تفاصيل الخبر

مسؤولة التسويق في مؤسسة Fabric Aid الإجتماعية السيدة لوليا حلواني: هدف المؤسسة اجتماعي وبيئي ويهمنا أن تُعزز تجربة التسوق الكريمة في لبنان

21/10/2020
مسؤولة التسويق في مؤسسة Fabric Aid الإجتماعية السيدة لوليا حلواني: هدف المؤسسة اجتماعي وبيئي ويهمنا أن تُعزز تجربة التسوق الكريمة في لبنان

مسؤولة التسويق في مؤسسة Fabric Aid الإجتماعية السيدة لوليا حلواني: هدف المؤسسة اجتماعي وبيئي ويهمنا أن تُعزز تجربة التسوق الكريمة في لبنان

بقلم وردية بطرس

[caption id="attachment_82132" align="alignleft" width="375"] أحذية وثياب جاهزة للتبرع بها للناس المحتاجين.[/caption]

 توفر Fabric aid وهي مؤسسة اجتماعية لبنانية ناشئة تأسست في العام 2016 ملابس عالية الجودة بأسعار رمزية لغير القادرين وتبيعها في متاجرها الدائمة والمتنقلة. وكانت قد تفوقت (فابريك آيد) في العام 2018 على 550 شركة ناشئة من قريناتها، وفازت في أكبر منافسة في مجال ريادة الأعمال الاجتماعية في العالم... تجدر الاشارة الى ان صناعة الملابس تمثل واحدة من أكثر الملوثات الصناعية في العالم، لذا تساعد مؤسسة (فابريك آيد) في تقليل الآثار السلبية الناجمة عن تلك الصناعة وجعلها أكثر استدامة من خلال بيع الملابس الفاخرة المستعملة بأسعار منخفضة.

مسؤولة التسويق لوليا حلواني وهدف المؤسسة

 فمتى تأسست Fabric aid وما هي أهدافها؟ وكيف تساهم المؤسسة بمساعدة المحتاجين في هذه الظروف المعيشية الصعبة؟ وغيرها من الأسئلة أجابت عنها مسؤولة التسويق السيدة لوليا حلواني اذ سألناها أولاً:

* كيف انطلقت فكرة انشاء مؤسسة (فابريك آيد)؟ وماذا عن أهدافها؟

- (فابريك آيد) مؤسسة اجتماعية أي الهدف دائماً اجتماعي، ولكن نحن نعمل مثل اي شركة أي لدينا ضرائب وضمان. لقد تأسست هذه المؤسسة في العام 2016 اذ أسسها عمر عيتاني حيث بدأت الفكرة عندما تبرع بثيابه لشاب محتاج ولكنه أدرك بعد فترة ان هذه الثياب تُرمى في النفايات لأنها لم تكن على مقاسه. وهكذا بدأ هو وصديقه يجمعون الثياب ويقصدون الناس المحتاجين في بيوتهم ويقدمون لهم الثياب كل حسب احتياجاته. وبعدها قاما بتأسيس Pop market في المناطق. والآن لدى (فابريك آيد) 100 مستوعب داخل الأراضي اللبنانية، اذ يقدر ان يتبرع الناس بثيابهم من خلال وضعها في تلك المستوعبات، فكل مستوعب يحمل تقريباً 140 كيلوغراماً. وبدورنا نقوم بجولة على المستوعبات ونحضرها اذ توجد تلك المستوعبات في سوبرماركت (سبينيز) والمجمع التجاري (أ ب ث) والبلديات، أي يجد الناس المستوعبات في هذه الأماكن. ومؤخراً لم نعد نضع مستوعبات مصنوعة من الحديد بل هي مستوعبات مصنوعة من البلاستيك لاعادة التدوير، وأصبح كل مستوعب مصنوعاً من 32 ألف كيس سوبرماركت لكي نوفر بهذه الطريقة على لبنان، وعلى بيئة لبنان اذ نصنعها مع جمعية تدعىSeason Environmental وهي أول شركة في العالم اخترعت أنواع ألواح من البلاستيك. وهكذا استمر العمل واليوم لدينا أربع محلات: في عكار، طرابلس، ووادي الزيني التي تقع على بعد 36 كيلومتراً جنوبي بيروت، وفي برج حمود. وتتراوح أسعار قطع الملبوسات من 500 ليرة لبنانية و 3000 ليرة لبنانية. فنحن نبيع بأسعار رمزية لكي نقدر ان نستمر اذ أصبح لدينا 30 موظفاً ومستودعات وفانات وسائقون ونهتم بالتنقلات.

