تفاصيل الخبر

مشروع باص ”جينا الدار“ من أفضل 10 مبادرات مبتكرة على مستوى العالم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة!

25/10/2019
مشروع باص ”جينا الدار“ من أفضل 10 مبادرات مبتكرة على مستوى العالم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة!

مشروع باص ”جينا الدار“ من أفضل 10 مبادرات مبتكرة على مستوى العالم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة!

 

بقلم وردية بطرس

تفوقت جمعية <أبعاد> اللبنانية على مئات المبادرات العالمية، اذ اختارت الأمم المتحدة مشروع <جينا الدار> ضمن أهم 10 مبادرات في العالم... و<جينا الدار> مشروع سُمي باللهجة العامية اللبنانية ويعني <نأتي الى دياركم> وهو عبارة عن حافلة تتنقل بين المناطق والبلدات اللبنانية مع فريق عمل متخصص لتقديم خدمات توعوية حول الوقاية والحد من جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات. وتتضمن الجلسات والخدمات التي يوفرها المشروع توعية عن الحقوق القانونية الصحية والانجابية للنساء والفتيات بمختلف الأعمار، واحالة متخصصة الى خدمات الدعم النفسي الاجتماعي والقانوني والطبي المجاني التي توفرها مراكز <أبعاد> المتخصصة وفقاً للحاجة. ولقد تمت دعوة <أبعاد> للمشاركة في قمة الحلول الخاصة التي عقدتها الأمم المتحدة في مقرها في نيويورك في أيلول (سبتمبر) لتعريف هذه المبادرة أمام العديد من رواد ورائدات الابتكار وقادة الأعمال الخيرية وصناع السياسات والأكاديميين.

مديرة برنامج <جينا الدار> هلا جميل وفكرة المشروع!

 

<الأفكار> قصدت مركز <أبعاد> وكان لنا حديث مع مديرة برنامج <جينا الدار> السيدة هلا جميل لتطلعنا على فكرة المشروع وأهدافه ونشاطاته. لقد درست السيدة هلا جميل الفنون التشكيلية و<Minor Psychology> ودرّست فترة من ثم اكتشفت ان لديها طاقة كبيرة تود ان تستثمرها في مكان آخر، فدخلت الى هذا المجال. قبل ان تنضم الى <أبعاد> في آذار (مارس) 2016 عملت مع جمعية ايرلندية، تسلمت مشاريع أخرى موازية لـ<جينا الدار>، <جينا الدار> هو الأساس الذي بدأت به بكل تفاصيله، كما عملت ضمن مشروع لـ<UN Women> الذي كان يتنفس في مناطق مختلفة في الشمال والبقاع وطرابلس. وفي <أبعاد> تسلّمت مشروعاً لتعزيز وتمكين النساء الاقتصادي والاجتماعي في مناطق معينة في لبنان منها باب التبانة، وجبل محسن، والقبة، والبقاع، وكفرزبد، ومجدل عنجر.

ونسألها عن فكرة <جينا الدار>، ولماذا سُمي المشروع بـ<جينا الدار> فتقول:

