت دراسة دولية كبيرة ان يزيد متوسط العمر في كثير من البلدان بحلول العام 2030، وان يتجاوز 90 عاماً في بعض الأماكن، وأشارت الى ان الأمر سيتطلب من صناع السياسة مزيداً من الجهد للتخطيط لذلك.

ورجحت الدراسة ان يكون متوسط العمر المتوقع في كوريا الجنوبية هو الأعلى في العالم بحلول العام 2030، وان تكون الولايات المتحدة هي الأقل من حيث متوسط العمر في البلدان المتقدمة. ومن بين البلدان الأعلى دخلاً رجحت الدراسة التي أجريت باشراف <امبريال كوليدج> بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ان تأتي الولايات المتحدة في ذيل قائمة متوسط العمر المتوقع في العام 2030، ورجحت ان يبلغ متوسط العمر بها 79.5 عاماً للرجال، و83.3 عاماً للنساء، وهو ما يشبه التوقعات بالنسبة لبلدان متوسطة الدخل. وأرجعت الدراسة هذا في جانب منه الى نقص الرعاية الصحية الشاملة في الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك الى عوامل مثل معدلات الوفيات المرتفعة نسبياً لدى الأطفال والأمهات، والمعدلات المرتفعة لجرائم القتل وللبدانة. وفي أوروبا توقعت الدراسة ان يكون متوسط عمر النساء في فرنسا والرجال في سويسرا هو الأعلى بمتوسط 88.6 عاماً للفرنسيات و84 عاماً تقريباً لرجال سويسرا. وجاءت كوريا الجنوبية في قمة التوقعات، حيث رجّح الباحثون ان تعيش البنت المولودة هناك في العام 2030 حتى عمر 90.8 عاماً، بينما قد يعيش الصبي المولود هناك في العام ذاته حتى عمر 84.1 عاماً. ويعتقد كثيرون ان 90 عاماً هو الحد الأعلى لمتوسط العمر المتوقع، لكن هذا البحث يشير الى اننا سنتخطى حاجز التسعين عاماً. وشملت الدراسة في نشرة <لانسيت> الطبية 35 دولة متقدمة وناشئة من بينها الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا واستراليا والمانيا وبولندا والمكسيك وجمهورية التشيك، وقال الباحثون ان متوسط العمر الأعلى كثيراً من المتوقع في كوريا الجنوبية يُعزى الى عوامل عدة من بينها التغذية الجيدة للأطفال، وانخفاض ضغط الدم، وتدني مستويات التدخين، والحصول على الرعاية الصحية بشكل جيد، والمعرفة الطبية، والتقنيات الطبية الجديدة.

 

الاختصاصي في علاج الضغط النفسي الدكــــتور جاد وهبي والعـــــوامـل المرتبطـــة بمعــــــدل

عمر الانسان

<الأفكار> التقت الدكتور جاد وهبي الاختصاصي في العلاج الطبيعي وعلاج الضغط النفسي وادارة المشاعر ليطلعنا على أهمية نوعية الطعام والرياضة والحالة النفسية وكيفية تأثيرها بما يتعلق بمعدل عمر الانسان، ونسأله أولاً:

ــ تفيد بعض الدراسات ان نمط الحياة له تأثير على معدل عمر الانسان فالى اي مدى تساعد نوعية الطعام والشراب واسلوب الحياة في اطالة عمر الانسان بطريقة صحية؟

