تفاصيل الخبر

مـظـلــــة دولـيـــــة أمـيـركـيــــة روسـيــــة لإنـقــــاذ مـفـاوضـــات "جنيف" وتـجـــاوز الـشـــروط الـمـتـبـــــادلـة!  

04/02/2016
مـظـلــــة دولـيـــــة أمـيـركـيــــة روسـيــــة لإنـقــــاذ مـفـاوضـــات "جنيف" وتـجـــاوز الـشـــروط الـمـتـبـــــادلـة!  

مـظـلــــة دولـيـــــة أمـيـركـيــــة روسـيــــة لإنـقــــاذ مـفـاوضـــات "جنيف" وتـجـــاوز الـشـــروط الـمـتـبـــــادلـة!  

 

staffan-de-mistura انطلقت مفاوضات مؤتمر <جنيف 3> السوري يوم الاثنين الماضي عبر المحادثات غير المباشرة بين طرفي النزاع السوري برعاية مبعوث الامم المتحدة الى سوريا <ستيفان دي ميستورا> حيث يقود الوفد السوري الرسمي مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، ويشرف على أعمال الوفد من دمشق نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، فيما عينت المعارضة التي اجتمعت في الرياض في الاسبوع الماضي الهيئة العليا للمفاوضات وهي مؤلفة من العميد المنشق اسعد الزعبي رئيساً للوفد ومحمد علوش، عضو الهيئة السياسية في فصيل <جيش الاسلام>، كبيراً للمفاوضين، اضافة الى عضوية 14 آخرين بينهم رئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا، وممثلون عن الفصائل المسلحة، لكن في المقابل قرر <مجلس سوريا الديموقراطية> وهو تحالف عربي كردي معارض ينشط خصوصاً في شمال سوريا، تعليق مشاركته في مفاوضات جنيف بعدما لم يتلق ستة من ممثليه دعوات من الأمم المتحدة، وقال هيثم مناع الرئيس المشترك للمجلس، من جنيف: <قررنا تعليق مشاركتنا في المفاوضات بعدما لم يتلق خمسة ممثلين أكراد وآخر تركماني دعوات من <دي ميستورا> إلى المفاوضات>.

وفيما تعهدت الحكومة السورية بإيصال مساعدات انسانية الى المناطق المحاصرة، وأعلنت عن موافقتها من حيث المبدأ على رفع الحصار عن مضايا، والسماح بدخول المساعدات الانسانية اليها والى الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل الجماعات المسلحة، في وقت انضم نائب وزير الخارجية الروسي <غينادي غاتيلوف> إلى مساعدة وزير الخارجية الأميركي <آن بترسون> التي وصلت الى جنيف لتأمين الغطاء السياسي لهذه المفاوضات، وبذل المساعي لتجاوز الشروط والشروط المضادة ثم الانتقال إلى بحث الملفات السياسية، بينما في الشق العسكري تتقدم قوات النظام وحلفاؤه بدعم جوي  روسي في كل من ريفي حلب واللاذقية وتعمل على قطع خطوط امداد المعارضين بين تركيا ومدينة حلب.

 

<دي ميستورا> يلتقي وفدي النظام والمعارضة

 

 وقد أعلن <دي ميستورا> يوم الاثنين الماضي، انطلاق المباحثات بشأن سوريا رسمياً بعد لقائه وفد المعارضة الذي أكد من جانبه أنه ينتظر رد مندوبي الحكومة السورية بشأن خطوات إنسانية.

وعقب لقائه مع وفد المعارضة في جنيف، قال <دي ميستورا> للصحافيين: <لقد بدأنا محادثات جنيف رسمياً>، مشيراً إلى أنه سيلتقي بالوفد الحكومي على أن يدعو المعارضة بعد ذلك للدخول في عمق القضايا المطروحة، متوقعاً محادثات معقدة وصعبة، لكنه قال: <ان الشعب السوري يستحق أن يرى شيئاً ملموساً، بعيداً عن المفاوضات الطويلة والمؤلمة>، معتبراً أن <الهدف الملح الأول هو التأكد من تواصل المحادثات وأن الجميع حاضر>.

