تفاصيل الخبر

مروان حمادة سبّاح في بحر المدارس!

16/06/2017
مروان حمادة سبّاح في بحر المدارس!

مروان حمادة سبّاح في بحر المدارس!

 

بقلم وليد عوض

brevet 

التربية الوطنية جزء من أي ترتيب وطني ضمن سياسة الاعتدال والنأي بالبلد عن التطرف الذي يجلجل أركان المنطقة، وهذا يتطلب البدء في الحصول على أكثرية المقاعد البرلمانية واطلاق عملية التغيير. فأصوات النواب جزء من أي تعديل في المنهج التربوي، وبدون البدء من المدرسة لا يمكن للتطرف والارهاب أن يفرشا ظلالهما.

فالمطلوب من وزير التربية الصديق مروان حمادة ومدير عام الوزارة فادي يرق أن يباشرا التنشئة الوطنية في المدارس الابتدائية فلا يجري تغليب الزعران على الأوادم، وشرير الصف على باقي الرفاق. وعلى مروان حمادة أن يكون متسلحاً بأعلى درجات الرؤية لأن السياسة رؤية قبل كل شيء كما يقول المثل الفرنسي <Gouverner c’est prevoir>.

لقد دخل النائب الراحل نهاد بويز على زعيمه الكتلوي ريمون اده في دارته عند منطقة الصنائع، وقال له: كميل شمعون يريد أن يحكم المنطقة وأنتم مع الشيخ بيار الجميّل تساعدونه على ذلك، وهو غريب عن مفاهيم أهل المنطقة، وعن البيت، فماذا يستطيع العميد ريمون إده أن يفعل؟ وكيف عليه أن يرد العاديات؟

ولاذ العميد اده بالصمت ثم قال لنهاد بويز:

ــ المثل الفرنسي يقول بلسان <نابوليون بونابارت> :الوقت هو السيد الكبير وفي متناوله أن يحل كل المشاكل!

ومروان حمادة (78 سنة) صحافي متألق باللغة الفرنسية، وكان رئيساً لتحرير النشرة السياحية في المجلس الوطني للسياحة زمان السبعينات عندما كان الرئيس هو الشيخ حبيب كيروز، فيما كان رئيس تحرير <الأفكار> رئيساً لتحرير النسخة العربية، كما يحمل مروان حمادة الجنسية الفرنسية ووسام الأرز الفرنسي، وهو أحد أصحاب الرؤية الوطنية وهمه الوطني محصور هذه الأيام في الارتقاء الممكن بوزارة التربية فلا يكون وزير عبور أو مرور، بل يكون وزيراً مؤسساً، وهذا ما يجعله يعتبر تمرير أجوبة الامتحان اليكترونياً خطاً أحمر لأنه يسيء الى معنى الامتحان..

ويستذكر مروان حمادة زمان السبعينات عندما كان كمال جنبلاط وزيراً للتربية الوطنية، وكانت اجتماعات مجلس الوزراء تنعقد في قصر اليونيسكو وكان مطلب الوزير جنبلاط أن يزاد عدد معلمي المدارس حتى تستوفي الدروس معطياتها، ولكن مجلس الوزراء بدءاً من الرئيس فؤاد شهاب والرئيس صائب سلام كان ضد كل زيادة في عدد الأساتذة، وهنا لم يملك كمال جنبلاط إلا أن يخفي وجهه بيديه ليمنع ظهور دمعته، فتدخل الرئيس فؤاد شهاب وقال:

<دموع الوزير أغلى من كل نص> ثم طلب الموافقة على الاقتراح!