استطاع نضال الشافعي أن يخلق لنفسه مساحة فنية كبيرة ويحصل على ثقة جمهوره. اختلفت أدواره بين الكوميديا و<التراجيديا> و<الأكشن> وحقق النجاح في كل تجاربه.
نضال فنان مغامر بطبعه ويحب الاختلاف والتجديد، نجح بدعم صانعي مسلسل <شطرنج> بأن يخلق موسماً جديداً، ولفت إليه الأنظار في مسلسله <الوسواس> ولمع في دور البلطجي في مسلسل <فرقة ناجي عطا الله> لـ<عادل إمام>، وها هو يعود في <الست كوم> <لما تامر ساب شوقية> بعدما انسحب منه أحمد الفيشاوي وهو في حواره معنا تحدث عن تجربته الدرامية الجديدة والصعوبات التي قابلها خلال التصوير، ويكشف أسباب تأجيله لدخول السينما ورفضه لفكرة تقديم البرامج، وأمور أخرى كثيرة.
ــ في البداية، ما هي أسباب رجوعك لمسلسل <الست كوم> <لما تامر ساب شوقية> بعد انقطاع؟
- أنا بطبعي أحب أن يكون لي عمل واحد في رمضان بسبب كثرة المسلسلات الموجودة في هذا الموسم والتي تجعل المشاهد في حالة لخبطة، وهكذا عرض علي من خلال الأستاذ شريف عرفة أن نقدم جزءاً جديداً من <تامر وشوقية> بعد توقفي عن المشاركة في بطولته منذ سبع سنوات، وكنت سعيداً بالفكرة، ولم أستطع أن أرفض طلباً لشريف عرفة لأنه أستاذي ومكتشفي في المسرح، وسجل لي شهادة ميلاد فنية في مسلسلات <تامر وشوقية>، و<لحظات حرجة>، ومسلسل<الجزيرة> بجزئيه. كما أن للورق حرفية عالية في الكتابة، وكوميديا متميزة، وأنا سعيد بوجودي مع مي كساب، ورجاء الجداوي وإنعام سالوسة مرة ثانية، ولأول مرة ألتقي مع إدوارد في عمل واحد يجمعنا.
لاعب <الشطرنج>
ــ لماذا تغير اسم العمل إلى <لما تامر ساب شوقية>؟ وما الجديد الذي تقدمه من خلاله؟
- بسبب انسحاب أحمد الفيشاوي، وجد المؤلفون مبرراً درامياً سيتابعه المشاهدون، وأتمنى أن ينال الـ <ست كوم> استحسانهم على غرار الأجزاء الأولى، ونكون عند حسن ظنهم. فأنا أعتبر العمل فرصة لاكتشاف الفرق بين نضال منذ سنوات ونضال اليوم، إلى جانب الخبرات التي اكتسبتها، ولا أنسى بالطبع الكتابة المميزة والضحك العالي الذي سيلاحظه المشاهدون، كل ذلك سيضيف إلى الشخصية بعداً جديداً.
ــ وما هي أسباب حماسك لمسلسل <شطرنج>؟
- مسلسل <شطرنج> جذبني على مستوى الورق، خاصة وان المؤلف حسام موسى يكتب ملحمة من الأحداث والشخصيات، ويقدم دراما <أكشن> مختلفة لدرجة أنني قرأت أول 1000 صفحة، بمجرد استلامي للسيناريو، وكنت متشوقاً لاستكمال قراءة الأحداث كافة، ووجدت الشخصيات كلها واضحة، بالإضافة الى الثقة التي كانت موجودة من جانب المنتج محمد فوزي والمخرج الراحل نادر جلال والمخرج محمد حمدي والتي منحوني إياها، وتحمسهم للتجربة وترشيحهم لي. وهذا الأمر شجعني لأن أخوض التجربة رغم شعوري بالخوف على مستويات كثيرة، أولها أن المسلسل يتألف من حلقات طويلة، وهي الخطوة التي قمت بدراستها جيداً قبل أن أخطوها. وشجعني أيضاً وجود العمل خارج سباق رمضان، وكان ذلك من أهم أسباب تحمسي الشديد للعمل، فأنا أعتبر أن موسم العرض الرمضاني يظلم الصناع والمشاهدين، لعدم وجود مساحة كافية لمشاهدة الأعمال، كما أن المنتج محمد فوزي كان هدفه تقديم عمل خارج السباق بتكلفة عالية، وأن تكون لهذا العمل قيمة فنية كبيرة وليس مجرد مجاراة الواقع فقط، لذلك لم يبخل علينا بأي شيء وأنا أشكره على دعمه الدائم لنا.