زادت الحاجة في زمن الكورونا والأزمة النقدية

[caption id="attachment_82136" align="alignleft" width="188"] لوليا حلواني : نأمل أن يدعمنا الناس من خلال التبرع بثيابهم وأحذيتهم.[/caption]

* في ظل جائحة الكورونا والأزمة النقدية في لبنان الى أي مدى زادت حاجة الناس وكيف تعمل المؤسسة لتلبية المحتاجين؟

- جائحة الكورونا في لبنان أجبرتنا ان نغلق محلاتنا لبضعة أيام، وهذا الأمر يضّر بنا لأن المحل يقدم لنا المردود ويجعلنا نستمر، وطبعاً عندما تسمح الدولة بفتح المحلات وغيرها بدورنا نفتح المحلات. لا شك ان التبرعات خفّت في لبنان طبعاً لأن عادة الناس شراء الكثير من الثياب ولاحقاً يتبرعون بها، ولكن اليوم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الناس اختلف الوضع، بما ان الناس يشترون الثياب أقل بالتالي سيتبرعون أقل. ولكننا نحاول ان نشجع الناس لأننا من الجمعيات التي لا تطلب المال بل الثياب والأحذية، ونقول للناس ألا يقلقوا اذا رأوا ألبسة ممكن انها غير مرتبة اذ نقوم بتصليحها لأن لدينا خياطين عملهم يقتضي تصليح الملبوسات، فدورنا ان نساعد الناس لأن الكثيرين اليوم يعانون بسبب الوضع المعيشي والاقتصادي المتردي في البلد، فمن كان وضعه المادي جيداً من قبل أصبح وضعه اليوم صعباً جداً، لهذا نعمل جاهدين لمساعدة الناس المحتاجين مهما كانت هناك صعوبات... الموظفون في المستودعات ملتزمون بالاجراءات الوقائية من حيث ارتداء الكمامات والكفوف الى ما هنالك. وهناك موظفون يعملون من بيوتهم عبر الاونلاين لأن الشركة جديدة ويعمل لديها الشباب، لذا يمكن ادارة العمل من بيوتهم عبر الاونلاين، على سبيل المثال العمل التسويقي يمكن القيام به من البيت وأيضاً المحاسبة وغيرها، ولهذا عندما بدأت جائحة الكورونا لم نتوقف عن العمل لأننا كنا نعمل بهذه الطريقة.

نوعية الثياب وأسعارها

* ماذا عن نوعية الثياب وأسعارها؟

- طبعاً المحل مرتب جداً، والثياب مقسمة بطريقة منظمة ومرتبة بعدما نقوم بكيها وما شابه. كما ذكرت ان أسعار الألبسة تناسب الناس. على سبيل المثال سعر البنطلون 2000 ليرة لبنانية والجاكيت 3000 ليرة لبنانية. هدفنا ان يكون لدينا محلات بكل لبنان ومستوعبات بكل لبنان. كل أنواع الألبسة موجودة لأن الناس الذين يتبرعون بثيابهم هم من مختلف الطبقات الاجتماعية ومن كل مناطق لبنان وبالتالي تجدين ثياباً من مختلف الماركات. الشطارة هي بالفرز، مثلاً لو تبرع أحدهم لنا ببنطلون من ماركة (دولتشي اند كابانا) وسعره 600 دولار وأعرف ان سعره هكذا فيحّول الى سوق الفلنج بدون نقاش. الفكرة من كل ذلك كلها ان نتيح للناس تجربة تسوق كريمة اذ لا يهمني كم يدفعون بل يهمني أن يدخلوا الى المحل ويختاروا ما يناسبهم وما يتناسب مع ذوقهم كما يقيسون القطعة التي يودون ان يشتروها، أي يشعرون بالسعادة ويشترون ما يريدونه بمالهم الخاص، وبالتالي لا يشعرون ان أحدهم يتبرع لهم بتلك الثياب والأحذية.