- لدى <أبعاد> مشروع يُدعى <المساحات الآمنة> وهو مشروع بالشراكة مع وزارة الشؤون الاجتماعية، اذ يكون فريق <أبعاد> موجوداً داخل مراكز الوزارة وأيضاً في مراكز الخدمات الانمائية ويقدم خدمات ادارة حالات، كما يقدم خدمات علاج نفسي وطب شرعي. وتقيم <أبعاد> دورات تدريبية: التدريب على مهارات حياتية أولية مثل الخياطة، والتطريز، وأعمال لاعالة اسرتهن، ونقوم بتمثيل قضائي اذا كان لدى السيدة حاجة لذلك. اذاً <المساحات الآمنة> تُقدم هذه الخدمات لكن الدراسات كانت ولا تزال تفيد بأن هناك سيدات لا يأتين الى <المساحات الآمنة> والسبب ان زوجها لا يقبل ان تتنقل اكثر من ساعة في السيارة، كما ان هناك حواجز لا تقدر ان تمر عبرها، او ليس لديها المال لتدفع للتاكسي وما شابه... اي هناك أسباب عديدة ومن هنا انطلقت فكرة الباص اذ بدل ان تقصد السيدات مراكز <أبعاد> (لدى أبعاد 14 مركزاً في لبنان)، قررنا ان نذهب اليهن. وقمنا بأول جولة في الباص في آب (أغسطس) 2016، ومنذ ذلك الحين يتنقّل الباص في المحافظات اللبنانية بين الشمال والجنوب وجبل لبنان وبيروت والبقاع وعكار. لقد وصلنا الى مختلف المناطق اللبنانية ومنها وادي خالد، وشبعا، وبوابة فاطمة، والنبطية، وحاصبيا، ومرجعيون، والهرمل، والقاع، وبيت جعفر، وكسروان، وعشقوت، وفاريا، وحراجل، وعاليه وغيرها من المناطق.

وعن كيفية اختيار المناطق تشرح السيدة هلا:

- في كل محافظة هناك ما يُعرف بـ<Working Group> وهو تجمع بقيادة المفوضية العليا السامية لشؤون اللاجئين، و<UNFCR> تقود هذه الجمعيات الأهلية والدولية بمنطقة معينة مثلاً في الشمال: جماعة الشمال تحضر مرة في الشهر وتخبر ماذا يفعلون، لكي لا تُقدم الخدمات نفسها. ولتفادي ذلك هناك <Working Group> اذ نذهب كل شهر وننسق من يقوم بكذا وكذا وما شابه، وبالتالي يتم تقسيم العمل اذ نسأل بكل منطقة اين يحتاجون لخدمات <جينا الدار> ولهذا النوع من التوعية، وبعدما نختار المناطق ننسق مع السلطات المحلية وطبعاً ندخل الى البلدية لنرى أي الجمعيات الأهلية في المنطقة التي تعمل بالأساس هناك لتساعدنا باستقطاب الناس، إذ ليس بالضرورة ان تكون هذه الجمعيات ضمن <أبعاد>.

 

نشاطات <جينا الدار>!

وبالسؤال عن نشاطات <جينا الدار> تقول:

- يقوم مشروع <جينا الدار> بثلاثة أنواع من الأنشطة: تُقدم جلسات توعوية مع السيدات عن الحقوق القانونية والحقوق الصحية والجنسية والانجابية للسيدات بحالات العنف. وفي الوقت الذي تُعقد فيه الجلسات للسيدات، تُقام جلسات دعم نفسي واجتماعي مع الأطفال يقوم بها ناشطون متخصصون، كما يُقدم مسرح تفاعلي او مسرح اعادة تمثيل او مسرح دمى عن القضايا التي تتعلق بحقوق المرأة: الحق بالعمل، الحق باختيار الشريك، الحق بتأخير سن الزواج، والحق بالارث. ان مسرح اعادة التمثيل هو مسرح ارتجالي وبالتالي القضايا التي تطرحها السيدات يتم اعادة تمثيلها على المسرح، فيما مسرح الدمى التفاعلي هي أربع قصص يتم تحضيرها مع الدمى، ولكن هناك أيضاً مساحة للجمهور حيث يقوم بالتمثيل ويعطي الحل عندما تتعقد الأمور. وفي المسرح التفاعلي نستهدف الرجال والشباب اي كل الأعمار والفئات اذ يشارك ايضاً الرجال بالنشاطات التي لها علاقة بالمسرح. وأحياناً نقول للبلدية عما اذا كان أحد افراد الكشافة يود ان يتحدث عن أمر ما او ان أحد أبناء القرية يرغب ان يتلو القصائد فننظم أمسية شعرية الى ما هنالك.