 وأوضح <دي ميستورا> ان الانهيار الكامل للمحادثات محتمل دوماً، وحذر من أنه إذا وقع الفشل هذه المرة فلن يعود هناك أمل، مشدداً في أحاديث صحافية على محاولته ضمان عدم فشلها، مشيراً إلى أن لموسكو وواشنطن مصلحة في إنهاء الصراع في سوريا.

مفاوضات صعبة تستغرق ستة أشهر

staffan-de-mistura-1 

وفيما يتوقع المراقبون ان تستغرق المفاوضات ستة أشهر، تصرّ المعارضة على تطبيق البند 12 من القرار الدولي 2254، والذي يدعو الأطراف إلى أن تتيح فوراً للوكالات الإنسانية إمكانية الوصول السريع والمأمون وغير المعرقل إلى جميع أنحاء سوريا، وأن تسمح فوراً بوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع من هم في حاجة إليها، لا سيما في جميع المناطق المحاصرة، والإفراج عن أي محتجزين تعسفياً.

كما تصرّ المعارضة على تطبيق البند 13 من القرار الدولي، والذي ينص على وقف جميع الأطراف فوراً أي هجمات موجهة ضد المدنيين والأهداف المدنية في حد ذاتها، بما في ذلك الهجمات ضد المرافق الطبية والعاملين في المجال الطبي، حيث سينعكس هذا الخلاف بين الطرفين والأطراف الداعمة لها على كل الملفات في ظل الصيغ المبهمة للتفاهمات الدولية من <جنيف -1>، <فيينا -1>، <فيينا-2< و<القرار الدولي 2254>، حيث تركز المعارضة على الوضع الإنساني، والاتفاق على برنامج زمني للمفاوضات، قبل الانتقال إلى التفاوض حول الجانب السياسي، في حين يصر النظام على أولوية إنهاء ملف الإرهاب قبل الانتقال إلى الملفات الأخرى، انطلاقاً من أن الملفين الإنساني والسياسي مرتبطان بالإرهاب. كما ان المعارضة تشدّد على قيام هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات أثناء الفترة الانتقالية، فيما النظام يصر على تشكيل حكومة وحدة وطنية.

 

مطالب المعارضة وشروط النظام

وشدد المتحدث باسم المعارضة سالم المسلط عقب لقاء <دي ميستورا> على أن الوفد في جنيف ينتظر رد مندوبي الحكومة على اقتراح للأمم المتحدة بخصوص خطوات إنسانية لإنهاء المعاناة في سوريا، وقال: <جئنا إلى جنيف لنبحث مع المبعوث الخاص قرار الأمم المتحدة <2254> ورفع الحصار عن البلدات والإفراج عن معتقلين ووقف الهجمات ضد المدنيين بواسطة الطيران الروسي ومن قبل النظام، وأعتقد أننا تلقينا رسائل إيجابية>، قبل أن يشير إلى أن المعارضة بانتظار الرد، بعد اجتماع <دي ميستورا> مع وفد دمشق، فيما قال علوش: <أتينا كي نجد حلاً>، مشيراً الى أنه <ليست هناك أرضية مشتركة مع النظام الذي يريد أن ينهي المعارضة>، متهماً النظام والقوات الموالية له بارتكاب جرائم حرب.

من جانبه  شدّد الجعفري بعد الاجتماع مع <دي ميستورا> على ان <المحادثات في جنيف شأن سوري لا الرياض ولا غيرها يقرران شيئاً فيها>، وقال: <جئنا إلى الحوار بدون شروط مسبقة ولا نقبل شروطاً مسبقة من أحد، وقد أثرنا مسألة مشاركة تنظيمي <أحرار الشام> و<جيش الإسلام> الإرهابيين في المحادثات مع <دي ميستورا> ووعد بمناقشتها مع الأطراف الأخرى>، وقال إن <وفد الجمهورية العربية السورية ملتزم بمضمون رسالة الدعوة التي وجهها <دي ميستورا> ومضمون القرار 2254، أما الطرف الآخر فيتعامل مع هذه المسألة بطريقة الهواة وليس السياسيين المحترفين>، لافتاً الى ان <مجلس الامن أدان تفجيرات السيدة زينب وكذلك الحكومة السورية ونريد أن نسمع موقف الفريق المقابل بهذا الصدد>.