تقبّل شراء ألبسة مستعملة

وعما يتقبل الناس شراء ألبسة مستعملة تقول:

[caption id="attachment_82135" align="alignleft" width="375"] فرز وترتيب الثياب.[/caption]

- نشعر في لبنان ان الناس بدأوا يتقبّلون فكرة شراء ألبسة مستعملة، أي لم تعد هناك عقدة من أنه يجب شراء ثياب جديدة اذ قد تكون تلك القطعة المعروضة في محل استخدمها الشخص مرة واحدة ولم تعجبه، وبالتالي يوفر الشخص على نفسه شراء ألبسة مكلفة، وبهذه الطريقة يوفر على البيئة أيضاً ويحافظ عليها. ففي لبنان 5 في المئة من كل نفايات لبنان هي نفايات نسيجية، لذا من جهتنا نقدر أن نقوم باعادة تدويرها سواء من ناحية تنظيفها وتصليحها وبيعها أو من خلال مشاريع اخرى نعمل بها، على سبيل المثال اذا كانت الثياب غير مرتبة يمكن استعمالها كحشو للمخدات او للكنابيات أو نصنع منها أكياساً أو حقائب.

* كيف يمكن لأي شخص ان يتبرع بثيابه وأين يقصدكم؟

- يقدر اي شخص ان يضع ثيابه في المستوعبات لدينا كما ذكرتها في بداية الحديث، واذا أرادوا ان يعرفوا أماكن المستوعبات بامكانهم الدخول الى الموقع الالكتروني  

www.fabricaid.me

وأيضاً على الانستغرام، والرقم الساخن هو:

  • 817950

وحتى اذا كانت كمية الثياب كبيرة نقدر ان نقصد منزل الشخص الذي يود ان يتبرع بها ونأخذها منه بأنفسنا.

تعقيم الألبسة في زمن الكورونا

[caption id="attachment_82133" align="alignleft" width="188"] التبرع بالثياب في بعبدا.[/caption]

* ولأننا في ظل جائحة الكورونا هل تأخذون بعين الاعتبار انتشار فيروس كورونا المستجد من حيث تعقيم الثياب وما شابه قبل بيعها؟

- طبعاً قمنا ببحث حيث يتبين لنا ان كوفيد – 19 يبقى على الثياب ما بين 9 ساعات ويومين كأقصى حد أي تقريباً 48 ساعة. مع العلم انه لا تُفرز الثياب في الوقت الذي نتسلمها. من جهتنا نغسل الثياب ونعقمّها ولكن ما أعنيه هنا اذا سأل أحدهم ان الصبية التي قامت بتعليق قطعة الثياب هل هي معقمّة فالجواب هو أنه يكون قد مضى 12 ساعة على تعليق القطعة وبالتالي لم تعد تشكل خطراً لانتقال العدوى. وطبعاً في ظل الكورونا لا يُسمح بقياس الألبسة، كما يُمنع ان يلمس الزبون البضاعة عندما يدخل الى المحل، والأهم لا يُسمح للزبائن بالدخول ما لم يضعوا الكمامة أي اليوم الوضع مختلف عما كان عليه في السابق قبل جائحة الكورونا. وبالتالي الى ان تصل أي قطعة من الثياب الى المحل يكون قد مضى عليها أكثر 48 ساعة لكي تدخل الى قسم الفرز من ثم التعقيم وتعليقها وأيضاً تُفصل الى ان يتم الطلب. وبالتالي العملية طويلة لحين وصولها ليد الناس.

وتتابع:

- أحياناً تصل الينا ثياب غريبة مثلاً ألوانها غريبة أو قصيرة او مكشوفة على الظهر وما شابه، فهذه لا تُباع كثيراً في سوق الفلنج اي في الأسواق الأربعة التي ذكرتها في بداية الحديث اذ لا يحب بعض الناس هذا النوع من الألبسة، لذا فتحنا محلاً خاصاً لهذه الألبسة وأطلقنا عليه تسمية Second Base في شارع مونو وكنا سنفتتحه في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) ولكن المحل تضرر يوم انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب (أغسطس). وأسعار الألبسة في هذا المحل أغلى بقليل اذ تتراوح بين 20 ألف ليرة لبنانية و 40 ألف ليرة لبنانية لأن القطع الموجودة في المحل ليس لها مثيل أي قطع غريبة ونادرة، والسبب بأن أسعارها أكثر من أسعار الألبسة التي نبيعها في المحلات الأربعة هو لأننا نخصص الربح الذي نكتسبه من بيعها لدعم المحلات الصغيرة. واليوم كلما كانت هناك تبرعات كلما استطعنا ان نواصل عملنا لمساعدة المحتاجين خصوصاً في ظل الظروف القاسية التي يمر بها الناس.