- هناك ثلاثة أمور تحدد معدل عمر الانسان وهي: الطعام (30 بالمئة)، والصحة النفسية (30 بالمئة) والرياضة (30 بالمئة)، وهناك عامل رابع وهو الوراثة ولكن لا تتخطى نسبته 10 بالمئة. وبالتالي هذه العوامل تضر بصحة الانسان اذا لم يعرف كيف يستخدمها، اما اذا عرف كيف يستفيد منها بطريقة جيدة وسليمة فإنه يعيش أطول. بالنسبة للطعام فيجب التذكير هنا انه في الماضي كان الانسان يتناول طعاماً صحياً أكثر، ناهيك عن ان الأطعمة لم تكن تحتوي على المواد الكيمائية كما في وقتنا هذا اذ ان الناس يتناولون أطعمة تحتوي على مواد كيمائية تضر بصحتهم، ولكن بالرغم من ذلك فان التطور العلمي والعلاجات الحديثة تساعد الانسان بأن يتغلب على المرض وبالتالي يعيش أكثر. الا انه بالرغم من هذا الجانب الايجابي لا يزال الناس يتناولون أطعمة مصنّعة وأطعمة تحتوي على مواد كيمائية وسامة ومواد حافظة وكلها تضر بصحتهم، بينما في الماضي كانوا يأكلون الخضار والفواكهة والحبوب والقليل من اللحوم، وبالتالي استفاد الانسان في ذلك الوقت من تناول أطعمة صحية، وفي الوقت نفسه نرى ان الانسان يعيش أطول في بلدان وفرت فيها الدولة لمواطنيها العناية الصحية بطريقة مجانية، فمثلاً الشخص الذي يُصاب بمرض السرطان يتلقى العناية الصحية في الوقت المناسب، والأمر نفسه اذا أصيب الانسان بأي مرض فإنه يتلقى العناية الصحية في الوقت المناسب، بينما في الماضي كان الانسان يموت بسبب اصابته بأمراض غير مزمنة او خطيرة إذ لم تكن العناية الصحية متوافرة كما هي في يومنا هذا، ولكن بفضل التشخيص المبكر والوقاية أصبح الانسان يعرف بمرضه ويتلقى العلاج، وبالتالي بامكان المصاب بالمرض ان يعيش لسنوات أطول مقارنة بما كان يعانيه عند اصابته بأي مرض اذ كان يودي به الأمر الى الوفاة. ولكن بالرغم من التطور العلمي والطبي فالناس لا يكترثون ما اذا كانوا يتناولون طعاماً صحياً ام لا، اذ يغيب عن بالهم ان الاكثار من تناول الأطعمة غير الصحية يسبب الضغط النفسي، وبدورها الصحة النفسية تؤثر وتسبب خللاً في الهرمونات التي تؤثر على الشهية المفرطة، وبالتالي هذه الأمور أدت الى سوء استعمال التطور العلمي بدل الاستفادة منه، اذ يعتبر الناس ان ضيق الوقت لا يسمح لهم باعداد طعام صحي ولهذا يتناولون الوجبات السريعة والأطعمة غير الصحية. واليوم هناك دراسات تبين ان هناك علاقة بين معدل عمر الانسان والطعام اي اذا كان يتناول طعاماً مطبوخاً في المنزل، ويتوقع ان معدل عمر الانسان مرتبط بالسمنة اذ تُعتبر السمنة في يومنا هذا مرضاً، مع العلم انه في الماضي لم تكن السمنة تعد مشكلة صحية ولكن في وقتنا هذا تغير هذا المفهوم وأصبحت السمنة مرضاً وبطبيعة الحال مرتبطة بمعدل عمر الانسان.

16414564_303

فوائد الاسماك والخضار

ويتابع:

- وعلى الانسان ان يعرف تماماً ان الطعام أمر مهم بما يتعلق بمعدل عمر الانسان، اذ عليه ان يتناول الأسماك لأن فوائدها عديدة وتوفر للانسان غذاءً سليماً، كما عليه ان يتناول الفواكهة والخضار بانتظام وان يقلل من تناول المعجنات واللحوم. وعلى الانسان ان يقلل من شرب الكحول، طبعاً الاعتدال أهم ما في الأمر فمثلاً اذا أراد الشخص ان يشرب كأساً او حتى كأسين في اليوم فلن يشكل ذلك ضرراً عليه، ولكن اذا شرب أكثر فعندئذ يعرّض نفسه للمشاكل لأن عليه ان يأخذ بعين الاعتبار نسبة السكر الموجودة في كأس النبيذ او اي مشروب آخر وبالتالي ننصح دائماً بألا يشرب الشخص أكثر من كأس من النبيذ او اي مشروب يحتوي على السكر وما شابه... انطلاقاً من ذلك يجب ان يدرك الانسان ان المأكولات غير الصحية والمشروبات المصّنعة تؤدي الى تقصير عمر الانسان وتضر بصحته أيضاً. واليوم تظهر الدراسات العلمية ان الأشخاص الذين يعيشون أطول هم الذين لا يزالون يتناولون على الطريقة القديمة التي اعتاد ان يتناولها أجدادنا والذين لم يقعوا في فخ التطور الصناعي، وبالتالي لكل هذه الأمور علاقة بمعدل عمر الانسان.

 

الحالة النفسية

ــ وما علاقة الصحة النفسية بمعدل عمر الانسان؟

- الصحة النفسية تتأثر بالرياضة وأيضاً بالطعام اي ان الطعام غير الصحي والسليم وكثرة المواد الحافظة تؤثر على الصحة النفسية، كما تؤثر المواد الحافظة سلباً فتسبب الالتهاب في المصران والمفاصل، وكذلك المواد المصنعة تؤثر على الحالة النفسية. في الماضي كان الناس يكثرون من تناول الأطعمة غير الصحية عندما كانوا يشعرون بالاحباط بينما تبين الدراسات الحديثة ان الطعام غير الصحي يؤثر على الحالة النفسية لأن المواد الحافظة تربك الهرمونات التي لها دور أساسي في الحالة النفسية. ان الأشخاص الذين يعانون من الاحباط واليأس او من مشاكل عاطفية او الشعور بالذنب المزمن او عدم الثقة بالنفس، والناس الذين لا يحبون أنفسهم بشكل جيد، والأشخاص السلبيين والذين لديهم اعتقادات خاطئة ومتحجرة والذين لا يتمتعون بليونة فكرية، فكل هؤلاء تكون نسبة معدل الحياة لديهم أقل من غيرهم، وذلك لثلاثة أسباب وهي: الحالة النفسية تؤثر على نمط الحياة السليم الذي يختصر بالطعام، والرياضة التي تساعد على تهدئة الأعصاب، والتأمل وسماع الموسيقى التي تهدىء الأعصاب والجلوس في الطبيعة والتقرب منها. ثانياً: ان الأشخاص الذين يعانون من سوء الحالة النفسية لا يتبعون نمط حياة سليماً ولا يهتمون بأنفسهم لا بل يهملون أنفسهم كثيراً، وهي تجعلهم يشعرون بالخمول. ثالثاً: الحالة النفسية وعدم انتباه الأشخاص واهمالهم لأنفسهم أمور تجعل التوتر النفسي يسيطر على الجسم، فهرمونات التوتر من أهم المشاكل، كما ان التوتر النفسي من أهم أسباب الاصابة بالسرطان ومشاكل القلب وارتفاع الضغط ومشاكل السكري ومشاكل المصران والجهاز الهضمي، وكذلك تؤثر الحالة النفسية على الشخص من ناحية عدم الشعور بالرضا.