ــ هلا شرحت لنا اكثر عن جولة الباص والكلفة؟

- أولاً يقوم الباص بنقل السيدات من والى مكان الجلسة، فبعد التنسيق مع السلطات المحلية تتجمع السيدات في مكان معين، من ثم يصل الباص الى ذلك المكان ويقلّهن الى منازلهن بين الجلسة والأخرى. يستوعب الباص بكل جولة تقريباً 400 شخص ما بين سيدات ورجال وأطفال وذلك على مدى يومين، واحياناً يأتي 500 شخص. عادة يكون شخصان على الأقل: واحد يقدم الجلسة الشرعية وواحد يقدم الجلسة الصحية. وهناك ناشطون مع الأطفال، وسائق الباص، وأيضاً تكون المنسقة معنا وبالتالي يعمل سبعة أشخاص بكل جولة، اما كلفة الجولة الواحدة على مدى يومين ما بين الدفع للناشطين والمسرحية وسائق الباص فتصل تقريباً الى 4000 دولار.

وتتابع:

- لا نقوم بالجولات على مدار السنة اذ انه في شهر كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) وآذار (مارس) ونيسان (أبريل) يكون الطقس بارداً اذ لا نقدر ان نعمل في هذه الأشهر، ولكن طبعاً نعمل على التنسيق مع الجمعيات ونستحصل على التراخيص، ففي تلك الأشهر نعمل في الساحل مثلاً في الشهر الماضي عملنا 8 جولات اذ بكل اسبوع قمنا بجولتين، وأحياناً هناك أشهر نقوم بجولتين في الشهر وأحياناً يكون في الشهر جولات اكثر ونعمل ايام السبت والأحد. والعمل مع البلديات والتعاون مع الوزارة يسهل عملنا اذ أحياناً ندخل الى مراكز الخدمات الانمائية لأننا قمنا بمذكرة تفاهم مع وزارة الشؤون الاجتماعية، اذ ننسق مع مراكز الخدمات الانمائية في المناطق التي تمنحنا الموافقة لانه من خلالها نقدر ان نستهدف ونستقطب النازحين السوريين.

ــ ماذا تفعلون خلال الجولة؟

- نصل الى المنطقة في الصباح الباكر اذ نكون عند الثامنة صباحاً في القرية الفلانية بعدما نكون قد نسقنا ثلاث مجموعات في اليوم الأول، يعني ثلاث مجموعات سيدات مقابلها يكون هناك ثلاث مجموعات أطفال، اذ هؤلاء السيدات يأتين بأطفالهن، مثلاً في اليوم الأول اتولى ادارة 6 جلسات: ثلاث جلسات للسيدات وثلاث جلسات للأطفال بشكل متوازٍ ففي الجلسة الأولى نبدأ من العاشرة صباحاً لغاية 12 ظهراً، وفي الجلسة الثانية من الساعة 12 ظهراً لغاية 2 بعد الظهر، وفي الجلسة الثالثة من الساعة 2 لغاية 4 بعد الظهر. وبعدما انتهي اذهب وأحياناً يبقى الباص في المنطقة، وفي اليوم الثاني تكون هناك مجموعتان سيدات ومجموعتان أطفالاً، وفي كل مجموعة يكون هناك من 25 الى 30 سيدة، وأيضاً من 25 الى 30 طفلاً، اذ تتم

الجلسات معاً، وبعدما ننتهي من هذه الجلسات تبدأ المسرحية، أي يكون هناك 5 جلسات على مدار يومين بالاضافة الى المسرحية.