ــ وما سبب تخوفك من مسلسلات الـ<سوب أوبرا>؟
- سبب التخوف أنه لا توجد لدينا الحرفة الخاصة بالصناع والمسؤولين عن الكتابة أو على مستوى الإخراج في هذا النوع للتميز بالكتابة في الدراما، وأيضاً ليست لدينا تجارب ناجحة سابقة وخاصة بالنسبة للتأليف أو الإخراج، وليست لدينا الحرفة في عدم سيطرة الملل على العمل، بالإضافة الى سيطرة الأعمال التركية والهندية على المشاهد المصري في الفترة الأخيرة. لكن وجود عوامل الجذب التي أؤكد عليها تجعلني أنسى المخاوف التي يمكن أن توجد في العمل، ويصبح هدفي التركيز على العمل وخروجه بشكل جيد وناجح لدرجة أنني رفضت أكثر من عمل عرض علي لكي أتفرغ لـ<شطرنج>.
ــ ألم تقلق من عرض المسلسل خارج سباق رمضان؟
- كنت قلقاً من نسبة المشاهدة، لكن رغم قلقي، فقد كنت متحمساً لعرض العمل خارج شهر رمضان وكانت لدي الرغبة في ذلك. فالله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وفريق العمل أمام الكاميرا أو وراءها كان يقدم مجهوداً كبيراً ولا يبخل بصحته ولا جهده، خاصة أننا كنا نعرض على الهواء ونصور في الوقت نفسه. وعندما جاءت ردود الفعل الإيجابية، أصبحنا متحمسين أكثر، وكنا نعمل 21 ساعة، وبالفعل قررنا المغامرة والتحدي بعرض المسلسل قبل رمضان لكي نسهم في الراحة النفسية للمتفرج، وليس ذبحه بشلال المسلسلات، فقد حرص صناع العمل على منح المتفرج فرصة من أجل الخروج من دوامة الضغوط اليومية، وكان عرض العمل أيضاً محاولة لسحب البساط من تحت أقدام المسلسلات التركية والهندية وغيرها، فأنا أرى أنه <حرام> أن نترك المشاهد للهجات وعادات وتقاليد مختلفة وغريبة عن مجتمعاتنا.
ــ وماذا عن كواليس العمل؟
- كنا كفريق عمل في حالة من حالات السعادة، وأعتبر أجواءه من أفضل الكواليس التي عشتها في حياتي، سواء من ناحية حب الممثلين للفكرة، وأنهم لم يبخلوا بمجهودهم بل تفانوا في خدمة العمل، بالإضافة لوجود المخرج محمد حمدي الذي يتميز بقيمة كبيرة رغم سنه الصغيرة حيث يفهم طبيعة العمل الذي يقوم به، كما أنه يخرج كل حلقة على انها فيلم، ولديه إحساس عالٍ، ويشرفني تكرار التجربة معه أكثر من مرة، فهو مخرج مبدع ولديه مخزون مهم.
ــ وما هي أسباب نجاح المسلسل من وجهة نظرك؟
- بالتأكيد حسام موسى أبدع في كتابة <شطرنج>، وقلت له إن العمل من أروع ما كتبت، وان شخصيات المسلسل في أعلى بريق لها كما أن شبكة العلاقات التي كانت موجودة في العمل جعلتني أتذكر الأساتذة الكبار في كتابة السيناريو الذين لهم بصمات كبيرة مثل الراحل أسامة أنور عكاشة. وحسام موسى استطاع أن يقدم تركيبة اجتماعية متنوعة في العمل، وأجاد فيها في ظل وجود قصص إنسانية وعاطفية كثيرة من علاقة زوج وزوجة وأصدقاء وعلاقة الضباط بزوجاتهم والأم والأبناء.
ــ وما الذي جذبك في شخصية <فتحي> رجل العصابة؟
- أكثر أمر لفت نظري إنه قريب من <روبن هود>، يسلب الأغنياء ليعطي الفقراء، وله منطق مختلف وقوانين خاصة يضعها لنفسه، بالإضافة الى وجود مشاعر قوية وتركيبة لرجل <مافيا> مختلف، ولقد اندفعت للشخصية وخطفتني بالفعل لأنها مختلفة ولم أقدمها قبل ذلك، وبدأت أضع شكلاً خاصاً له و<لوكاً> مختلفاً، وشعرت بأنني أقدم <روبن هود> بالطعم المصري.