 

أهمية مزاولة الرياضة

ــ لا شك ان لنوعية الطعام والشراب تأثيراً ولكن الرياضة لا تقل أهمية، فالى اي مدى تشكل الرياضة عاملاً مهماً بما يتعلق بمعدل عمر الانسان؟

- يجب ان يدرك الانسان ان الرياضة تفيده كثيراً خصوصاً بما يتعلق بالقلب والأوعية الدموية، اذ ان الرياضة تقي الانسان من الاصابة بأمراض ومنها: الأمراض السرطانية، السمنة، امراض السكري، كما تقلل من مشاكل المصران وأمراض الجهاز الهضمي، والرئة، وتؤثر على أوجاع المفاصل ومتانة العظام تجنباً للكسور ومشاكل التهاب المفاصل، وطبعاً الرياضة تحسّن النوم. كما ان الرياضة تؤثر على الصحة النفسية وعلى الشهية اذ تساعد الرياضة على إفراز هرمونات ومنها <الدوبامين> وهي مادة كيميائية تتفاعل في الدماغ لتؤثر على الكثير من الأحاسيس والسلوكيات، وعندما تكون نسبة <الدوبامين> عالية تكون نسبة الشهية أخف وكذلك تخف نسبة التوتر النفسي وتخف الشهية المفرطة مما يساعد الانسان ان يكون ايجابياً، اذ ان الأشخاص الذين يزاولون الرياضة يكونوا ايجابيين ومتفائلين وهذا مفيد جداً للانسان، وبالتالي تؤثر الرياضة على الشهية وكمية تناول الطعام. وتفيد أحدث الدراسات انه يتوجب على الانسان ان يزاول الرياضة التي تسرّع نبضات القلب، اي يجب ان يزاول الرياضة التي تسّرع نبضات القلب 70 بالمئة من سرعة القلب القصوى وذلك من 7 الى 10 دقائق يومياً، واذا لم يقدر الانسان ان يقوم بذلك يومياً فبامكانه ان يزاول الرياضة لمدة عشرين دقيقة خلال يومين.

ويتابع:

- وعلى الانسان ان يمشي وللأسف في يومنا هذا الناس يستخدمون السيارات بشكل كبير ولا يحبذون المشي بالرغم من فوائده العديدة. وهنا أذكر بأن الأشخاص الذين استفادوا من التطور الطبي بطريقة ايجابية لا يستخدمون السيارات يومياً بل يمشون او يتجبنون استخدام المصاعد لان ذلك يساعد بتحريك الجسم بشكل أفضل، ولهذا نرى ان المسنين الذين يعيشون في القرى والجبال يتمتعون بصحة جيدة لأنهم لا يستخدمون السيارات أثناء تنقلاتهم بل يمشون ويعملون في الحقول والبساتين وهذا يساعد بتحريك أجسادهم بطريقة سليمة. وللأسف في وقتنا هذا لا نرى الناس يمشون سيراً على الأقدام بل يفضلون الجلوس لساعات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر او التلفزيون سواء في المنزل او العمل، وحتى الأطفال يقضون أوقاتاً طويلة أمام شاشة الكمبيوتر او الهاتف النقال ولا يلعبون ويركضون كما كان الأطفال يفعلون في الماضي وطبعاً هذا يؤثر سلباً على أجسامهم، فالطفل يحتاج الى تحريك جسمه خلال النهار وهذه مسؤولية الأهل الذين هم أيضاً يفضلون الجلوس بدل مزاولة الرياضة او المشي... ولكن يجب التذكير هنا ان المبالغة في مزاولة الرياضة مثل حمل الأوزان الثقيلة أو الركض عشرات الكيلومترات في اليوم تنعكس سلباً إذ تستهلك طاقة الجسد بشكل كبير وخطير، لذا يجب التنبه الى ان الرياضة المفرطة تضر بصحة الانسان من جهة أخرى.