 

<لافروف> و<كيري> يوكبان المفاوضات

سيرغي-لافروف-عبدالله-بن-زايد 

وفي هذا السياق أكد وزير الخارجية الروسي <سيرغي لافروف> أن هناك اتفاقاً دولياً على مشاركة ممثلي <جيش الإسلام> و<أحرار الشام> في المفاوضات السورية في جنيف، ولكن بصفة شخصية فقط.

وأوضح خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان في أبوظبي يوم  الثلاثاء الماضي أن الاتفاق الدولي يشترط على ممثلي هاتين الجماعتين، في حال أرادوا المشاركة في المفاوضات، أن يقبلوا أولاً أحكام القرار رقم 2254 بشأن سوريا والذي أقره مجلس الأمن الدولي في كانون الاول/  ديسمبر الماضي، وقال: <إننا اتفقنا على أن هؤلاء الأشخاص، في حال دخلوا في المفاوضات، سيشاركون فيها بصفة شخصية، وسيقبلون كافة مطالب القرار رقم 2254، بما في ذلك التخلي عن الأنشطة المتطرفة، والالتزام بمبدأ وحدة الأراضي السورية>.

وشدد <لافروف> على أن موقف روسيا هذا لا يعني اعترافاً بـ<جيش الإسلام> و<أحرار الشام>، نظراً لكونهما مرتبطين بتنظيم <القاعدة> وتورطا في أعمال إرهابية، معتبراً أن المرحلة الراهنة في التسوية السورية مهمة للغاية، مضيفاً أن موسكو تأمل في تشكيل وفد موحد للمعارضة السورية في جنيف.

كما أوضح <لافروف> أن عملية تشكيل وفدين للمعارضة، أحدهما على أساس قائمة الرياض، والثاني على أساس قائمة المشاركين في لقاءات القاهرة وموسكو، لم تكتمل بعد، بل من المتوقع أن يصل مزيد من المعارضين السوريين إلى جنيف في الأيام المقبلة، مؤكداً أن الدول التي تدعم التسوية السورية لن تتدخل في القرارات السورية، بل سيدعم المجتمع الدولي ما سيتفق عليه السوريون المشاركون في مفاوضات جنيف.

 من جانبه أكد وزير الخارجية الاميركي> جون كيري> ان <قرار مجلس الأمن ينص على إدخال المساعدات الإنسانية وإيقاف القتل في سوريا ويجب تطبيقه فوراً>.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الايطالي <باولو جنتيلوني> في روما يوم الثلاثاء الماضي  أشار <كيري> الى ان عمليات التحالف الدولي في العراق وسوريا تستهدف الموارد المالية ومخازن الأسلحة التي يعتمد عليها تنظيم <داعش>، لافتاً الى ان الضربات قلصت المساحة التي يسيطر عليها التنظيم بشكل كبير، موضحاً <اننا دربنا 20 ألفاً من العراقيين و<البشمركة> لمواجهة التنظيم>، معتبرا ان <زيادة الدعم المالي ضرورية لتمكين العراقيين من الحفاظ على المناطق المستعادة من التنظيم>.

وشدد <كيري> على ان <حصار المدنيين في سوريا أمر غير مقبول وهناك 6 ملايين من الأطفال السوريين يحتاجون مساعدات إنسانية عاجلة جداً ولا تقبل التأجيل>، موضحاً ان <ما حدث في مدينة مضايا بريف دمشق مأساة حقيقية لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية>، لافتاً الى ان <الحاضرين في مؤتمر روما أجمعوا على ضرورة اتخاذ النظام خطوات فورية لوقف الأزمة الإنسانية، لان رفع الحصار عن المدنيين هو أولى خطوات إنهاء الحرب>.

 يذكر هنا ان النزاع المستمر في سوريا منذ آذار/ مارس 2011 تسبب بمقتل اكثر من 260 الف قتيل وبتشريد ملايين الاشخاص، وقد عقد مؤتمر للمانحين يوم  الخميس الماضي في لندن لجمع أموال من اجل 13,5 مليون شخص تضرروا بسبب النزاع السوري و4,2 ملايين لاجئ. وطلبت الامم المتحدة ووكالاتها في السنة الماضية 8,4 مليارات دولار للسوريين، لكنها لم تحصل سوى على 3,3 مليارات دولار.