تفاصيل الخبر

مصر تحتفل بالذكرى الخامسة لثورة 25 يناير 2011 وسط تخوّف من ثورة مضادة!

28/01/2016
مصر تحتفل بالذكرى الخامسة لثورة 25 يناير 2011 وسط تخوّف من ثورة مضادة!

مصر تحتفل بالذكرى الخامسة لثورة 25 يناير 2011 وسط تخوّف من ثورة مضادة!

السيسي احتفلت جمهورية مصر العربية يوم الاثنين الماضي بمرور خمس سنوات على ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011 وسط اجراءات أمنية متشددة خوفاً من أي عمل تخريبي تقوم به الجماعات المتطرفة لاسيما في ميدان التحرير وسط القاهرة وسط أخبار عن احتمال قيام المعارضة بثورة مضادة، ولذلك عقد وزير الداخلية مجدي عبد الغفار اجتماعات مع مساعديه في قطاعات الأمن الوطني والمركزي والعام والإعلام والعلاقات العامة لمراجعة خطة تأمين الاحتفالات، واشار إلى أن وزارة الداخلية اتخذت بالتعاون مع القوات المسلحة إجراءات أمنية داخل وحول المؤسسات المهمة مثل مبنى التليفزيون ومجلس النواب ومحطات الكهرباء والمياه والميادين المهمة لإجهاض أي أعمال تخريب. وسادت حالة من الهدوء في شوارع وميادين القاهرة والمحافظات في هذه الذكرى التي تصادف ايضاً مع عيد الشرطة بعدما تجمع العشرات من المواطنين بميدان التحرير للاحتفال ورددوا هتافات <تحيا مصر> و <الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة>، فيما أطلق الأمن المصري قنابل الغاز على تظاهرة معارضة في محلة <المطرية> شرقي القاهرة.

شعور الشباب بالمرارة والتهميش

وفيما صدرت دعوات شبابية على وسائل التواصل الاجتماعي مؤيدة للنظام تطلب عدم التظاهر، معتبرة ان التظاهر في ذكرى الثورة مؤامرة حسني-مباركعليها، صدرت في المقابل دعوات تدعو الى التظاهر وتعتبر ان دعوات مؤيدي النظام تستهدف منع التظاهر احتجاجاً على ما يصفونه بالثورة المضادة، مشيرة الى ان شباب مصر يشعرون بالتهميش بعد الثورة وبالمرارة والاحباط من الأوضاع المتردية في البلاد بما ينعكس على شكل نكات وصور وفيديوهات هزلية يتم تداولها بشكل موسّع على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل تقلص مساحة حرية الإعلام والقيود المفروضة على الحريات وحملات القبض على النشطاء خلال العامين ونصف العام الماضيين، في وقت أعلنت منظمة العفو الدولية لمناسبة مرور خمس سنوات على هذه الثورة ان أجهزة الأمن شنّت خلال الأيام الأخيرة حملة مداهمات شملت 5 آلاف منزل في العاصمة القاهرة، مشيرة إلى أن السلطات كانت تبحث عن أشخاص ربما يخططون للنزول إلى الشوارع لإحياء ذكرى الثورة التي أطاحت بالرئيس مبارك بعد أكثر من 30 عاماً في الحكم، مؤكدة ان مصر <تحولت إلى دولة بوليسية اعتقل او اختفى فيها الكثير من النشطاء، كما يُحظر الاحتجاج>.

السيسي يدعو لمحاربة الفساد

 ووجّه رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي للمناسبة كلمة متلفزة الى الشعب المصري أكد خلالها أن <ثورة 25 يناير (كانون الثاني) التي ضحى خلالها شباب من خيرة أبناء الوطن بأرواحهم من أجل دفع دماء جديدة في شرايين مصر، تعيد إحياء قيم نبيلة افتقدناها لسنوات، وتؤسس لمصر محمد-مرسيالجديدة، التي يحيا أبناؤها بكرامة انسانية في ظل عدالة اجتماعية تسود ربوع بلادنا>.

