تتَصدّر مواقف رئيس مجلس الأمّة الكويتي مرزوق الغانم بورصة الأخبار العربية وتنال اعجاب الملايين من عموم الشعوب العربية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لاسيما تلك المتعلقة بالصراع العربي الاسرائيلي ما يؤكد ان القضية الفلسطينة هي قضية العرب المركزية وستبقى في ضمائرهم ووجدانهم ولن تموت أو تتم المساومة عليها سواء عبر <صفقة القرن> أو كل محاولات التطبيع المجانية. فالغانم يتميز بمواقفه ولا يساوم على فلسطين والقدس.. فكيف لا والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين والشعب الفلسطيني شعب شقيق اقتلع من أرضه وحرم من أبسط حقوقه وأصبح لاجئاً في أرضه وفي أربع رياح الأرض؟ ويا ليت باقي المسؤولين العرب يتشبهون بالغانم الذي لا يفرط بالحقوق الوطنية والقومية ويهرول الى التطبيع المجاني مع عدو غاشم لا يقر لا بالحقوق الفلسطينية والعربية ولا يعترف بقرارات الامم المتحدة ولا حتى بالاتفاقيات الثنائية التي عقدتها السلطة الفلسطينية مع هذا الكيان الغاصب الذي يمارس احتلاله دون حسيب أو رقيب مدعوماً من اعتى امبراطوريات العصر الغاشمة وهي الادارة الأميركية.
ومرزوق الغانم المولود في الكويت عام 1968 ابن رجل الأعمال علي محمد ثنيان الغانم ووالدته السيدة فايزة الخرافي وخاله رئيس مجلس الأمة الراحل جاسم الخرافي، وعمه عبد اللطيف الغانم كان رئيساً للجنة كتابة الدستور في أول برلمان كويتي عام 1963 ويعتبر واحداً من الرجالات الذين أرسوا بناء صحيحاً للمسار الديمقراطي الذي تنعم به دولة الكويت اليوم، هو حاصل على بكالوريوس هندسة ميكانيكية بامتياز مع مرتبة الشرف ــ جامعة سياتل، الولايات المتحدة الأميركية، ورئيس مجلس إدارة نادي الكويت الرياضي من عام 2002 وحتى الآن، وقد انتخب نائباً منذ العام 2006، وتولى عدة لجان نيابية وأصبح رئيساً لمجلس الامة عام 2013، ويكون بذلك أصغر رئيس مجلس أمة في تاريخ الكويت وأعيد انتخابه عام 2016.
فالغانم وقف بكل شجاعة في المُؤتمر 137 للاتحاد البرلماني الدّولي في مدينة سانت بطرسبورغ الروسيّة عام 2017 موجهاً كلامه الى الوفد الاسرائيلي المشارك، واصفاً ما تمارسه اسرائيل بإرهاب الدولة، مخاطباً الوفد بالقول: <عليك أيها المُحتل الغاصب أن تحمل حقائبك، وتخرج من القاعة بعدما رأيت ردّة فعل برلمانات العالم، فأُخرج من القاعة إن كان لديك ذرّة من كرامة، يا مُحتل، يا قتلة الأطفال>، وبالفعل غادر وفد الكيان الصهيوني المُحتل القاعة، الا ان المفارقة كانت اشادة أمير الكويت صباح الاحمد الصباح بموقف الغانم الذي وصفه بالمشرّف وقال ان دولة الكويت تدعم على الدوام الفلسطينيين لاستعادة حقوقهم المشروعة وتنصر قضيتهم العادلة.
كما طالب الغانم، إدراج رفض التطبيع وتحريمه سياسياً في البيان الختامي لأعمال المؤتمر الـ19 للاتحاد البرلماني العربي الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان في 9 آذار (مارس) الماضي، معبراً عن رفض التطبيع، معتبراً أنها النقطة الأهم في الحديث عن ملف القدس، وقال إن العدو لا يريد أن نتحدث عن القضية الفلسطينية حتى في خطاباتنا، داعياً إلى بذل أي جهد دبلوماسي لدعم القضية الفلسطينية.
كما ان الغانم وصف <ورشة البحرين> وهي الوجه الاقتصادي لـ<صفقة القرن> بأنها ترمي إلى تكريس الاحتلال وإضفاء الشرعية عليه، داعياً الحكومة الى مقاطعتها.
فتحية لمرزوق الغانم الذي يشكل نموذجاً يحتذى به ونأمل من كل مسؤول عربي أن يحذو حذوه ولا يفرط بالحقوق القومية ويجنح نحو التطبيع المجاني، ولا يسعنا إلا أن نقول: مرزوق الغانم.. أنت تمثلنا.