* ربما قبل بضع سنوات لم تكن هناك حاجة كما في وقتنا هذا، فالى اي مدى دفعت الظروف المعيشية الصعبة الى تعزيز هذا العمل لينمو ويستمر أكثر؟

[caption id="attachment_82134" align="alignleft" width="375"] تقسيم الثياب بعد فرزها.[/caption]

- كان هناك اقبال جيد على محلاتنا حتى قبل الأزمة النقدية والكورونا، ولكن كان الزبائن معروفين أنهم من طبقة فقيرة، بينما اليوم يقصدنا موظفون وموظفات في المصارف لشراء هذه الألبسة، صحيح انهم لا يزالون يعملون ولكن اذا كانوا يقبضون بالعملة اللبنانية فلن يقدروا ان يتحملوا أعباء الحياة أو اذا اضطر الأمر ان تشتري لابنها الثياب لأنه كبر ولم تعد ثيابه على مقاسه فبهذه الحالة تقصد احد محلاتنا لتلبية احتياجات اولادها الذين يكبرون، لذا هذه المحلات تتيح الفرصة لكل أم تود ان تشتري لابنها الثياب ولكن امكانياتها المادية لا تسمح بذلك. المحلات لدينا تلبي كل الأعمار اذ لدينا ألبسة رجالية ونسائية وأيضاً للأطفال.

* اليوم الجميع يقصدون محلاتكم فهل تلاحظون ان البعض يقصدونكم لأنهم  يحبون التسوق والاهتمام بالشكل الخارجي ام ان الحاجة فرضت عليهم الشراء من عندكم؟

- أحياناً يكون شراء الألبسة فقط للترفيه وأحياناً أخرى بسبب الحاجة، ولكن لا أعتقد ان الناس الذين يقصدوننا هم أشخاص يودون صرف أموالهم بدافع التسلية، بل الناس الذين يقصدوننا هم بحاجة لشراء هذه الألبسة التي تناسب امكانياتهم المادية لأنها جد منخفضة. وحتى لو كان وضع الناس صعباً لا يعني أنهم لن يهتموا بشكلهم الخارجي لذا نتيح لهم الفرصة لشراء الألبسة بأسعار منخفضة جداً.

وتختم قائلة:

- يهمنا ان نشدد على تجربة التسوق الكريمة وان يقصد الناس المستوعبات ويتحدثوا الينا ويسألونا كل ما يريدون معرفته اذ إننا نرد على أسئلتهم عبر صفحتنا على الفايسبوك والانستغرام، وبالتالي لن نقصّر تجاه الناس في هذا الخصوص. من ضمن مشاريعنا أنه اذا أصبح الوضع المعيشي والاقتصادي في البلد أسوء سنبيع أيضاً واذا أصبح الوضع أفضل فسيتبرع الناس بثيابهم وأحذيتهم للناس المحتاجين أكثر. عملنا ليس سهلاً فالطريقة التي نتعامل بها مع الألبسة من لحظة استلام الثياب لحين بيعها: اذ يتم تقسيم الألبسة وطريقة فرز الألبسة الرجالية والنسائية والولادية من حيث المقاسات وغيرها ونضع لكل منها التسعيرة من ثم نرسلها الى محلات (فابريك آيد) فهذه العملية تحتاج للمال والخبرة منذ لحظة تسلم التبرعات لحين توزيعها وبيعها. نأمل ان تصبح لدينا محلات في مناطق أكثر. اذا وضعنا مستوعبات في منطقة ما ووجدنا ان الناس قد وضعوا فيها  4 او 5 طن فعندها نفتح محل في تلك المنطقة. نحن مجموعة من الشبان والصبايا ونريد ان نبقى في لبنان لكي نساعد بلدنا لأنه يحتاج لكل مساعدة في هذا الوقت الصعب الذي يمر به. نعمل جاهدين لمساعدة المجتمع اللبناني والبيئة في لبنان وحتى المستوعبات لدينا هي من صناعة وطنية تساعد البيئة في لبنان، ونأمل فقط ان يدعمنا الناس من خلال التبّرع بثيابهم وأحذيتهم.