وأكد الرئيس ان <أي عمل انساني يخضع للتقييم، وما اعترى تلك الثورة من انحراف عن المسار الذي أراده لها الشعب لم يكن من قبل أبنائها الأوفياء، وإنما جاء نتاجاً خالصاً لمن حاولوا أن ينسبوها لأنفسهم عنوة، وأن يستغلوا الزخم الذي أحدثته لتحقيق مآرب شخصية ومصالح ضيقة، تنفي عن وطننا اعتداله المعهود وسماحته المشهود لها، ولكن الشعب الذي ثار من أجل حريته وكرامته صوّب المسار وصحح المسيرة>.

وتابع: <جاءت ثورة الثلاثين من يونيو (حزيران ) لتستعيد إرادة الشعب الحرة وتواصل تحقيق آماله المشروعة وطموحاته المستحقة. شعب مصر الأبي الكريم، إننا نتوجه معاً بتحية احترام وتقدير وعرفان لأرواح شهداء مصر الذين أرادوا لهذا الوطن تقدماً ولشعبه عزة وكرامة، ونؤكد أن تاريخ مصر سيظل يذكرهم بكل الفخر والاعتزاز، ونجدد عهدنا لأسرهم بأننا سنظل معهم، نشد على أيديهم، ونتذكر معاً عظمة ما أنجزه شهداؤنا من أجل مصر وشعبها>.

وأضاف السيسي: <أبناء مصر الكرام، لقد أنجزنا معاً الاستحقاق الثالث لخارطة المستقبل التي توافقت عليها القوى الوطنية، واكتمل البناء الديمقراطي والتشريعي لمصر بانتخاب مجلس النواب الجديد، وأقول لنواب الشعب مسؤوليتكم جسيمة، ومرحلتنا تاريخية، تقتضي منا جميعاً أن نرتقي إلى عظمة المهمة الوطنية الملقاة على عاتقنا، فأشرعوا في ممارسة مهامكم في الرقابة والتشريع ونحن معكم، نساندكم وندعمكم ونوفّر لكم مناخاً إيجابياً وحراً، في إطار من الاحترام الكامل للدستور وما نص عليه من فصل بين السلطات ميدان-التحريرالتنفيذية والتشريعية والقضائية>، موضحاً ان <التجارب الديموقراطية لا تنضج بين عشية وضحاها، وإنما من خلال عملية تراكمية ومستمرة، تضيف يوماً تلو الآخر خبرة جديدة، فترسخ المفاهيم وتصقل العمل السياسي والممارسة الديمقراطية تسعى خلالها الدولة لتحقيق التوازن المنشود بين الحقوق والحريات في إطار واعٍ من الحرية المسؤولة، يحول دون تحولها إلى فوضى هدامة، تقوّض مقومات الدولة وتقضي على مقدرات الشعب. إن تقييماً منصفاً وموضوعياً لما حققته مصر خلال أقل من عامين على كل الأصعدة الداخلية والخارجية، يوضح أن بلادنا تحولت من وطن لجماعة إلى وطن للجميع. من حكم يعادي الشعب وكل قطاعات الدولة إلى حكم يحترم خيارات الشعب ويسعى جاهداً لتحقيق آماله، ويضمن مناخاً إيجابياً لعمل قطاعات ومؤسسات الدولة>، وقال :<ستبقى الدولة المصرية تبذل كل الجهود اللازمة لمحاربة الفساد والقضاء عليه إدارياً كان أو مالياً، إعلاء لقيم المساءلة والمحاسبة، وحفاظاً على المال العام، وضماناً لبيئة آمنة ومستقرة وجاذبة للاستثمار>.