ــ وما هي الصعوبات التي واجهتك في التصوير؟
- من أكبر الصعوبات التي واجهتنا أننا نقوم بالعرض على الهواء على الرغم من استمرارنا في التصوير في الوقت نفسه، لكن حالة المتعة التي كنا فيها جعلتنا نتجاوز هذا الأمر، وللعلم لم أكن أحاول الاستعانة بـ<دوبلير> في مشاهد <الأكشن>، خاصة وأن وجود مصممي معارك محترفين يجعل نسبة الخطورة أقل، وكما كان من الصعوبات أيضاً تصوير مشاهد <الأكشن> وضرب النار في الشتاء القارس. ولكن رغم الأجواء الصعبة التي صوّرنا فيها بدءاً من كانون الأول/ ديسمبر الماضي والطقس البارد في الشتاء والحار في الصيف والتصوير في أماكن مهجورة وفي القبور، قللت صداقتنا كفريق عمل من شعورنا بالإرهاق أثناء التصوير، وكونت مجموعة من الأصدقاء من بينهم: حازم سمير، عمرو مهدي، حمزة العيلي، ضياء عبد الخالق، ماهر ماهر، وآخرون، وأصبح لدينا شغف بالشخصيات .
ــ هل أنت راضٍ عن مسلسل <الوسواس>؟
- أنا راضٍ بالفعل عن المسلسل، فهو عمل جميل وأخذ منا مجهوداً كبيراً، وأنا سعيد بالمشاركة في بطولته لأن ذلك أتاح لي العمل لأول مرة مع تيم حسن وزينة والمخرج حسني صالح.
وعندما يعرض العمل على القنوات العامة غير المشفرة والتي تحظى بجماهيرية كبيرة، ستكون هناك ردة فعل قوية تجاهه، حيث لم يعرض إلا على قناة <OSN> المشفرة.
الشيخ حسنين و<الوسواس>
ــ ما هي طبيعة الشخصية التي تجسدها في <الوسواس>؟
- أجسد في المسلسل شخصية الشيخ <حسنين>، أخو تيم الحسن الذي يجسد شخصية <همّام>، وهما توأم يدور بينهما صراع كبير تنعكس ضراوته على مجريات الأحداث.
ــ ألم تقلق من عرض <شطرنج> و<الوسواس> بشكل متزامن؟
- التميز بنضج تمثيلي وقدرات مهمة سيوضح الفرق بين نضال منذ سنوات ونضال اليوم، إلى جانب الخبرات التي اكتسبتها.
وتابع قائلاً:
- عرض عملين في وقت واحد ليس بيد الممثل لكنه يرجع في الحقيقة لاعتبارات إنتاجية، ومسلسل <الوسواس> كان مؤهلاً للعرض من العام الماضي، والصدفة هي التي جعلت العملين يعرضان بشكل متزامن. رغم ذلك، فإنني أرى أن المقارنة من ناحية الجمهور مفيدة لأن الممثل يكون حريصاً على أن يبقى مختلفاً في كل عمل يقدمه، وأنا أعتبر أنها مقارنة في صالحي وليست ضدي.
نضال والسينما
ــ ماذا عن جديدك في السينما خلال الفترة المقبلة؟
- تلقيت مؤخراً عدة عروض سينمائية، لكن انشغالي بتصوير مسلسل <شطرنج> منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وقبله اشتراكي في بطولة فيلم <الجزيرة 2>، كل ذلك جعلني أؤجل الدخول في أي عمل جديد، ولكنني أنتظر الانتهاء من ارتباطاتي الحالية وبعد ذلك أبدأ بالتفكير في أخذ قرار نهائي بالنسبة للأعمال السينمائية المعروضة علي.
ــ وماذا عن اقتراح تقديمك لبرنامج تلفزيوني؟
- اقتراح تقديمي للبرامج لا يدخل في حساباتي حالياً لأن لي ببساطة بعض التحفظات على البرامج بصفة عامة. وهذه التحفظات تتمثل في تقليدية هذه البرامج ونمطيتها ، وأنا لا أحب إلا كل جديد، ولا أفضل البرامج التقليدية. ولكن إذا عرض علي برنامج مختلف، فإن ذلك يمكن أن يأخذ مساحة من اهتمامي وتفكيري، لكن حتى الآن أفضل أن أبقى ممثلاً جيداً على أن تستهلكني عدة أعمال.
ــ كيف تقضي وقتك في رمضان؟
- يعد شهر رمضان فرصة كبيرة من أجل الراحة والاستجمام، بعيداً عن أجواء العمل، بحيث أتمكن من العودة إلى ممارسة حياتي الطبيعية التي أكاد أن أكون محروماً منها طوال العام، فإذا لم يكن لديّ عمل في رمضان، فإنني أنتهز هذه الفرصة للإنكباب على العبادات، والقيام بعدد من الزيارات العائلية، وكذلك التقارب مع الأهل. أما بالنسبة للطقوس الخاصة التي أحرص عليها في الإفطار والسحور فهي تناولهما مع الأهل، وأنا أحب أكل البلح باللبن ومتابعة مسلسل أو اثنين أرى أنهما يستحقان المشاهدة، وفيما عدا ذلك تبقى حياتي في إطارها الطبيعي.