تفاصيل الخبر

مـريـــــض يــــــداوي مـريـضـــــــاً!

13/01/2017
مـريـــــض يــــــداوي مـريـضـــــــاً!

مـريـــــض يــــــداوي مـريـضـــــــاً!

 

بقلم: كوزيت كرم الأندري

cosette11-----6 

من هم هؤلاء المدعوّون من قبل وزير الإعلام ملحـــــــم الريــــــاشي (مشكوراً) لتحسين وتنظيم المشهــــــد الإعـلامـــي اليــــوم؟ أليسـوا هـم ــ بقســم منهـــم، لاسيما القيمين على الإعلام المرئي ــ من نزل بالإعلام إلى أقصـــى درجـــات الحضيض؟؟ أليسوا هــم مـن حـــوّل نشرة الأخبـــار إلى مهزلــة لغويــة؟ أليسوا هم من أسقط معايير <مذيعــة> النشرة على حســاب <ســتريبتيـــــزوز> النشـــــرة؟ أليسوا هم (ونحن لا نعمّم طبعـــــاً) مــن نسفـــوا الفكــــر والثقافــــة والتنويـــر وحتــى الترفيه النظيف على حساب <الجأجـــــــأة> و<المرقعــــــــة> والإثارة الرخيصة، فأفسدوا لا بـــل دمّــــروا الـذوق العــام؟ أليســــوا هـــم مــن وضعــــوا <الرجـــــال> جانبـــــا وفتحــــوا هواءهم لعصابة من <المائعين> باتت متحكمة بالإعلام المرئي اليوم؟ (إنها صرعة وموضة وقحة ومقززة!). أليسوا هم من خصصوا هواءهم لميريام كلينك عشية انتخاب رئيس للولايــــــات غــــــير المتحــــــدة اللبنانيـــة؟! أليسوا هــم مـن يلهثـــون ويتناطحـــون لضـــم مراسلة إلى فريقهم، تجاهر بـ<كبيرها> وبالتالي لا تلتزم بأدنـــــى شـــروط الصدقيــــــة المهنيــــة؟ أليســــوا هــــم مـــن يوظفــــــون في التلفزيـــــون الرسمي على أساس طائفي، مهدّدين <هيدي ما حدا يقرّب صوبا> و<هيدا ما حدا يجي صوبه>؟

أما عن رغبة الوزير رياشي ونيتـــه بالتحضـــير لقانـــون يتعلق بالأخلاقيات الإعلامية وآدابهــــا، فـــأرى للأســــــف، كالعديد من الزملاء، تطبيقه شبــه مستحيــل. نحــن شعب يهوى وضع العين من ثقب الباب والتلصص على حياة الآخرين. فلا للموت حرمة عندنا، ولا للدمعة حرمة، ولا للقهـــــر والانكســــار حميمية. كل المبادئ تسقط أمام السّبق التلفزيـــــوني، أمــــام إلــــــهٍ بــــات يـــــركع لــــه الجســــم الإعـــــلامي اليـــــوم ويُدعـــــى الـ<Story>...!

<وطن النجوم> تحـــــــوّل إلى <وطــــن النعــــوش>، لكــــثرة مــــــا نفثت صورهـــــم وتقاريرهم في جمجمتنــــا سمــــاً وتشويهــــاً ودماً. بتنا، بعد متابعة نشرات الأخبار ليلاً، نخلد إلى القلق وشبح الموت يعانقنا. ماما سلمى، <خلصت خلصت قصتنا بس كانت قصة بشعة كتير!>. ستّـــي، <البطــل والبطلــة ما لِحقوا يتجوزوا ولا لِحقوا يجيبـــوا صبيـــان وبنـــات>. رونزا، <مش عم نبرم العالم بنهار، عم نبرم من دفن لدفن ومن عزا لعزا>...

أما بالعودة إلى ورشة العمل فهي تستوجب، يا معالي الوزير، الوقوف عند مشورة وآراء وخبرة أناس ــ محايديـــــن ــ صنعـــــوا مجـــــد هـــــذه المهنــــــــــة، فــــــتُؤلَّف خليـــــــــــة مــــن أصحـــــــــاب الإختصـــــاص والخــــــــبرة المخضرمـــــين، تنكبّ علـــى دراســــة ومناقشــــــة هـــذا الملـــــــف الــــصعب (وشبــــــــه الميؤوس منه)، على أن تُؤخذ آراؤهـــــا بعـــين التنفيـــــذ لا الإعتبار. <تنظيــــم> إعلامنـــا وصف غير دقيــــق للوضـــع الراهن. فالمسألة بحاجة إلى <تطهير> جذري!

أما أنتم، يا فخامة الرئيس العماد ميشال عون، فندعوكم إلى تطبيق شعاركم <الإصلاح والتغيير> في قناتكم، أولاً، قبل تطبيقه في إدارات الدولــــــة، لأن قنـــــاة الشعب يجب أن تليق بـ<شعب لبنان العظيـــم>، كمــــــا تصفونــــه. أمـــــا وصفـــــي أنـــــا، فهــــــو أقـــرب مــن شعــار <ألمــــازة>: <هيدا نحن... هيدا جوّنا>، و<منستاهل>!!