ووجّه الرئيس السيسي رسالة إلى الشباب قائلاً: <إذا كان الشعب المصري هو سلاح الوطن لمواجهة التحديات، فأنتم ذخيرته ووقود عمله، وكل ما تحرص الدولة على إحرازه فإنما هو لكم ولأبنائكم في المستقبل، فأنتم ركيزة أساسية من ركائز المجتمع المصري، وعامل رئيسي من عوامل تقدمه ونهوضه>، خاتماً: <أقول لن ينهض هذا البلد سوى بجهودكم أنتم يا أبناء مصر، بعملكم الجاد بعقولكم المبدعة وسواعدكم القوية. إن صدق النوايا يتعين أن يقترن بحسن العمل، فوطننا ينادي وحتماً سنلبي جميعاً النداء عملاً جاداً، وجهداً دؤوباً وإخلاصاً لا ينقطع، فمن أجلكم وبقوتكم تحيا مصر، تحيا مصر عزيزة قوية. ويحيا شعبها مخلصاً أبياً، تحيا مصر. تحيا مصر. تحيا مصر>.

ثورة يناير وتداعياتها

ضابطة-مصريةوكانت الثورة المصرية قد جرت في 25 يناير(كانون الثاني ) من العام 2011 بعدما نزلت مجموعات شبابية معارضة من بينهم حركة شباب <6 أبريل> (نيسان ) وحركة <كفاية> الى الشوارع لاسيما ميدان التحريراحتجاجاً على الأوضاع المعيشية والسياسية والاقتصادية السيئة والفساد المستشري في ظل حكم الرئيس محمد حسني مبارك ووصلت أعداد المحتجين الى الملايين ما دفع الرئيس مبارك في 11 شباط (فبراير ) الى التنحي، حيث أعلن في ذلك اليوم نائب الرئيس عمر سليمان في بيان مقتضب تخلي الرئيس عن منصبه وأنه كلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقياده محمد حسين طنطاوي بإدارة شؤون البلاد، فتدفق المواطنون بالملايين الى الشوارع في القاهرة والمحافظات للاحتفال بهذا الحدث التاريخي الذي أنهى عقوداً من حكم مبارك وساهم في إدخال هذه المنظومة الى السجون بتهم الفساد وقتل المتظاهرين وحل الحزب الوطني الحاكم ومصادرة أمواله ومقراته لتنظم بعدها انتخابات رئاسية مدنية لأول مرة في تاريخ مصر، وكانت المفاجأة فوز مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي في 24 حزيران (يونيو ) عام 2012 ضد مرشح ما يسمى آنذاك بفلول الحزب الوطني احمد شفيق. وتولى الحكم في 30 حزبران (يونيو ) لكنه فشل في استمالة الشعب المصري بعدما عمد الى تحضير انتخابات ودستور على مقاس الاسلاميين، فعادت التظاهرات في 30 حزيران (يونيو) الى الشوارع بدعوة من أحزاب المعارضة وشهدت مواجهات مع جماعة الاخوان سقط خلالها قتلى وجرحى، وطالب المتظاهرون برحيل مرسي ما دفع وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي لإصدار بيان باسم القوات المسلحة في الأول من تموز (يوليو) يمهل القوى السياسية مهلة مدتها 48 ساعة لتحمل أعباء الظرف التاريخي، وذكر البيان أنه في حال لم تتحقق مطالب الشعب خلال هذه المدة فإن القوات المسلحة ستعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها في أعقاب ذلك، لكن الرئاسة رفضت هذه الاجراءات، فأعلن السيسي بعد يومين إنهاء حكم الرئيس مرسي على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا عدلي منصور إدارة شؤون البلاد كرئيس مؤقت لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، مع جملة إجراءات في مقدمتها تعطيل العمل بدستور 2012.

وفي 26 آذار ( مارس )2014  أعلن عبد الفتاح السيسي عن استقالته من منصبه كوزير للدفاع والترشح رسمياً لانتخابات الرئاسة وتقدم في نيسان ( أبريل ) بأوراق ترشيحه رسمياً والذي تضمن نحو 188 ألف توكيل من المواطنين، وبعد غلق باب الترشح أعلنت اللجنة العليا للانتخابات عن أن المنافسة ستكون بينه وبين الوجه الناصري حمدين صباحي، حيث جرت الانتخابات في أيار( مايو) وفاز فيها السيسي.