تفاصيل الخبر

مشرفية دشن التواصل الوزاري مع سوريا: لا شروط مسبقة لعودة آمنة للنازحين!

19/03/2020
مشرفية دشن التواصل الوزاري مع سوريا: لا شروط مسبقة لعودة آمنة للنازحين!

مشرفية دشن التواصل الوزاري مع سوريا: لا شروط مسبقة لعودة آمنة للنازحين!

 

 

[caption id="attachment_76134" align="aligncenter" width="600"] وزير السياحة رمزي مشرفية ووزير السياحة السوري محمد رامي مرتيني[/caption]

في الوقت الذي كان فيه رئيس الحكومة حسان دياب يقيّم ايجاباً اللقاءات التي عقدها وزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي مع نظرائه العرب على هامش مؤتمر وزراء الداخلية العرب في تونس، وبينهم الوزير السعودي والوزير الاماراتي على أمل أن تشكل هذه اللقاءات فاتحة لجولته الخليجية... في هذا الوقت أتت الزيارة التي قام بها وزير السياحة والشؤون الاجتماعية الدكتور رمزي مشرفية الى دمشق لتفتح الباب مجدداً أمام عودة التواصل الوزاري المباشر مع المسؤولين السوريين بهدف معالجة القضايا المشتركة التي تهم البلدين، وفي مقدمها في الوقت الراهن، قضية النازحين السوريين الذي يسعى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى تأمين عودتهم الى بلادهم للحد من التداعيات السلبية لوجودهم في لبنان على مختلف القطاعات، الاقتصادية والأمنية والصحية والتربوية الخ...

واللافت ان زيارة مشرفية الى دمشق لم تتعرض لـ"هجمات" الفريق السياسي المعارض لأي تواصل مع سوريا، كما حصل مع الوزير السابق صالح الغريب، بل مرت الزيارة من دون ردود فعل عنيفة كالتي سجلت في زيارة الغريب، مع العلم ان الوزير مشرفية، كما الوزير الغريب، يمثل رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان في حكومة دياب وتسلم ملف النازحين من سلفه الوزير الغريب بعدما ألحق هذا الملف بوزارة الشؤون الاجتماعية ولم يعد له وزارة منفصلة. ثمة من قال إن الاعتراض على زيارة مشرفية الى العاصمة السورية كان أقل من الضجة التي أثيرت خلال زيارة الوزير الغريب، لأنه ــ أي مشرفية ــ "وزير اختصاص" وليس "وزيراً سياسياً" في حين رأى آخرون ان هناك الحد الأدنى من "الواقعية" الذي بدأ يظهر لدى المعارضة من مسألة التواصل مع سوريا طالما ان هذا التواصل يتم على مستوى وزراء ولأهداف محددة، ولم يصل الى المستوى السياسي الذي يبرز من خلال زيارات وزراء سياسيين، من مثل وزير الخارجية والمغتربين، أو رئيس الحكومة وصولاً الى رئيس الدولة.

لا عوائق أمام عودة النازحين!

لقد بدا من خلال اللقاءات التي عقدها مشرفية في دمشق مع وزراء السياحة محمد رامي مرتيني والبيئة والادارة المحلية حسن مخلوف والعمل والشؤون الاجتماعية ريما القادري، ان دمشق راغبة بقوة بعودة التواصل مع المسؤولين اللبنانيين على مختلف المستويات وذلك من خلال "الايجابية" التي أبداها الوزراء الثلاثة في التجاوب مع الطرح اللبناني في مسألة عودة النازحين التي استقطبت الحيز الأكبر من المحادثات، خصوصاً ان الجانب السوري أبلغ الوزير اللبناني الضيف بأن التعليمات التي أعطاها الرئيس بشار الأسد واضحة لجهة تسهيل مهمة الوزير مشرفية والتجاوب مع كل ما يطرحه لتسهيل عودة النازحين السوريين الى بلادهم، لاسيما وان الآلية التي وضعتها دمشق لهذه العودة تقوم أساساً على الاهتمام بالعائدين وتأمين حاجاتهم على مختلف الصعد، مع التشديد على ان لا شروط سورية مسبقة يمكن أن تعيق العودة أو تؤخرها، بل على العكس فإن قرارات عدة صدرت بالتزامن مع أحكام العفو المتعلقة بالحق العام، لإزالة العوائق عن عودة النازحين لاسيما الشباب منهم من أجل تحفيزهم من جهة، وطمأنتهم الى مستقبلهم ومصيرهم من جهة أخرى. وبدا واضحاً من خلال ما سمعه الوزير مشرفية، ان القيادة السورية باتت تتعامل بـ"مرونة" مع هذا الملف، لاسيما من الناحيتين الأمنية والقضائية، إضافة الى النواحي الاجتماعية والانسانية، علماً ان المسؤولين السوريين قالوا ان "شبكة أمان اجتماعية" تتوافر للعائدين على مختلف المستويات.

ويؤكد الوزير مشرفية أمام الذين التقاهم بعد عودته من دمشق، على ان القيادة السورية لا تمانع في أن تزور المنظمات والهيئات الدولية أماكن وجود العائدين لمعاينة الواقع والتأكد من ان سلامتهم الشخصية مؤمنة وانهم يلقون معاملة جيدة ويحظون بكل حقوقهم. ويضيف الوزير مشرفية ان الانطباعات التي تكونت لديه بعد هذه الزيارة بأن عودة النازحين باتت آمنة عملياً بعدما استعادت الدولة السورية السيطرة على الجزء الأكبر من أراضيها، وان معاينة ميدانية على أرض الواقع تظهر ان شروط العودة الآمنة باتت متوافرة على الأرض، فضلاً عن ان العائدين لا يقيمون في خيم تُنصب لهذه الغاية، بل في منازل وأماكن اجتماعية. ويرى مشرفية ان هذه الوقائع سوف تساعده على استكمال خطة تنظيم عودة النازحين التي باشر باعدادها وقطع شوطاً كبيراً في اتجاه انجازها، على أن يرفعها الى مجلس الوزراء في التوقيت المناسب بعد التشاور في شأنها مع القوى المحلية وبعدما يكون الملف المالي قد خف ضغطه على الحكومة، مع العلم ان البيان الوزاري التزم وضع هذه الخطة خلال مئة يوم من تاريخ نيل الثقة.

ولا يجد الوزير مشرفية ضيراً من زيارته الى سوريا ويتساءل كيف يمكن حل قضية النازحين السوريين وتأمين عودتهم الى بلادهم من دون التشاور مع المسؤولين السوريين لمعرفة متطلبات هذه العودة التي يجمع عليها اللبنانيون على اختلاف انتماءاتهم وخياراتهم. ناهيك عن أهمية التواصل مع سوريا لتأمين انسياب الصادرات الزراعية والصناعية عبر الحدود بأقل كلفة ممكنة. ومن الواضح ان زيارة مشرفية الى دمشق هي بداية لزيارات مماثلة سوف تتم في الآتي من الأيام!