وتتابع:

- تدور هذه الجلسات حول التوعية عن الحقوق القانونية والصحية للسيدات بحالات العنف، ويتعلمن عن قانون حماية الأسرة 293، وعن أهمية تأخير سن الزواج ما بعد سن 18، وأيضاً تكون هناك حلقة في حال التعرض للاعتداء والاغتصاب وعن الاجراءات القانونية والصحية التي تقوم بها السيدة خلال 48 ساعة، بالاضافة الى اننا نقوم باحالة للسيدات اذا اخبرننا انهن بحاجة لكذا وكذا، او انه يحصل معهن كذا وكذا، فنقوم باحالتهن الى أقرب مركز يقدم الخدمة التي يحتجن اليها. صحيح ان هناك حالات اعتداء جنسي ولكن الفرق ان السيدات اليوم يخبرن عما حصل معهن، فعندما قمنا في العام 2017 بحملة <مين الفلتان> تبين ان واحدة من أصل اربع سيدات تتعرض للاعتداء اي 25 بالمئة، ولكن بالرغم من ذلك لا يزال الموضوع <تابو> وهناك العديد من النساء لا يبلغّن عما اصابهن، ولكن الحمد لله بفضل الجهود التي بذلناها لم تعد المرأة مجبرة على الزواج من مغتصبها كما كان يحصل في السابق.

جائزة عالمية!

 

وعن الجائزة العالمية التي حصدها <جينا الدار> تقول:

- كنا قد قدمّنا حملة <مين الفلتان> لـ<Sustainable Development Goals> وهي منصة عالمية تستقبل كل الجمعيات التي تقدّم الحملات، وربحنا أيضاً اذ كنا من الأوائل، كما حصدت <أبعاد> جائزة عالمية عن حملة <الأبيض ما بيغطي الاغتصاب> والتي على أثرها تم الغاء مادة العقوبات 522 من القانون اللبناني الذي كان يعفي المغتصب من عقوبة السجن في حال زواجه من الضحية. وهكذا وصلنا الى <Sustainable Development Goals> (SDG) اذ لديها شق آخر وهو الشق المتعلق بالفقرة الخامسة التي لها علاقة بالمساواة الجندرية اذ نقدم على اساسه مشروعاً، وهكذا فعلنا قدمنا <جينا الدار> على اساس انه واحد من المشاريع التي تساهم او تسعى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتم اختيارنا واحداً من اصل عشرة مشاريع او مبادرات عالمية قُدمت من أصل 965 جمعية، وتم اختيار مشروعنا واحداً من اصل العشرة الأوائل، والملفت للنظر انه تم استقبال مؤسسة ورئيسة <أبعاد> السيدة غيدا عناني في نيويورك بالتزامن مع استقبال الرئيس العماد ميشال عون في قمة نيويورك اذ هناك يستقبلون الجوائز، وهذه القمة لا يذهب اليها الا رؤساء الدول والسياسيون الذين يحركون كل القضايا والأكاديميون ورؤساء المجتمعات المدنية بكل دول العالم اذ يُسمح لهم فقط بالدخول الى القمة، وحتى موظفو الأمم المتحدة لا يقدرون ان يدخلوا بذلك اليوم، فهذا الأمر رفع اسم لبنان عالياً بغض النظر عن الفساد المستشري في البلاد والأزمات المالية، اذ للأسف يشحذ أهل السياسة المال في القمم العالمية، ولكن في هذه القمة تسلّمنا جائزة عالمية وهذا أمر يسعدنا كثيراً لاسيما ان 965 جمعية هي التي قامت بالتصويت لمشروعنا، مما يعني ان المجتمع المدني في لبنان ناشط وخير دليل على ذلك الجائزة العالمية التي مُنحت لمشروعنا. ومنذ أيام كنت اتحدث مع منسق المشروع بأننا نود ان يُستعمل الباص بشكل يكون صديقاً للأشخاص ذوي الاحتياجات الحركية الخاصة لكي يقدروا ان يستقلوا الباص، أي أننا لا نزال نحضر الباص بشكل يستقبل ذوي الاحتياجات الحركية الخاصة، وأيضا سنستهدف كبار السن اي سنخصص مجموعات لكبار السن لأنه حتى السيدة المتقدمة في السن تتعرض للعنف.